أثار وضع السياسي اليمني، محمد قحطان، المخفي قسريا منذ عشر سنوات في سجون جماعة الحوثي، خلال مباحثات مسقط التي انطلقت الأحد، جدلا واسعا وردود فعل، بشأن مصيره التي تتحفظ الجماعة عن ذلك.

 

وأمس الثلاثاء قال رئيس وفد الحوثيين المفاوض بشأن الأسرى والمختطفين "عبدالقادر المرتضى"، إن الإتفاق تضمن الإفراج عن محمد قحطان مقابل الإفراج عن خمسين أسيراً حوثياً، وإن كان متوفيا فيتم تسليم جثته مقابل تسليم الحكومة خمسين جثة من قتلاهم.

 

 

وقال وكيل وزارة حقوق الإنسان وعضو الوفد الحكومي في ملف تبادل الأسرى ماجد فضائل "توصلنا إلى اتفاق مع وفد الحوثيين بشهادة الأمم المتحدة على تبادل 50 أسيرا حوثيا مقابل السياسي محمد قحطان المختطف والمخفي لأكثر من تسع سنوات مضت".

 

 

وكانت جولة المفاوضات بين الحكومة وجماعة الحوثي في ملف الأسرى والمختطفين قد انطلقت في العاصمة العمانية مسقط، الأحد الماضي، بمشاركة فريق سعودي، وبرعاية الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

 

ويعد السياسي قحطان أحد الأربعة المشمولين بقرار مجلس الأمن لإطلاق سراحهم وأخفته جماعة الحوثي منذ اختطافه في ابريل 2015م، ورفضت الإفصاح عن مصيره أو السماح لأسرته بالتواصل معه، وسط مطالبات واسعة محلية ودولية للكشف عنه وإطلاق سراحه.

 

وفي السياق اتهم حزب الإصلاح، جماعة الحوثي بعدم الجدية في التعامل مع قضية السياسي المختطف محمد قحطان، مؤكدا أن الانسياق وراء الاحتمالات العبثية التي تطرحها يضع أسئلة حول مسار التفاوض.

 

وقال نائب رئيس الدائرة الإعلامية لحزب التجمع اليمني للإصلاح، عدنان العديني إن "الخفة واللا أخلاقية التي تتحدث بها المليشيا الحوثية في ما يتعلق بالافراج عن قحطان لا يشير الى جدية، بقدر ما يعبر عن رغبة ممتدة في التلاعب والاستهلاك الكلامي".

 

 

وأكد أن الانسياق وراء الاحتمالات العبثية التي تطرحها المليشيا وترديدها يطرح اسئلة حول مسار التفاوض.

 

أسرة السياسي قحطان، عبرت عن رفضها لما أسمته "المهازل والتصريحات" الصادرة من مسقط بشأن إطلاق سراحه وحياته. وأكدت، في بيان لها، عدم تفويض أي جهة كانت، حتى لمجرد الحديث عن حياته، فضلا عن التفاوض أو المساومة بهذا الشأن.

 

وحمّلت الأسرة جماعة الحوثي المسؤولية عن أي خطر قد يتعرض له قحطان، خاصة بعد التصريحات الصادرة من مسقط.

 

وأكدت أن مطلبها هو عودة قحطان إلى منزله الذي اختطف منه صحيحا معافى، مستنكرة، في الوقت ذاته، التصريحات من بعض أعضاء فريق الوفد الحكومي. مشيرة إلى أن الفريق الحكومي خالف توجيهات الرئاسة وتوجهات الحكومة بالبدء بزيارة أسرته قبل الشروع بأي تفاوض.

 

 

كما أكدت رفضها أي تسوية تتجاهل حقوقه، مطالبة الحكومة والمجتمع الدولي بالتحرك الجاد والفوري، والعمل على إطلاق سراحه دون شروط أو مماطلة.

 

ودعت الأسرة المبعوث الأممي إلى توضيح موقفه من تحويل قضية إنسان مختطف إلى مادة للاستعراض والإرهاب.

 

 

الكاتب الصحفي أحمد الشلفي، اعتبر تقبل الأمم المتحدة ومبعوثها لذلك خرقا لكل قوانين حقوق الإنسان والأعراف الدولية.

 

وقال الشلفي "أن تقبل الأمم المتحدة ومبعوثها بالأساس النقاش حول مختطف ومعتقل ومخفي قسريا منذ تسع سنوات في سجون الحوثيين على مبدأ (إذا كان حيا واذا كان جثة) فذلك خرق لكل قوانين حقوق الإنسان والأعراف الدولية".

 

الدبلوماسي السابق مصطفى احمد نعمان كتب "مبدأ حقير التفاوض حول تبادل الأسرى داخل الوطن الواحد، والأحقر التفاوض خارج البلاد، والأكثر مهانة وإذلالا للشعب اليمني هو حديث تبادل الجثث".

 

 

وقال "اما إخفاء مصير أحدهم وهو الذي يمثل رمزا وطنيا له قيمته الانسانية واعتباره صفقة رابحة للحوثيين فدليل على انعدام الوازع الديني والإنساني والأخلاقي، والأمر لله من قبل ومن بعد".

 

الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، قالت "تصريح تافه آخر من قبل ممثل الشرعية التافهة".

 

وأضافت "هكذا تتطوع الشرعية التافهة في غسل جريمة المليشيا الارهابية في اختطاف واخفاء قحطان قسريا".

 

 

وتابعت "هاتوا جثة محمد قحطان، سامحكم الله اذا قد قتلتوه، هذا بالضبط ما قاله ماجد فضالة رئيس وفد الشرعية للمفاوضات حول الأسرى"، مستدركة بالقول "أيها التافهين نريد محمد قحطان حيا وفقط".

 

نائب رئيس هيئة التشاور والمصالحة عبدالملك المخلافي، غرد بالقول "لا يجوز تحت ذريعة الواقعية السياسية تحويل حياة وحرية شخصية سياسية ووطنية كبيرة، وقضية بحجم تغيب القيادي المختطف المناضل "محمد قحطان"، إلى مجرد احتمالات بعد عشر سنوات من إخفائه قسريا، كما لا يجوز بناء اتفاقات عن مصيره على احتمالات من المعيب أخلاقيا الترويج لها".

 

وقال "من الخطأ قانونيا التسليم بها، ومن غير المقبول سياسيا الموافقة عليها في تفاوض مع طرف هو الذي اختطف وأخفى قحطان ويعرف تماما أين هو، فيتم القبول منه أن لا يشمل الاتفاق- ابتداء- الإفصاح عن مكان وجوده والسماح بزيارة أسرته له، وتأجيل ذلك إلى اتفاق يقبل احتمالات تتضمن احتمال قتله وعودته "جثة"!.

 

 

وأكد المخلافي أن الإفصاح عن مكان قحطان لا يحتمل التأجيل، ويسبق أي اتفاق للتبادل، كما أن من الخطأ الذهاب لتحديد مقابل الإفراج عنه بتلك الطريقة المفتقدة الحصافة والأخلاق والمنتهكة لحقوقه الإنسانية ولحقوق أسرته بل لحقوق المجتمع كله وحقوق الإنسان".

 

وأوضح أن إفصاح الحوثي عن مكان قحطان- بعد عشر سنوات- يجب أن يكون أساسا وبداية الاتفاق للكل مقابل الكل، ودليل على مصداقية مليشيا الحوثي المسؤولة عن جريمة خطفه وإخفائه القسري.

 

وزير حقوق الإنسان السابق، محمد عسكر، يرى أن "تحويل ملف قحطان إلى ابتزاز سياسي وهو ليس بالرجل العسكري ممن ينسحب عليه تقاليد الحروب في التبادل ما بين الأسرى أو الموقوفين على ذمة النزاع، بل هو رمز مدني وسياسي، ومحاولة مقايضته بعسكريين او حتى جثث هو منتهى الإفلاس الأخلاقي والوطني".

 

وقال "الاستاذ محمد قحطان تم توقيفه من قبل مليشيا الحوثي وحمايته مسؤوليتها وان عجزت عن ذلك، سلمت جثته لذويه بلا قيد او شرط، باعتبار ذلك ليس دونه ذرة من أخلاق".

 

 

وتابع "اما اختطافه وعدم حمايته فإخفاء مصيره ثم مقايضة جثته فهذا لعمري خارج أي اطار أخلاقي او ديني، وسابقة سيدفع ثمنها فاعلوها لا محالة".

 

محمد جميح، مندوب اليمن لدى اليونسكو علق بالقول "يعرفون مصير الرجل ويتكتمون عليه، هذه خسة لا عهد لليمنيين بها".

 

 

وأضاف: تصوروا وضع أسرة قحطان عندما تقرأ مثل هذا الخبر؟! كيف تستمر هذه المهزلة؟

 

الباحثة ميض شاكر، تساءلت بالقول: هل محمد قحطان، الأمين العام المساعد لحزب الاصلاح في اليمن والمعتقل لدى الحوثيين منذ 10 سنين، ميت أم أسير؟!

 

وقالت إن كان ميتاً فلماذا لم يسلم أهله جثته؟! وإن كان ما يزال أسيراً فلماذا لا يطلق سراحه أو يعلن عن وضعه؟

 

وأكدت أن ما يفعله الحوثيون في قضية قحطان منذ سنين عمل لا أخلاقي لا تفعله حتى عصابات المافيا الأكثر شجاعة والتزاماً بقواعد المعارك، ولا ينم إلا على عدم معرفتهم حتى بإدارة المعارك، هم خارج الحرب وخارج السياسية وخارج الأخلاق.

 

 

وأردفت شاهر بالقول "التلاعب بمصير قحطان وكذلك الدكتور المتوكل عند الشرعية وغيرهما الكثير من الأسرى تعذيب نفسي لأسرهم ومحبيهم، بالمقابل لا يجوز قبول هكذا معاملة من قبل الاصلاح او الشرعية ومن قبلنا كمجتمع مدني أو ناشطين أو حتى مجتمع".

 

ودعت إلى محاكمة الحوثيين أخلاقياً وكذلك الشرعية على هذه القضية وغيرها الكثير من القضايا، وقالت "يجب تقزيم حجمهم بدقة لله وللتاريخ بل توصيف حجمهم الحقيقي، ونحن ان نفعل ذلك لا نقوم سوى بالواجب الوطني والعروبي والديني تجاه قيمنا وأخلاقنا. عيب أسود اللعب بمصائر الناس، وجبن مستطير".

 

 

المحامي والحقوقي رئيس منظمة سام للحقوق والحريات، توفيق الحميدي، اعتبر ما صدر أمس بشأن قحطان في مسقط، سقوط اخلاقي ومهني مدوٍ، سواء بحق وفد الحكومة، او الحوثيين، أو الوسطاء.

 

 

وقال "لا ينبغي تغييب الجانب الانساني في ملف المحتجزين والمخفيين قسرا، ما صدر من تصريح حول الاتفاق، شيئ مخجل وكان ينبغي قبل الاعلان، ان تتوفر معلومات كافية عن مصير ومكان السياسي قحطان".

 

 في حين قال وزير الإدارة المحلية الأسبق عبدالرقيب فتح، إن استخدام الجثث لإنجاز انتصارات سياسية تعبير حقيقي وواقعي لعناصر وأهداف المشروع العنصري الحوثي". مشيرا إلى أن المناضل محمد قحطان انموذجا تطبيقيا للمشروع الحوثي.

 

وقال "تم اختطافه حيا من قبل الميليشيات الحوثية ويراد الإفراج عنه بعد تصفيته وهذا ما يحدث لمعظم المختطفين من قبل تلك الميليشيات الحوثية".

 

 

الصحفي أحمد الحاج مراسل وكالة "أسوشيتدبرس" طريقة وأسلوب جماعة الحوثي في إدارة ملف المعتقل السياسي الأستاذ محمد قحطان، دون الافصاح عن حقيقة بقاء الرجل على قيد الحياة من عدمه، سلوك غير إنساني وفيه نوع من السادية، تسبب بجرح مشاعر أسرته وهي تعيش منذ سنوات حالة من الاضطراب النفسي والعصبي".

 

وتوقع الحاج أن هذا الغموض يبدو سيستمر لآخر لحظة.

 

 

فيما يرى الكاتب والباحث مصطفى ناجي أن التلاعب بمصير السياسي قحطان هو حاصل ثلاثة أشياء: سذاجة وغباء وانقياد من طرف الشرعية، سياسة اجرام ممنهجة من الإخفاء وسادية في التعامل من طرف الحوثيين، تواطؤ من طرف الوسيط الاممي وغياب مسطرة اخلاقية لدى مكتب المبعوث في التعامل مع المختطفين والمخفيين والمعتقلين".

 

وقال "ليس صحيحا أن الامم المتحدة تعمل كوسيط يسهل اتفاق أطراف الصراع فقط. بل تعمل وفق منظومة مبادئ اخلاقية وإنسانية، وأولها حفظ وصيانة كرامة الفرد اما حيا او ميتا معتقلا او حراً طليقاً.

 

 

وأكد ناجي أن اتفاق المتخاصمين على شيء يخالف هذه المبادئ لا يعفي الوسيط من تهمة التواطؤ والإخلال بالعهد".

 

أما الصحفي فتحي بن لزرق -رئيس تحرير صحيفة "عدن الغد"- فقال "كل المؤشرات منذ 4 أعوام مضت تؤكد أن القيادي محمد قحطان قد "مات"، والمستغرب له أن الوفد الحكومي ينجز صفقة تبادل غامضة وغير مفهومة".

 

 

وأضاف "احتراماً لـ "قحطان" ولأسرته يجب أن يكون إعلان التبادل واضحاً، وليس على طريقة اليانصيب"، مؤكدا أن ما يحدث غير أخلاقي ومعيب ومهزلة كبيرة بحق هذا الرجل".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن الحكومة الحوثي محمد قحطان حقوق الأمم المتحدة السیاسی قحطان جماعة الحوثی حقوق الإنسان الإفراج عن محمد قحطان من قبل

إقرأ أيضاً:

‌‎قراءة تحليلية: تصريحات محمد علي الحوثي ودلالاتها في سياق الصراع الإقليمي

هاني الخالد

جاءت تصريحات رئيس اللجنة الثورية في حكومة صنعاء، محمد علي الحوثي، لتسلط الضوء على تحول نوعي في الخطاب السياسي والعسكري لصنعاء. التصريح الذي يؤكد غياب “الخطوط الحمراء” في مواجهة الأمريكيين والإسرائيليين ومن يدور في فلكهم، يعكس تصعيداً حاسماً في الموقف اليمني، ليس فقط على مستوى الخطاب، بل في الاستعداد العملي لمواجهة ما تعتبره صنعاء تهديداً مباشراً لأمنها وسيادتها.

تحليل التصريحات: أبعاد ودلالات

1. الإعلان عن استراتيجية مفتوحة

الإشارة إلى غياب الخطوط الحمراء تعني أن صنعاء لم تعد ترى أي قيود على خياراتها العسكرية والسياسية في مواجهة القوى المعادية. هذا التحول يهدف إلى إرسال رسائل متعددة الأطراف:

للداخل اليمني: تأكيد الاستعداد الكامل للدفاع عن السيادة، مما يعزز الروح المعنوية لدى القوات والمواطنين.

للخارج الإقليمي والدولي: إعلان عن استعداد صنعاء لتوسيع نطاق المواجهة، بما يشمل استهداف مصالح قوى كبرى مثل الولايات المتحدة وإسرائيل.

2. كسر الحاجز النفسي في المواجهة
الحديث عن أن هذا الموقف “ليس من أجل الحرب النفسية” يشير إلى رغبة في تجاوز التصريحات الرمزية إلى الفعل الميداني. صنعاء تدرك أن الحروب النفسية كانت إحدى أدوات القوى الكبرى لإضعاف الإرادة الشعبية، وبالتالي تسعى لتأكيد جدية مواقفها بما يتجاوز الدعاية.

3. ربط السياق اليمني بالصراع الإقليمي
بإدخال الأمريكيين والإسرائيليين في دائرة الاستهداف، تربط صنعاء الصراع الداخلي بمشهد إقليمي أوسع. هذا الربط يعكس استراتيجية ترى في الصراع في اليمن جزءاً من معركة إقليمية أكبر ضد الهيمنة الغربية والصهيونية.

الأبعاد العسكرية: خيارات صنعاء في المواجهة

1. الصواريخ والطائرات المسيّرة
تصريحات الحوثي تبرز أهمية التطور الذي شهدته القدرات الصاروخية والطائرات المسيّرة في اليمن. هذه الأسلحة أصبحت أدوات فعالة في كسر هيمنة القوى التقليدية في المنطقة، مع القدرة على استهداف مواقع استراتيجية، سواء داخل اليمن أو في عمق أراضي الخصوم.

2. القوة البحرية
تأكيد دور البحرية يعكس وعياً بأهمية خطوط الملاحة البحرية في معادلات الصراع. مضيق باب المندب والبحر الأحمر يشكلان نقاطاً حيوية للتجارة العالمية، مما يجعل أي تحرك بحري لصنعاء تهديداً استراتيجياً لمصالح القوى الكبرى.

3. المواجهة غير التقليدية
تصريحات الحوثي تؤكد أن صنعاء تستعد لاستخدام أساليب غير تقليدية في المواجهة. هذه الأساليب تعتمد على المرونة، والمفاجأة، واستهداف نقاط الضعف لدى الخصوم، مما يمنحها ميزة في مواجهة قوى متفوقة عسكرياً.

التداعيات الإقليمية والدولية

1. تصعيد المواجهة مع التحالف الإقليمي
إعلان صنعاء عن غياب الخطوط الحمراء يضع القوى المنخرطة في التحالف ضدها، مثل السعودية والإمارات، أمام تحدٍ كبير. هذا التصعيد قد يؤدي إلى تصعيد مقابل، لكنه في الوقت ذاته يكشف عن إرادة صنعاء في فرض معادلة ردع جديدة.

2. رسائل مباشرة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل
توسيع دائرة الاستهداف لتشمل الولايات المتحدة وإسرائيل يشير إلى أن صنعاء ترى في تدخلاتهما في اليمن جزءاً من مشروع أكبر يستهدف استقلال القرار اليمني. هذه الرسالة تهدف إلى كسر ما يُعتبر حصانة تقليدية لهاتين القوتين، وإجبارهما على إعادة النظر في سياساتهما تجاه اليمن.

3. تأثير على مسار المفاوضات
قد تؤثر هذه التصريحات على أي محاولات لاستئناف المفاوضات السياسية. صنعاء تستخدم هذه اللغة لإعادة تشكيل ميزان القوى قبل أي تسوية محتملة، مما يجعل من الضروري أن تؤخذ مصالحها بجدية.

الرسائل الاستراتيجية: قراءة ما وراء التصريحات

1. تأكيد الاستقلالية في القرار
هذه التصريحات تأتي لتؤكد أن صنعاء ليست خاضعة لأي إملاءات خارجية، وأن قراراتها تنبع من رؤيتها الوطنية والإقليمية.

2. إعادة تشكيل قواعد الاشتباك
بتجاوز الخطوط الحمراء التقليدية، تسعى صنعاء لإعادة تشكيل قواعد الاشتباك، بحيث تكون قادرة على الردع، وليس فقط الدفاع.

3. استثمار في المظلومية الإقليمية
الربط بين اليمن والقضية الفلسطينية يعكس رغبة في تقديم صنعاء كجزء من محور المقاومة ضد الهيمنة الغربية والصهيونية.

خاتمة: صنعاء في معادلة الصراع الجديد

تصريحات محمد علي الحوثي تمثل انعطافة استراتيجية في خطاب صنعاء. هذا الموقف يعكس إدراكاً عميقاً لتعقيدات المرحلة، ورغبة في فرض معادلات جديدة تتجاوز الأساليب التقليدية. إذا ما ترجم هذا الخطاب إلى أفعال، فإنه قد يغير شكل الصراع في اليمن والمنطقة، ويعيد تعريف موازين القوى في مواجهة الهيمنة الغربية والإسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • مباحثات حول التعاون الاقتصادي بين ليبيا والولايات المتحدة
  • بالأسماء: الاحتلال يفرج عن 25 أسيراً من قطاع غزة
  • أحمر الناشئين ينهي معسكره التحضيري الأول بودية مسقط
  • محمد رمضان يثير الغضب: مسابقة “أنا البلد” تثير جدلاً واسعاً
  • شريف الشعشاعي: ردود الفعل على وتر حساس كانت قاسية
  • بأوامر من محافظ الأقصر.. تغييرات واسعة تشمل رؤساء القرى في أرمنت والقرنة
  • خالد الغندور يثير الجدل بشأن استبعاد كهربا من مباراة الأهلي والمصري
  • مستقبل صلاح يثير قلق ليفربول
  • ‌‎قراءة تحليلية: تصريحات محمد علي الحوثي ودلالاتها في سياق الصراع الإقليمي
  • إعلام عبري: المستوى السياسي يدرس شن هجوم جديد على أهداف للحوثيين في اليمن