بوابة الوفد:
2024-07-07@10:01:24 GMT

(واعلموا أنّ فيكم رسول الله)

تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT

العلم بالشيء غير المعرفة به، العلم كرؤية النار، والمعرفة كالاصطلاء بها، وعلمك بالشيء غير معرفتك به. يُعْلمنا القرآن أن رسول الله فينا، لكن مجرد العلم وحده لا يكفى وَصْلتنا برسول الله ما لم نعرفه، وكيف نعرفه، لتتحقق بأنه صلوات الله وسلامه عليه فينا، إذا نحن تحققنا بذلك عرفنا، وإذا توقفنا عند مجرد العلم وكفى بأنه فينا لم نعْرفه، إذ الفرقُ شاسع بين العلم والمعرفة.

المعرفة تحقيقُ يرتد إلى تجربة واختبار، والعلم برانيّ مجرد خبر، والمعرفة جوانيّة يلزمها التحقيق. أعطاك القرآن الخبر فقط، أمّا التحقيق فجهودك نحو العمل والممارسة ومباشرة السلوك للتحقيق من هذا الخبر أو ذاك، إذا تمّ لك ذلك فقد عرفت، كما يقول تعالى (فاعلم أنه لا إله إلا الله)، مجرد خبر، لا يتحقق إلا بالمعرفة، إذ ذاك تعرف الله إذا تمّ لك التحقيق.

 دار حوار بين مريد وشيخه، والشيخ كالمعلم يقسو أحياناً على من يرحم، لكنها قسوة الرحمة تقود نحو المعرفة، وتؤدى إلى التحقيق، فإذا المريد يقول شيخى : إننى أصلى كل يوم بأعدادٍ كبيرةٍ على خير البريّة، ولم أبلغ مُرادى من الدخول على حضرته، فدُلنى كيف الوصول إلى الحضرة المحمديّة؟

الشيخ : الوصول هو أن تنقل نفسك من حكم العادة إلى بحر الأشواق .. كيف؟

الشيخ : أكثر الذين يصلون على النبى كل يوم، صلاتهم تقع تحت حكم العادة، بمعنى أن ألسنتهم اعتادت كثرة الصلاة عليه، وهذا أمر طيب جامع للحسنات ومُذهب للسيئات، وفيه يقول سيدنا رسول الله (أقربكم منى مجلساً يوم القيامة أكثركم عليّ صلاة).

غير أن حكم العادة هذا، هو العلم الذى يفتقر إلى جهود التجربة، ليتحول العلم من مجرّد الخبر إلى يقين المعرفة، ولكن هل ننتظر ليوم القيامة يأتى لكى نعرف حضرته، وماذا عن الدنيا إذن؟ ألا نحتاج الى القرب من حضرته الشريفة فى دنيانا هذه، ثم ماذا عن الذنوب التى نقترفها صباح مساء، وعن الهموم التى تعانقنا كما يعانق السّهاد غسق الليالى الطوال؟

يستمع الشيخ المعلم الى مريده ثم يقول: اتريد قرباً من حضرة النور، فالقربُ يا ولدى يتمُّ عن طريق صلاة الشوق إليه، وهى أن تصلى عليه بأية صيغة تحبها شريطة ألا تكون بتراء، أى مجرّدة عن ذكر الآل عليهم الصلاة والسلام، وبأى عدد حتى لو كان العدد قليلاً، ليس المهم فى العدد بل فى المدد. المهم فيها هو الارتباط، والوصلة، والحضور، والانشغال، ورؤيتك له على الدوام : استحضار شمائله الشريفة وخصاله العفيفة فى مخيلتك على الدوام.

خذ مثلاً: كل يوم مائة مرة فقط صلاة عليه، ولكن استشعر معيته فى كل حال، وأنك تراه معك فى بيتك، معك فى عملك، معك فى الطريق الذى تسير فيه، معك بين الناس، معك فى خلوتك الخاصّة، معك فى كل زمان ومكان، معك عندما تأكل وتشرب وتنام.

أملأ خيالك به واستشعر أنه لا يفارقك أبداً، وأجعله حاضراً فيك، استشعر أنه يعلم كل حركاتك وسكناتك فهو فيك حسّاً ومعنى كما جاء ذلك فى الكتاب العزيز (واعلموا أنّ فيكم رسول الله)، فكر فيه على الدوام، واستشعر أنه ينظر إليك بوجهه الجميل المشرق الوضاء. استشعر أنك تخاطبه ويخاطبك، فهو يرد عليك لأنه كريم الأخلاق يرد على كل من يكلمه، استشعر أنه أقرب الخلق إليك وأكثر الناس خوفاً عليك ومحبّة لك (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عنتم، حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم).

مكّن خاطرك منه، واستشعر أنه أمامك، وعلى يمينك، وفى كل اتجاهاتك، وإنك إذا هممت بمعصية لاحظت أنه معك، فتستحى من جنابه الشريف فتمتنع عن فعلها إجلالاً لحضرته وكرامة لحضوره الشريف.

استشعر أنه يراعيك لحظة بلحظة، إذا أخطأت أستغفر لك، وإذا أحسنت حمد الله على إحسانك، لأنه هو الراعى الأعظم فى الكون، فهو الذى قال: (كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته) ونحن رعيته، بل نحن به إمداداً، وهو من الله استمداداً، النبيُّ يستمدُ من الله مباشرة، ونحن نستمدُ منه، هو من الله ونحن بالنبيّ، وهو أولى بك منك، (النبى أولى بالمؤمنين من أنفسهم)، لولاه لم تخرج الدنيا من العدم. استشعر أن جميع الموجودات تخاطبه، (السلام عليك سيدى يا رسول الله)، وهو يسمع، وهو يرد السلام.

صلى عليه بهذه الكيفية دائماً، لتشرق عليك أنوار الشوق إلى جنابه الشريف، ولتصب على قلبك أسرار الاشتياق إليه، وتفيض أعينك بالدمع ممّا عرفت، فتلك هى بدايات معرفة سيدنا محمد وإلا فأنت لا تعرف عنه شيئاً فيما لو كانت أشواقك إليه قليلة أو ضعيفة.

هنالك تعرفك الملائكة ويبلغوا سيدنا رسول الله بك، فيعرفك باسمك ويمدُّك بأنواره وأسراره، ويصدر الأمر من الحبيب الأعظم أن (قرّبوا فلان من حضرتي)، فيتم لك الوصل والاجتماع ويعطيك ما تتمنى من العلم والمعرفة والأنوار والأسرار.

ذلك هو بحر الشوق والغرام الرقيق، فمن صلى على النبيّ بهذه الكيفية ما بين شوق واشتياق، وصل إلى الحضرة المحمديّة فى أقرب وقت ونال السعادة فى الدنيا والآخرة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مجدى إبراهيم صلوات الله وسلامه التحقيق رسول الله

إقرأ أيضاً:

مِنَ الزُّهد إلى الأدب

تَبلوَر الزُّهد بادئ أمره بوصفه ردَّ فعل "الدين المُجرَّد" -إبَّان قرون الإسلام الأولى- على تشوه التركيبة النفسية، وانحراف وجهة الحياة الاجتماعيَّة والسياسيَّة والاقتصاديَّة في مُجتمعات الأمويين ثم العباسيين، التي ولغت في الترف المفسد. ورويدا رويدا، نَضجَت ممارسات هذا الزهد نُضجا إسلاميّا مُركَّبا؛ فتحوَّلت إلى ظاهرة صوفيَّة، وانطوى هذا الزهد نفسه تدريجيّا حتى أمسى عُنصرا مهمّا من عناصر الظاهرة الاجتماعيَّة الجديدة، حين ترسَّخ المركَّب الجديد بوصفه نمطا معيشيّا إسلاميّا فريدا، وشبه مُتكامل. هذا النمط الجديد هو ما اصْطُلحَ على تسميته بـ"التقليد الصوفي".

لم يؤدِّ نُضج التقليد الصوفي إلى نبذ الزُّهد، بل صار رد الفعل الأحادي المبكر -الأقرب إلى الرهبنة في أصله- عُنصرا داعما من عناصر اتزان المركَّب الجديد، بعد أن كان عُنصر "غُلوٍّ" مُضاد -للغلو في الترف- مبدأ ظهوره. صار عُنصرا لا يُهيمن على المركَّب الجديد ولا يحرفه عن اعتدال الإسلام؛ وإنما يزنه بميزانه التركيبي، ويُفيد من فعاليته. وبعد جنوح أهل الزهد -بادئ ذي بدءٍ- إلى التنفير من أكثر الطيبات تورُّعا -على النمط المسيحي- لم يَعُد الطعام أمرا مُنفرا للوجدان الصوفي وتقليده الناضج؛ إذ صحَّ تعبيره عن الإسلام. وباعتدال الكفَّة، جرى إعادة استيعاب الطيبات الحقَّة ثانية داخل النمط الإسلامي المتكامل، ودُمجت طيبات المأكل في منظومة التصوف الآخذة في التطور، وذلك بوصفها عُنصرا تأسيسيّا من عناصر الآداب الإسلاميَّة؛ أي سُنَّة من سنن تزكية النفس وأبواب رياضتها وتهذيبها.

لُقِّبَت آداب الحياة الاجتماعية ورياضتها هذه بآداب الظاهر، وصارت آداب السلوك والذكر والرياضة الروحية هي آداب الباطن. هذه اﻵداب الشرعيَّة -في تنظيم نعمة الأخذ من الطيبات- هي الموجِّه الأساس للحياة البرانية للصوفي، بالتوازي مع المقامات والأحوال الجوانيَّة للطريق الصوفي
وقد لُقِّبَت آداب الحياة الاجتماعية ورياضتها هذه بآداب الظاهر، وصارت آداب السلوك والذكر والرياضة الروحية هي آداب الباطن. هذه اﻵداب الشرعيَّة -في تنظيم نعمة الأخذ من الطيبات- هي الموجِّه الأساس للحياة البرانية للصوفي، بالتوازي مع المقامات والأحوال الجوانيَّة للطريق الصوفي. وفيهما معا لا قدوة إلا الأسوة الحسنة صلى الله عليه وآله وسلم، بوصفه مجمع اﻵداب والأخلاق الربانية، والإنسان الكامل. فعلى المسلم -بله السالك المريد- أن يكون كل تخلُّقه -من معاملة البشر إلى أكل طعامه- احتذاء لسنَّة حضرته، ولمثاله النماذجي. ولذلك؛ صار الصوم والفطر، والأكل والإمساك، والنوم والقيام؛ بذات القدر من الأهميَّة(1).

وفي هذا الإطار، عادت وجبة الطعام زادا لا غنى عنه للجسد العابد والعقل المتفكِّر؛ إذ تُخفِّف عن الروح أثقال حاجات الجسد وضغط إلحاحها، ما تقيَّدت بالقيود الشرعيَّة في نبذ التكلُّف وعدم الإفراط؛ أي صارت عبادة إسلاميَّة، فإن الإسلام لا يحضُّ -مثل الدين المجرَّد- على الامتناع التام عن الطعام، وإنما يأمرُ بعدم الإسراف، وبأكل الطيب، وبالصوم، وبإطعام الطعام؛ لئلا تصير نعمة تناول الطعام (وتلبية الشهوة) لهوا مُحرَّما صارفا عن السلوك وعن التكليف، بالإفراط فيه، أو البخل به، أو تناول الخبيث منه. وعليه، فإن الصوم عندنا ضرورة؛ لأن دوام إشباع الشهوة الحلال امتلاءٌ يُقعِدُ عن العبادة ويورِث الوهن، بل وقد يزيد الشبق إلى الشهوات والانشغال بها. ومن ثم؛ صار الصوم استعادة لتوازُن النفس كما هو استعادةٌ لتوازُن الجسد. فيجب على المؤمن رياضة نفسه وجسده ليستقيم جوانيه(2). والصوم بذلك ليس غاية، وإنما وسيلة، مثله في ذلك مثل الخلوة؛ فإنما تُخلى الروح من الشواغل والصوارِف بحفظ الجسد وعدم بث الوهن في أوصاله بتلبية كل شهوة يجنح إليها، وذلك إذ يُحفظ الجسد والروح بالتوسُّط في التلبية والإشباع.

ومما يُسهم في تحقُّق هذا التوسُّط الإسلامي ألا يُكثر الإنسان الاشتغال بمعاشه ومأكله، والكلام عنه، والتكلُّف فيه؛ فهذا نهمٌ مذموم، وشبقٌ مؤذ، وانصرافٌ عن المنعم إلى النعمة. وهذا غير التحدُّث بنعمة الله، وذكر فضله تعالى. إذ أن الطعام عند المسلم -والصوفي خصوصا- سدٌّ للجوع وتسكينٌ للروح، لا التذاذٌ حيواني وتُخمة تُفضيان إلى وَهَن. وقد كان بعضهم يَعُدُّ مائدته ساحة جهاد؛ يحذر فيها الزلل إلى دَرَك الالتذاذ الحيواني بإشباع كل شهوات النفس، والذي قد يَقلِبُ كل رياضته رأسا على عقب؛ فيصير سيره لنفسه وشهوته لا لله. وفي هذا السياق، نُدرِك لِمَ كان بعض الصوفية والأولياء الكبار يُحجمون أحيانا عن أكل ما يشتهون رياضة لأنفسهم، وتأديبا لها؛ فعندهم أن آدم عليه السلام إنما غوى بمأكله، الذي حسب أنه يُبلِّغه ما لن يُبلِّغه إياه الامتناع لله. فإن كان لا بُد مُنشغلا؛ فليكُن ممن يُطعمون الطعام، ويتقرَّبون إلى الله تعالى بما لا حيلة له في دفعه من هذا الجنوح النفسي(3).

***

وإذا كان التصوف قد بدأ زُهدا مُجرَّدا، يتغيَّا تجريد التوحيد من غواشي الترف؛ فإن سلامة التوحيد نفسه هي باب الزُّهد، وأهم مفاتحه الزهد في الصور والأشباح، التي يصطنع منها الإنسان غشاوة تحجبه عن الحق سبحانه. لكنَّ كمال التوحيد نفسه لا يُفضي إلى الزُّهد وإنما إلى الأدب، ومن الأدب عدم الإسراف، والحذر من الغفلَة التي يؤدي إليها الإفراط.

فالطعام الحلال الطيب ليس مذمَّة وإنما يصيرُ الإفراط فيه كذلك. وإن من الأدب تناول الطعام تناولا يُذكر بالصلاة؛ ففيه عبادة مثلها في الأهمية مثل عبادة النكاح(4)، عبادة يجب أن تُزكِّي لا أن تُنسي. فإن أُنسي الإنسان سبب أكله وغرض شهوته ووجهتها؛ فقد انقلب ما أحلَّه الله حراما عليه، لأنه يصرفه عن الغاية، ويشغله بشهوته عن الذكر والشكر. وقد اشتهر عن بعض السلف قولهم: إن الطبيخ طعام الغافلين! وذلك لما فيه من دسمٍ قد يُثقِلُ البدن ويُشوش الذهن، ويُفضي غالبا إلى الغفلَة، والغفلة مضيعة للشُّكر، والإنسان أحوج ما يكون إلى الشكر خصوصا في الموطن الأشد جلاء لفضل الله ونعمه: نعمة تلبية الشهوات من حلال.

باستعادتنا الآداب الشرعيَّة القويمة للتعاطي مع النعم، والتقاليد المحليَّة في مُعالجتها إلى بؤرة الطرح، استنقاذا للذائقة المصريَّة التي فسدت وكرَّس فسادها المطاعم الرديئة المتكاثرة، والأنماط الاستهلاكيَّة الرأسماليَّة المدمِّرة؛ فإننا نؤكد بذلك على أن نقيض هذا الفساد والانحطاط ليس الزُّهد المطلَق، وإنما هو الأدب الرباني في التعاطي مع النعم
إن استيعاب السالك للتوحيد، يُفضي به إلى القبض على بعض زُهده في الدنيا استبقاء للمعيَّة. فإن المعيَّة الإلهيَّة للسالك لا تجتمع مع غفلة، والغفلة لا تتسلَّط إلا بالولوغ في تلبية كل ما أحلَّ للبشري من الشهوات، والانشغال بها وبإشباعها حتى الثمالة. وهذا ليس إنكارا للشق المادي في الإنسان -فهو شقٌّ لا يُنكره إلا كافر- وإنما ضبطٌ له على مراد الله، وعدم انشغال بما خُلِقَ لك عمَّا خُلِقْتَ له، وإنما أخذ منه بحق؛ إلى الدرجة التي تكفي حاجة الحركة الإنسانيَّة ولا تُلهي عنها(5). والصوفي في هذا كله مجاهد، وميدان جهاده هو النفس الأمَّارة بالشهوات (السوء). وإن غفلة النفس عن نعيم اﻵخرة وانصرافها عنه لا يتجلَّى في مثل تهالُكها على ملذَّات الحياة الدنيا وتمام انشغالها بألوانها.

إننا باستعادتنا الآداب الشرعيَّة القويمة للتعاطي مع النعم، والتقاليد المحليَّة في مُعالجتها إلى بؤرة الطرح، استنقاذا للذائقة المصريَّة التي فسدت وكرَّس فسادها المطاعم الرديئة المتكاثرة، والأنماط الاستهلاكيَّة الرأسماليَّة المدمِّرة(6)؛ فإننا نؤكد بذلك على أن نقيض هذا الفساد والانحطاط ليس الزُّهد المطلَق، وإنما هو الأدب الرباني في التعاطي مع النعم، والمشتمل على زهد نسبي في هذا الغثاء؛ يُعيده إلى حجمه الحقيقي منبوذا، ويستنقذ منه النفوس والعقول والأرواح قبل الأجساد. وتخيَّل أكرمك الله أن هذا الأدب والزُّهد النسبي محمودٌ مطلوب مأمور به في الطيبات التي أحلَّها الله، فكيف بالرديء الذي حفَّته الشبهات، وعجزت عنده الاجتهادات بسبب صدِّ أهل السلطة والمال -المنتفعين- عن ذلك السبيل؟!
__________
الهوامش:
(1) وهذا لما رواه البخاري، من حديث طويل لأنس بن مالك؛ أن حضرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله قال: "أَمَا واللَّهِ إنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وأَتْقَاكُمْ له؛ لَكِنِّي أصُومُ وأُفْطِرُ، وأُصَلِّي وأَرْقُدُ، وأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ. فمَن رَغِبَ عن سُنَّتي فليسَ مِنِّي".
(2) وثمَّ أثر ماتع يُفيد في توجيه هذه الرياضة، وهو منسوب إلى عمر بن الخطاب: "اخْشَوْشِنوا؛ فإنَّ النِّعمَةَ لا تدومُ".
(3) وقد روى ابن ماجه، من حديث طويل لعبد الله بن سلام؛ أن حضرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ قال: "يا أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ، وأطعِموا الطَّعامَ، وصِلوا الأرحامَ، وصلُّوا باللَّيلِ، والنَّاسُ نيامٌ، تدخلوا الجنَّةَ بسَلام".
(4) روى مسلم، من حديث طويل لأبي ذر الغفاري؛ أن حضرة سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ قال: ".. وفي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ"، قالوا: يا رَسولَ اللهِ؛ أَيَأتي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكونُ له فِيهَا أَجْرٌ؟ قالَ: "أَرَأَيْتُمْ لو وَضَعَهَا في حَرَامٍ، أَكانَ عليه فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذلكَ إذَا وَضَعَهَا في الحَلَالِ كانَ له أَجْرٌ".
(5) وفي ذلك يحكمنا ناموس نبوي، مما أخرجه ابن حبان وأحمد (واللفظ له) والبيهقي في الشُّعَب، من حديث أبي الدرداء؛ أن حضرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ قال: "ما طَلَعَتْ شَمسٌ قَطُّ إلَّا بُعِثَ بجَنَبتَيها ملَكانِ يُناديانِ؛ يُسمِعانِ أهلَ الأرضِ إلَّا الثَّقَلَينِ: يا أيُّها النَّاسُ، هَلُمُّوا إلى ربِّكم؛ فإنَّ ما قَلَّ وكَفى، خيرٌ ممَّا كَثُرَ وألْهى، ولا آبَتْ شَمسٌ قَطُّ إلَّا بُعِثَ بجَنَبتَيها ملَكانِ يُناديانِ؛ يُسمِعانِ أهلَ الأرضِ إلَّا الثَّقَلَينِ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنفِقا خَلَفا، وأَعْطِ مُمسِكا مالا تَلَفا".
(6) راجع مقالينا السابقين على هذا الموقع نفسه: "كيف فسدت الذائقة المصريَّة؟"، و"لماذا تنتشر المطاعم الرديئة في مصر؟".

مقالات مشابهة

  • الدروس المُسْتَفادة من الهجرة النبويّة
  • حزب الله يوثق استهداف موقع رويسات العلم الإسرائيلي (شاهد)
  • حزب الله يستهدف موقع رويسات العلم بالصواريخ
  • حمدوك، حميدتي والبرهان !!!
  • مِنَ الزُّهد إلى الأدب
  • مع بداية العام الهجريّ الجديد 1446: إياك أن تصل متأخرًا
  • نص خطبة الجمعة اليوم.. «الهجرة النبوية المشرفة وحديث القرآن عن المهاجرين»
  • 7 محطات يستعين بها الرسول في تعامله مع زوجاته
  • خيرُ يومٍ طلعت فيه الشمس.. فضائل يوم الجمعة