هآرتس: اليمين الإسرائيلي يخطط لإعادة الاستيطان بغزة
تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT
كشف تحقيق لصحيفة "هآرتس" نشر اليوم الخميس أن اليمين الإسرائيلي المتطرف يسعى لاستغلال سيطرة الجيش الإسرائيلي على أجزاء من غزة لإعادة الاستيطان إلى القطاع.
ونشرت الصحيفة التحقيق تحت عنوان " "لنبدأ من القواعد العسكرية: استولى الجيش الإسرائيلي على ربع قطاع غزة، واليمين يستعد للاستيطان".
واستنادا إلى تحليل صور الأقمار الصناعية ومعلومات أخرى، قدّرت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يسيطر حاليا على نحو 26% من القطاع.
ونقلت عن ضابط إسرائيلي كبير إن السيطرة على أراض في قلب القطاع تندرج ضمن ما سماها "جهود احتلال مستمرة".
وتحدث التحقيق الذي قالت هآرتس إنه استمر شهرين عن استمرار الجيش الإسرائيلي في التوسع عسكريا داخل غزة، مشيرا إلى أن هذا النشاط العسكري يشجع مؤيدي إعادة بناء المستوطنات في القطاع.
ووفق تعبير الصحيفة الإسرائيلية، فإن هذا التوسع يمهد لواقع جديد يتمثل في ارتباط إسرائيلي طويل الأمد يتشكل في قطاع غزة.
استغلال التوسعوقالت هآرتس إن التحقيق يكشف بالخرائط توسع الجيش الاسرائيلي في محور فيلادلفيا وممر نتساريم وغيرهما من المناطق وما يتم بناؤه من القواعد العسكرية في القطاع.
وأضافت أنه يكشف في المقابل مساعي الحركة الاستيطانية داخل الجيش والحكومة لاستغلال هذا التوسع وبناء القواعد العسكرية لتثبيت أركان الاستيطان والتمهيد لعودته إلى قطاع غزة.
وتابعت أن الجيش الإسرائيلي في الاستيلاء على هذه الأراضي خطوة إستراتيجية، بينما يضغط المستوى السياسي في إسرائيل من أجل استمرار الحرب.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى تنوع نشاط الجيش الإسرائيلي في الأراضي التي تم الاستيلاء عليها بقطاع غزة، حيث يوسع القواعد ويقيم البنية التحتية ويمهد الطرق.
وأوضح التحقيق أن الجيش الإسرائيلي أنشأ منطقة عازلة على طول الحدود، كما استولى على محور فيلاديلفيا لمنع حركة حماس من الوصول إلى مصر، مشيرا إلى أنه في المناطق التي سيطر عليها الجيش قام بتسوية كل المباني بالأرض، وإنشاء مساحات تستخدم للسيطرة على القطاع.
كما أشار إلى أن ترحيل مئات الآلاف من سكان غزة إلى جنوب القطاع أصبح دائما، وفق تعبير الصحيفة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجیش الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
غزة ما بعد الحرب.. سنوات من العمل ومليارات الدولارات لإنقاذ القطاع
بعد أكثر من 14 شهرًا على هجمات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، تحوّل القطاع إلى مشهد مأساوي أشبه بـ«مدينة أشباح»، حيث تحولت شوارع المدن إلى أودية ترابية، وأصبحت رائحة الموت والدماء تخيم على الأجواء.
جثث متناثرة دون دفن، وأخرى تحت الأنقاض في ظل نقص حاد في الأدوات اللازمة لانتشالها، القطاع يعيش كارثة إنسانية غير مسبوقة، ومستقبل سكانه وأطفاله يظل مجهولًا في ظل هذا الدمار، فكيف سيكون شكل غزة بعد الحرب؟ وما هي خطة إعادة الإعمار إذا جرى التوصل إلى هدنة لوقف إطلاق النار؟
إلى أين مستقبل غزة؟قال مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات في فلسطين، ثائر أبو عطيوي، إن مستقبل قطاع غزة وإعادة الإعمار بعد انتهاء الحرب يحتاج لسنوات عديدة، نظرا لحجم الدمار الكبير الذي لحق بالمباني العمرانية والسكينة وقطاع المؤسسات وكافة المرافق العامة والبنية التحتية.
وأضاف أنه وفقًا لآخر إحصائية صادرة قبل أيام، تصل حجم الخسائر الأولية للحرب على قطاع غزة إلى 37 مليار دولار، ومن الممكن أن تفوق بكثير الاحصائيات القيمة المالية المذكورة لتصل إلى 80 مليار دولار، لإعادة الإعمار وإزالة الأنقاض والركام والتخلص منها، من أجل التهيئة لإعادة البناء والإعمار من جديد.
وأضاف لـ«الوطن» أن حجم الدمار الكبير التي ستخلفه الحرب بعد انتهائها يحتاج إلى جهود مكثفة ومتواصلة عربية وعالمية وأن يكون حجم الدعم المالي يتوافق مع حجم الدمار؛ لأننا نتحدث عن تدمير السواد الأعظم من قطاع غزة وضمن مساحات كبيرة وشاسعة تحتاج لدول عديدة وإمكانيات لوجستية وخطط وبرامج عملية ورصد التكلفة عبر احصائيات دولية موثقة حتى يتم وضوح الصورة لكيفية البدء في الإعمار كخطوة أولى على طريق الانجاز.
وأشار إلى أن إزالة الأنقاض والركام والحطام الذي أخلفته الحرب جراء القصف والتدمير المتواصلة من طائرات ودبابات وجرافات الاحتلال في الوقت الحالي وقد تخلفه أكثر في حالة استمرارها، وعدم وقف إطلاق النار يحتاج على أرض الواقع سنوات لإزالته، كما يحتاج إلى معدات وإمكانيات لوجستية للعمل وايدي عاملة ذات خبرة واختصاص، ومن ثم تجرى مرحلة الانطلاق الثانية لإعادة الإعمار.
إعادة إعمار غزة مرهون بتجاوب المجتمع الدوليوأشار إلى أن مستقبل قطاع غزة للبناء وإعادة الإعمار من جديد مرهون بتجاوب المجتمع الدولي بأكمله، ومرهون أيضا بدعم الأشقاء من كل الدول العربية، وهذا ضمن تبني مشروع عربي عالمي لإعادة الإعمار يحمل على عاتقه كل أعباء متطلبات الإعمار الجديدة في ظل هدم وإزالة مخيمات ومدن ومناطق بأكملها عن الخارطة الجغرافية لقطاع غزة، ولم يعد لها أثر أو وجود سوى أطنان من الركام يدلل على أن هناك كانت مباني عمرانية وسكنية قبل الحرب، وأن حجم الدمار الكبير يعتبر أكبر نكبة منذ احتلال الأراضي الفلسطينية عام 1948، فلم يعد في قطاع غزة سوى معالم وإطلال عن عمران وبنيان.
وأكد أن واقع غزة بعد الحرب يتطلب جهودًا إنسانية وإغاثية واسعة النطاق تمتد لثلاث إلى خمس سنوات على الأقل، لتلبية احتياجات أكثر من مليون ونصف نازح ومشرد، بعدها، يمكن البدء في الحديث عن إعادة الإعمار، وهي عملية يُقدّر أنها تستغرق عشر سنوات على الأقل لاستعادة غزة إلى ما كانت عليه قبل الحرب.