هل يصوت الملك تشارلز في الانتخابات البريطانية؟
تاريخ النشر: 5th, July 2024 GMT
مع كل انتخابات عامة تجري في بريطانيا، تتنامى الأسئلة عما إذا كان الملك تشارلز وأفراد العائلة المالكة لهم الحق في التصويت كمواطنين بريطانيين من عدمه.
ووفق تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست، يمكن لهم التصويت من الناحية القانونية، إذ لا يوجد ما يمنعهم، ولكنهم لا يفعلون ذلك، فرغم أن النظام ملكي دستوري في بريطانيا، إلا أن الملك لا يحكم بالنهاية.
ونقلت الصحيفة عن الخبير في الشؤون الملكية، ريتشارد فيتزويليامز، أن العاهل البريطاني وأفراد العائلة المالكة "اختاروا الامتناع" عن التصويت، مشيرا إلى أنهم يمتنعون عن أي "شي آخر من شأنه أن ينتهك الحاجة بموجب الدستور غير المكتوب إلى أن تكون الملكية فوق السياسات الحزبية".
الملكية البريطانية مارست السلطة المطلقة لعدة قرون، ولكنها تغيرت وتطورت لتصبح مؤسسة تتولى قيادة الجيش والكنيسة والسلطة القضائية والمدنية، ولها سلطة حل البرلمان ورفض القوانين.
ولهذا تحتفظ العائلة الملكية بمكانتها كمؤسسة "رمزية فرق حدود وتوجهات السياسات الحزبية، من دون أن تبدو وكأنها تحابي أي جانب"، ولهذا لا يصوت أفراد العائلة المالكة.
روبرت هازل، أكاديمي في جامعة كوليدج لندن، اتفق في تصريحاته للصحيفة مع ما تحدث به فيتزويليامز مشيرا إلى أنه بموجب ما يشبه "المعاهدة" كبار أفراد العائلة المالكة "لا يصوتون حفاظا على الحياد السياسي للعائلة الملكية".
ويتوقع أن يبقى الملك "محايدا سياسيا في كل الأمور"، رغم وجود أدوار له، إذ يمكنه "تقديم النصح والتحذير" للوزراء عند الضرورة، بحسب الموقع الإلكتروني للعائلة المالكة.
وبموجب القانون فالملك هو رئيس السلطة التنفيذية، وجزء لا يتجزأ من السلطة التشريعية، ويعتبر رئيسا للسلطة القضائية، والقائد العام للقوات المسلحة، والحاكم الأعلى لكنيسة إنكلترا، وفق تقرير سابق لرويترز.
تضم السلطة التشريعية في بريطانيا: مجلس العموم ومجلس اللوردات والملك، وفي اليوم التالي للانتخابات يدعو الملك زعيم الحزب الذي فاز بأكبر عدد من المقاعد في مجلس العموم ليصبح رئيسا للوزراء ويشكل الحكومة.
ويفتتح الملك جلسات البرلمان، وله السلطة بحل البرلمان قبل إجراء انتخابات عامة، ويلقي خطابا يحدد ملامح السياسات المقترحة للحكومة والبرلمان.
وعندما تتم الموافقة على مشروع قانون بأغلبية في مجلس العموم ومجلس اللوردات، يصادق عليه الملك.
ويجري الملك اجتماعات دورية، أكان مع رئيس الوزراء أو حتى مع كبار المسؤولين في الدولة، ويترأس اجتماعات شهرية لمجلس الملك الخاص للمصادقة على القرارات المختلفة، إضافة لاستقبال السفراء الجدد.
ويتوقع في الانتخابات العامة التي تجري حاليا أن تشهد فوز حزب العمال وخروجا تاريخيا للمحافظين من السلطة بعدما استمروا في الحكم منذ عام 2010، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس.
ويثير المحافظون استياء البريطانيين بعد ترؤس خمسة من زعماء الحزب الحكومة في البلاد خلال 14 عاما. ويتطلع الناخبون إلى التغيير بسبب سياسات التقشف وأزمة تكاليف المعيشة، ونظام الصحة العامة المتهالك، ما دفع المحافظين في الأيام الأخيرة إلى الإقرار بأنهم لا يسعون إلى الفوز، بل إلى الحد من الغالبية التي يتوقع أن يحققها حزب العمال.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: العائلة المالکة فی بریطانیا
إقرأ أيضاً:
الملك تشارلز يظهر علنًا بعد معاناته من آثار جانبية لعلاج السرطان
ظهر العاهل البريطاني الملك تشارلز علنًا لأول مرة منذ دخوله المستشفى بعد أن عانى من آثار جانبية مؤقتة جراء علاجه من السرطان، حيث غادر قصر كلارنس هاوس في لندن صباح اليوم الجمعة في طريقه إلى قصره في هايغروف، غلوسترشاير، وسط ترحيب الحشود.
جاء هذا بعد أن قضى فترة قصيرة في مستشفى لندن كلينيك، حيث تلقى رعاية طبية بعد أن عانى من "مطب خفيف" في طريق علاجه، وفقًا للمصادر الملكية.
تأجيل مواعيد ملكية بسبب النصيحة الطبية
وأعلن قصر باكنغهام أنه تم إلغاء رحلة الملك إلى برمنغهام اليوم الجمعة بناءً على توصيات طبية، بعد أن تم تحديد أن الملك بحاجة إلى فترة من الراحة عقب فترة قصيرة قضاها في المستشفى. كما أُلغيت اجتماعات كانت مقررة مع ثلاثة سفراء، حيث أعرب الملك عن أسفه لعدم تمكنه من حضور هذه المناسبات الهامة.
فيما يتعلق بصحته، أكد القصر أن الملك البالغ من العمر 76 عامًا في حالة تحسن، موضحًا أن آخر التطورات كانت "مجرد عثرة طفيفة" في مسار علاجه، وطمأن القصر أن جدول مهام الملك العامة، الذي كان قد استؤنف في أبريل 2024 بعد العلاج الأولي، سيُستأنف في الأسبوع المقبل.
أنشطة الملك في الأشهر الأخيرة رغم حالته الصحية
رغم معاناته المستمرة من آثار السرطان، واصل الملك تشارلز أداء واجباته الرسمية بشكل علني. في الأسابيع الأخيرة، قام الملك بزيارة دبلوماسية إلى أيرلندا الشمالية، وتفاعل مع العديد من الشخصيات السياسية البارزة، بما في ذلك لقاءات مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء الكندي الجديد، مارك كارني. كما قام الملك بإطلاق قائمة تشغيل لأغانيه المفضلة، وحضر مناسبات دينية هامة.
ومن المقرر أن يسافر الملك إلى إيطاليا في زيارة دولة الشهر المقبل، رغم أن الاجتماع المقرر مع البابا فرانسيس قد تم إلغاؤه بسبب اعتلال صحة البابا.
غموض حول تفاصيل مرض الملك
ووفقا لتقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" اليوم الجمعة، فإن تفاصيل مرض الملك تشارلز، بما في ذلك نوع السرطان والعلاج الذي يتلقاه، لا تزال سرية. لكن القصر الملكي أشار إلى أن التشخيص جاء بعد ملاحظة حالة صحية أخرى أثناء علاج الملك من تضخم البروستاتا الحميد في عام 2024، وتم الإعلان عن حالته الصحية لمنع التكهنات ولتوعية الجمهور بشأن مرض السرطان.