مغردون: معركة الشجاعية دروس جديدة مبتكرة للمقاومة
تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT
منذ أن اجتاحت إسرائيل غزة، منذ 9 أشهر، كانت ولا تزال تل أبيب تعلن عن تدميرها لقدرات المقاومة العسكرية في المناطق والمخيمات التي دخلتها.
ولكن المقاطع التي تبثها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وسرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي للعمليات في مناطق غزة المختلفة أكبر دليل على كذب هذا الادعاء الإسرائيلي.
وضرب رواد منصات التواصل مثالا على التطور الملحوظ في قدرات المقاومة بحي الشجاعية وسط غزة والذي دخله الاحتلال للمرة الثالثة خلال حرب الإبادة التي يشنها على القطاع.
الشجاعية من جديد
مشاهد ملحمية لمعارك المقاومة الفلسطينية في حي الشجاعية تظهر محاصرة قوة إسرائيلية في داخل منزل والقضاء عليهم بكل برودة أعصاب. #غزة pic.twitter.com/CWVB2jdbtb
— Yasser (@Yasser_Gaza) July 3, 2024
وفي المرة الأولى أثخنت المقاومة في لواء جولاني مما أجبره على الانسحاب، ومن ثم كانت المحاولة الثانية وكانت أقسى وأمرّ.
وكانت المحاولة الثالثة خلال الأيام الماضية التي تكبد فيها الاحتلال خسائر كبيرة والتي وثقتها كتائب القسام في مقاطعها، مما يكذب ادعاءات قادة الاحتلال أنه تم القضاء على المقاومة.
وأشار مدونون إلى أن المقاومة لا تزال تدير معركتها بكل قوة واقتدار، وأن هذه الأيام هي من أسوأ الأيام وأكثرها كابوسية على قادته وجمهوره.
هيئة البث الصهيونية تنقل عن قادة 4 كتائب عسكرية تعمل بغزة أن هناك حالة إنهاك بين الجنود بسبب الخدمة المتواصلة منذ 9 أشهر.
تبرز دقة هذه التصريحات من خلال حالة التخبط في الميدان، والوقوع اليومي لقوات العدو في كمائن المجاهدين، وزيادة عدد القتلى والجرحى اليومي في صفوف الجيش.
— أدهم أبو سلمية ???????? Adham Abu Selmiya (@adham922) July 4, 2024
وعن الشجاعة والقدرة القتالية العالية والتكتيك العسكري لإدارة المعركة التي أظهرها مقاتلو كتيبة الشجاعية التابعة لكتائب القسام، قال أحد المدونين إن الأريحية التي يقاتل ويتحرك بها مقاتلو الشجاعية غير مسبوقة في أيّ من خطوط المواجهة وأنساق القتال، وإن طريقة التحرك في ميدان القتال، والتخطيط للعمليات، وتنظيم بقع القتل، وتصوير مشاهد القتال، وطريقة المونتاج! تظهر تفوق المقاومة في قراءة قدرات جيش الاحتلال.
على عكس قادة الاحتلال الذين لم ينجحوا في فك الشفرات القتالية للفصائل المقاتلة في غزة، وهذا يدل على التفوق الاستخباراتي أيضا للمقاومة على الاحتلال في القطاع، بحسب قول أحدهم.
ولا ضل شباك والا حيطة والجندي صار أشلاء ????
الرصد التخطيط والتنفيذ كل شيء حدث بدقة وبتعاون جميع الوحدات ،لا فرق منفصلة بل جيش منظم بالكامل في حي الشجاعية. pic.twitter.com/kMd5eCaCbG
— Tamer | تامر (@tamerqdh) July 3, 2024
وأضاف آخرون أن تفوق المقاومة في كل مرة يعود إلى حرب المدن والعصابات التي تخوضها الفصائل في غزة.
والمميز فيها أن صاحب الأرض له الأفضلية بحرب المدن لأنه على دراية تامة وكاملة بطبيعة الأرض أكثر من الدخيل لهذا يكون مرتاحا أكثر بالمناورة والقتال وإدارة المعركة.
الفرقة ٩٨ تمرّغ أنفهم في خانيونس بقتال ٤ شهور وختموا بكمين الزنة ، أخذوا قسطاً من الراحة وتوجهوا لجباليا فشاهد الجميع ماذا حدث لهم .. والآن يعملون في الشجاعية فيتعرضوا لضربات قاسمة، آخرها اليوم باستهداف مقر قيادة العمليات .. هذه أقوى فرق الجنوب تهشّمت في اصعب مناطق غزة.
— Sabri ???????? (@sabrifarra24) July 3, 2024
وأشار بعض المتابعين إلى الروح التي يملكها رجال المقاومة في غزة "هؤلاء الشباب الذين لم يبرحوا عقدهم القتالية منذ 9 أشهر، جاعوا وقُصفوا وقاتلوا وفقدوا، ومن ثم يظهرون بهذا الثبات والثقة والشجاعة".
وأضاف آخرون أن الشجاعية تسطّر تاريخا عظيما، ومقاتليها يذلّون العدو، ويواجهونه بكل ثقة بسيطرة وإحكام على الميدان.
"الشجاعية ربتني وربّت رجال".. العم أبو رامي النعيزي الذي أجبر على النزوح من الشجاعية تحت وطأة القصف والتدمير يتحدث للجزيرة عن حي #الشجاعية وظروف الناس في #غزة مع استمرار حرب الإبادة. pic.twitter.com/pfGgvm5Ahq
— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) July 4, 2024
أما عن المقاطع التي تبثها الفصائل لعملياتها خاصة كتائب القسام في حي الشجاعية فعلق أحدهم قائلا إن الفيديوهات هي تأكيد على أن المقاومة لا تزال تضرب بكل قوة القوات الإسرائيلية المتوغلة على كافة أراضي قطاع غزة خاصة التي أعلنت إسرائيل أنها دمرت الكتائب المقاتلة فيها.
أهم شي التصوير: حتى يثبت به فؤادك ويطمئنك على رجال الله في الميدان وحسن صنيعهم
الذواكر: جمع ذاكرة (المقصود بها ذاكرة الكاميرا)
تبعتهوملي: ترسلهم لي
أما بقية الكمين أعتقد أنه مفهوم
ومبهج ويضيف نقطة لكتيبة الشجاعية مقابل رفح التي علا كعبها بالأمس..
وفي ذلك فليتنافس المتنافسون pic.twitter.com/LECJL5dbEi
— Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) July 3, 2024
وكانت كتائب القسام أعلنت أنها أوقعت اليوم الخميس قوتين إسرائيليتين في كمينين بمدينة رفح وحي الشجاعية في غزة، كما تحدثت مواقع إسرائيلية عن "حدث صعب" تعرض له جنود إسرائيليون في قطاع غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات کتائب القسام المقاومة فی حی الشجاعیة pic twitter com فی غزة
إقرأ أيضاً:
بأس “الحوانين” يواصل كسر “السيف” الصهيوني.. ملاحم انتصار أجــدّ في غزة
يمانيون../
رغمَ شراسةِ العدوانِ الصهيوني واستمرارِ الإبادةِ لليوم الـ 568 من الطوفان، استطاع أبطالُ الجِهادِ والمقاومة، أن يسطِّروا ملاحمَ بطوليةً غيرَ مسبوقةٍ، مؤكّـدين أن إرادتَهم لا يمكن كسرُها مهما كانت التحديات.
وفي الوقت الذي كانت آلةُ الحرب الصهيونية تستعرُ فوقَ سماء غزة وتحاولُ بائسةً أن تفرِضَ معادلاتِها بالحديد والنار، كانت المقاومةُ الفلسطينية، وفي طليعتها كتائبُ القسام؛ تكتُبُ ملحمةً جديدةً من الصمود والإبداع القتالي.
في هذا التقرير، نسلِّطُ الضوءَ على أبرز إنجازات المقاومة في قِطاع غزة؛ عسكريًّا وسياسيًّا ونفسيًّا، خلال الساعات الـ 48 الماضية، مستعرضين ملامحَ هذه الملحمة الخالدة.
صاعقةُ الغول وبأسُ الرجال:
من بيت حانون إلى حي الشجاعية، ومن أنفاق الغموض إلى ساحات الاشتباك المكشوفة، خطّت سواعدُ المجاهدين أروعَ صور الفداء والمواجهة المباشرة، موقعةً في صفوف العدوّ صرعى وجرحى بالعشرات، ومثبتة أن غزة -برغم الجراح والحصار- ما زالت تصنَعُ التاريخَ المقاوِمَ بقلبٍ من نارٍ وعقلٍ من نور.
في مشهدٍ بطولي يعكسُ خِبرةً ميدانيةً متراكمةً، نفَّذَ مجاهدو القسام عمليةً نوعيةً شرق بلدة بيت حانون ضمن كمين “كسر السيف”، حَيثُ جرى قنصُ عددٍ من جنود وضباط العدوّ ببندقية “الغول” القسامية، وهي بندقيةٌ فلسطينية الصُّنع ذات دقة نارية عالية.
وقد أسفرت العملية عن سقوط عدة إصابات مباشرة بين صفوف الاحتلال؛ ما أَدَّى إلى إعادة تموضع قواتِ العدوّ قرب الحدود نتيجةَ فشلهم الذريع في تثبيت وجودهم هناك.
في الأثناء، لم تكن الشجاعية حَيًّا سكنيًّا هادئًا بل تحوَّلت إلى كمينٍ جهنمي للعدو، حَيثُ تمكّن مجاهدو القسام من استهداف قوة صهيونية خَاصَّة تحصَّنت داخلَ منزل بعدة قذائفَ من طراز “آر بي جي” و”الياسين 105″، ثم انقضُّوا عليهم بالأسلحة الرشاشة، موقعين قتلى وجرحى، من بينهم عناصرُ من وحدات النخبة الصهيونية.
تأخَّرت عمليةُ إخلاء المصابين لساعتين وشهدت خمسَ اشتباكات عنيفة، في مشهدٍ يؤكّـد أن غزة صارت مقبرةً لطموحات الاحتلال.
واليوم، استهدفت كتائبُ القسام دبابة “ميركفا4” بقذيفة “الياسين 105” شرقي “حي التفاح” بمدينة غزة، كما تمكّن مجاهدو القسام من تفجير عبوة مضادة للأفراد في عددٍ من جنود الاحتلال وأوقعوهم بين قتيل وجريح في الموقع ذاته.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B3%D8%A7%D9%85_%D8%B9%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B0_%D8%A3%D8%B3%D9%8A%D8%B1_%D8%B5%D9%87%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8A_%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%87%D8%A7_%D8%A8%D8%B9%D8%AF_%D9%82%D8%B5%D9%81%D9%87.mp4صفعة الأسرى.. المقاومة تُفشِلُ أهداف الحرب
وفي تطورٍ دراماتيكي، أعلنت كتائبُ القسام عن عمليةِ إنقاذ أسرى صهاينة من أحد مواقع المقاومة في غزة بعد أن قصفه الاحتلال؛ ما ضاعف من ارتباكِ القيادةِ العسكرية الصهيونية، وأكّـد فشلَ أهدافها للحرب.
وفي مقطع مصوَّر نشرت القسامُ بعضَ المشاهد مرجِئةً “التفاصيل لاحقًا”، لما أسمته: “عملية إنقاذ أسرى إسرائيليين من نفقٍ قصفه جيشُ الاحتلال قبلَ عدة أيام”.
عقبَ ذلكَ، أكّـد الوزير وعضو “الكابينت” الصهيوني “زئيف إلكين”، أن حكومتَه “مستعدةٌ لوقف القتال فورًا مقابلَ إطلاق سراح الأسرى، بشرط أن يكونَ بالإمْكَان استئنافُ القتال لاحقًا أَو التوصل إلى اتّفاق تتنحَّى فيه حماس من الحكم ويتم نزعُ سلاحها، لكن حماس غيرُ مستعدة لذلك”.
في الأثناء، أكّـد جنرالان صهيونيان متقاعدان، اليوم الأحد، أن جيشَ الاحتلال ليسَ قادرًا على تنفيذ سياسَة حكومة مجرم الحرب نتنياهو في قطاع غزة، وأن رئيسَ أركانه “إيال زامير”، نصب لنفسه مصيدةً عندما أعلن في بداية ولايته في المنصب أنه سيهزِمُ حماس ويقيمُ حُكمًا عسكريًّا، ويقود إلى استبدال حكم حماس.
وبينما حكومة الاحتلال تزعُمُ أن الضغطَ العسكري سيعيد جنودَها الأسرى، بدا واضحًا أنها تريد التخلُّصَ منهم، والمقاومة هي مَن تحافظ على حياتهم، وتدير الميدان بثقةٍ كبيرة، وتُجهِضُ روايةَ العدوّ أمام أهالي الأسرى الذين خرجوا في مظاهراتٍ غاضبةٍ تطالب بصفقةٍ شاملة لإعادتهم، محمِّلين نتنياهو مسؤوليةَ قتل أبنائهم بالتعنّت والمقامرة السياسية.
الارتباكُ الداخلي الصهيوني: صِراعٌ وخديعة..
لم تقتصرْ خسائرُ الاحتلال على الميدان فحسب، بل انتقلت عدواها إلى داخل الكيان، مطالبات شعبيّة واسعة بإسقاط نتنياهو.
إلى جانبِ ذلك برز الغضبُ بين الضباط الصهاينة الكبار الذين دعوا صراحةً إلى: إما “تدمير غزة أَو الانسحاب منها فورًا”، واتّهامات متبادلة بين الجيش والسياسيين بأنهم يخدعون الجمهورَ بقصص انتصاراتٍ وهمية.
حَـاليًّا الاحتجاجاتُ الصهيونية تعكسُ صراعاتٍ داخليةً عنيفة، غير أنها لا ترفُضُ العدوانَ على غزةَ؛ لأَنَّ القوةَ أصبحت جُزءًا أَسَاسيًّا من الهُوية الصهيونية، إلا أن الاحتجاجاتِ تتركَّزُ ضد نتنياهو وحكومته لا ضد الاحتلال وتاريخه الدموي.
ورغم أن مراكزَ أبحاث صهيونية تحاول بين الفينة والأُخرى، إنزالَ بيانات وتعاميم استطلاعات للرأي العام الداخلي، تشيرُ إلى تراجُعِ الصِّبغة الانتقامية من الفلسطينيين، إلا أن غيابَ مِلف الأسرى الصهاينة من الممكن أن يؤديَ إلى غيابِ أي احتجاج؛ ما يكشف تمسك المجتمع الصهيوني بالعنف كأدَاة للصراع.
وفي الوقت الذي يُقتَلُ فيه جنودٌ صهاينةٌ بلا أهداف واضحة، ينكشَّفُ زيفُ أساطير وادِّعاءات حكومة الكيان، “مترو حماس” و”الضغط العسكري”، وباتت صورةُ “الجيش الذي لا يُقهَر” تتبدَّدُ أمامَ صلابة وعنفوان رجال الجهاد والمقاومة.
الروايةُ الفلسطينية تنتصر.. بين الميدان والسياسة:
وعلى الجانبِ السياسي، غادر وفدُ قيادة حماس القاهرة، أمس السبت، بعدَ مشاوراتٍ مكثّـفةٍ مع المسؤولين المصريين، حاملًا رؤيةَ المقاومة لشروط وقف النار: “وقف العدوان.. صفقة تبادل أسرى مشرِّفة.. فتح المعابر وبَدء إعادة الإعمار”.
وهو ما يعكسُ قوةَ موقع المقاومة التفاوضي مقارنةً بوضع العدوّ المنهَك سياسيًّا وعسكريًّا وشعبيًّا؛ فما يجري في غزة اليوم، هو إعلانٌ صريحٌ بأن معادلاتِ الصراع قد تغيَّرت، ولم يعد كيانُ الاحتلال يفرِضُ شروطَه بالقوة، وغزة لم تعد تُستباح بلا ثمن.
ولأن المقاومة وعدت وأوفت؛ فَــإنَّ المعركةَ القادمةَ ستكونُ أشدَّ وأمضى، والكيانُ اليومَ أوهى من بيت العنكبوت، وصار كُـلُّ جندي صهيوني يعرِفُ أن خطواته فوقَ أرض غزة محفوفةٌ بالموت، وأنَّ خلفَ كُـلّ جدارٍ، وفي كُـلّ زقاقٍ، غولًا فلسطينيًّا قادمًا من رحم الأرض.
عبدالقوي السباعي| المسيرة