طلال خريس.. رحلة امتدت لـ35 عاماً في مهنة المتاعب والمخاطر
تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT
بغداد اليوم - متابعة
تحدث الصحفي والمراسل اللبناني طلال خريس، خلال لقاء صحفي عن مهنة المتاعب والمخاطر وعن مغامراته العديدة في المضمار السياسي والعسكري وأماكن النزاعات المسلحة في الشرق الاوسط طول عمله الذي امتد لـ 35 عاماً.
وتطرق خريس، خلال اللقاء الذي نظمته "جمعية الصداقة الإيطالية العربية" في روما، بحضور عدد من الإعلاميين، الى السيناريوات المحتملة في الشرق الاوسط وبخاصة الاوضاع التي انتجتها حرب اسرائيل على غزة، فيما تحدث عن تجربته الخاصة في اماكن النزاعات ومخاطر عمل المراسل، وكشف عن خفايا حياة "أولئك الذين يعملون في الخطوط الأمامية والصحافة الصفراء التي تضلل الناس بالأكاذيب، وروى قصصا عن النضال والدفاع عن حرية الصحافة على مدى 35 عامًا ومصداقيتها ومحاربة تضليل الراي العام.
وذكر حادثة تعرضه للاعتقال اثناء مهمة صحافية والمحاولات لوضع الرماد في عين الحقيقة وعرقلة عمله وتلفيق عدد من التهم ضده وصولا الى الاعتقال اكثر من مرة، فيما أتيحت له الفرصة في ايطاليا لإجراء مقابلات مع قادة وشخصيات على أعلى المستويات، وتناول كيفية تغيّر البلاد وقادتها العظماء.
ويعمل خريس، عضو في الصحافة الأجنبية في إيطاليا منذ عام 1988، وكان مراسلًا لصحيفة السفير اللبنانية لمدة 25 عامًا ومنذ عام 2018، عمل مراسلًا في روما لـ "الوكالة الوطنية للإعلام " اللبنانية ووكالة أنباء "أرمنبريس" (وكالة الأنباء الحكومية الأرمنية)، ومن عام 2011 إلى عام 2018، عمل في سوريا لصالح شركات تلفزيونية عالمية مثل France2 وABC وRai والعديد من الصحف الأوروبية.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
تعمين مهنة الإرشاد السياحي
د. عبدالله باحجاج
بينما كنت قبل أيام في أحد المراكز التجارية بصلالة، استوقفني شاب عُماني يعمل مرشدًا سياحيًا، ويصطحب معه مجموعة سياح من أوروبا، وبدا على النساء منهم التزامٌ طيبٌ مُراعاةً للمظهر العام، وبعد جولة المجموعة في المركز، قرَّرَتْ المجموعة السياحية أن تستريح قليلًا في المقهى الذي كنتُ أتواجد فيه، ومن حُسن حظي، أنَّ هذا الشاب اختار طاولة قريبة مني، ووجدتها فرصة سانحة أن أسأله عن دورهم في توعية السياح بالالتزام بالحشمة، وأجابني قائلًا: "ما تراه الآن هو ما قدرنا نحصل عليه منهم"، في ردٍ دقيقٍ وبليغٍ ينُم عن وعي وثقافة هذا الشاب، وينُم كذلك عن خطوات ذكية اتخذها الشاب حتى تمكَّن بكل هدوء من الحصول على نتائج طيبة.
هذه الواقعة أرجعتني إلى واقعة؛ بل وقائع أخرى، شاهدتُ فيها مرشدين سياحيين وافدين مع مجموعات سياحية من الجنسين، مُتحرِّرَة من ضوابط الأمكنة العامة في بلادنا، ومن بينها شاطئ الحافة، علمًا بأنَّ السائح الغربي أكثر تفهمًا لضوابط وشروط المواقع التي يزورها. وتظل القضية هنا، كيف تصل إليه مثل هذه الرسائل بأسلوب حضاري؟ بينما لو تُرِكَ دون علم، سيعتقد أنَّ الأمر مباح كما لو أنَّه في بلاده. وقد نجح الشاب المرشد السياحي في تعريف السياح بالضوابط، بينما عَزَفَ عن ذلك المرشدون الوافدون، رغم وجود التعليمات والضوابط والتوجيهات.
لن يحرص على مصالح البلاد إلّا أبناؤها؛ لأنهم فقط الحريصون على أن تظل السياحة مصدر إيراد للدولة ومصدر رزقهم في آنٍ واحدٍ، وفي الوقت نفسه حرصهم على هويتهم العُمانية، وسيُخرِجُون هذه المعادلة وفق سياقات التعريف ببلادهم بكُليَّاتها المادية والمعنوية والروحية، بصورة شيقة، دون أن تكون وكأنها قيودًا على السائحين.
تعيش ظفار هذه الأيام موسم السياحة الشتوية للعام 2024، وأكثر السياح القادمين إليها من الدول الأوروبية، عبر السفن السياحية العملاقة أو الرحلات الجوية. وفي أفضل أعوامها السياحية وصل عدد السفن السياحية من أوروبا إلى 200 سفينة في السنة، وكل التوقعات تُشير إلى أنَّ قطاع السياحة في بلادنا سيكون المُوَلِّد الأكبر لفرص العمل.
لماذا؟ لأنَّ قطاع السياحة من بين 5 قطاعات تُعوِّلُ عليها رؤية "عُمان 2040" لكي تكون مصادرَ بديلة للنفط، والطريق إلى هذا الهدف الاستراتيجي يسيرُ بخطواتٍ مُتناغمةٍ في التطور، وإن كُنَّا نُطالب بإعادة النظر في المُستهدفات والاستثمارات المُخطَّط لها بعد نجاح مسيرة التطوير للفترة من (2021- 2025)، والتي يُتوَقَعُ لها أن ترفع مُساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الثابتة إلى 920 مليون ريال، بحلول العام 2025؛ بما يمثل 2.75% إلى 3% من إجمالي الناتج المحلي.
ولكي نُعزِّزُ فرص العمل في قطاع السياحة في بلادنا، نحتاجُ لمسارين متوازيين؛ هما: الأول: تعمين مهنة المرشدين السياحيين لما سبق ذكره من أسباب، وكذلك لحاجتنا إلى التخفيف من ضغوط قضية الباحثين عن عمل. وفي هذا السياق، لم نعثر على إحصائية مُحدَّثة لأعداد المرشدين السياحيين في بلادنا، وإنما عثرنا على أرقام قديمة ترجع إلى عام 2019 وتحصر عددهم في أكثر من 340 مرشدًا؛ بما فيهم الوافدون. والثاني، أنَّ الحاجة للمرشدين السياحيين العُمانيين في تزايدٍ بفضل نمو السياحة في بلادنا، ومن هنا تنبع أهمية استغلال فرص العمل في قطاع السياحة.
وهذا ما يجعلنا في مقالنا اليوم، نلفت الأنظار إلى الاهتمام بها؛ فهناك فرص عمل كثيرة يُنتجها تطور السياحة، وشبابنا أولى بها، وهي وظائف مُستدامة ومُتجدِّدة، ولذلك نقترح أن يتم تحديد فترة زمنية ما بين متوسطة وقصيرة الأجل لتعمين مهنة المرشدين، وتأسيس جيل مهني عُماني لمهنة الإرشاد السياحي؛ سواءً عبر الدراسة الأكاديمية أو إيفادهم لمواقع سياحية كبرى لاكتساب الخبرات، وما نقترحه يتناغم تمامًا مع مُستهدفات رؤية "عُمان 2040" التي تضع قطاع السياحة ضمن أحد مصادر الدخل البديل في البلاد.
رابط مختصر