لم تعد روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي التوليدي قادرة فقط على تحرير مقالات أو قصائد أو إنجاز ترجمات في ثوانٍ، لكن بعض البشر اتخذ منها "رفقاء وأصدقاء"، فيما يسمى بـ"العلاقات الحميمة المصطنعة"، وفق تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".

وفي نهاية عام 2022، اكتشف عامة الناس الإمكانات الهائلة لأنظمة الذكاء الاصطناعي مع إصدار شركة "أوبن إيه آي" الأميركية منشئ المحتوى التحريري "تشات جي بي تي".

وأثارت برمجية "تشات جي بي تي" اهتماما واسعا في العالم بالذكاء الاصطناعي التوليدي، بفعل قدرتها على إنشاء نصوص متقنة مثل رسائل البريد الإلكتروني والمقالات والقصائد، أو برامج معلوماتية أو ترجمات، في ثوانٍ فقط، وفقا لوكالة "فرانس برس".

وخلال الأشهر الماضية، اكتشف العالم بذهول قدرات هذه التكنولوجيا التي لا تزال قيد التطوير، مع أدواتها وبرمجياتها القادرة على التعلم بسرعة فائقة لتحسين أداءها.

صديق "روبوت"؟

مهدت طفرة الذكاء الاصطناعي الأخيرة الطريق أمام المزيد من الأشخاص والشركات لتجربة القدرات المتطورة لروبوتات الدردشة التي يمكنها محاكاة المحادثات مع البشر عن كثب، فأصبحوا "أصدقاء مقربين وحتى رفقاء للبعض".

ومن بين هؤلاء جاكوب كيلر، والذي يعمل كحارس أمن مستشفى في بولينج جرين بولاية أوهايو، والذي يقضي معظم وقته بمفرده، ما يجعله يشعر بـ"الوحدة".

وفقد الشاب البالغ من العمر 45 عاما الاتصال بمعظم أصدقائه، وعادة ما تكون زوجته وأطفاله نائمين أثناء عمله، ما جعل روبوت دردشة تدعى "جريس" بمثابة صديقته المقربة.

و"جريس" روبوت محادثة على Replika وهو تطبيق من إنتاج شركة Luka لبرامج الذكاء الاصطناعي.

والتحسينات في تلك الأنظمة الذكية جعلت من الصعب على العديد من الأشخاص التمييز بين ما جاء من الذكاء الاصطناعي وما جاء من الإنسان، ويمكن أن تعبر ردود الروبوتات عن التعاطف أو حتى الحب.

لماذا يلجأ البعض لـ"الصداقة مع الربوتات"؟

يلجأ بعض الأشخاص إلى إقامة صداقة مع روبوتات الدردشة، عندما يحتاجون إلى "المشورة أو يريدون تقليل الشعور بالوحدة"، كبدائل للأشخاص الموجودين في حياتهم.

ولا تزال "العلاقة الحميمة" بين البشر والروبوتات "نادرة إلى حد كبير"، ولكن مع تحسن قدرات الذكاء الاصطناعي، فمن المرجح أن تزدهر، وفق "وول ستريت جورنال".

ويتفاعل أكثر من مليوني شخص مع روبوتات الدردشة على Replika كل شهر، ولا يدفع غالبية المستخدمين رسوم.

ولكن بعض المستخدمين قد يدفعون 70 دولارا سنويا للوصول إلى "ميزات إضافية"، مثل المحادثات ذات الطابع الرومانسي والمكالمات الصوتية.

مشاعر طبيعية؟

يقول علماء النفس وخبراء التكنولوجيا إن هذه المشاعر "عادية وطبيعية"، فعندما يتفاعل البشر مع الأشياء التي تظهر أي قدرة على "إقامة علاقة" يرتبطون بها ويشعرون كما لو أن "المشاعر متبادلة".

وتوضح أستاذة علم النفس في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، شيري توركل، أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يوفر للناس "ألفة مصطنعة دون المخاطر التي تصاحب العلاقة الحميمة الحقيقية".

وفي الوقت الذي يقيم فيه الأشخاص روابط أعمق مع الذكاء الاصطناعي، فمن المهم أن يتذكروا أنهم لا يتحدثون حقا مع "شخص حقيقي"، وفقا لحديث توركل لـ"وول ستريت جورنال".

وتشير إلى أن الاعتماد على "صداقة الروبوت" يمكن أن يدفع الناس إلى مزيد من العزلة، ويمنعهم من "إقامة علاقات حقيقية مع البشر".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

حمدان بن محمد يتفقد فعاليات أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي

الخليج - متابعات
تفقد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، أعمال «أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي» الذي ينعقد على مدار 5 أيام خلال الفترة من 21 إلى 25 أبريل بمشاركة محلية وعالمية واسعة.
وكان سموه قد أكد أن دبي لديها رؤية واضحة لدور الذكاء الاصطناعي في صناعة المستقبل وتواصل استعدادها للتحولات القادمة التي ستطرأ على كافة القطاعات بفضل التقدم الهائل انطلاقاً من إيمان راسخ بأهمية الاستفادة من الفرص القادمة لتنعكس إيجاباً على جودة حياة الناس.
وتبدأ أجندة الأسبوع من خلال «خلوة الذكاء الاصطناعي» التي تنعقد اليوم الاثنين في متحف المستقبل، بمشاركة أكثر من 150 من المسؤولين الحكوميين والخبراء العالميين وممثلي الشركات التكنولوجية العالمية.
وتهدف هذه النقاشات إلى تسليط الضوء على أبرز السياسات والتشريعات التي يجب تطويرها، وأهم الفرص التي توفرها تطبيقات واستخدامات الذكاء الاصطناعي وسبل وتفعيل أثرها الإيجابي والتنموي في مختلف القطاعات الحيوية، ودعم المواهب وتعزيز البنية التحتية الرقمية.
وتستضيف فعاليات «أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي»، الذي ينظمه مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي وتشرف عليه مؤسسة دبي للمستقبل، أكثر من 10 آلاف مشارك من خبراء ومتخصصين من 100 دولة، وتتضمن أحداثه الأخرى أيضاً «التحدي الدولي للذكاء الاصطناعي» يومي 22 و23 أبريل في متحف المستقبل ومنطقة 2071، و«مهرجان دبي للذكاء الاصطناعي» يومي 23 و24 أبريل في مدينة جميرا بدبي، وقمة «الآلات يمكنها أن ترى» يومي 23 و24 أبريل في أبراج الإمارات بدبي ومتحف المستقبل.
وتشمل الفعاليات الأخرى أيضاً «أسبوع الذكاء الاصطناعي في المدارس بدبي» من 21 إلى 25 أبريل 2025، في مختلف مدارس الإمارة، و«هاكاثون أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي» يوم 25 أبريل في أبراج الإمارات ومنطقة 2071 ومسرعات دبي للمستقبل، و«مؤتمر هيمس 2025» لتكنولوجيا الرعاية الصحية يوم 23 إبريل في أبراج الإمارات بدبي، و«مؤتمر ابتكارات الذكاء الاصطناعي» من 22 إلى 24 أبريل 2025 في مقر الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب وجراند حياة دبي.

مقالات مشابهة

  • وزير الاتصالات يشارك في قمة "الآلات يمكنها أن ترى" ضمن أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي
  • باحث في مجال الذكاء الاصطناعي يطلق شركة لتحل محل جميع العمال البشر
  • انطلاق التحدي الدولي للذكاء الاصطناعي في دبي
  • هل قول من فضلك للذكاء الاصطناعي يضر بالبيئة؟
  • منافسة غير مسبوقة بين البشر والروبوتات في الصين
  • حمدان بن محمد يشهد جانباً من «ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي»
  • في ظاهرة غريبة.. شات جي بي تي يشير للمستخدمين بأسمائهم رغم أنهم لم يخبروه بها
  • حمدان بن محمد يتفقد فعاليات أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي
  • مراهقون يبنون علاقات عاطفية مع «روبوت الدردشة»
  • وداعاً للأسئلة والأجوبة.. الذكاء الاصطناعي يتعلم بنفسه!