غموض وتوتر قبل 3 ايام من الدورة الثانية للانتخابات التشريعية الحاسمة في فرنسا
تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT
باريس "أ ف ب": قبل ثلاثة أيام من الدورة الثانية للانتخابات التشريعية الفرنسية التي شهدت جولتها الأولى اختراقا غير مسبوق لليمين المتطرف، يبقى عدم اليقين سيد الموقف بشأن المشهد السياسي المقبل في هذا البلد وهو من مؤسسي الاتحاد الأوروبي، والمهدد بالضعف لا بل باستحالة إدارته.
وقد تكبح الانسحابات العديدة لمرشحي اليمين ويمين الوسط واليسار (أكثر من 200 مرشح من اليسار وفي معسكر ماكرون) تقدم حزب التجمع الوطني (يمين متطرف)الذي احتل المركز الأول في الدورة الأولى من الاقتراع.
ونددت زعيمة التجمع الوطني مارين لوبن الخميس الغاضبة من تشكيل "جبهة جمهورية" جديدة، بتأسيس "حزب واحد" يجمع "أولئك الذين يريدون البقاء في السلطة متجاهلين إرادة الشعب".
ووفقا لآخر استطلاعات الرأي، يبدو أن احتمال حصول حزب التجمع الوطني على الأغلبية المطلقة البالغة 289 نائبا بات بعيد المنال. لكن في كل مكان في فرنسا، يتردد ناخبون من اليسار في قطع الطريق مجددا أمام اليمين المتطرف خلال هذه الانتخابات التي أثارها القرار الصادم الذي اتخذه الرئيس إيمانويل ماكرون في التاسع من يونيو بحل الجمعية الوطنية.
ويقول ميشال (66 عاما) أمام كشك لبيع الفواكه والخضار في كالفادوس (غرب) "انتخب ماكرون بأصوات اليسار. كان ينبغي عليه أن يقدم تنازلات لليسار، لكنه لم يقدم سوى تنازلات لليمين".
قررت كلود المدرسة السابقة التصويت لمعسكر ماكرون، وهي قلقة لخيار الذين يريدون "اختبار" اليمين المتطرف في الحكم. وتقول "حجرة التصويت ليست غرفة لتجربة الملابس".
توجه النائب الأوروبي رافائيل غلوكسمان الذي وصل في الطليعة في الانتخابات الأوروبية في 9 يونيو لليسار، إلى هؤلاء الناخبين مشددا على أن "التصويت +ضد+ ليس معيبا".
ورغم هذه الدعوات يؤمن الرئيس الشاب للتجمع الوطني جوردان بارديلا بفوز حزبه، وهو ما سيوصله إلى منصب رئيس الوزراء في الثامنة والعشرين من العمر. وقال الأربعاء على قناة "بي اف ام تي في"، "سنحصل على الأغلبية المطلقة" مؤكدا أن حكومته "مستعدة".
- توتر وعنف - في المقابل يواصل الائتلاف اليساري المكون من الجبهة الشعبية الجديدة ومعسكر ماكرون (يمين الوسط) التحذير من خطر اليمين المتطرف مشيرين إلى التصريحات العنصرية لمرشحي التجمع الوطني الذين وصفهم الحزب ب"العناصر غير المنضبطة".
لكن إذا لم يحدث تحول مفاجىء، فإن أياً من الكتلتين لن تحصل على أغلبية واضحة في الجمعية الجديدة، الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم خطر دولة غير قابلة للحكم مما سيثير قلق شركاء فرنسا الأوروبيين قبل نحو شهر من استضافة باريس للألعاب الأولمبية.
وأعلن المستشار الألماني أولاف شولتس مساء الأربعاء "فرنسا تصوت الأحد. إنها انتخابات أخرى قد تثير نتيجتها القلق". وأضاف "دعونا نفعل كل شيء لنحمي معًا أوروبا العظيمة والجميلة، ولا نسمح للشعبويين من اليمين المتطرف بالسيطرة عليها".
ويفكر بعض قادة يمين الوسط واليسار في تشكيل ائتلاف واسع تفاديا للشلل، لكن معالمه تظل غامضة وأدى حكم ماكرون الذي استمر سبع سنوات إلى احداث هوة عميقة بين الأغلبية المنتهية ولايتها والمعارضة.
يبدو أن بعض أحزاب اليسار مستعدة لاختبار التحالفات العابرة للأحزاب الشائعة في ألمانيا ولكنها غير مسبوقة في فرنسا. وأعلن رئيس الحزب الشيوعي الفرنسي فابيان روسيل الخميس "ما أريده هو ألا أتسبب بفوضى في بلدي، يجب أن تكون فرنسا قابلة للحكم".
في المعسكر الرئاسي الذي هزم في الانتخابات الأوروبية، يرى رئيس الوزراء غابرييل أتال أن "نظاما جديدا ضروري" حتى لو استبعد أي تقارب مع اليسار المتطرف "فرنسا الأبية".
في هذه الأجواء المتوترة، تخشى السلطات أيضاً حدوث اضطرابات عشية الدورة الثانية بين اليمين المتطرف واليسار المتطرف. والأربعاء أعلنت المتحدثة باسم الحكومة بريسكا تيفينو أنها تعرضت مع فريقها "لهجوم خلال عملية نشر ملصقات انتخابية" في ضواحي باريس.
ولا تبدو روسيا منزعجة من الانقسامات الفرنسية.
أعلن متحدث باسم الخارجية الروسية أندريه ناستاسين "الدورة الاولى من الانتخابات (التشريعية) كما الانتخابات الاوروبية في يونيو لا يمكن ان تترجم سوى أنها تصويت للناخبين الفرنسيين لحجب الثقة عن السلطات الحالية بما في ذلك السياسة الخارجية لباريس".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الیمین المتطرف التجمع الوطنی
إقرأ أيضاً:
مقربون من ترامب ينصحون زيلينسكي بالفرار إلى فرنسا فوراً
يفتقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى المؤيدين داخل الدائرة المقربة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع تدهور علاقتهما بشكل يهدد مكانة كييف في محادثات السلام مع روسيا.
وكشف مصدر مطلع على المناقشات داخل البيت الأبيض بشأن إنهاء الحرب الأوكرانية، إن الخلافات بين الرئيس الأمريكي وزيلينسكي لا تشكل مفاجأة، فالإدارة الأمريكية تدرك منذ أشهر ضرورة إجراء انتخابات رئاسية جديدة في أوكرانيا، وسط انتشار واسع لمناهضة زيلينسكي داخل الجناح الغربي في البيت الأبيض.
وأوضح المصدر بحسب صحيفة "نيويورك بوست" أن أفضل حل لزيلينسكي والعالم هي أن يغادر إلى فرنسا على الفور".
وقال مسؤول في البيت الأبيض للصحيفة "مثل البابا، أنا لست من المعجبين بقرار حظر الكنائس"، في إشارة إلى قانون أصدره زيلينسكي في أغسطس (أب) الماضي، حظر بموجبه عمل الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية التابعة لبطريركية موسكو.
كما ذكر مسؤولون أن الحزب الجمهوري "منقسم بشدة بشأن أوكرانيا"، وهناك "أشخاص داخل البيت الأبيض لديهم رؤية تقليدية حول زيلينسكي"، دون تقديم أمثلة محددة.
وفي الوقت نفسه، انضم مستشار الأمن القومي مايك والتز إلى صف ترامب في انتقاد زيلينسكي، مع الامتناع عن توجيه انتقادات مماثلة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال والتز في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض يوم الخميس إن "الرئيس ترامب محبط للغاية من زيلينسكي"، ملمحاً إلى تباطؤ محتمل في إمدادات الأسلحة الأمريكية لأوكرانيا.
ضغط لإجراء انتخابات أوكرانية مبكرةقال محلل سياسي أوكراني، فضل عدم الكشف عن اسمه، إن "التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي تظهر أنه يريد انتخابات أوكرانية في أسرع وقت ممكن واستبدال زيلينسكي بشخص أكثر مرونة"، لكن لا يوجد مرشح واضح قد يفضله ترامب، رغم دعواته المتكررة لإجراء الانتخابات.
وكان من المفترض أن تجري أوكرانيا انتخابات رئاسية العام الماضي، لكن تم تأجيلها بسبب الأحكام العرفية التي فرضها زيلينسكي منذ بدء الغزو الروسي في فبراير (شباط) 2022، والتي تمنع بموجب الدستور الأوكراني إجراء الانتخابات خلال فترة الطوارئ.
Trump allies say Zelensky should leave for France — NYP
Washington insiders are pushing the de facto president to leave Kiev, with one source calling it the ‘best case’ for him, as tensions rise between Trump and the US leader, even recently labeling Zelensky a ‘dictator.’ pic.twitter.com/Q1sWMlq0O9
وكان من المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا العام الماضي، ولكن تم تأجيلها بسبب حالة الأحكام العرفية التي أعلنها زيلينسكي في 24 فبراير(شباط) 2022، ردًا على الحرب، وفقاً لدستور البلاد، لا يمكن إجراء الانتخابات في ظل الأحكام العرفية.