WSJ: السعودية ترسم مسارا منفردا لسياسة أوبك.. من سيقف في وجهها؟
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية تقريرًا، تحدثت فيه عن تمديد المملكة العربية السعودية لخفض إنتاج النفط قدره مليون برميل يوميًا.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن السعودية تقود بشكل متزايد إستراتيجية لإنتاج النفط تتعارض مع الأعضاء الآخرين في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، وذلك لتعزيز الأسعار في محاولة لتمويل مشاريع التنمية الطموحة في المملكة.
وحسب الصحيفة؛ وإن كانت هذه الإستراتيجية تعمل في الوقت الحالي؛ حيث ارتفعت أسعار النفط بشكل مطرد في الأسابيع الأخيرة؛ فإن تحركات السعودية الأحادية لخفض الإنتاج تحمل مخاطر كبيرة على المدى الطويل بتقسيم المنظمة إذا استدرجت الرياض منتجين أصغر آخرين إلى الانضمام إلى قرار التخفيض، وفقًا لمحللين في الصناعة وآخرين على دراية بالشؤون الداخلية لـ"أوبك".
وأشارت الصحيفة إلى أن أعضاء "أوبك" وحلفاءَها بقيادة روسيا اجتمعوا بشكل افتراضي يوم الجمعة 4 آب/ أغسطس لمناقشة آفاق الطلب على النفط، مما سيساعد المنظمة على التخطيط لاستراتيجيتها الإنتاجية في الأشهر المقبلة.
في هذا الشأن؛ قالت الرياض يوم الخميس الماضي إن المملكة ستمدد خفض إنتاج مليون برميل نفط يوميًا حتى أيلول/ سبتمبر بعد خفض الإنتاج بنفس الكمية في تموز/ يوليو وآب/ أغسطس، في محاولة لدعم الأسعار. وهو القرار الذي يُظهر مدى استعداد السعودية لاتخاذ إجراءات أحادية الجانب يمكن أن تفيدها.
وعلى هذا الأساس؛ أعلنت السعودية الخفض الطوعي للإنتاج بعد اجتماع ناري في مقر "أوبك" في فيينا في حزيران/ يونيو المنصرم. وقال مندوبون في "أوبك" إن العديد من المنتجين - وخاصة من أفريقيا - رفضوا إصرار السعودية على خفض حصصهم وسط مخاوف من تباطؤ الطلب العالمي على الطاقة.
ووفق الصحيفة؛ تريد السعودية - أكبر مصدر في "أوبك" - إبقاء أسعار النفط عند المستويات التي تحتاجها لتمويل خطط ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لإعادة تشكيل اقتصاد المملكة المعتمد على النفط، إذْ أن مبيعات النفط هي أكبر مصدر دخل للحكومة السعودية.
وأضافت الصحيفة أن المجموعة الأوسع المكونة من 23 عضوًا أو "أوبك +"، تمثل ما يقرب من نصف إنتاج النفط في العالم، ويتم تخصيص حصة إنتاج لكل عضو في هذه الكارتل. ويقول بعض أعضاء "أوبك" ومحللون إن خفض الحصص يمكن أن يضغط على المدى الطويل على إيرادات المنتجين الصغار الذين كثيرًا ما يواجهون تحديات في زيادة الإنتاج مرة أخرى.
حيال ذلك؛ قال مندوبون إن قرار السعودية بخفض الإنتاج طوعًا ساعد في منع اجتماع حزيران/ يونيو من الانهيار التام؛ حيث وافق آخرون في المجموعة على التمسك بأهداف الإنتاج الحالية، في حين يقول بعض أعضاء المنظمة ومحللون إن ارتفاع أسعار النفط في تموز/ يوليو يعني أن أعضاء الكارتل ينسّقون معًا في الوقت الحالي.
ويشرح هومايون فلكشاهي، كبير محللي النفط في شركة بيانات السلع "كبلر" قائلًا: "اجتماع حزيران/ يونيو كان نقطة تحول. هذه الإستراتيجية تعمل في الوقت الحالي لأن الأسعار مرتفعة".
ولفتت الصحيفة إلى أن خام برنت - معيار النفط الدولي - ارتفع بقوة مرة أخرى فوق 80 دولارًا للبرميل بعد أن قفزت أسعاره بنسبة 13 بالمئة في تموز/ يوليو الفائت، وهو أكبر مكسب شهري له في عام ونصف. وارتفع بنسبة 0.5 بالمئة إلى 85.61 دولار للبرميل في وقت مبكر من يوم الجمعة، مستفيدًا من المكاسب الأخيرة بعد أن قالت السعودية وروسيا إنهما ستواصلان جهودهما للإبقاء على إمدادات الخام شحيحة.
وبحسب الصحيفة؛ فلطالما كانت السعودية رائدة "أوبك" "بحكم الواقع" بفضل الاستثمارات الكبيرة في الطاقة والقدرة على إبقاء كميات كبيرة من الإنتاج مخزنة وإعادة فتحها بسلاسة. وقد بدأ هذا الأمر في السبعينيات، وعلى مر العقود، أبقى السعوديون المجموعة متماسكة إلى حد كبير من خلال التأكد من أن كل عضو يشعر بأن له كلمته، لكن في عهد وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان؛ يبدو أن هذا الأمر يتغير الآن.
وبينت الصحيفة أن مسؤولو "أوبك" من العديد من الدول الأعضاء يقولون إن التوترات لا تزال مرتفعة بشأن الأساليب الاستبدادية في المملكة، وليس فقط بشأن خطط الإنتاج.
وتثير تكتيكات السعودية القلق بين بعض الأعضاء، الذين لا يوافقون على نهجها الصارم، مما قد يمهد الطريق أمام المجموعة للانقسام أو أن يتحدى آخرون قيادة المملكة علنا.
وقال بعض الأعضاء إنهم أعربوا بالفعل عن استيائهم من قرار المنظمة غير المعتاد بقيادة الأمير عبد العزيز، برفض دعوة المراسلين من "بلومبرغ" و"رويترز" لحضور اجتماع حزيران/ يونيو، كما تم أيضًا استبعاد مراسلي "وول ستريت جورنال" الذين يعملون لصالح "أوبك" بينما مراسليها الآخرين تلقوا دعوات.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة الطاقة السعودية تضغط على "أوبك" لتعيين المتحدث باسمها الحالي كرئيس للعلاقات الإعلامية للمنظمة، كما يقول أشخاص مطّلعون على الأمر، وهو ما سيمنح الرياض - في نظرهم - سيطرة أكبر على المنظمة.
وتسيطر المملكة بالفعل على قسم الأبحاث في منظمة "أوبك"، والذي يقوده سعودي يحدد تقييمها للسوق ومقدار ما يجب ضخه. وقالت مصادر مطّلعة إن الرياض ضغطت أيضا على المنافذ التجارية التي تتعقب إنتاج "أوبك" وصادراتها للامتثال لتقديراتها الخاصة، فيما لم ترد وزارة الطاقة السعودية والمتحدث باسم "أوبك" على طلبات للتعليق.
وتابعت الصحيفة قائلة إن الأمير عبد العزيز، بصفته وزير الطاقة السعودي، يرسم مسارًا لإبقاء الأسعار فوق مستوى 80 دولارًا للبرميل، والذي يرى المحللون أن المملكة بحاجة إليه لتمويل خطط الإصلاح الاقتصادي لأخيه غير الشقيق، ولي العهد محمد بن سلمان.
وشرع الأمير محمد، الحاكم الفعلي للمملكة، في حملة تنموية موسعة في الداخل، حيث أطلق مشاريع كبيرة لدرجة أن السعوديين أطلقوا عليها اسم المشاريع الضخمة. ومع وصول أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل العام الماضي في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، عجّلت المملكة من تلك الجهود.
في غضون ذلك؛ قام مستشارون اقتصاديون سعوديون في الأشهر الأخيرة عبر جلسات خاصة، بتحذير كبار صانعي السياسات من أن المملكة بحاجة إلى ارتفاع أسعار النفط للسنوات الخمس المقبلة لمواصلة إنفاق مليارات الدولارات على مشاريعها. لكن من غير الواضح كيف ستؤثر تخفيضات الإنتاج أحادية الجانب في نهاية المطاف على الإيرادات السعودية. فبينما ارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوى لها في ثلاثة أشهر، وضع الخفض إنتاج المملكة العربية السعودية عند 9 ملايين برميل يوميًا، وهو المستوى الأدنى منذ حزيران/ يونيو 2021.
وأظهرت بيانات حديثة من الهيئة العامة للإحصاء أن صادرات النفط السعودية تراجعت بالفعل بنحو 40 بالمئة في أيار/ مايو الماضي، مقارنة بالفترة نفسها قبل عام. وقالت الهيئة إن قيمة صادرات النفط تراجعت إلى 72 مليار ريال سعودي، أو نحو 19.2 مليار دولار، مقابل 115.5 مليار ريال العام الماضي. في وقت تظل أي معارضة ضد تحركات المملكة حتى الآن سرية إلى حد كبير، حيث فقدت معظم الدول التي تنافست مع الرياض في السابق نفوذها.
على سبيل، كانت فنزويلا وإيران من أشد المنتقدين للمملكة وفي بعض الأحيان وقفتا ضد مقترحاتها، لكن إنتاجهما تعطل بسبب سنوات من العقوبات، مما جعلهما غير قادريْن على التأثير على قرارات المنظمة، كما شهدت الجزائر ونيجيريا، وهما وسطاء قوة تاريخيان آخران في المجموعة، تراجع إنتاجهما بسبب سنوات من نقص الاستثمار.
بالإضافة إلى ذلك، فقدت روسيا، التي تقود مجموعة من الدول المتحالفة مع "أوبك" منذ 2016، الكثير من نفوذها بسبب العقوبات الغربية في أعقاب غزوها لأوكرانيا. في حين من المحتمل أن تظل الإمارات أكبر تهديد للهيمنة السعودية في التحالف، حيث ضغطت أبو ظبي بشدة في السنوات الأخيرة من أجل تخصيص إنتاج أكبر مع زيادة الطاقة الإنتاجية.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إنه عندما أعلنت "أوبك+" بعد اجتماع حزيران/ يونيو عن تعديلات على الأهداف الجماعية التي من شأنها أن تخفض الإنتاج الإجمالي للمنظمة العام المقبل، تحملت روسيا، إلى جانب 3 دول أفريقية هي نيجيريا وأنغولا وجمهورية الكونغو، عبء تلك التخفيضات، بينما تحملت الإمارات العبء الأكبر، ويقول محللون وخبراء في سوق الطاقة إن الهدنة قد تكون مؤقتة وسط التنافس المتزايد بين الأمير السعودي محمد بن سلمان والحاكم الإماراتي الشيخ محمد بن زايد على السيادة الإقليمية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة السعودية النفط أوبك الإمارات السعودية نفط الإمارات أوبك صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أسعار النفط خفض الإنتاج بن سلمان محمد بن
إقرأ أيضاً:
لم تبني قطر أكبر مصنع للأمونيا الزرقاء في العالم؟
وضعت دولة قطر مؤخرا حجر الأساس لمشروع مصنع الأمونيا الزرقاء بمدينة مسيعيد الصناعية جنوب العاصمة الدوحة. ومن المتوقع أن يدخل المصنع، الذي يعدّ أول وأكبر مشروع أمونيا زرقاء في العالم، طور الإنتاج في الربع الثاني من عام 2026، بطاقة إنتاجية تصل إلى 1.2 مليون طن سنويا.
وخلال الحفل الذي حضره الشيخ عبد الله بن حمد آل ثاني نائب أمير قطر، تم استعراض مدى أهمية المشروع الواعد، ودخول قطر مجال الطاقة المستدامة.
وتعتبر الأمونيا الزرقاء شكلا من أشكال الأمونيا التي يتم إنتاجها مع انبعاثات كربونية منخفضة، وإلى جانب احتجاز ثاني أكسيد الكربون الناتج أثناء إنتاجها، لذا فإنها تعدّ مصدرا مهما للطاقة النظيفة، وطريقة ملائمة لإنتاج الهيدروجين الأخضر الذي يمكن استخدامه كوقود نظيف أيضا.
الأمونيا واستخداماتهايُستخدم حوالي 80% من إجمالي الإنتاج العالمي للأمونيا في إنتاج الأسمدة النيتروجينية، مثل اليوريا ونترات الأمونيوم، وبالتالي فهي تدعم إنتاج الغذاء لنحو نصف سكان العالم.
وفي حديث للجزيرة نت يوضح الاستشاري في نطاق الكيمياء وعضو اتحاد الكيميائيين العرب، الدكتور أبوبكر سالم، طبيعة الأمونيا واستخداماتها، حيث تعتبر مركبا كيميائيا مكوّنا من النيتروجين والهيدروجين، وتستخدم على نطاق واسع في الصناعة والطب والزراعة، وفي إنتاج العديد من المواد الكيميائية، مثل النترات والسيانيد.
إعلانكما تستخدم الأمونيا أيضا في أنظمة التبريد بسبب قدرتها على امتصاص الحرارة، وفي صناعة بعض المستحضرات الطبية مثل معالجة الحروق، وبعض منتجات التنظيف بسبب قدرتها على إذابة الدهون والشحوم.
وبحسب سالم، فإن إنتاج الأمونيا تقليديا يتم من خلال تفاعل "هابر-بوش" حيث يتفاعل الهيدروجين والنتروجين باستخدام عامل محفّز، ولا تزال هذه العملية مسؤولة عن إنتاج كل الأمونيا تقريبا في العالم، بالإضافة إلى مشتقات مثل اليوريا ونترات الأمونيوم.
ويمزج كل من الهيدروجين والنيتروجين معا بنسبة 1:3 مع التسخين لدرجة حرارة تتراوح بين 400 و550 درجة مئوية تحت ضغط عالٍ، ثم تنتقل العملية إلى مرحلة التقطير الأخيرة لتحسين نقاوة الأمونيا الناتجة، بحسب سالم.
الأمونيا الزرقاءتستهلك عملية إنتاج الأمونيا بالطرق التقليدية قدرا كبيرا من الطاقة، وينتج عنها أطنان من الانبعاثات الكربونية، فبحسب تقرير وكالة الطاقة الدولية يتطلب إنتاج الأمونيا قدرا كبيرا من الانبعاثات، إذ تبلغ الانبعاثات المباشرة من إنتاج الأمونيا حاليا 450 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يعادل إجمالي انبعاثات نظام الطاقة في جنوب أفريقيا.
الأمونيا الزرقاء على الجانب الآخر هي شكل من أشكال الأمونيا يتم إنتاجه باستخدام الغاز الطبيعي كمادة خام أساسية، ولكن مع وجود تحول حاسم في طريقة التحضير، حيث يتم التقاط انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتج أثناء إنتاج الأمونيا وتخزينه (وهي عملية تُعرف باسم احتجاز الكربون وتخزينه)، ويعطي ذلك الأمونيا الزرقاء مزايا عدة:
بصمة كربونية أقل: من خلال التقاط وتخزين ثاني أكسيد الكربون، توفر الأمونيا الزرقاء بديلا أنظف للأمونيا التقليدية، مما يقلل من انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي. اقتصاد الهيدروجين: تعمل الأمونيا كناقل هيدروجين فعال وقابل للتطوير، لأنها كمركب كيميائي تمتلك 3 ذرات هيدروجين، وهو ما يسهل عملية التحول العالمي نحو اقتصاد قائم على الهيدروجين كوقود مستقبلا، حيث إن أحد التحديات الرئيسية للتحول إلى نظام الطاقة القائم على الهيدروجين هو صعوبة تخزين ونقل الهيدروجين، لأنه غاز خفيف وشديد التفاعل يتطلب طاقة كبيرة للضغط أو التسييل، أما الأمونيا فيسهل تسييلها ونقلها، وبمجرد نقلها، يمكن "تكسيرها" مرة أخرى إلى هيدروجين. وقود نظيف: يمكن حرق الأمونيا مباشرة كوقود منخفض الكربون في صناعات مثل توليد الطاقة أو الشحن. عند حرقها، تنتج الأمونيا النيتروجين وبخار الماء، دون انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. التحول في مجال الطاقة: توفر الأمونيا الزرقاء حلا انتقاليا لإزالة الكربون من القطاعات التي يصعب إزالته منها مثل الشحن، والتي لا يمكنها التحول بسهولة إلى التقنيات الكهربائية أو غيرها من التقنيات المعتمدة على الطاقة المتجددة. إمكانات التجارة العالمية: يمكن شحن الأمونيا الزرقاء دوليا إلى البلدان التي تسعى للحصول على وقود منخفض الكربون، مما يعزز التعاون العالمي في جهود إزالة الكربون، وبذلك تكون الدول التي تتبنى هذه التقنيات مركزًا لنظام اقتصادي ومعرفي عالمي متفاعل يقوم على هدف مناخي. إعلان الأمونيا كوقود للمستقبليعد تغيّر المناخ وزيادة الانبعاثات الكربونية من أحد أبرز الأزمات التي تواجه كوكب الأرض إلى جانب التلوث البيئي وفقدان التنوع الإحيائي.
وكما أنقذت الأمونيا كوكبنا قبل نحو قرن من الزمن من مجاعة وشيكة، مع بدء الاعتماد على الأسمدة النيتروجينية بدلا من الأسمدة الطبيعية التي لم تعد قادرة على مواكبة النمو السكاني المتزايد والحاجة إلى المزيد من المحاصيل الزراعية، فقد تأتي الأمونيا مجددا هذه المرّة لإنقاذ العالم من تبعات تغيّر المناخ والمساهمة في تقليل الانبعاثات الغازية بتخزين الهيدروجين وشحنه لاستخدامه في خلايا الوقود والتوربينات الخالية من الانبعاثات، كما تجري جهود لحرق الأمونيا مباشرة في محطات الطاقة ومحركات السفن.
ويجمع العلماء في نطاق التغير المناخي على أن النشاط البشري هو العامل الأساسي المسبب للاحتباس الحراري الذي تختبره الأرض حاليا، ويتمثل هذا النشاط بشكل أساسي في استخدام الوقود الأحفوري الذي ينفث ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي.
يتسبب ذلك في ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية عاما بعد عام، الأمر الذي جعل السنوات العشر السابقة الأشد حرارة في تاريخ القياس، الأمر الذي يترتب عليه ارتفاع في معدلات وطول وشدة الظواهر المناخية المتطرفة، مثل الموجات الحارة وموجات الجفاف والعواصف والأعاصير غير المسبوقة.