بوابة الوفد:
2024-12-16@11:27:06 GMT

التاريخ الدموى لأمريكا (٢)

تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT

استكمالاً لمقال الأمس وقد تجردنا عندما كشفنا فيه عن الحقائق المزيفة للتاريخ الدموى لأمريكا وقادة أوروبا البربرية، وكيف وصل كريستوفر كولومبوس إلى القارة الأمريكية بدعم من ملوك إسبانيا، وتعامله مع السكان الأصليين للقارة الأمريكية، فعندما وصل كولومبوس إلى وجهته، ونزل بأرض الهنود الحمر السكان الأصليين (الهنود الحمر كما أطلق عليهم كولومبوس)، استقبلوه بكل تراحب وود وأمدوهم بالماء والطعام واستضافوهم فى منازلهم بكل حب، كما فعل الفلسطينيون، عندما استقبلوا جحافل الصهاينة وساعدوهم واستضافوهم فى منازلهم، ووفروا لهم العمل والحياة الكريمة.

وبعد أن عرف كولومبوس وقراصنته كل شىء عن شعب الهنود الحمر وخيرات هذه القارة، عاد إلى ملكة إسبانيا التى جددت دعمها له، ووفرت له ما أراد حتى يعود مرة أخرى إلى هذه الأرض والتى حاول السيطرة عليها عدة مرات، وكان فى كل مرة يفشل فى السيطرة على شعبها والاستحواذ عليهم، استخدم فيها كولومبوس كل أنواع الخسة للقضاء على شعب الهنود الحمر ومحوهم بشكل كامل، وكانت هناك خطط شيطانية ساهمت فى إبادة أعداد كبيرة من السكان الأصليين بشكل كبير منها ما يلى:

الأمراض المعدية.. فكان للأوروبيين أمراض معدية ومميتة مثل (الجدرى - الحصبة - الإنفلونزا)، كانت هناك فكرة شيطانية ألا وهى جلب عدد كبير من البطاطين المحملة بوباء الجدرى المميت، وقاموا بتوزيع تلك البطاطين على السكان الأصليين (الهنود الحمر)، ومع محاولات استمرت لعدد من المرات لاستعمار هذه الأرض بكافة الوسائل، وأمام نضال السكان الأصليين (الهنود الحمر) عن أرضهم، الذين رفضوا التفريط فى شبر واحد من أراضيهم، ولكن كولومبوس ورفاقه من المرتزقة الأوروبيين قرروا إبادة (شعب الهنود الحمر) بطريقة لم تحدث من قبل، ألا وهى نشر وباء الجدرى المميت بين السكان الأصليين الذين لا يملكون مناعة ضد تلك الأمراض، والتى انتشرت بين هذا الشعب بصورة مرعبة، وأدت إلى وفاة الملايين من السكان الأصليين.

وكان لتلك الأوبئة الناجمة عن هذه الأمراض تأثيرات مدمرة، حيث قُدر أن بين (٥٠% و٩٠%) من السكان الأصليين لقوا حتفهم بسبب تلك الأمراض المعدية التى جلبها الأوروبيون وعلى رأسها وباء الجدرى المميت.

فى فلسطين، الوضع لا يختلف كثيراً، فهنا فى غزة كانت الأسلحة الكيماوية والقنابل المحرمة وسيلة الصهاينة المجرمين فى تطهير عرق الشعب الفلسطينى، فقد تكالب على الشعب المرابط المناضل الحر كل مرتزقة أوروبا وأمريكا الداعمة لآل صهيون الذين استخدموا المجازر والمحارق لإبادة شعب أعزل مسالم، تعرض لكل أنواع الإبادة على مدار قرن من الزمان، استحلوا فيه دماء الأطفال والنساء والعجائز، وكان النهب والسلب والقتل والتطهير العرقى بكل أشكاله منهجا للقضاء على المرابط الفلسطينى ومحوه كما محو السكان الأصليين (الهنود الحمر) من القارتين الأمريكيتين.

وللحديث بقية لاستكمال الحكاية إن شاء الله تعالى.

‏[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رادار كريستوفر كولومبوس القارة الأمريكية السكان الأصليين السکان الأصلیین الهنود الحمر

إقرأ أيضاً:

???? نهب الجنجويد بيوتها وقتلوا فيها الحياة.. جزيرة توتي خالية من السكان لأول مرة

تفتقد (ومضة) بيت أسرتها في جزيرة توتي، وقد أرغمتها ميليشيا الدعم السريع على هجره منذ الأيام الأولى للحرب، وأصبحت بعد ذلك تبحث في خارطة (قوقل إيرث) عن تلك الذكريات الحبيسة، لكنها لم تعثُر على شيء، ولم تعُد تعرف أين نزح العديد من الجيران والأصدقاء، مع انقطاع أخبارهم، ما جعلها تعاني من الخوف والقلق.

بعد نحو (20) شهراً من الحرب تحولت جزيرة توتي – وسط الخرطوم – إلى ثُكنة عسكرية للجنجويد، وأصبحت شبه خالية من السكان، تفوح من شوارعها القديمة رائحة الموت، وينعق البوم من فوق أشجارها العتيقة، التي تساقطت أوراقها ولم تجد من يعتني بها، بينما توقفت الحركة تماماً فوق جسر توتي، عدا الدراجات النارية التي يتحرك بها أفراد عصابات التمرد، أما الشاطئ على الضفة الشرقية للنيل الأزرق، والذي كان يعرف بـ(البيتش)، وتخيم فيه الأسر، فقد غرق في الصمت وأخرست البنادق صخبه الجميل، كذلك بوابير المياه التي كانت تروي الجنائن وأحواض الزرع.

لم يكن ضمن خيارات سكان توتي مغادرة الجزيرة التي عمّرها أجدادهم – على ضفة نهرٍ صافٍ – منذ مئات السنين، لتكون بمثابة الدُرّة التي يحفها النيل، وازدهرت بعد ذلك الحياة والسياحة فيها، كما اشتهر أهلها أيضاً بالزراعة وصيد الأسماك، وأنجبت عديد المشاهير في السياسة والفن والرياضة.

في الشهور الأخيرة بدأت ميليشيا الدعم السريع تضيق الخناق على الأسر التي فضلت البقاء، وقامت باعتقال العديد من الرجال ومضايقة النساء، وحولت البيوت إلى معتقلات وسجون، وزجت فيها عشرات الشباب والشيوخ، حيث مات الكثير منهم تحت التعذيب، أو بسبب الجوع والمرض، ولا يزال بعضهم رهن الاعتقال.

غادر محجوب جزيرة توتي ضمن الفوج الأخير إلى دور إيواء في أم درمان، بعد فقدان الأمل في عودة الحياة إلى طبيعتها.

وقال لـ(المحقق): “خرجت ضمن العديد من الأسر، وقد استغرقت رحلة الوصول إلى أم درمان أكثر من ثلاثة أيام، كانت رحلة محفوفة بالمخاطر، وكتب لنا عمر جديدة، لا أصدق أنني نجوت من هؤلاء القتلة”.

وقد رشحت تقارير عن قيام أفراد الميليشيا بإجبار الأسر على دفع مبالغ مالية طائلة حتى يُسمح لهم بالمغادرة، تراوحت ما بين ثلاثة إلى خمسة مليون جنيه، فيما تعرضت معظم المنازل إلى النهب من قبل عصابات التمرد، وبدا منظر البيوت والشقق وهى محطمة الأبواب، وأثاثها مبعثر في الطرقات يبعث على الحزن، لدى سكان الجزيرة، في نفس الوقت قامت الميليشيا بنصب المدافع فوق أسطح البنايات العالية وتدوين مدينة أم درمان منها.

مؤخراً، وبعد انعدام الاحتياجات الضروية، وتوقف جميع التكايا التي كانت تعمل بدعم أبناء توتي بالخارج، حيث ظلت توفر الطعام للأسر الموجودة، أصبحت الصورة قاتمة، مع انقطاع الكهرباء والمياه، وكذلك شبكة الاتصالات، وتم أيضاً نهب الصيدلية الوحيدة التي ظلت تعمل، ما جعل تلك الأسر تقرر مغادرة الجزيرة – بصورة مؤقتة – واستحالت الحياة هنالك إلى جحيم، حد أن أهلها لم يدروا أبداً في أسوأ كوابيسهم، أن يغادروا تلك الجزيرة بصورة جماعية.

وهى المرة الأولى التي تصبح فيها جزيرة توتي خالية من السكان، حتى عندما كان النيل يفيض في الخريف ويهجم عليها بقوة، كانوا يواجهونه بجسارة، ويلجمون عنفوانه أحياناً بأجسادهم، لكنهم اليوم أكرهوا على النزوح، وأضحت توتي حبيسة لعصابات الصحراء، مقهورة، نهارها كليلها، مُعتم وحزين، فمتى يطل صباحها من جديد؟

المحقق – عزمي عبد الرازق

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • تهديد إيراني بتدمير مصادر الطاقة لأمريكا.. ما علاقة قطر؟
  • حسرة غوارديولا ومشاجرة بين اللاعبين.. إليك أبرز ما حدث في ديربي مانشستر
  • فلكي يطلق تحذيرات عاجلة لجميع السكان مما سيحدث خلال الـ48 ساعة القادمة
  • هويلوند يقود هجوم الشياطين الحمر في ديربي مانشستر
  • برنامج تدريبي شامل بوحدة السكان بشمال سيناء
  • ???? نهب الجنجويد بيوتها وقتلوا فيها الحياة.. جزيرة توتي خالية من السكان لأول مرة
  • «منظمة الصحة العالمية»: النظام الصحي في سوريا عاجز عن تلبية احتياجات السكان
  • الصحة العالمية: النظام الطبي في سوريا غير قادر على تلبية احتياجات السكان
  • «الصحة العالمية»: النظام الصحي في سوريا غير قادر على تلبية احتياجات السكان
  • بالصور.. وحدة السكان بالأقصر تختتم فعاليات ورشة عمل "فن القيادة الأخلاقية"