قناص المقاومة .. أسطورةٌ تولد من رحم المعاناة
تاريخ النشر: 5th, July 2024 GMT
في قلبِ حصارٍ خانقٍ، وتحتَ وطأةِ عدوانٍ شرسٍ، تُثبتُ غزة يوماً بعد يوم أنّ إرادة الحياة أقوى من جبروت المحتل، وأنّ بندقية المقاوم الفلسطيني لا تُفرّق بين جنديٍ مُجندٍ قسرًا، وآخر جُلب من بقاع العالم ليُصبّح وقوداً لِمَشروعٍ استعماريٍ فاشل. فلم يَعُد سراً أن قناصي المقاومة الفلسطينية – وخاصةً كتائب عزّ الدين القسام – قد أصبحوا كابوساً يُلاحق جنود الاحتلال في كلّ زاويةٍ من قطاع غزة، وذلك رغم الفارق الكبير في الإمكانيات والتدريب.
لم يكن الأمر مجرد صدفة، بل كان نتيجة حتمية لِمَعادلةٍ جديدةٍ فرضتها مقاومةٌ لا تهاب الموت، وتُدرك أنّ لا قيمة لِلعُدة و العتاد أمام قوة الإيمان و صدق العقيدة. فقد تحوّلت شوارع غزة و أزقّتها إلى مُستنقعٍ يبتلع غرور قناصي العدو الذين تَباهَوا بِشهاداتهم و ميدالياتهم، ليَجدوا أنفسهم أمام جيلٍ جديدٍ من المُقاتلين لا يعرف الخوف سبيلاً إلى قلوبهم.
إنّ نجاح مُقاتلي القسام في استهداف قناصي العدو “المُدّربين” يحمل في طياته أبعادًا معنويةً كبيرة، فهو يُؤكّد زيف ادّعاءات الاحتلال حول قوة جنوده و تفوّقهم العسكري، ويُعزّز من ثقة الشعب الفلسطيني بِمقاومته و يُصبّ في خانة كسر هيبة العدو و زَرع روح الهزيمة في صفوفه.
لقد أثبتت مُواجهاتُ غزة أنّ المدارس العسكرية الأمريكية و البريطانية و الفرنسية لا تُصنع أبطالًا، وأنّ حرارة الميدان تَختلف كثيرًا عن صُحبة الكتب و النّظريات. فقد أصبح قطاع غزة بِنفسه مدرسةً لِلقنص و لِلمقاومة، تُخرّج أجيالًا جديدةً من المُقاتلين الذين يُتقنون فنون القِتال في أصعب الظروف و يُسقِطون أعتى الأساطير العسكرية بِبنادقهم المتواضعة و إيمانهم الراسخ.
إنّ كلّ رصاصةٍ تَنطلق من بندقية مُقاتلٍ الفسام لتَحصد روح قناصٍ إسرائيليّ هي بِمثابة نصرٍ يُضاف إلى سِجِلّ المقاومة الفلسطينية، وتَحقيقٍ لِعهدٍ قطعته على نفسها بِالدّفاع عن الأرض و العرض والمُقدّسات، وفداءً لِأرواح الشّهداء و تضحياتِ الأحرار.
في النهاية، يظهر أن التفوق في ساحات المعارك لا يُقاس فقط بعدد الميداليات والتدريبات، بل بالشجاعة والإيمان والإرادة والابداع والمعرفة المحلية. وقناصة غزة هم خير دليل على ذلك.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
العمليات العسكرية اليمنية تطال أقصى شمال فلسطين المحتلة.. الرسائل والدلالات
يمانيون/ تقارير تسير القوات المسلحة اليمنية بمسار تصاعدي في عملياتها العسكرية ضد كيان العدوّ منذ دخولها معركة إسناد غزة، على إثر العدوان الصهيوني وحرب الإبادة على قطاع غزة.
في بدايات عملياتها ومراحلها الأولى في الأشهر الأولى لمعركة “طوفان الأقصى”، كانت العمليات اليمنية تصل إلى جنوب فلسطين المحتلة، ثم بعد ذلك ومع دخول المراحل الرابعة والخامسة من التصعيد وانضمام مسيّرة “يافا” والصواريخ الفرط صوتية، وصلت إلى عمق كيان العدوّ وتمكنت من قصف قلب كيان العدوّ في يافا المحتلة.
وفي تطور دراماتيكي، وصلت عمليات الإسناد اليمنية إلى شمال فلسطين المحتلة، حيثُ أعلنت القوات المسلحة اليوم تنفيذ عملية “عسكريةً نوعيةً طالت هدفاً حيوياً للعدوِّ الصهيونيِّ في منطقةِ حيفا المحتلةِ وذلك بصاروخٍ باليستيٍّ فرط صوتيٍّ، مؤكدة وصول الصاروخ إلى هدفه وفشل منظومات الدفاع التابعة للعدو في اعتراضِه، وهو ما أدّى إلى حالةً من الخوفِ والهلعِ في أوساطِ الصهاينةِ المستوطنينَ، حيثُ توجهَ أكثرُ من مِليوني صهيونيٍّ إلى الملاجئِ.
وبشأن توقيت العملية فإنها تأتي بعد يومين فقط من تنفيذ سلاحُ الجوِّ المسيّرُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ عمليتينِ عسكريتينِ استهدفتْ أولاهما هدفاً حيوياً للعدوِّ الإسرائيليِّ في منطقةِ عسقلان المحتلةِ وذلك بطائرةٍ مسيّرةٍ نوع يافا، فيما استهدفت الأخرى هدفاً عسكرياً للعدوِّ في منطقةِ أمِّ الرشراشِ جنوبيَّ فلسطينَ المحتلةِ وذلك بطائرةٍ مسيّرةٍ نوعِ صماد1، بعد هدوء نسبي لعشرة أيام تمكنت من خلاله القدرات اليمنية من تجاوز منظومات الكهرومغناطيسية الأمريكية في المنطقة.
وعلى إثر هاتين العمليتين خرج رئيس وزراء كيان العدوّ بنيامين نتنياهو مهددًا اليمن بالرد، ومؤكدا أن الولايات المتحدة الأمريكية تشن ضربات على اليمن حماية لكيانه، وأن الكيان يشارك في القصف من خلال حليفه الأمريكي، مفندًا دون أن يقصد المزاعم الأمريكية التي تدعي أنها تعتدي على اليمن من أجل الملاحة الدولية.
وبعد هذا التهديد للمجرم نتنياهو، وفشل منظومة الاعتراض الأمريكية الصاروخية والكهرومغناطيسية، ها هو مسرح العمليات اليمني يتسع ليشمل كامل جغرافيا فلسطين المحتلة من جنوبها إلى أقصى نقطة في شمالها، وباتت القواعد العسكرية لكيان العدو شمالي فلسطين المحتلة تصطلي بنيران الجيش اليمني.
يأتي استهداف أقصى شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة ليدلل على فشل المنظومات الأمريكية وبوارجها وحاملات طائرتها التي عسكرت البحر الأحمر حماية لكيان العدو الصهيوني، كما يدلل على فشل العدوان الأمريكي المتواصل منذ منتصف مارس الفائت على اليمن، ويكشف زيف الادعاءات الأمريكية التي تقصف أهدافاً مدنية وتدعي أنها أهداف عسكرية تحد من قدرات القوات المسلحة اليمنية، وفقاً لمراقبين عسكريين.
وعلاوة على الفشل الأمريكي الصهيوني، في الحد من الضربات اليمنية، تأتي عملية اليوم لتكشف عن توسع العمليات العسكرية اليمنية لتشمل كامل جغرافيا فلسطين المحتلة، من أقصى جنوبها إلى أقصى الشمال، بمعنى آخر لم يعد هناك مكان آمن من الصواريخ اليمنية للعدو الصهيوني.
وفي حيفا المحتلة ذاتها التي ضرب فيها الصاروخ اليمني هدفاً حيوياً، توجد قاعدة “رامات داود” الجوية، وهي قاعدة عسكرية استراتيجية تابعة لسلاح الجو الصهيوني وتحوي مطاراً عسكرياً، وتُعد أكبر قاعدة عسكرية شمالي فلسطين المحتلة وواحدة من أهم ثلاث قواعد جوية رئيسة في كيان العدوّ الصهيوني.
وتحوي القاعدة على أقوى وأحدث منظومات الدفاع الصاروخية والأكثر تطورًا في العالم، وعلى رأسها منظومة الدفاع الجوي التكتيكي الأمريكية “باتريوت إم آي إم-104” التي سمحت واشنطن لكيان العدوّ باستنساخها تحت اسم “ياهولوم”، وهي ذات قدرات عالية إلى متوسطة وذات فعالية في إسقاط الطائرات والصواريخ الباليستية.
كما تضم القاعدة منظومة الدفاع الصاروخي “آردو” المشتركة الصنع بين الكيان والولايات المتحدة الأمريكية، والتي تعمل على إيقاف الصواريخ الباليستية في طبقة الستراتوسفير، إضافة إلى توفر بطاريات الصواريخ من طراز “آرو-2″ و”آرو-3”.
وتشتمل “رامات ديفيد” على أنظمة حماية قصيرة المدى، مثل منظومة الاعتراض الدفاعي “مقلاع داود” ذات القدرات الدفاعية المتوسطة إلى بعيدة المدى والمصممة لإسقاط كافة أنواع الصواريخ الباليستية المتقدمة وصواريخ كروز المتقدمة وكبيرة العيار والطائرات المسيّرة والمقاتلات والطائرات القاذفة.
اليوم كان شمالي فلسطين المحتلة على موعد مع عملية يمنية قطعت مسافة 2300 كيلومتر، متجاوزة منظومات صاروخية وكهرومغناطيسية أمريكية في البحر الأحمر والدول المحيطة بكيان العدوّ، أضف إلى ذلك، فإن هذه العملية تؤكد أن معادلة الردع اليمني تمضي بخطى ثابتة نحو كسر الهيمنة الأمريكية في المنطقة وأنه لا خيار أمام العدوّ الصهيوأمريكي إلا بوقف حرب الإبادة ورفع الحصار عن غزة لتقف على إثرها العمليات اليمنية.
نقلا عن المسيرة نت