جاء التغيير الوزارى وتشكيل حكومة جديدة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، ليكون بمثابة بداية لمرحلة جديدة فى ظل تحديات كبيرة واستثنائية تواجهها الدولة المصرية على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية داخلياً وخارجيا، وفى ظل أزمات وتوترات إقليمية ودولية، وهو ما يتطلب من الحكومة الجديدة بذل أقصى جهودها ومواصلة الليل بالنهار فى العمل الجاد لتحقيق الأداء المأمول والمنشود لعبور سفينة الوطن إلى بر الأمان وتحقيق التقدم والازدهار لبلدنا الحبيب مصر.
ولا شك أن تشكيل الحكومة الجديدة التى حلفت اليمين أمام رئيس الجمهورية الأربعاء الماضي، وكذلك حركة المحافظين، ضمت العديد من الشخصيات ذوى الخبرة والكفاءة، وهو ما يبشر بأداء حكومى مختلف خلال الفترة المقبلة، وأتمنى أن تكون الحكومة الجديدة عن حسن ظن الشعب المصرى وعلى مستوى التوقعات وتدرك حجم التحديات وأن تكون على قدر المسئولية وتلبى طموحات وآمال الشعب المصرى.
الحكومة الجديدة تواجه تحديات كبيرة، ويجب أن يكون شغلها الشاغل الفترة القادمة هو المواطن والعمل على تخفيف معاناة المواطنين بمواجهة صارمة لارتفاع الأسعار والسيطرة على الأسواق والحد من ارتفاع معدل التضخم، وأن تكون الأولوية لتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين وتحسين جودة الخدمات، ومراعاة الفئات الأكثر احتياجا وتوسيع مظلة برامج الحماية الاجتماعية.
التحديات الاقتصادية يجب أن تكون على رأس أولويات الحكومة والمحافظين الجدد، وهناك محددات وأهداف كلف بها الرئيس عبد الفتاح السيسى الحكومة الجديدة ويجب أن تكون على أولوياتها بمثابة خريطة طريق لها، وعلى رأسها الحفاظ على محددات الأمن القومى المصرى فى ضوء التحديات الإقليمية والدولية، ووضع ملف بناء الإنسان المصرى على رأس قائمة الأولويات، خاصة فى مجالات الصحة والتعليم، ومواصلة جهود تطوير المشاركة السياسية، وكذلك على صعيد ملفات الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب بما يعزز ما تم إنجازه فى هذا الصدد، وتطوير ملفات الثقافة والوعى الوطنى.
أيضا الحكومة الجديدة مطالبة بمواصلة مسار الإصلاح الاقتصادي، وتذليل العقبات التى تواجه الاستثمار وتوطين الصناعة، مع التركيز على جذب وزيادة الاستثمارات المحلية والأجنبية، وتعزيز مشاركة القطاع الخاص، وتشجيع الإنتاج المحلى الصناعى والزراعى لتنمية الصادرات المصرية والحد من الاستيراد وتوفير العملة الصعبة، فضلا عن تكثيف الجهود لتوفير فرص عمل للشباب والحد من البطالة، كذلك الحكومة الجديدة مطالبة بالعمل سريعا على إنهاء أزمة انقطاع الكهرباء، وتنفيذ توجيهات القيادة السياسية فى هذا الشأن.
ختاماً.. ننتظر من الحكومة الجديدة أن تقدم برنامجا طموحا وواقعيا يرتبط بجدول زمنى للتنفيذ وأن تقدم للبرلمان تقارير دورية بمؤشرات الأداء وما يتم تنفيذه من برنامجها، وعلى الوزراء والمحافظين الجدد أن تكون لديهم مرونة وسرعة فى التفاعل مع الشارع ومشكلات المواطنين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حازم الجندى الدولة المصرية رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي التغيير الوزاري العمل الجاد لتحقيق الحکومة الجدیدة أن تکون
إقرأ أيضاً:
الحريري في ذكرى الإستقلال: حمى الله لبنان وشعبه الطيب
صدر عن الرئيس سعد الحريري البيان الآتي:
الاستقلال هو أمانة لدى كل اللبنانيين بعيدا عن الولاءات السياسية والحسابات الحزبية والانتماءات الطائفية والمذهبية. هو السارية التي ترفع علم الوطن واللحن الذي يعزف النشيد الوطني.
ذكرى الاستقلال تكون عيدا نحتفل به لنتذكر تاريخنا ولنأمل بمستقبلنا. لكننا للسنة الثالثة على التوالي لا نحتفل، بل نحيي المناسبة بيوم عطلة وبلا طقوس تليق بها، لأننا صرنا دولة بلا رأس للشرعية.
وتأتي الذكرى الواحدة والثمانين للاستقلال هذه السنة، موجعة في ظل عدوان إسرائيلي على لبنان حاصدا أرواح اللبنانيين ومدمرا أرزاقهم وممتلكاتهم، والمحزن أكثر عدم مبالاة خارجية وانقسام وضياع داخلي.
بعد واحد وثمانين عاما صار لزاما ان يكون لدينا استقلال حقيقي بكل ما للكلمة من معنى، وشرط تحقيق هذا الأمر أن نضع جميعا لبنان أولا، قولا وممارسة، وأن نلتف خلف الدولة ومؤسساتها الشرعية، وأن نحترم الدستور ونلتزم بالقوانين وأن نكون متساويين بالحقوق والواجبات، وأن نتمسك بوحدتنا الوطنية ونبتعد عن الانقسامات الطائفية والمذهبية.
بعد واحد وثمانين عاما بات من حق اللبنانيين أن يعيشوا في دولة طبيعية. ومن حقهم أيضا أن لا يبقى بلدهم صندوق بريد لتوجيه رسائل سياسية وعسكرية لهذه الجهة أو تلك.
اليوم وأكثر من أي وقت مضى من حق اللبنانيين أن يكون لديهم رئيس للجمهورية وحكومة كاملة الأوصاف وإدارة فاعلة ومؤسسات منتجة على طريق بناء الدولة والتمسك بلبنان أولا.
أسأل الله أن يحل العيد المقبل للاستقلال ويكون بلدنا قد تجاوز كل المحن التي تعصف به.
حمى الله لبنان وشعبه الطيب".