عُقدت أول مناظرة منقولة تلفزيونياً بين نيكسون وكينيدى فى شيكاجو 1960، ومنذ ذلك الحين أصبح هذا التقليد جزءاً من ثقافة المجتمع الأمريكى الذى يعتبرها بمثابة «سوبر بول السياسة».
الأسبوع المنصرم كانت مدينة أتلانتا هى محط الأنظار حيث أجريت أغرب هذه المناظرات على الإطلاق شاهدها قرابة 48 مليون أمريكى أشعلها جدل محموم بين رئيس سابق ورئيس حالى هما المرشحان الأكبر سنا فى التاريخ بايدن 81 عاما وترامب 78 عاما وهى المرة الأولى التى يتناظر فيها متنافسان لم يحصلا على بطاقة الترشيح الرسمية من حزبيهما بل ويتعرض أحدهما للملاحقة القانونية التى قد تلقى به خلف القضبان لسنوات!
بدأت المعركة وعلامات التناقض واضحة بين الرجلين تبادلا خلالها الاتهامات التى وصلت حد السباب حول قضايا داخلية وخارجية أهمها الاقتصاد، الإجهاض والمهاجرون فضلا عن الحرب فى أوكرانيا وغزة.
بالرغم من الدروس الخصوصية التى حصل عليها بايدن لمدة أسبوع فى كامب ديفيد للتحضير لهذا اليوم الحاسم إلا أن أداءه كان مروعاً وكارثياً فقد استهلّ إجاباته متلعثما، يتخبط فى نهاية الجمل ظهر العجوز المريض منهكاً ومشوشاً عيناه جاحظة، تخرج الكلمات من فمه بصوت أجش يتعذر سماعها بوضوح، كان المسكين تائها طوال 90 دقيقة يهمهم بكلام غير مفهوم كأنه يأمل أن تنعقد هذه المناظرة فى أقرب وقت فى مسعى منه لكسر جمود استطلاعات الرأى التى فى صالح منافسة اللدود لاسيما فى الولايات المتأرجحة، إلا أنها لم تحقق لحملته الانتخابية الاختراق الذى كان يأمله ثم كانت الطامة الكبرى هى تلك الصورة المهزوزة التى أظهرت أسوأ نسخة لرئيس حالى وأفضل نسخة لمنافسه وأكدت الشكوك المتعلقة بكبر سنه وعدم لياقته الذهنية لتبعات الوظيفة الأهم فى العالم.
فحين كان ترامب على غير العادة منضبطا رابط الجأش تمكن من تحويل الهجمات التى حاول بايدن شنها لصالحه وراوغ بدهاء متفادياً مطبات الأسئلة الصعبة، وطوال المناظرة كذب ترامب ما لا يقل عن 30 كذبة بالمجمل من دون معارضة تذكر سواء من بايدن أو من مشرفى المناظرة وأبلغ تعليق على هذه المناظرة العجيبة هو عنوان مقال مورين ديفيد فى نيويورك تايمز «the Ghastly vs. The ghostly» أى المروع ضد الشبح.
وانتهت المناظرة بفوز ترامب بنسبة 67% مقابل 33% لبايدن لتأتى بعدها هدية ثمينة من المحكمة العليا التى منحته حصانة جزئية فى سابقة تاريخية بعدما اعتبرت أن الرؤساء السابقين لهم الحصانة من الملاحقة الجنائية فى ما يندرج ضمن سلطتهم الدستورية، ولا تحق لهم الحصانة المطلقة من الملاحقة فى أفعال لها صبغة شخصية.
ليس من قبيل المبالغة الإشارة إلى أن مستقبل الولايات المتحدة وربما العالم يعتمد على نتيجة الانتخابات القادمة لذا يشعر الديمقراطيون بالذعر من احتمالية فوز ترامب، لذا تعالت أصوات ذات وزن من المتبرعين والسياسيين وحتى وسائل الإعلام مطالبة بتنحية بايدن والبحث عن مرشح قوى وبالفعل طرحت أسماء شخصيات ديمقراطية بارزة مثل جافين نيوسوم حاكم ولاية كاليفورنيا، وجريتش ويتمير حاكمة ولاية ميتشيجان، وبالرغم من تحفظها الشديد تعتبر ميشيل أوباما مرشحة الحلم للعديد من الديموقراطيين، فهل تحدث المفاجأة الكبرى؟
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
الطريق السهل لـ ترامب وتعثر بايدن بالمناظرة التاريخية.. 5 قصص سياسية تحدد ملامح عام 2024 بأمريكا
مع اقتراب عام 2024 من نهايته، وعودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وخروج الرئيس جو بايدن، وانطلاق الكونجرس الجديد الشهر المقبل، نستعرض أهم القصص السياسية التي شكلت عام 2024 في أمريكا خاصة الانتخابات الأمريكية، وذلك بترتيب تنازلي وفقًا لشبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية.
الطريق السهل لترامب نحو ترشيح الحزب الجمهوريمع بداية عام 2024، لم يكن هناك ما يضمن أن يكون ترامب مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة، إذ كان حاكم فلوريدا رون دي سانتيس قريبًا منه في استطلاعات الرأي المبكرة؛ وكان لدى السيناتور تيم سكوت، جمهوري من ساوث كارولينا، بعض الزخم والمال؛ وكانت السفيرة السابقة للأمم المتحدة نيكي هيلي لديها مقومات منافس هائل.
ولكن في النهاية، فاز ترامب بكل سباقات ترشيح الحزب الجمهوري - باستثناء فيرمونت وواشنطن العاصمة.
وحتى بعد هزيمته في عام 2020، والهجوم على الكابيتول في 6 يناير 2021، والأداء المخيب للآمال للحزب في انتخابات التجديد النصفي لعام 2022، كانت قبضة ترامب على الحزب الجمهوري واضحة في استطلاعات الرأي قبل الانتخابات التمهيدية التي أظهرت أن نصف الناخبين الجمهوريين أو أكثر أرادوا استمراره في منصب زعيم الحزب.
التحديات القانونية التي واجهها ترامبتميزت انتخابات 2024 بانقسام شديد وذلك بين نشاط حملة ترامب والدراما في قاعة المحكمة.
وواجه ترامب أربع لوائح اتهام منفصلة وأدين في النهاية بـ 34 تهمة جنائية في قضية الأموال السرية. كان من المفترض أن تمثل جميعها واحدة من اللحظات الحاسمة في الانتخابات.
لكن من الناحية السياسية، لم تخدم هذه القضايا إلى حد كبير إلا في مساعدة ترامب على حشد قاعدة الحزب الجمهوري حوله.
وتلاشت العديد من القضايا بعد أن تمكن ترامب من تأخير الإجراءات والحكم، وبعد فوزه في نوفمبر الماضي.
المناظرة الرئاسية التي غيرت كل شيءقبل مناظرة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن وخليفته المنتخب دونالد ترامب في يونيو، كان لدى العديد من الناخبين بالفعل مخاوف بشأن عمر الرئيس المنتهية ولايته وملاءمته لولاية أخرى.
وأكدت المناظرة تلك المخاوف، حيث تعثر كثيرًا في كلماته وبدا ضعيفًا على خشبة المسرح.
وأثار الأداء على الفور أجراس الإنذار الديمقراطيةـ لكن بايدن تعهد بالبقاء في السباق، حتى مع تزايد الدعوات من داخل حزبه له بالتنحي، لينسحب بعد شهر وتترشح نائبته كاميلا هاريس بدلًا عنه.
هاريس أكثر شعبية من بايدنبعد خروج بايدن، اجتمع الحزب الديمقراطي لترشيح نائبة الرئيس كامالا هاريس، التي استمتعت بشهر عسل سياسي.
وفي استطلاع لشبكة “إن بي سي نيوز” الأخير قبل الانتخابات، حصلت هاريس على تصنيف إيجابي بنسبة 43٪ إيجابي، و50٪ سلبي (-7 تصنيف صافٍ) - وهو أعلى بكثير من درجة بايدن التي بلغت 35٪ إيجابية، و52٪ سلبية (-17).
لكن أرقام هاريس لم تكن بعيدة عن أرقام ترامب: 42٪ إيجابية، و51٪ سلبية (-9).
المخاوف بشأن التضخم والاقتصادعلى الرغم من خلق فرص العمل القوية وتباطؤ التضخم إلى أدنى مستوى له منذ عام 2021، لم يكن معظم الناخبين الأمريكيين سعداء بالاقتصاد أو تعامل بايدن معه.
وقال ثلثا الناخبين إن دخل أسرهم أصبح أقل من تكاليف المعيشة، وقال 25% فقط من الناخبين إن سياسات بايدن تساعد أسرهم (مقارنة بـ 44% قالوا ذلك عن ترامب عندما كان رئيسًا)، وفقًا لاستطلاع أجرته شبكة “إن بي سي نيوز”.
ولفت أيضًا إلى أن 32% من الناخبين قالوا إن الاقتصاد هو قضيتهم الأكثر أهمية - وتفوق ترامب على هاريس في حديثه عن الاقتصاد بنسبة 81% مقابل 18%.