فنان دنماركي يحول النفايات إلى أشكال فنية غريبة.. يجوب العالم لصنع «المتصيدون»
تاريخ النشر: 5th, July 2024 GMT
أشكال خشبية ومنحوتات فنية عملاقة، مصنوعة من مخلفات الأخشاب، موجودة في غابات 17 دولة حول العالم، من أمريكا وفرنسا، إلى الصين وتشيلي، تتميز بقامتها العملاقة ومظهرها الغريب نسبيًا، أعدها الفنان الدنماركي توماس دامبو، وأطلق عليها اسم «المتصيدون»، والتي تعد واحدة من أفضل أشكال إعادة التدوير في العالم.
تحكي هذه الأشكال والمنحوتات العملاقة، حكاية ما، ولكل منها قصيدة كتبها «دامبو»، وجمعها في كتابه «Trash Trolls and Treasure Hunt»، يصل عددها إلى 150 شكل فني، لكن ماذا تعني كلمة «متصيدون» من الأساس.
المتصيدون، هم كائنات في فولكلور الدول الإسكندنافية «الدنمارك، وفنلندا، وآيسلندا، والنرويج، والسويد»، وعاشت هذه الكائنات بحسب الأسطورة منذ قرون بعيدة بمناطق معزولة في الصخور والجبال والغابات والكهوف، في وحدات عائلية صغيرة، لكن، ما سبب وجودها كأشكال فنية في الغابات، ولماذا بدأ توماس دامبو بصناعتها؟
سبب إعادة تدوير الأخشاب وصناعة الأشكال العملاقة؟يحكي توماس دامبو، أحد رواد صناعة إعادة التدوير في العالم، لـ«الوطن»، في أول حديث لصحيفة عربية ومصرية، أن سبب بناء هذه الأشكال وصناعتها هو أنه شخص دنماركي، وتربى على الفولكلور الإسكندفاني والأساطير المختلفة حول المتصيدون: «كان هناك قصص عديدة عنها في الدنمارك، والعديد من البرامج التلفزيونية والكتب ورسومات الكارتون، وكانت والدتي تغني لي أيضًا عن المتصيدين، ذلك ألهمني لصناعة منحوتاتهم الخشبية، بالإضافة إلى أنني أحب بناء الأشياء من الخشب وإعادة التدوير».
يقول «دامبو» أن أحد أبرز الأسباب التي جعلته يقوم ببناء هذه الأشكال، هو أن هناك الكثير من المخلفات والنفايات في العالم، لذا فكر في إعادة تدويرها لحل مشكلة النفايات، وإظهار بعضًا من الأشياء الجميلة التي يمكن صنعها باستخدامها، وتسليط الضوء على كل الفوائد الموجودة في القمامة والنفايات.
ترك غناء الراب من أجل «المتصيدون»يعمل توماس دامبو أيضًا مغني راب، لكنه لم يعد يهتم به بشكل كبير، مؤكدًا أنه أراد أن يقدم عملًا يرى ذاته فيه، ويكون له تأثيرًا إيجابيًا على العالم: «يمكنني تعليم الناس ما أعتقد أنه مهم وهو ما يتعلق بإعادة التدوير وهذا أحد أسباب البُعد عن غناء الراب، ولكن في الواقع أيضًا لم أترك الغناء نهائيًا، ما زلت أغني».
150 متصيدا في 17 دولة حول العالمبدأ «دامبو» في صناعة وبناء «المتصيدون» منذ نحو 20 عامًا تقريبًا، حيث يفكر في الشكل الجديد، ثم يختار المنطقة المناسبة، بدأ بالدنمارك، ثم صال وجال في 17 دولة حول العالم، كان آخرها فرنسا: «أفكر في منحوتتي الجديدة ثم اختار المكان المناسب، أذهب إليه أولًا لرؤيته ثم أعود بعد ذلك مع أدواتي وابدأ باستخدام مخلفات الأخشاب وغيرها، يستغرق الأمر عادة 14 يومًا تقريبًا للانتهاء من المنحوتة الواحدة».
يساعده عشرات الأشخاصلا يعمل الفنان الدنماركي بمفرده، بل يساعده عشرات الأشخاص، وشاركه في عمله الأخير بفرنسا 100 متطوع: «يساعدني الأطفال والشباب وكبار السن، أحب أن يساعدني الناس حتى أتمكن من تعليمهم كيفية إعادة التدوير والبناء وأيضًا حتى أتمكن من مقابلة السكان المحليين أينما كنت في العالم».
ما هي الأدوات المستخدمة؟يستخدم توماس دامبو 50 مسدس تثبيت، وبراغي، وأكثر من 50 منشارًا، كما يستخدم بعض الأدوات الكهربائية التي تساعده على إنجاز عمله، وهذه الأدوات أيضًا، يستخدمها المتطوعون معه، يقول: «المتطوعون يساعدونني في تفكيك المنصات، والعثور على الخشب المعاد تدويره، والمساعدة في بناء الأشكال، وأرى أن هذا المخلوق يحمي الغابة وهو أيضًا مصنوع من الخشب الذي يأتي من نفس الغابة».
أطول متصيدأطول شكل صنعه الدنماركي يسمى «Long Life» وهو موجود في مدينة ديترويت ليكس بولاية مينيسوتا الأمريكية، وقام ببناءه منذ 6 أسابيع تقريبًا ويبلغ ارتفاعه 11 مترًا، مشيرًا إلى أن بناء شكل فني يستغرق حوالي 750 ساعة تقريبًا لو صنعه بمفرده.
لم تتعرض أي من «متصيدي دامبو» للتخريب، لأن المتصيدون مختبئون في الغابة وفقًا لوصفه، لذا، فأن معظم الأشخاص الذين يذهبون لهم هم في الأساس يريدون العثور عليهم ورؤيتهم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الدنمارك أشكال فنية إعادة التدوير إعادة تدوير النفايات الغابات إعادة التدویر فی العالم تقریب ا
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية: التشييد والبناء وعمارة الأرض أحد أشكال العبادة
ألقى الدكتور نظير عيَّاد مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، محاضرةً بعنوان «الإنسان في المنظور الحضاري الإسلامي» بمعهد أذربيجان للعلوم الدينية، وذلك ضمن فعاليات زيارته الرسمية لأذربيجان.
وشهدت المحاضرة حضور الدكتور عاقل شرينوف، رئيس المعهد، والدكتور إلكين عليمرادوف، مدير قسم اللغات والعلوم الاجتماعية، إلى جانب عدد من أعضاء هيئة التدريس بالمعهد، وتناول المفتي في المحاضرة جوانبَ متعددةً حول مكانة الإنسان في الإسلام ودَوره في التشييد والبناء وعمارة الأرض.
في بداية المحاضرة، أوضح الدكتور نظير عياد، أهمية هذا الموضوع في ظل التحديات الراهنة التي تواجه الإنسانية، مؤكدًا أن «الإسلام يمنح الإنسان مكانةً رفيعة، ويحرص على إعلاء قيمته ودَوره في هذا الكون كخليفة لله في الأرض».
الإسلام يُشجع على التشييد والبناءوأضاف مفتي الجمهورية أن «الإنسان اختُصَّ في الإسلام بمزايا تميِّزه عن سائر المخلوقات، حيث وهبه الله العقلَ والقدرة على الاختيار، مما يلقي على عاتقه مسؤولية كبيرة تجاه نفسه وتجاه الكون بأسره».
وأكَّد، أن الإسلام يُشجع على التشييد والبناء وعمارة الأرض كأحد أشكال العبادة، قائلًا: «الإسلام يحثُّ الإنسانَ على العمل والإنتاج، ويعتبر التشييد والتطوير واجبًا لتحقيق الازدهار والاستقرار».
كما تطرَّق «عياد» إلى مقاصد الشريعة الإسلامية وأهميتها في تنظيم حياة الإنسان، مشيرًا إلى أن الشريعة الإسلامية تهدف إلى تحقيق مصالح الناس من خلال أنواع المقاصد الضرورية، والحاجية، والإحسانية، التي تسعى لحماية الدين والنفس والعقل والمال والعرض.
واختتم مفتي الجمهورية محاضرته بتناول تنظيم العلاقات التي رسمها الإسلام بين الإنسان وأطراف متعددة، سواء في علاقته بالله، أو بنفسه، أو بالبشر، أو حتى بالكائنات الأخرى، مبينًا أن الإسلام يؤسس لتنظيم شامل يحقق التوازن بين متطلبات الفرد وحقوق المجتمع والكون، بما يعزز التعايش والتعاون.