قضية قديمة مستمرة فى كل حقبة أدبية لابد أن ترى فيها مثقفاً مظلوماً منبوذاً، لعل أبرز من يعبر عن هذه الظاهرة الشاعر عبد الحميد الديب, والشاعر نجيب سرور, والكاتب السينمائى الجاد محمد حسن الذى أودعه أحد مراكز القوة فى الستينيات مستشفى الأمراض العقلية ليتزوج زوجته وصولا لبطل قصتنا اليوم الأديب محمد حافظ رجب الذى تلقى الطعنات من الجميع.
رحل الكاتب والقاص محمد حافظ رجب، عن عمر ناهز 86 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض، بعد حياة مأساوية منذ ولادته فى 6 مايو عام 1935، حيث عمل بائعاً متجولاً بجوار سينما ستراند فى الإسكندرية، وعاملاً فى مصنع للحلويات.
أقام (رجب) بالقاهرة لفترة قصيرة، وعمل فى المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، ثم عاد إلى الإسكندرية عام 1962، وأصدر مجموعاته القصصية «غرباء» عام 1968، و«الكرة ورأس الرجل، ومخلوقات براد الشاى المغلي، وحماصة وقهقهات الحمير الذكية، واشتعال رأس الميت، وطارق ليل الظلمات، ورقصات مرحة لبغال البلدية، وعشق كوب عصير الجوافة، ومقاطع من جولة ميم المملة».
وشارك «رجب» فى صباه فى تأسيس الرابطة الثقافية للأدباء الناشئين، وقد عرفته أرصفة الإسكندرية بائعاً للفول والسجائر وأوراق اليانصيب، وهو صبى صغير، ولم يحصل إلا على الشهادة الابتدائية، ونشرت قصصه الأولى فى جريدة «المساء» التى كان يشرف على ملحقها الأدبى الكاتب عبد الفتاح الجمل، ثم أسس مع آخرون رابطة لكتّاب الطليعة فى الإسكندرية عام 1956، حيث كتب الراحل لطفى الخولى أن مستقبل القصة ينبع من هذه الرابطة.
وكان «رجب» قد أطلق صيحته الشهيرة: «نحن جيل بلا أساتذة» التى أشعلت معركة أدبية فى الستينات، تصدى لها يحيى حقي، وظل حافظ رجب يكتب القصة القصيرة منتمياً إلى أدب اللامعقول، الذى يعتبر أحد رواده، وبعد أن تعرض لتجربة قاسية فى القاهرة، عاد إلى مسقط رأسه فى الإسكندرية، وانقطع عن الكتابة فترة من الوقت، واختفى تماماً من الحياة الثقافية، ثم عاد إلى الكتابة فى أوائل الثمانينات من القرن الماضى.
ولم نجد خيراً من أخيه الكاتب السيد حافظ، ليحدثنا عن عبقريته لذاك تركنا هذه المساحة ليغوص فى أعماق المأساة, مؤكدين أن كل كلمة يتحمل صاحبها مسئوليتها تماما, كما أن حق الرد مكفول لأى شخص عنده ما يخالف ذلك موثقاً بالدليل القاطع والبرهان الساطع.
يقول الكاتب السيد حافظ
«جاء من أقصى مدينة الاسكندرية رجل يسمى محمد حافظ رجب إلى القاهرة الساهرة وأحيانًا الكافرة كما قال الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى فى ديوانه (مدينة بلا قلب) يحمل أحلامًا كبيرة ممتطياً جواد أفكاره الاشتراكية والعدالة الاجتماعية منبهرًا بالأدب الروسى والكاتب العالمى مكسيم جوركى و«دستوفيسكى»، وأن البسطاء والفقراء هم سر الأرض وملحها.. حين ترك الإسكندرية ترك الأسرة ترك أباه صاحب المطاعم فى شارع شكور (ثلاثة مطاعم متنوعة).. ترك أباه وحيدًا وهو الابن الأكبر الذى عاش له من أحد عشر طفلًا ولدتهم أمه فسموه تبركًا «الشحات».. فتزوج أبوه من سيدة فاضلة أخرى وأنجب منها تسعة أطفال عاش منهم أربعة (السيد كاتب معروف وله أكثر من 150 كتاباً مؤلفاً.. وأحمد وكيل وزارة التربية السابق وله كتابان .. والدكتور رمضان طبيب كتب ثلاثة وثلاثين كتابًا فى علوم الدين والطب.. والدكتور عادل باحث وكتب أكثر من 25 كتابًا فى الرياضة والسياسة .
قرر «رجب» أن يكون مثل طائر النورس لا يهدأ أبدًا واجه أباه وأعلن رفضه أن يكون معه فى التجارة والإشراف على المطاعم واشتكى والده من مصاريفه التى كان ينفقها فى شراء كتب الأدب، فهى تحتاج إلى ميزانية خاصة، فقرر الانفصال عن الأسرة والبحث عن وظيفة تمكنه من القراءة والكتابة لأنه كان يؤمن بمستقبل كبير وأنه سوف يصبح كاتبًا عالميًا
فماذا حدث هذا.ما يعرفه فى المقال القادم.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صلاح صيام ندى الستينيات مستشفى الأمراض العقلية حافظ رجب
إقرأ أيضاً:
أحمد عبد الجواد: مستقبل وطن حريص على فتح قنوات التواصل مع الجميع
قال النائب أحمد عبد الجواد، نائب رئيس حزب مستقبل وطن، الأمين العام، أن الدولة المصرية لم تكن تمر من التحديات التي مرت بها طوال الفترات المصرية لولا إرادة الشعب المصري الذي تساند الرئيس السيسي في كل ملفات الدولة الوطنية.
جاء ذلك خلال حفل إفطار حزب مستقبل وطن، بحضور عدد من الوزراء ورؤساء الأحزاب والقوى السياسية، مؤكدا على أن حرص مستقبل وطن على مشاركة جموع الأحزاب في حفل الإفطار رسالة تأكيد على الاصطفاف خلف القيادة، مشيرا إلى أن مستقبل وطن هو حزب داعم للدولة ولا يشغله دائما محاولات النيل منها.
أداء حزب مستقبل وطنولفت إلى أن أداء حزب مستقبل وطن المجتمعي تاج على رؤوس الحزب، وهو حريص على فتح قنوات التواصل مع الجميع كما أن مستقبل وطن لا يستأثر بالعمل السياسي في مصر ويؤمن بالعمل الجماعي، مرحبا بوجود وفد حزب الجبهة الوطنية الذي شارك بحفل الإفطار بقيادة الوزير السابق السيد القصير متمنيا لهم التوفيق مؤكدا على تمنياته لهم النجاح في عمليه السياسي خلال الفترة المقبلة.
ورحب المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، رئيس حزب مستقبل وطن، رئيس مجلس الشيوخ، بمشاركة رؤساء الأخزاب والقوى السياسية بحفل إفطار حزب مستقبل وطن، مؤكدا على أن التنوع في المشاركة يؤكد الديمقراطية التي تعيش فيها الدولة المصرية خلف القيادة السياسية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وعبر الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير النقل والصناعة، عن سعادته الكاملة في المشاركة بحفل إفطار حزب مستقبل وطن، والذي يعد ترجمه لصورة الشعب المصري وخاصة مع مشاركة جموع الأحزاب والقوى السياسية بكافة آطيافها.