أميرال أوروبي: الحوثيون أعادوا تنشيط شبكات القرصنة قبالة ساحل الصومال
تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT
أعادت العمليات الإرهابية التي تشنها ميليشيا الحوثي ضد السفن التجارية في البحر الأحمر وباب المندب، تنشيط شبكات القرصنة البحرية قبالة سواحل الصومال، بعد سنوات من الانحسار جراء الجهود الدولية لمكافحة هذه الظاهرة التي تؤثر على الملاحة الدولية.
وأجبرت الهجمات الحوثية العديد من شركات الشحن البحري إلى تفادي المرور من خط البحر الأحمر والاتجاه صوب ممر "رأس الرجاء الصالح"- الالتفاف حول جنوب إفريقيا- وهو ما ساهم بشكل كبير في تنامي عمليات القرصنة وتنشيط الجماعات المسلحة التي تنشط في هذا الجانب.
>> تحليل الروابط بين إيران والحوثيين والصومال: أبعاد جيوسياسية واستراتيجيةت
ومنذ بدء الهجمات الحوثية في نوفمبر تم تسجيل 30 هجوما على سفن تجارية وقوارب صيد ومراكب شراعية قبالة سواحل الصومال. وشملت الحوادث احتجاز رهائن في ديسمبر على متن السفينة (MV Ruen) التي ترفع علم مالطا، مما أدى إلى قيام السفن الحربية الهندية واليابانية والإسبانية بإنقاذ أفراد طاقمها المكون من 18 فرداً. وكان هذا أول اختطاف ناجح لسفينة قبالة الساحل الصومالي منذ عام 2017، وفقا للمكتب البحري الدولي.
وقال نائب الأميرال إجناسيو فيلانويفا، الذي يقود عملية الاتحاد الأوروبي المكلفة بكبح القرصنة وفقاً لموقع "بلومبرج": إن القراصنة "يعتقدون أن هناك فرصة سانحة بسبب وجود الحوثيين"، مع زيادة حركة المرور على طول ساحل الصومال ومغامرة القراصنة بالتوغل في المحيط الهندي. إنهم يحاولون حقاً توسيع حدود وقدرات العمليات الغربية والدولية.
وأضاف: "إن أحد الأساليب التي يستخدمها القراصنة هو اختطاف القوارب الصغيرة مثل: الزوارق والمراكب الشراعية والسفر لمدة عشرة أيام في وسط المحيط الهندي، حيث يحاولون مهاجمة السفن الأكبر". موضحاً: "ُنفذت مؤخرا هجمات على سفن كبيرة، ولم يتم دفع فدية إلا مرة واحدة، وأن العدد المتزايد من الهجمات تنفذه مجموعات "مدججة بالسلاح ومنظمة وأكبر عددا" من أي وقت مضى.
وقال فيلانويفا: "في الأول من يوليو، واجهت القوة الأوروبية المشاركة في محاربة القرصنة، 25 أو 30 قرصانا أثناء محاولة القرصنة على إحدى السفن التجارية". "إنهم منسقون بشكل جيد للغاية مع الهواتف الفضائية والأسلحة الثقيلة".
وظهرت القرصنة قبالة سواحل الصومال مع بداية الحرب الأهلية في أوائل التسعينيات. وتصاعدت الهجمات في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وبلغ عدد حوادث القرصنة في عام 2011، عندما وقع 237 حادثاً، مع احتجاز القراصنة 32 سفينة واحتجاز 736 شخصاً كرهائن، وفقاً للقوة البحرية للاتحاد الأوروبي.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
شبكات صغيرة هجينة توفر طاقة مستدامة للمجتمعات النائية
أبوظبي: عبد الرحمن سعيد
طوّر فريق بحثي من جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا في أبوظبي، نظاماً مبتكراً لإدارة الطاقة يسهم في تحسين الشبكات الصغيرة الهجينة وتحقيق التوازن بين مصادر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والديزل، وذلك لإتاحتها على نحوٍ أكثر موثوقية واستدامة وكفاءة من حيث التكلفة، حيث يعتمد أكثر من 4000 مجتمع ناءٍ في كافّة أنحاء العالم على مولدات الديزل لتلبية احتياجاتهم من الكهرباء، ويشكّل الاعتماد على الديزل ضغطاً على الموارد المالية لتلك المجتمعات وعلى البيئة نتيجةً لارتفاع نسبة الانبعاثات التي تحدّ من التنمية المستدامة في المناطق المعزولة.
ضم الفريق البحثي كلاً من: الدكتور أحمد الدُرّة والدكتور طارق الفولي والدكتور إيهاب السعدني، من جامعة خليفة وعادل مرابط، مع سوجوي باروا من جامعة سانت ماري في كندا، وركزوا على طريقة جديدة لتحسين الشبكات، تسمى خوارزمية ليفي الحسابية، وتعتمد على تقنيات التحسين الحسابية التقليدية من خلال تعزيز القدرات البحثية وتجنب الأخطاء الشائعة في عملية التحسين، ما يتيح حلاً فعالاً لإدارة المصادر المتعددة للطاقة داخل شبكة صغيرة، خاصة في ظل الظروف الصعبة السائدة في المجتمعات النائية، ونشر الفريق النتائج التي توصّل إليها في المجلة العلمية «أبلايد إنيرجي» المُصنّفة ضمن أفضل 1% من المجلات العلمية.
خوارزمية ليفي
أوضح الفريق البحثي، أن نموذج الشبكة الصغيرة الهجينة يدمج الألواح الشمسية الكهروضوئية وأجهزة توليد طاقة الرياح ومجموعة المولدات التي تعمل بالديزل لتلبية متطلبات الطاقة في المناطق النائية، حيث تُسهم خوارزمية ليفي الحسابية في تحسين استخدام الطاقة من خلال إعطاء الأولوية لمصادر الطاقة المتجددة كلما كانت متاحة، ما يُقلّل الاعتماد على مولدات الديزل، وتعد هذه الطريقة كافية لخفض تكاليف الطاقة وتقليل الانبعاثات بشكل ملحوظ بنسبة تصل إلى 10% مقارنة بالشبكات الصغيرة التي تعتمد على الديزل فحسب.
وقال د. إيهاب السعدني: «يستلزم نقل الوقود وتخزينه في المناطق النائية غالباً تكاليف وتعقيدات لوجستية إضافية، الأمر الذي يؤدي لتفاقم الأعباء البيئية والمالية التي قد تتكبدها هذه المجتمعات، وهو ما يؤكد بصفة خاصة على أهمية تقليل الاعتماد على الديزل».
وأضاف: «تكمن أبرز مميزات النموذج في قدرة خوارزمية ليفي الحسابية على تقليل التكلفة والانبعاثات عند اتّخاذ القرارات المتعلّقة بنقل الطاقة، فقد ركّزت الاستراتيجيات الاقتصادية التقليدية لتوزيع الأحمال بالأساس على تحقيق التوازن بين كميات الطاقة المتطلبة والتكاليف، مع إهمال تأثير الانبعاثات الناتجة عن توليد الطاقة من الديزل، في حين يُقيّم نظام الفريق البحثي العقوبات والتكاليف الاقتصادية الناتجة عن الانبعاثات، ما يؤدي للحصول على حل أكثر أمنًا على البيئة وأكثر كفاءة من حيث التكلفة بإدارة مواعيد ونطاق استخدام المولدات بناءً على التوافر المتوقع للطاقة المتجددة».
الشبكات الصغيرة
تابع د. إيهاب السعدني: «تؤكّد نتائجنا على الدور الذي تلعبه الشبكات الصغيرة الهجينة المحسنة كحل قابل للتطوير والتطبيق في المجتمعات النائية والمحرومة، حيث يعمل النموذج على تعزيز المرونة والتخفيف من حدة الآثار البيئية لتوليد الطاقة وتحسين القدرة على التزود بطاقة مستقرة».
ويخطط الفريق البحثي لمواصلة تحسين النظام لتنفيذه على أرض الواقع مع التركيز على الدمج بين حلول شحن المركبات الكهربائية وتخزين الطاقة الكهربائية على نحو يمكن أن يوفر طاقة احتياطية قيّمة أثناء فترات انخفاض إنتاجية مصادر الطاقة المتجددة، كما يمكن لتقنيات الإدارة المتقدّمة لاستهلاك الطاقة الكهربائية ضمن إطار عمل خوارزمية ليفي الحسابية أن تمكّن النظام من توقع تغيرات الطلب بفعالية أكبر، ما يؤدي إلى تحسين استخدام الطاقة على مدار دورات أطول.