بوابة الوفد:
2025-02-21@09:26:11 GMT

التاريخ الدموى لأمريكا (٢)

تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT

استكمالاً لمقال الأمس وقد تجردنا عندما كشفنا فيه عن الحقائق المزيفة للتاريخ الدموى لأمريكا وقادة أوروبا البربرية، وكيف وصل كريستوفر كولومبوس إلى القارة الأمريكية بدعم من ملوك إسبانيا، وتعامله مع السكان الأصليين للقارة الأمريكية، فعندما وصل كولومبوس إلى وجهته، ونزل بأرض الهنود الحمر السكان الأصليين (الهنود الحمر كما أطلق عليهم كولومبوس)، استقبلوه بكل تراحب وود وأمدوهم بالماء والطعام واستضافوهم فى منازلهم بكل حب، كما فعل الفلسطينيون، عندما استقبلوا جحافل الصهاينة وساعدوهم واستضافوهم فى منازلهم، ووفروا لهم العمل والحياة الكريمة.

وبعد أن عرف كولومبوس وقراصنته كل شىء عن شعب الهنود الحمر وخيرات هذه القارة، عاد إلى ملكة إسبانيا التى جددت دعمها له، ووفرت له ما أراد حتى يعود مرة أخرى إلى هذه الأرض والتى حاول السيطرة عليها عدة مرات، وكان فى كل مرة يفشل فى السيطرة على شعبها والاستحواذ عليهم، استخدم فيها كولومبوس كل أنواع الخسة للقضاء على شعب الهنود الحمر ومحوهم بشكل كامل، وكانت هناك خطط شيطانية ساهمت فى إبادة أعداد كبيرة من السكان الأصليين بشكل كبير منها ما يلى:

الأمراض المعدية.. فكان للأوروبيين أمراض معدية ومميتة مثل (الجدرى - الحصبة - الإنفلونزا)، كانت هناك فكرة شيطانية ألا وهى جلب عدد كبير من البطاطين المحملة بوباء الجدرى المميت، وقاموا بتوزيع تلك البطاطين على السكان الأصليين (الهنود الحمر)، ومع محاولات استمرت لعدد من المرات لاستعمار هذه الأرض بكافة الوسائل، وأمام نضال السكان الأصليين (الهنود الحمر) عن أرضهم، الذين رفضوا التفريط فى شبر واحد من أراضيهم، ولكن كولومبوس ورفاقه من المرتزقة الأوروبيين قرروا إبادة (شعب الهنود الحمر) بطريقة لم تحدث من قبل، ألا وهى نشر وباء الجدرى المميت بين السكان الأصليين الذين لا يملكون مناعة ضد تلك الأمراض، والتى انتشرت بين هذا الشعب بصورة مرعبة، وأدت إلى وفاة الملايين من السكان الأصليين.

وكان لتلك الأوبئة الناجمة عن هذه الأمراض تأثيرات مدمرة، حيث قُدر أن بين (٥٠% و٩٠%) من السكان الأصليين لقوا حتفهم بسبب تلك الأمراض المعدية التى جلبها الأوروبيون وعلى رأسها وباء الجدرى المميت.

فى فلسطين، الوضع لا يختلف كثيراً، فهنا فى غزة كانت الأسلحة الكيماوية والقنابل المحرمة وسيلة الصهاينة المجرمين فى تطهير عرق الشعب الفلسطينى، فقد تكالب على الشعب المرابط المناضل الحر كل مرتزقة أوروبا وأمريكا الداعمة لآل صهيون الذين استخدموا المجازر والمحارق لإبادة شعب أعزل مسالم، تعرض لكل أنواع الإبادة على مدار قرن من الزمان، استحلوا فيه دماء الأطفال والنساء والعجائز، وكان النهب والسلب والقتل والتطهير العرقى بكل أشكاله منهجا للقضاء على المرابط الفلسطينى ومحوه كما محو السكان الأصليين (الهنود الحمر) من القارتين الأمريكيتين.

وللحديث بقية لاستكمال الحكاية إن شاء الله تعالى.

‏[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رادار كريستوفر كولومبوس القارة الأمريكية السكان الأصليين السکان الأصلیین الهنود الحمر

إقرأ أيضاً:

د. منجي على بدر يكتب: مصر وإسبانيا أرض التاريخ والحضارة والتعاون البناء

تأتى زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى العاصمة الإسبانية مدريد فى إطار تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون والتنسيق بين البلدين، حيث أجرى الرئيس لقاءات مع جلالة ملك إسبانيا، ورئيس الوزراء، وممثلي بعض الشركات الإسبانية الكبرى فى مجالات متعددة.

وخلال الزيارة تم التوقيع على اتفاق ترفيع العلاقات بين مصر وإسبانيا إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، إلى جانب توقيع عدد من مذكرات التفاهم فى مجالات التعاون المختلفة، أهمها النقل والبنية التحتية والتجارة والاستثمار والذكاء الاصطناعي والسياحة، كما أنه من المنتظر أن يزور ملك وملكة إسبانيا مصر خلال عام 2025.

إن دلالات توقيت زيارة الرئيس السيسي إلى إسبانيا تعكس توافقات كبيرة حول فلسطين، واعتراف مدريد بدولة فلسطين أضفى زخماً للزيارة، كما أن إعلان قرار الاعتراف من رفح يعكس إدراك إسبانيا بأهمية مصر.

وبالنظر إلى العديد من المعطيات، سواء فيما يتعلق بمستقبل منطقة الشرق الأوسط، أو حتى على النطاق الدولي بصورته الجمعية، ومع عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وسياساته التي لا تروق فى جزء منها لحلفائه الأوروبيين، وهو الأمر الذى يُضفى المزيد من الاهتمام للزيارة، كما يمنح المزيد من الزخم للعلاقات بين القاهرة ومدريد.

وإذا نظرنا إلى الشرق الأوسط وقضاياه، فلا صوت يعلو فوق صوت مصر فى اللحظة الراهنة، والتي أثبتت بجلاء قدرة مصر على رعاية القضية الفلسطينية، وعندما تصدّت مصر، بالتعاون مع شركائها الإقليميين والدوليين لمخططات التهجير، فإن إسبانيا ستظل إحدى القوى الفاعلة فى هذا الملف، فعلى أرضها استضافت مؤتمر مدريد للسلام، والذى فتح باب التفاوض لتحقيق عملية السلام، وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي.

وفى الواقع يُعد اختيار إسبانيا لتكون محلاً لزيارة الرئيس السيسي فى التوقيت الراهن انعكاساً للسياسة المصرية والقائمة فى الأساس على خلق التوافقات الدولية، خاصة القضية الفلسطينية، وفى إطار الشرعية الدولية والتي تتمركز حول إقامة الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشرقية، وما يترتب على ذلك من نتائج تبدو ضرورية، وعلى رأسها رفض مخططات التهجير الذى يهدف بالأساس إلى تصفية القضية.

ولعل الموقف الإسباني الإيجابي والحاسم تجاه مسألة التهجير يُعتبر خطوة هامة لضمير الإنسانية وعدالة القضية، وقد تجسَّد أيضاً فى قرار حكومة رئيس الوزراء بالاعتراف بالدولة الفلسطينية فى مايو 2024 مع أن مدريد تُعد إحدى الدول المحسوبة على المعسكر الغربي، وهو ما أضفى الكثير من الزخم على الخطوة التي اتخذتها دول أخرى منها النرويج وسلوفينيا وأيرلندا. 

ويُعد العمل المشترك بين القاهرة ومدريد فى إطار القضية الفلسطينية باباً مهماً لتوسيع دائرة التعاون فى إطار شراكات جديدة، حيث أجادت مصر صناعتها فى السنوات الأخيرة، سواء على مستوى مناطقها الجغرافية أو على نطاق دولي أوسع، ليتجاوز القضية الإقليمية نحو التعاون الثنائي، وعلى غرار شراكات أخرى بين مصر ودول أوروبا، منها الشراكة الثلاثية مع اليونان وقبرص. 

وكذلك العلاقة الوطيدة مع فرنسا وألمانيا، وهو ما يعكس طبيعة التحركات المصرية التي باتت تنأى بنفسها على التحالفات التقليدية نحو نهج يعتمد الشراكات الاستراتيجية، التي من شأنها تنحية الخلافات لتحقيق المصالح المشتركة.

هذا، وتُعَدُّ العلاقات التجارية والاستثمارية بين مصر وإسبانيا محوراً مهماً فى التعاون الثنائي بين البلدين.

ونعرض لأرقام التبادل التجاري بين مصر وإسبانيا:

- بلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين مصر وإسبانيا حوالى 3.1 مليار دولار فى عام 2024، مقارنة بـ3.2 مليار دولار فى عام 2023.

- سجّلت الصادرات المصرية إلى إسبانيا 1.5 مليار دولار فى عام 2024، بانخفاض طفيف عن 1.6 مليار دولار فى عام 2023. 

بينما بلغت الواردات المصرية من إسبانيا 1.6 مليار دولار فى عام 2024، مقارنة بـ1.5 مليار دولار فى العام السابق.

بلغت الاستثمارات الإسبانية فى مصر 123 مليون دولار خلال العام المالي 2023/2024، مقارنة بـ161 مليون دولار فى العام المالي 2022/2023.

ومن الجدير بالذكر أن إسبانيا عضو فى الاتحاد الأوروبي منذ عام 1979 وتنطبق عليها بنود اتفاقية المشاركة المصرية الأوروبية التي تم تفعيلها عام 2004. 

وجاءت زيارة الرئيس إلى إسبانيا لدعم وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وتحقيق المصالح المشتركة فى مختلف المجالات، خاصة بين دولتين تملكان عناقيد الحضارة والتاريخ وتنتميان إلى ضفتي المتوسط.

مقالات مشابهة

  • د. منجي على بدر يكتب: مصر وإسبانيا أرض التاريخ والحضارة والتعاون البناء
  • شعر بها السكان.. هزة أرضية تضرب قضاء بدرة بواسط
  • أبو مازن : محاولات تهجير السكان وفرض وقائع جديدة على الأرض أمر مرفوض
  • الأهلية الفلسطينية: إسرائيل ستحاول تعميق الأزمة الإنسانية في غزة حتى تدفع السكان للتهجير
  • الإمارات لأمريكا: نرفض رفضا قاطعا مخطط تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه
  • أميركا: إبقاء السكان بمنازلهم جراء حريق في بنسلفانيا
  • يطرح قضية الهجرة غير الشرعية لأمريكا.. الفيلم المصري الأمريكي «40 يومًا» يستعد للمشاركة في مهرجان «كان»
  • تصاعد المواجهات بين "داعش" و"بوكو حرام" يُهدد السكان المحليين في شمال نيجيريا
  • أحياء بغداد تتعرض لـغزو الأغنام وتحذيرات من تفشي الأمراض (صور)
  • الناطق الرسمي للحكومة: لا مكان للافلات من العقاب في جرائن استهداف السكان في قرى النيل الأبيض