يمانيون – متابعات
يتعرض اقتصاد العدو الإسرائيلي لهزة غير مسبوقة في تاريخه بالتزامن مع استمرار عدوانه الغاشم على قطاع غزة للشهر التاسع على التوالي.

وضاعفت العمليات اليمنية النوعية في البحرين الأحمر والعربي، والمحيط الهندي، والبحر الأبيض المتوسط، من معاناة العدو الصهيوني الاقتصادية، لا سيما في ظل الحصار الخانق الذي يفرضه اليمن على الموانئ الصهيونية، ومنع السفن من الوصول إلى ميناء “أم الرشراش” وبقية الموانئ في فلسطين المحتلة.

وبحسب الإعلام العبري فإن القرار اليمني الخاص بحضر الملاحة الإسرائيلية والمتعاملة مع “إسرائيل” من مرور البحار المحددة من قبل البحرية اليمنية وكذا الاستهداف المتواصل لميناء “أم الرشراش” أدى لمضاعفة تكاليف الشحن، وهو ما سبب في ارتفاع أسعار السلع والمنتجات، في الداخل المحتل.

وبحسب موقع “واي نت” العبري، فقد شهدت أسعار المنتجات في اسرائيل موجة ارتفاع ثانية منذ بداية اندلاع الحرب الصهيونية الوحشية على قطاع غزة، حيث بلغت نسبة ارتفاع بعض المنتجات إلى 25%.

وأضاف الموقع العبري أن شركات ما يسمى “تنوفا وتيرا وشتراوس” الصهيونية، أعلنت عن زيادة أسعار مئات منتجات الألبان، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار منتجات “سنفروست وكوكا كولا ونافيوت وتيرات تسفي وإدنات”، مؤكدة أن الزيادات ناتجة عن ارتفاع تكاليف الشحن الناجمة عن العمليات اليمنية في البحر الأحمر.

لمحة عن اقتصاد العدو

ويعتبر الاقتصاد الإسرائيلي ثاني أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط، حيث بلغ حجم الاحتياط 521 6 مليار دولار.

ووفق بيانات مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية” أونكتاد” فقد بلغت الصادرات السلعية 73.58 مليار دولار، عام 2022 وبارتفاع سنوي يقدر 22.3%، في حين بلغت قيمة الواردات السلعية 107.26 مليارات الدولارات في 2022.

ويعد العدو الأمريكي أكبر وجهة للصادرات إلى الكيان الإسرائيلي إذ استحوذت على ما قيمته 8.67 مليار دولار في 2022.

ومع الأحداث التي تلت عملية “طوفان الأقصى” تضاعفت معاناة الكيان الاقتصادية، جراء النفقات الباهظة التي يتكبدها في قطاع غزة، بالإضافة إلى التكاليف الباهظة التي يواجها الكيان جراء الهجمات التي تنفذها جبهات الإسناد لغزة.

ووفقاً لوزارة مالية الاحتلال الإسرائيلي، فقد سجل الكيان الصهيوني عجزاً في الميزانية بلغ 4.2 % من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2023 ، مقارنة بفائض قدره 0.6 % في عام 2022، مرجعة سبب ذلك إلى زيادة الإنفاق الحكومي لتمويل الحرب.

وقدر محافظ بنك إسرائيل المركزي تكلفة الحرب على غزة بنحو 210 مليارات شيكل (56 مليار دُولار) للدفاع والتعويضات للذين نزحوا من بيوتهم في الجنوب بسبب عمليات المقاومة الفلسطينية أو الشمال بسبب الصواريخ التي تستهدفهم من قبل مجاهدي حزب الله في جنوب لبنان.

عدم استقرار اقتصادي

في ديسمبر 2023م، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية عن الخطر الذي تشكله التهديدات اليمنية على السفن الإسرائيلية، وتلك المتجهة إلى كيان العدو من الناحية الاقتصادية، معتبرة أن كل سفينة تبحر نحو “إسرائيل” من الشرق الأقصى تمر في قناة السويس، وفي طريقها إلى هناك تمر من مضيق باب المندب.

وتوضح تلك الوسائل أن السفن الصهيونية لم تعد قادرة على المرور من البحر الأحمر، ومضيق باب المندب، وتضطر هي أو غيرها التي تريد الذهاب إلى موانئ فلسطين المحتلة للتوجه صوب طريق الرجاء الصالح، وهي طريق طويل ومرهق، ويمر حول أفريقيا، وهي تؤثر على البضاعة، وتكلف الرحلة نفقات هائلة، ونتيجة للحصار اليمني المفروض على الكيان الصهيوني، فقد تعطل ميناء “أم الرشراش” وتكبد خسائر كبيرة كما يقول المسؤولون الصهاينة.

وكانت إدارة ميناء “أم الرشراش” قد أكدت في تصريحات سابقة أن نصف العماء في الميناء مهددان بفقدان وظائفهم، وأن الإدارة تعتزم تسريح نصف الموظفين البالغ عددهم 120 موظفاً.
ويتعامل ميناء “أم الرشراش” بشكل أساسي مع واردات السيارات، وصادرات البوتاس القادمة من البحر الميت، ويعد أصغر حجما مقارنة مع ميناءي حيفا وأسدود على البحر المتوسط اللذين يتعاملان مع تجارة البلاد كلها تقريباً.

وسبق للرئيس التنفيذي لميناء “أم الرشراش” أن عبر عن استيائه من فشل التحالف الأمريكي البريطاني في حماية السفن الصهيونية، أو السفن التي تريد العبور إلى الميناء من البحر الأحمر، مؤكداً أنه إذا لم تتدخل حكومة الكيان للمساعدة في دفع الرواتب، فإن تسريح العمال أمر لا مفر منه، مؤكداً أن القوى العاملة المتبقية يمكنها الحفاظ على الحد الأدنى من العمليات.

وأدت العمليات اليمنية النوعية، وكذا الحرب على قطاع غزة إلى ضربات موجعة للاقتصاد الصهيوني، حيث انخفضت الصادرات، والاستثمارات الأجنبية، وهناك ارتفاع في السلع، وتضخم، حيث تشير المعلومات في وسائل الإعلام العبرية إلى أن العامل الصهيوني عندما يصل إلى السوبر ماركت، ويرى ما حدث للأسعار التي ارتفعت بشكل كبير، يلجأ إلى صاحب العمل، ويطالب بزيادة الأجر، ويميل صاحب العمل إلى الموافقة، لأنه أولاً، يتردد في إجراء تغيير عاجل للموظفين، وثانياً، لأن سوق العمل الإسرائيلي ضيق، حيث تقترب البطالة مرة أخرى من مستوياتها الهيكلية ولا يوجد فائض في العمالة المتاحة”.

وفي حين يتنامى الانهيار الاقتصادي في الداخل الصهيوني تتواصل العمليات العسكرية اليمنية بشكل متصاعد، وضمن مرحلة تصعيد رابعة، قد تؤدي إلى مرحلة تصعيد خامسة وسادسة، تكون ذات تأثير أكبر وأشد مما يتوقعه الأمريكيون والصهاينة.

– المسيرة/ محمد ناصر حتروش

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: أم الرشراش قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

وكالات عالمية: اليمن بات قوة استراتيجية يصعب على الكيان وقف تهديداته

وكالات:

أفادت تقارير إعلامية دولية، أن القوات المسلحة اليمنية أرسلت رسالة واضحة إلى كيان العدو الإسرائيلي وحلفائه بتأهب قواتها لتنفيذ عمليات عسكرية نوعية ضد أهداف إسرائيلية في حال انهيار وقف إطلاق النار بغزة، في خطوةٍ تُعزز مكانتها كفاعل رئيسي في معادلة الصراع بالمنطقة.

وبحسب هيئة الإذاعة الأسترالية (ABC)، فإن اليمنيين باتوا قوة استراتيجيةً يصعب احتواء تهديداتها، حتى مع استمرار الهدنة، حيث نجحوا في فرض نموذج مقاومة غير تقليدي يعتمد على التكتيكات المرنة والتوسع خارج الحدود اليمنية.
ونقلت الإذاعة الأسترالية عن داني سيترينوفيتش، المسؤول السابق في الاستخبارات الصهيونية، قوله: الجني خرج من القمقم.. اليمنيون يمثلون تحدياً من نوع مختلف، ولن تختفي تأثيرات صعودهم حتى بعد نهاية الحرب في غزة، مشيراً إلى أن الكيان الإسرائيلي يعاني من فجوة استخباراتية خطيرة في مواجهة القدرات العسكرية المتطورة لليمن.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تواصل فيه القوات المسلحة في صنعاء تعزيز حضورها العسكري والأمني، لا سيما بعد سلسلة العمليات الناجحة التي نفذتها ضد سفن كيان العدو الإسرائيلي في البحر الأحمر، كجزء من استراتيجية “الضغط الميداني” لوقف العدوان على غزة بشكل كامل.

مقالات مشابهة

  • وحشية الصهيونية النازية: قوات الاحتلال تستخدم مسن فلسطيني درع بشري وتقتله مع زوجته بدم بارد
  • وكالات عالمية: اليمن بات قوة استراتيجية يصعب على الكيان وقف تهديداته
  • نشاط زلزالي متزايد في اليمن.. سكان البيضاء وأبين يشعرون بهزات أرضية
  • خلال الـ48 ساعة الماضية.. ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 48264 شهيداً
  • حملة التطهير متواصلة.. إدارة ترامب تطرد أكثر من 9 آلاف موظف اتحادي
  • دراسة عبرية: ربع الإسرائيليين فكروا في مغادرة الكيان خلال 2024م
  • خبير في القضايا الدولية: خطة ترامب للتهجير هي للتعويض على فشل الكيان الصهيوني
  • الضالع  .. مسيرات حاشدة ردا على التهديدات الأمريكية الصهيونية بتهجير الشعب الفلسطيني
  • «المالية»: جائزة تصفير البيروقراطية ثمرة جهود متواصلة
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 48,239 شهيداً و 111,676 مصاباً