أطلق صندوق الوطن، أمس الأول، “برنامج فرسان القيم “، لطلاب وطالبات جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية في أبوظبي، فيما ينطلق البرنامج لطلاب 4 جامعات أخرى هي جامعة نيويورك وجامعة زايد وكليات التقنية ومعهد التكنولوجيا التطبيقية، يوم الاثنين المقبل ويستمر 3 أسابيع، وذلك بناء على توجيهات معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، وفي إطار تطوير البرامج الصيفية لتشمل طلاب الجامعات الإماراتية لأول مرة إلى جانب طلاب المدارس.

ويجسد البرنامج رسالة الصندوق في “هوية وطنية قوية ومستدامة ركائزها التمكين والإنتاجية والمسؤولية”، إذ يركز على تنمية القيم الإنسانية والصفات المجتمعية والثقافية، إضافة إلى الخصائص الاقتصادية والعملية التي تتميز بها الهوية الوطنية لأبناء وبنات الإمارات، ودعم سياسات وخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة بالدولة، والاعتزاز بتعاليم الدين الحنيف والحرص على مكانة اللغة العربية في المجتمع، وما يتبع ذلك من تعزيز القيم والمبادئ الإنسانية الأصيلة.

وقال سعادة ياسر القرقاوي مدير عام صندوق الوطن إن المرحلة الأولى من” برنامج فرسان القيم ” تتناول القيم الإنسانية التي تشكل مسيرة الإمارات، ودورها في ترشيد السلوك الشخصي والمهني للطالب، مؤكدا أن الصندوق بالتعاون مع الجامعات الإماراتية يعمل على أن تكون هذه المرحلة هي نواة للمراحل التالية أثناء العام الدراسي حيث يتبعه اشتراك هؤلاء الطلبة في نواد للهوية الوطنية، في جامعاتهم وكلياتهم، يقومون من خلالها بتنظيم أنشطة لخدمة البيئة والمجتمع أثناء العام الدراسي، كما تتاح أمامهم فرصة الاشتراك في مشاريع مهمة للخدمة العامة خلال العطلات الدراسية.

وأوضح أن البرنامج في مرحلته الأولى يعمل على تدريب الشباب على تعزيز القيم الإماراتية والهوية الوطنية، حيث ينطلق الأسبوع الأول، بتعريف الشباب بعناصر الهوية الوطنية (اللغة العربية ، الولاء للدين ، قيم مستمدة من إرث الشيخ زايد)، وفي الأسبوع الثاني يتدربوا على أهمية القيم كالكرم والشجاعة وغيرها من خلال التاريخ والتراث العربي الإسلامي، وإرث الشيخ زايد، وقادة الدولة أدوارهم محلياً وعالمياً، ثم يتدربون على أثر هذه الصفات وكيفية تحويلها إلى سلوك في الحاضر والمستقبل، وفي الأسبوع الأخير يتم التركيز على المواطنة والولاء والانتماء.

وأضاف أن المرحلة الثانية التي تضمن التطبيق العملي لما تم دراسته، فستكون أثناء الفصل الدراسي من خلال إنشاء نادي داخل الجامعة ” نادي القيم ” بالتنسيق بين الجامعات وصندوق الوطن، حيث تعين كل جامعة مشرف للنادي، ثم تأتي المرحلة الأخيرة في إجازة الربيع حيث يتم عقد تجمعات وتدريب، يعقبها التخطيط لتنفيذ مشروع ذي نفع عام للمجتمع في إجازة الصيف.

ولفت القرقاوي إلى أن برنامج فرسان القيم يركز على فهم متعمق للهوية الوطنية الإماراتية، ويتدرب الطلاب على تطبيق القيم العربية الإسلامية، وكيف يمكنها أن تؤثر بشكل إيجابي في حياتهم اليومية، إضافة إلى فهم أهمية اللغة العربية والتعرف على دورها في فهم الدين الإسلامي والحفاظ على الهوية الثقافية الإماراتية، كما يركز البرنامج على تعزيز الشعور بالانتماء، وتحفيز المسؤولية المجتمعية من خلال استعداد الطلاب للمساهمة في تنمية مجتمعهم ووطنهم.

وأوضح أن البرامج الصيفية التي يطرحها الصندوق لأبناء وبنات الإمارات من الطلبة والطالبات تأتي تجسيد لشعاره الذي يحرص على تأكيد مبادئ التمكين والإنتاجية والمسؤولية في الهوية الوطنية، والإسهام في تنمية قدراتهم على تحقيق حياة أفضل لأنفسهم، ولمجتمعهم وللعالم، مشيدا بالإقبال الكبير من جانب الطلبة، مثمنا جهود الجامعات المشاركة في برنامج هذا العام، سواء على المستويين الإداري و الأكاديمي، مؤكدا أن نجاح برنامج فرسان القيم مرهون بتعاون الجميع لتحقيق الأهداف المرجوة منه.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

«سند السنع» تعزّز الهوية وتبرز القيم المجتمعية

لكبيرة التونسي (أبوظبي) 
يزخر «مهرجان الحصن» بالمشاهد الثقافية والاجتماعية الحية، التي حوّلت قلب أبوظبي إلى ساحة نابضة بالحياة، فإلى جانب الأسواق والعناصر التراثية والقصص الملهمة، ضمن تفاعل جماهيري كبير، ترسخ قيم المجتمع في رسالة ناعمة تعزز لُحمة المجتمع وتضيء على الأجداد وعاداتهم الأصيلة. 
استكمالاً لسلسلة المسرحيات التي قدمها خلال السنوات الماضية، يعرض هذا العام «مهرجان الحصن» الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، ويتواصل حتى 9 فبراير المقبل، مشاهد جديدة من الحياة اليومية والعادات والتقاليد الأصيلة في المجتمع الإماراتي، من خلال مسرحية «سند السنع» وتدور أحداثها في «فريج» تاريخي بأبوظبي، حول الصبي «سند»، البالغ من العمر 15 عاماً، والذي يُظهر ذكاءه وحبّه للمعرفة عبر مساعدته لجيرانه، مُبرزاً قِيم الترابط المجتمعي في الماضي، حيث يتكئ العمل المسرحي على أهمية تكريس وتعزيز دور الأسرة في المجتمع، وتعزيز القيم والهوية الوطنية والعادات والتقاليد ضمن منظومة تقوم على التسامح وحب الآخر.

ترابط مجتمعي
تشهد مسرحية «سند السنع» من تأليف الكاتبة شيخة الجابري، إقبالاً واسعاً من قبل الزوار، حيث تسلط الضوء على عادات وتقاليد المجتمع من خلال خمسة مشاهد حية، ترافقها العديد من الصور المجتمعية الأخرى التي ترتكز على قيم التضامن والتعاون والترابط الأسري حاملة الكثير من الدلالات. 
وقد تم تأليف المسرحية خصيصاً للمهرجان، لتروي بحس التشويق مشاهد من قصة أبوظبي التاريخية وما تعكسه من قيم التكاتف والترابط المجتمعي التي شكلت أساس الحياة في المدينة منذ بدايتها، إلى جانب شخصيات مثيرة للاهتمام لعبت دوراً أساسيات في حياة «الفريج»، حيث يظهر سند في المشهد، بعد أن احتفلنا العام الماضي بمولده مع أبويه مبارك وقماشة، ليصبح هذه السنة صبياً كامل الحضور بحبه للمعرفة وسرعة بديهته في محاولة لإيجاد حلول ذكية لمجتمعه.

حياة «لوّلين»
ضمن مساحات مفتوحة، يستمتع جمهور المهرجان بمشاهد المسرحية التي تزاوج بين الدعابة والتشويق، وتأخذ الزوار في رحلة معرفية، لتطلعهم على جانب من حياة «لوّلين» وأسلوب معيشتهم وكيف كانوا يستقبلون الأجهزة الجديدة الوافدة عليهم من مختلف أنحاء العالم مثل الراديو والسينما (السيلما)، وكيف كانت الأسرة الممتدة تحتوي الأبناء والأحفاد، وكيف كان المجتمع مترابطاً ومتعاوناً، حيث يعطف الكبير على الصغير، ويحترم الصغير الكبير، وغيرها من العادات السائدة بين جميع أهل «الفريج». 
وهذا العرض المسرحي يستقطب الزوار ويجبرهم على التنقل من مشهد لآخر، ليتعرفوا على عناصر التراث الغنية التي تزخر بها أبوظبي، وفي نفس الوقت يناقش القيم المجتمعية الأصيلة التي تميز بها المجتمع الإماراتي حتى اليوم.

أخبار ذات صلة «اللوفر أبوظبي» يكشف الستار عن معرض «ملوك أفريقيا وملكاتها: أشكال الحكم ورموزه» الهاشمي: نواصل مبادرات تعزيز التماسك الاجتماعي لتحقيق «رؤية القيادة»

مسرح مفتوح
وقالت الكاتبة شيخة الجابري، مؤلفة العرض المسرحي «سند السنع»، إن المسرحية تستكمل عرض الطقوس الخاصة باستقبال المولود التي تم تقديمها العام الماضي، موضحة أن المشاركة في «مهرجان الحصن» فرصة حقيقية لتسليط الضوء على عنصر مهم من عناصر تراث إمارة أبوظبي، خاصة أن المسرحية التي كتبتها تتميز بالواقعية وترصد عادات وتقاليد مجتمعية وصوراً ارتبطت بالذاكرة الشعبية لأهل الفريج. 
وأضافت الجابري «سعيدة بتكليفي بهذا العمل الفني للمرة الثانية، وهذا التشريف وضعني أمام مسؤولية حقيقية، لترجمة العادات والتقاليد والمشاهد المجتمعية التي ارتبطت بالذاكرة الجمعية لأهل الإمارات، لأنقل الفكرة على الأرض، من خلال كتابة نص يستقطب جمهوراً عريضاً يتداخل مع الممثلين في مكان مفتوح ومساحة واسعة بأرض المهرجان.
ولفتت الجابري إلى أنها سبق وكتبت مسرحيات في العديد من المناسبات، لكن الاختبار الحقيقي هو الكتابة لـ«مهرجان الحصن»، موضحة أن «سند السنع»، تنقل قيم السنع وعاداته وتقاليده إلى المجتمع على لسان طفل عمره 15 عاماً، فالسنع لم يأت من فراغ وإنما من رؤية القيادة الرشيدة وحرصها على وجود مجتمع متماسك ينشأ أبناؤه على القيم والتقاليد التي سار عليها الأجداد، ضمن مجتمع منفتح على العالم، يتمتع بصفات التلاحم والتسامح والاستقرار المستدام.

5 مشاهد
أكدت شيخة الجابري أن مسرحية «سند السنع»، تتكون من 5 مشاهد، ويقوم ببطولتها مجموعة من الممثلين وعدد من الأطفال، وهذه المشاهد تتمثل في: المزرعة (العزبة)، والطارش، والفزعة، والسيل، والسينما (السيلما)، وهذه المشاهد تعود لأواخر الستينيات، بداية بمشهد «العزبة» حيث يتعلم «سند» في الصحراء، ليشتد عوده ويتحمل المسؤولية، وفي مشهد «الطارش»، أو مندوب البريد الذي ينقل العلوم والرسائل والوصايا، في وقت كان رجال الفريج يذهبون للعمل في بعض الدول المجاورة، يتم تسليط الضوء على سند وكيفية تعامله مع المندوب في خطاب يتضمن الاحترام والود لكبار السن، وفي مشهد «الفزعة» يظهر بيت خال سند، الذي يقوم بتوسيع بيته بمساعدة أبناء الفريج في توفير مواد البناء له، وهنا يبرز احتواء الخال لسند ومساعدة سند لخاله، الذي له 5 من الأبناء، تأكيداً على أهمية الإنجاب لمساعدة الآباء في مواجهة أعباء الحياة في ذلك الوقت. 

مشهد السينما
في المشهد الثالث «السيل»، تمتزج فيه الكوميديا مع الغوص في الماضي، حيث كانت الأمطار والسيول تجتاح البيوت، وهنا، وفق الجابري، يتم التأكيد على دور الأسرة الممتدة، حيث يهرع الجميع وقت الشدة نحو الدار الكبيرة، حيث يقطن الجد والجدة، ليظهر الجد في المشهد راوياً حكايات البحر وما يصاحبها من مخاطر وصبر، وهنا تبرز قيم التعاضد والتلاحم بين أفراد المجتمع، فيما يُعتبر مشهد السينما (السليما)، كما كان يتم نطقها، فاكهة العرض، حيث تبرز المسرحية تفاعل أهل الفريج مع السينما والإقبال عليها بشغف وحب.

مقالات مشابهة

  • في صفقة تاريخية” لتعزيز قدرات القوات المسلحة الإماراتية.. تدشين أول طائرة “رافال” الفرنسية ضمن الدفعة الأولى
  • المنتدى السعودي للإعلام يطلق مبادرة “جسور الإعلام” التي تجمع Netflix وSony وShondaland بالمواهب السعودية
  • نهيان بن مبارك يكرم خريجي برنامج “مستقبلي” الذي نظمه صندوق الوطن
  • «سند السنع» تعزّز الهوية وتبرز القيم المجتمعية
  • صندوق الوطن يطلق مسابقة “عدسة الإمارات” لطلاب المدارس والجامعات
  • صندوق الوطن يطلق مسابقة «عدسة الإمارات» لطلاب المدارس والجامعات
  • صندوق الوطن يطلق مسابقة "عدسة الإمارات " لطلاب المدارس والجامعات
  • «أبوظبي للغة العربية» يطلق الدورة الخامسة من برنامج المنح البحثية 2025
  • جامعة الإمارات تنظّم حفل قراءة وتوقيع كتاب “الهوية الوطنية” لجمال السويدي
  • الأردن يطلق جسرا جويا “مكثفا” إلى قطاع غزة