كتب- محمد أبو بكر:

أجاب الكاتب الصحفي مجدي الجلاد، رئيس تحرير مجموعة أونا للصحافة والإعلام، التي تضم مواقع (مصراوي، يلا كورة، الكونسلتو، شيفت): على سؤال بشأن "هل كل الأسرار ممكن يتم الإباحة عنها بشكل عام؟".

وقال الجلاد، خلال لقائه في بودكاست "على ميه بيضا" مع هشام صلاح: " ليس كل الأسرار يمكن الإفصاح عنها بشكل عام، وكنت أكتب بمسؤولية، ولكن حتى عندما كنت أكتب بمسؤولية عن وقائع يمكن نشرها، شعرت أحيانًا أنها قد تسبب مشكلات، وهناك أسرار كثيرة جدًا لا ينبغي أن يعرفها الناس لأسباب عديدة، منها أنها تخص أشخاصًا لم يأذنوا لي بنشرها".

وأضاف الجلاد، رئيس تحرير مجموعة أونا للصحافة والإعلام: أتحدث عن الوقائع العامة والأحداث السياسية التي شهدتها، وقد شاهدت الكثير داخل المطبخ السياسي، وكان لي تواصل مع كل الشخصيات الكبيرة في مصر، بدءًا من رئيس الدولة وصولاً إلى أصغر المسؤولين، وكان لي تواصل ومحادثات شخصية مع الرئيس الأسبق الراحل محمد حسني مبارك، وقد أخبرني بأسرار وجهًا لوجه أثناء إجرائي لحوار معه، وكانت هذه التجربة هي أول مرة يُجرى فيها حوار مستقل مع رئيس الجمهورية في تاريخ صحيفة مستقلة خاصة في مصر، حيث كانت مقتصرة على الصحف الحكومية فقط، ولم أقم بنشر نصف الحوار.

وكشف "الجلاد" عن أحد الأسرار التي لم تنشر وكشف عنها مبارك في حواره معه، قائلاً: "الرئيس الأسبق قال لي: أنتم تتحدثون عن ما ينبغي وما يجب، وهذا كلامكم، ولكن عندما تجلس في مكاني أو في مكان رئيس الحكومة، فإن الحسابات تختلف، وقد تواجه قضايا فساد، وتضطر إلى أن تتصرف فيها دون إحالتها للقضاء؛ لأنه إذا أحيلت كل قضية فساد إلى المحاكمة، فسيكون نصف نخبة مصر في السجن.

وتابع الكاتب الصحفي: "أنا أختلف مع الرئيس- رحمة الله عليه، ولكن هذا يكشف حجم الفساد الذي تعيش فيه هذه الأمة، وقد تم ترجمة هذه الواقعة علنيًا من قبل الدكتور زكريا عزمي، رئيس ديوان رئيس الجمهورية، الذي كان يمتلك معرفة شاملة بكل خفايا مصر، وقال في مجلس الشعب "الفساد في مصر وصل للركب".

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: حكومة مدبولي الطقس أسعار الذهب سعر الدولار معبر رفح التصالح في مخالفات البناء مهرجان كان السينمائي الأهلي بطل إفريقيا معدية أبو غالب طائرة الرئيس الإيراني سعر الفائدة رد إسرائيل على إيران الهجوم الإيراني رأس الحكمة فانتازي طوفان الأقصى الحرب في السودان محمد حسني مبارك الكاتب الصحفي مجدي الجلاد الجلاد مجدي الجلاد الصحف الحكومية الدكتور زكريا عزمي قضايا فساد

إقرأ أيضاً:

نحن مع التغيير العادل، ولكن ضد التفريط في وحدة السودان

إن السودان اليوم يقف أمام مفترق طرق خطير، حيث يتهدد شبح التقسيم وحدة البلاد وسط صراع محتدم لم يرحم أحدًا، لا من انحاز لهذا الفصيل ولا من وقف في صف ذاك، ولا حتى أولئك الذين التزموا الحياد وظنوا أنهم بمنأى عن المحاسبة التاريخية. إن هذا الوضع الاستثنائي الذي تمر به البلاد سيحاكم الجميع، السياسيين الذين دعموا الحكومة الموازية، وأولئك الذين سعوا لشق الصف الوطني، وحتى من صمتوا عن قول الحق بينما كانت البلاد تتهاوى نحو الهاوية.

التجربة السودانية والانفصال الذي لم يكن درسًا كافيًا

لم يتعظ السودانيون من تجربة انفصال الجنوب في عام 2011، وهو الحدث الذي لا يزال يلقي بظلاله على مستقبل السودان السياسي والاقتصادي والاجتماعي. ففي ذلك الوقت، ظن كثيرون أن الجنوب سينفصل دون أن تتأثر بقية البلاد، وأن استقرار السودان سيظل مضمونًا، لكن الحقيقة جاءت بعكس ذلك. فقد أدى الانفصال إلى تدهور اقتصادي حاد، وفتح الباب أمام مزيد من الأزمات السياسية والأمنية، وأصبح السودان أضعف مما كان عليه.

واليوم، وبعد أكثر من عقد على ذلك الحدث، نجد أنفسنا في مواجهة تحدٍّ مشابه، وربما أشد خطورة، إذ تتكرر السيناريوهات نفسها، من النزاعات المسلحة، إلى التدخلات الخارجية، إلى صمت النخب التي كان يجب أن تكون صوت العقل والحكمة.

أمثلة تاريخية من العالم: كيف ضاعت الدول بسبب الانقسامات؟

إن التاريخ الحديث مليء بأمثلة لدول تفككت بسبب الصراعات الداخلية، ولم تعد كما كانت بعد ذلك:

تفكك يوغوسلافيا: كان هذا البلد موحدًا لعقود، لكن الحروب الأهلية والانقسامات العرقية والسياسية قادت إلى انهياره وتفتيته إلى دول صغيرة، بعضها لم ينجُ من الحروب حتى بعد الاستقلال.

تفكك الاتحاد السوفيتي: رغم كونه قوة عظمى، إلا أن الصراعات الداخلية والضعف السياسي ساهم في انهياره إلى مجموعة دول مستقلة، مما أدى إلى تغير جذري في الخارطة السياسية العالمية.

سوريا وليبيا واليمن: لم تنقسم رسميًا، لكنها تحولت إلى كيانات متصارعة ضمن الدولة الواحدة بسبب الحروب الأهلية والتدخلات الخارجية.

المسؤولية الأخلاقية والوطنية على النخب والمثقفين

من الغريب أن نرى بعض ممن يدّعون المعرفة والعلم يسيرون في طريق يهدد وحدة السودان، وكأنهم لم يدركوا دروس التاريخ. إنهم يتحملون مسؤولية أخلاقية جسيمة لأنهم لم يستغلوا مكانتهم في توجيه الرأي العام نحو الحلول التي تحفظ البلاد من التفكك. إن الانحياز الأعمى لأي طرف على حساب مصلحة الوطن، أو الصمت في اللحظات التي تتطلب موقفًا واضحًا، ليس مجرد خطأ سياسي، بل هو جريمة تاريخية لن تُمحى من ذاكرة الأجيال القادمة.

هذا التخوف لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة قراءة متأنية لواقع مأزوم، تشكل عبر عقود من الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. إن عقلية النخب التي قادت البلاد لم تكن يومًا بعيدة عن النزعات العنصرية والجهوية، حيث ظل تكالبها على السلطة والثروة هو المحرك الأساسي لصراعات السودان المتكررة. لم يكن هدفها بناء دولة عادلة للجميع، بل كانت ترى في البلاد غنيمة تُقسَّم بين مكوناتها المتصارعة، غير آبهة بمصير العامة والبسطاء الذين دفعوا وحدهم ثمن هذه النزاعات من دمائهم وأرزاقهم وأحلامهم.

إن هذه النخب لم تكتفِ بإشعال الفتن، بل استغلت بساطة الناس وجهلهم السياسي لتجنيدهم في معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل، بينما تظل قياداتها في مأمن، تتفاوض وتتقاسم النفوذ على حساب الوطن والمواطن. هذا الواقع، بكل تعقيداته، يجعل من خطر التقسيم تهديدًا حقيقيًا، وليس مجرد فرضية نظرية أو دعاية تخويفية، لأن البلاد تسير بالفعل نحو سيناريوهات مشابهة لما حدث في دول فقدت وحدتها بسبب الطمع السياسي والفساد الفكري لنخبها.

التحدي الذي يواجه الجميع: هل سيكتب التاريخ خيانة هذا الجيل لوطنه؟

إن السودان اليوم في اختبار حقيقي، والجميع معنيٌّ بالنتائج. فإذا استمرت البلاد في هذا المسار، فسيكتب التاريخ بأحرف من خزي أن هذا الجيل لم يكن على قدر المسؤولية، وأن قادته لم يرتقوا لمستوى الأخلاق والإنسانية والوطنية التي تتطلبها هذه المرحلة الحرجة.

إن الصمت ليس خيارًا، والانحياز الأعمى ليس حلًا، والوقوف ضد المصلحة الوطنية لا يمكن تبريره. الخيار الوحيد هو الانتصار لوحدة السودان، والعمل على إنهاء النزاع، وتوحيد الجهود لإنقاذ البلاد قبل فوات الأوان.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • الرئيس الكيني يبحث مع وزير الخارجية الأمريكي قضايا الأمن الإقليمي والأزمة السودانية
  • التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية.. هيكل رباعي يجيب على تساؤلات العصر
  • سباق الإعمار في ليبيا.. مبهج ولكن!
  • نحن مع التغيير العادل، ولكن ضد التفريط في وحدة السودان
  • ميار الببلاوي تتعرض للسرقة وتلجأ للقضاء
  • الجلاد الجديد لسجن بئر أحمد بعدن
  • نهيان بن مبارك: الإمارات بقيادة رئيس الدولة تضع أصحاب الهمم في قلب مسيرتها التنموية
  • بيان غاضب من النزاهة النيابية بالضد من رئيس هيئة الاستثمار: تصريحاتك لن تمر مرور الكرام
  • سوق أهراس: الأمن يقوم بحملة للقضاء على التجار الفوضويين
  • عون: يجب أن يكون الجميع تحت سقف القانون بدءًا من رئيسِ الجمهورية