نيوزويك: إسرائيل في حرب مع إيران على 7 جبهات
تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT
أفادت مجلة نيوزويك الأميركية، في تحليل إخباري، أن المخاوف تتزايد في أرجاء منطقة الشرق الأوسط من احتمال اندلاع صراع أكبر بين إسرائيل وإيران على 7 جبهات رئيسية على الأقل، في وقت ما تزال فيه تل أبيب غارقة في الحرب على قطاع غزة وتفكر، علنا، في شن هجوم جديد على جنوب لبنان.
على أن ما ذهب إليه توم أوكونور -الصحفي المختص بشؤون الأمن القومي والسياسة الخارجية بالمجلة- في تحليله بالمجلة الأميركية، سبقه إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي تحدث الأسبوع الماضي عن انخراط بلاده في "حرب على 7 جبهات" مع إيران التي اتهمها بأنها تدعم تحالفا غير رسمي من فصائل متعددة على مستوى المنطقة يعرف باسم "محور المقاومة".
ومع تصاعد التهديدات وعدم وجود مؤشرات على قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة أو الحدود الإسرائيلية اللبنانية، تطرق أوكونور في مقاله بمجلة نيوزويك إلى الجبهات السبع التي تعرضت فيها إسرائيل بالفعل لضربات، والتي يمكن أن تشكل بؤرا لمزيد من التصعيد في حالة اندلاع صراع واسع النطاق. والجبهات هي:
– قطاع غزة
ظلت إسرائيل منغمسة في العديد من الصراعات والاشتباكات منذ تولي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) السلطة في غزة عام 2007.
على أن الهجوم الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أشعل، بدوره، فتيل "أطول وأعنف حرب" حتى الآن في المنطقة الساحلية المكتظة بالسكان، توضح نيوزويك.
وفي حين ادعى المسؤولون الإسرائيليون تحقيق مكاسب كبيرة في الصراع، فقد اعترفوا أيضا بصعوبة تحقيق أهدافهم المعلنة المتمثلة في هزيمة حماس ككيان عسكري وسياسي فاعل، وضمان ألا تشكل غزة تهديدا في المستقبل، وإعادة الأسرى الذين ما زالوا محتجزين لدى المقاومة الفلسطينية.
– الضفة الغربية
يواجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس أزمة شرعية كبيرة بسبب الاستياء الشعبي من عدم إجراء انتخابات، وتزايد النشاط العسكري والاستيطاني الإسرائيلي الذي أدى إلى تفاقم المشاكل، والمساهمة في تقليص مهام السلطة الفلسطينية التي تحتفظ بسيطرة "إسمية" على أجزاء من الضفة الغربية، وفق نيوزويك.
ونفذ الجيش الإسرائيلي اقتحامات منتظمة على "معاقل مسلحين" مثل مخيم جنين للاجئين، في حين قامت حماس والفصائل الأخرى، بما في ذلك الجماعات المستقلة، بتوسيع نفوذها في جميع أنحاء الضفة الغربية، بما في ذلك مدينة القدس المحتلة.
– لبنان
بدأت إسرائيل بالفعل في مضاعفة الموارد المخصصة للجبهة الشمالية نتيجة تصاعد الاشتباكات مع حزب الله، الذي صرح لمجلة نيوزويك مؤخرا بأنه "مستعد لأي شيء".
ومع أن إسرائيل غزت لبنان 3 مرات في الماضي، وخاضت حربين كبيرتين شارك فيهما حزب الله، إلا أن المراقبين حذروا من أن اندلاع صراع شامل جديد قد يتسبب في أكبر تدمير حتى الآن لكلا الجانبين.
وحذر الكاتب من أن يستهدف حزب الله مدنا إسرائيلية كبرى مثل تل أبيب وحيفا، بوابل من القذائف لاجتثاث منظومات الدفاع الإسرائيلية كالقبة الحديدية.
– سوريا
منذ اندلاع الحرب على غزة، صرح مسؤولون إسرائيليون لمجلة نيوزويك أن تحالفا قويا يُعرف باسم "فرقة الإمام الحسين"، مكونا من حزب الله وجماعات مسلحة من أفغانستان، وباكستان، واليمن ودول أخرى، ومدعوما من إيران، ينشط في سوريا ويقف إلى جانب الرئيس بشار الأسد.
وأفاد أوكونور أن إسرائيل ظلت تتعرض لإطلاق نيران من حين إلى آخر من سوريا، إلا أن الغارة الجوية الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل مسؤولين عسكريين إيرانيين في مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق مطلع أبريل/نيسان الماضي، أعقبه أول تبادل مباشر على الإطلاق لهجمات بين إيران وإسرائيل، مما فاقم المخاوف من حدوث صراع شامل بين العدوين اللدودين.
– العراق
تنحدر عدد من الجماعات المسلحة الفاعلة في سوريا من العراق، الذي برز كجبهة نشطة بشكل خاص منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس. ورغم أن العراق لا يقع على حدود إسرائيل مباشرة، إلا أنه كان مصدرا لهجمات متكررة بمسيّرات وصواريخ أعلن مسؤوليته عنها تحالف من الفصائل المعروفة باسم المقاومة الإسلامية في العراق، والتي تضم جماعات بارزة مثل حركة النجباء، وكتائب حزب الله، وأصحاب الكهف وغيرها.
– اليمن
رسَّخت جماعة أنصار الله الحوثي في اليمن نفسها كواحدة من فصائل محور المقاومة "الأشد فتكا"، حيث أطلقت وابلا من الصواريخ وهجمات بطائرات مسيرة ضد إسرائيل. كما تنخرط أحيانا في عمليات مشتركة مع المقاومة الإسلامية في العراق، وكذلك ضد بعض السفن التجارية في عرض البحر الأحمر.
– إيران
مع أن طهران ظلت تؤكد مرارا وتكرارا أنها لا تسعى إلى حرب إقليمية، إلا أن مسؤولين إيرانيين أعربوا عن اعتقادهم، في تصريحات لنيوزويك، أن لدى حزب الله من القوة ما يمكنه وحده من هزيمة عدوهم المشترك.
غير أن أوكونور لفت في تحليله، إلى لهجة إيران ازدادت حدة في الآونة الأخيرة مع تزايد التركيز على احتمال نشوب حرب بين إسرائيل وحزب الله، وإعلان مسؤوليها عن دعمهم المباشر لفصائل "محور المقاومة".
– جبهات محتملة
بحسب مقال نيوزويك، سعى "التحالف المدعوم من إيران" إلى توسيع مظلته لتشمل مناطق أخرى، وخلص الكاتب إلى أن ما يزيد المشهد الإقليمي تعقيدا أيضا الشراكة المتنامية بين إيران وروسيا، التي استخدمت الطائرات الإيرانية المسيرة في حربها المستمرة على أوكرانيا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات حزب الله إلا أن
إقرأ أيضاً:
كيف تبرر إيران تخليها عن سوريا؟
قال الكاتب الإسرائيلي، أفرام بليش، إن الحرب الإقليمية التي تعيشها إسرائيل منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول)، هي سيناريو حذر منه المحللون الإيرانيون منذ فترة طويلة، موضحاً أنه طُلب من يحيى السنوار زعيم حركة حماس تأجيل الحملة العسكرية واسعة النطاق لإعطاء إيران وحلفائها الوقت الكافي للاستعداد لها، ولكن السنوار اختار المضي قدماً في "طوفان الأقصى"، باعتباره مسعىً فلسطينياً، وبذلك أصبح على الإيرانيين خلق توازن بين "الدفاع عن فلسطين" وبين "منع التصعيد".
وأضاف الكاتب في مقال بصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، تحت عنوان "كيف تُبرر إيران غيابها عن سوريا؟"، أن إسرائيل شنت حرباً بلا حدود، وفهم الإيرانيون الحاجة إلى السعي نحو وقفها في ضوء النتائج المروعة لحماس وحزب الله، موضحاً أن هذه الرسالة تم نقلها إلى "محور المقاومة"، ولكن المشكلة، كما يقولون في طهران، أن إسرائيل، لم تتوقف. والآن، فإن حزب الله يحتاج إلى إعادة تأهيل، والإيرانيين يحتاجون إلى 4 سنوات من الراحة للتعافي، ليس فقط عسكرياً، ولكن أيضاً لإعادة تأهيل الرواية التي انقلبت رأساً على عقب، وتطوير رواية جديدة.وأوضح أنه في أعقاب الضربة القاسية، التي تلقاها الوكيل الرئيسي لإيران، حزب الله في لبنان، انهار نظام الأسد في غضون 10 أيام، مشيراً إلى أنه كانت هناك فجوة بين تصريحات إيران وأوامرها الفعلية، بشأن القتال، وبين سحب الميليشيات، وبدء حوار مع المتمردين من شأنه أن يؤدي إلى المغادرة الآمنة للقوات الإيرانية وحماية الأماكن المقدسة الشيعية في مقابل عدم التدخل الإيراني.
ويقول الكاتب الإسرائيلي، إن هذه العوامل دفعت النظام الإيراني إلى الاستنتاج أن هناك حاجة إلى رواية جديدة لتفسير سبب عدم دفاعهم عن نظام استثمروا فيه، أكثر من 50 مليار دولار على مدار عقد من الزمان.
مطار #دمشق الدولي يستأنف عمله الأربعاء المقبل https://t.co/DTZZDphiIU
— 24.ae (@20fourMedia) December 15, 2024آلة الدعاية الإيرانية
وأضاف الكاتب أن آلة الدعاية الإيرانية تعمل بسرعة لصياغة رواية تفسيرية لـ"القرار الحكيم" بعدم التدخل في سوريا، والخطوة الأولى هي إلقاء اللوم على نظام الأسد لأنه "لم يطلق رصاصة واحدة على النظام الصهيوني لمدة نصف قرن"، ومن هنا تمضي طهران في الزعم بأن "توجه الأسد نحو الغرب، وتلقيه حوافز اقتصادية بشرط فك ارتباطه بمحور المقاومة، أدى في نهاية المطاف إلى إلحاق الضرر بإيران ومحور المقاومة".
أما عن الخطوة الثانية، فتتمثل في تقديم الأسد على أنه لا يستمع إلى نصيحة النظام الإيراني بشأن قضايا مختلفة يزعمون أنهم حاولوا مساعدته فيها، مثل "الديمقراطية" ودعم حكومته بسبب الوضع الاقتصادي الصعب وضعف جيشه والبنية التحتية الأساسية للدولة، ومعاناة الشعب السوري".
عجز إيراني
وقال الكاتب، إنه على إيران أن تدرك جيداً أن عجزها كان واضحاً للجميع، وعلى الصعيد العسكري، لم تكن إيران في وضع يسمح لها بمساعدة الأسد، وخصوصاً بعد مقتل كبار ضباط الحرس الثوري الإيراني بسوريا في هجمات مستهدفة نُسبت إلى إسرائيل، فيما عجز حزب الله عن إرسال التعزيزات، ومنعت إسرائيل الطائرات الإيرانية من الوصول إلى سوريا.
مستعدة لدعمهم عسكرياً..#تركيا: يجب إعطاء حكام #سوريا الجدد فرصة https://t.co/vgFyDJTpl2
— 24.ae (@20fourMedia) December 15, 2024خطاب جديد
ووفقاً للكاتب، تعمل إيران في الوقت نفسه على الانتقال إلى خطاب جديد حيث يصبح المتمردون هدفاً جديداً في "الوكالة"، وبدلاً من استخدام مسمى "الإرهابيين" تطلق إيران عليهم الآن لقب "مقاومين"، بهدف الحفاظ على طريق لنقل الأسلحة إلى حزب الله، وهو أمر يقول عنه المحللون في إيران إنه "ليس مستحيلاً".
وبحسب ما نقله الكاتب، ففي سعيهم إلى قناة حوار مع هيئة تحرير الشام، يؤكد الإيرانيون تجربتهم مع طالبان والتعايش، ويقللون من مسؤوليتهم عن أي ضرر يلحق بالسكان السوريين، مستطرداً "بالطبع يكذبون على الجمهور".