يمانيون – متابعات
مع اقتراب انتقال الحرب “الإسرائيلية” على غزّة إلى المرحلة الثالثة، ارتفع منسوب التهويل “الإسرائيلي” بخيارات عدوانية باتجاه لبنان متعددة، ومن ضمنها شنّ عملية برية محدودة في جنوب الليطاني. مع ذلك، لا يجري التداول بهذا السيناريو كونه المفضل أو له الأولوية؛ وإنّما الخيار المعتمد في هذه المرحلة هو العمل على استنفاد الخيار السياسي على أمل التوصل من خلاله إلى اتفاق.

وإذا لم تنجح هذه المساعي؛ عندها يجري الانتقال إلى الخيارات البديلة، ومن ضمنها العملية البرية المحدودة، بحسب سيناريو العدو.

الدوافع

– التحولات المفاهيمية التي استجدت في أعقاب “طوفان الأقصى” على الفكر الاستراتيجي “الإسرائيلي”، في التعامل مع المخاطر المتموضعة على حدود الكيان. وبموجب ذلك، ينبغي على جيش العدوّ إزالة أي وجود لقوى معادية قريبة من الحدود يمكن لها أن تفاجئ “إسرائيل” بخيار شنّ هجوم مشابه لــ”طوفان الأقصى”.

– فشل جيش العدوّ في تحقيق الأهداف المؤملة، خلال نحو تسعة أشهر من الحرب. فلا هو استطاع تفكيك العلاقة بين جبهة لبنان وغزّة، ولا نجح في ردع حزب الله عن مواصلة العمليات، ولا استطاع فرض معادلة تمنح العدوّ هامشًا أوسع من المبادرة والرد.

– ضغط الجمهور “الإسرائيلي” المتواصل من أجل إبعاد خطر حزب الله عن الحدود، وتأكيد النازحين من المستوطنات على عدم العودة ما داموا لا يشعرون بالأمن والأمان، وذلك لا يتحقق عبر تسويات وإنما عبر ضربة عسكرية تعيد إنتاج الواقع القائم على حدود لبنان.

– إدراك قيادة العدوّ الحاجة الملحّة إلى ترميم قوة الردع التي تهشمت على وقع المعارك المستمرة منذ الثامن من تشرين الأول الماضي.

– اقتراب الانتقال إلى المرحلة الثالثة في قطاع غزّة التي وصفها رئيس وزراء العدوّ بأنها سياسة “جز العشب”. ويعني ذلك، أن “إسرائيل” أصبح بإمكانها نقل جزء أساسي من التركيز السياسي والعملياتي باتّجاه حدود لبنان.

مخاطر وقيود

مع ذلك، يواجه هذا الخيار مجموعة من المخاطر والقيود التي انعكست في معارضة عدد من قادة الجيش والخبراء والمعلقين العسكريين، له. ومن أبرزها:

– الأثمان التي يمكن أن يدفعها جيش العدوّ بعدما اتضح حجم التطور الذي يملكه حزب الله في مواجهة القوات البرية والمدرعات؛ حيث تبحث مسيراته وصواريخه المزودة بالكاميرات عن نقاط تمركزها داخل مناطق الجليل لاستهدافها.. فكيف إذا ما أرادت التوغل بريًا في الأراضي اللبنانية؟!

– احتمال أن يتجاوز ردّ حزب الله على هذا التوغل البري قواعد الاشتباك السائدة. ولا يوجد ما يضمن أن يتعامل حزب الله مع العملية البرية على أنها هجوم محدود. وفي هذه الحال؛ من المرجح أن تتدحرج العملية المحدودة نحو معركة كبرى على خلاف تقديرات ورهانات العدو. ومن هناك سيكون من السهل التدحرج نحو حرب إقليمية.

– بالموازاة، يوجد العديد من التقارير “الإسرائيلية” التي تؤكد بأن الجيش غير مستعد لمعركة بهذا الحجم، وما يؤكد هذا التصور كونها تأتي بعد تسعة أشهر من المعارك المتواصلة. وبعدما ثبتت محدودية قوة جيش العدوّ بمنسوب أقل بكثير مما كان يفترضه كثيرون. يُضاف إلى ما تقدم العديد من التقديرات التي تحذر من أن أي حرب كبرى ستُلحق دمارًا هائلًا بالبنى التحتية والصناعية “الإسرائيلية”. وهذا ما حذر منه أيضًا وزير الحرب الأميركي لويد اوستن.

في الخلاصة، من الواضح أن التلويح بالعملية البرية المحدودة أتى بديلًا عن بدائل أخرى، وفي محاولة تجنب أشدها خطورة وتحديدًا الحرب الشاملة. خاصة بعد فشل سياسة الاستهداف الموضعي والضربات الجوية التي فشلت أيضًا في تدمير منشآت استراتيجية موجودة على مسافة غير بعيدة من الحدود، كما أكدت صحيفة “يديعوت احرونوت”.

مع ذلك، يبقى أن من ضمن السيناريوهات التي يخشاها قادة العدوّ أيضًا، ما حذر منه عدد من كبار ضباط الجيش بأن سيناريو العملية البرية قد يؤدي إلى التورط في حرب استنزاف مفتوحة ستؤدي في النهاية إلى تعميق هزيمتها ومُفاقمة مأزقها.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: العملیة البریة جیش العدو حزب الله

إقرأ أيضاً:

خريس: لتعزيز التماسك الداخلي من أجل الخروج من أزمتنا

قال عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب علي خريس إنّ "لبنان يعيش في مرحلة من أخطر وأصعب المراحل"، مشيراً إلى أن الحرب الإسرائيلية لم تشمل جنوب لبنان بل كل المنطقة، وقالت: "لقد اعتمدت الحرب التدمير الممنهج لاخلاء الجنوب من سكانه، لكن الشعب الطيب تحدى العدو وعاد الى بيته المدمر وكأنه يقول بانه لن نتخلى عن وطننا وجنوبنا وأهلنا".   وفي كلمة له خلال حفل تأبيني، قال خريس: "نحن بحاجة الى وحدة حقيقية في ظل التدمير الذي يعتمده العدو الذي لم يلتزم بوقف اطلاق النار".   وسأل: "أين الدول الراعية ولجنة المراقبة والولايات المتحدة وفرنسا لوضع حد للعدوان والخروقات الاسرائيلية اليومية في جنوب لبنان؟". وأكد أن "المطلوب المزيد من التماسك الداخلي والوحدة الداخلية"، وأردف: "بامكاننا اليوم أن نخرج من ازمتنا، وعلى الكل تلبية دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري في 9 كانون الثاني المقبل كي يستقيم الوضع".

مقالات مشابهة

  • انفجارات «بيجر» في لبنان.. شهادات الموساد تكشف أهداف العملية وموقف نصرالله     
  • حذيفة عبد الله: سوف تسقط قريباً الدعاوي “الزائفة” التي تسوق خطاب حكومة المنفى
  • حزب الله يكشف عن المعادلة الوحيدة التي تحمي لبنان
  • خبر من جنوب لبنان... العدوّ سلّم اليونيفيل 7 لبنانيين
  • خريس: لتعزيز التماسك الداخلي من أجل الخروج من أزمتنا
  • عمراني: “مواجهة الأهلي صعبة وعلينا التركيز وتفادي الأخطاء”
  • القوات اليمنية تعلن تفاصيل العملية الجديدة في عمق “تل أبيب”
  • ثعبان “أبو العيون” من أشهر الكائنات البرية في منطقة الحدود الشمالية
  • ثعبان “أبو العيون” من أشهر الكائنات البرية في الحدود الشمالية
  • مسيرات ووقفات حاشدة بالضالع بعنوان “مع غزة جهاد وتعبئة واستنفار.. وجاهزون لردع أي عدوان”