بوابة الوفد:
2025-03-18@11:22:46 GMT

(واعلموا أنّ فيكم رسول الله)

تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT

العلم بالشيء غير المعرفة به، العلم كرؤية النار، والمعرفة كالاصطلاء بها، وعلمك بالشيء غير معرفتك به. يُعْلمنا القرآن أن رسول الله فينا، لكن مجرد العلم وحده لا يكفى وَصْلتنا برسول الله ما لم نعرفه، وكيف نعرفه، لتتحقق بأنه صلوات الله وسلامه عليه فينا، إذا نحن تحققنا بذلك عرفنا، وإذا توقفنا عند مجرد العلم وكفى بأنه فينا لم نعْرفه، إذ الفرقُ شاسع بين العلم والمعرفة.

المعرفة تحقيقُ يرتد إلى تجربة واختبار، والعلم برانيّ مجرد خبر، والمعرفة جوانيّة يلزمها التحقيق. أعطاك القرآن الخبر فقط، أمّا التحقيق فجهودك نحو العمل والممارسة ومباشرة السلوك للتحقيق من هذا الخبر أو ذاك، إذا تمّ لك ذلك فقد عرفت، كما يقول تعالى (فاعلم أنه لا إله إلا الله)، مجرد خبر، لا يتحقق إلا بالمعرفة، إذ ذاك تعرف الله إذا تمّ لك التحقيق.

 دار حوار بين مريد وشيخه، والشيخ كالمعلم يقسو أحياناً على من يرحم، لكنها قسوة الرحمة تقود نحو المعرفة، وتؤدى إلى التحقيق، فإذا المريد يقول شيخى : إننى أصلى كل يوم بأعدادٍ كبيرةٍ على خير البريّة، ولم أبلغ مُرادى من الدخول على حضرته، فدُلنى كيف الوصول إلى الحضرة المحمديّة؟

الشيخ : الوصول هو أن تنقل نفسك من حكم العادة إلى بحر الأشواق .. كيف؟

الشيخ : أكثر الذين يصلون على النبى كل يوم، صلاتهم تقع تحت حكم العادة، بمعنى أن ألسنتهم اعتادت كثرة الصلاة عليه، وهذا أمر طيب جامع للحسنات ومُذهب للسيئات، وفيه يقول سيدنا رسول الله (أقربكم منى مجلساً يوم القيامة أكثركم عليّ صلاة).

غير أن حكم العادة هذا، هو العلم الذى يفتقر إلى جهود التجربة، ليتحول العلم من مجرّد الخبر إلى يقين المعرفة، ولكن هل ننتظر ليوم القيامة يأتى لكى نعرف حضرته، وماذا عن الدنيا إذن؟ ألا نحتاج الى القرب من حضرته الشريفة فى دنيانا هذه، ثم ماذا عن الذنوب التى نقترفها صباح مساء، وعن الهموم التى تعانقنا كما يعانق السّهاد غسق الليالى الطوال؟

يستمع الشيخ المعلم الى مريده ثم يقول: اتريد قرباً من حضرة النور، فالقربُ يا ولدى يتمُّ عن طريق صلاة الشوق إليه، وهى أن تصلى عليه بأية صيغة تحبها شريطة ألا تكون بتراء، أى مجرّدة عن ذكر الآل عليهم الصلاة والسلام، وبأى عدد حتى لو كان العدد قليلاً، ليس المهم فى العدد بل فى المدد. المهم فيها هو الارتباط، والوصلة، والحضور، والانشغال، ورؤيتك له على الدوام : استحضار شمائله الشريفة وخصاله العفيفة فى مخيلتك على الدوام.

خذ مثلاً: كل يوم مائة مرة فقط صلاة عليه، ولكن استشعر معيته فى كل حال، وأنك تراه معك فى بيتك، معك فى عملك، معك فى الطريق الذى تسير فيه، معك بين الناس، معك فى خلوتك الخاصّة، معك فى كل زمان ومكان، معك عندما تأكل وتشرب وتنام.

أملأ خيالك به واستشعر أنه لا يفارقك أبداً، وأجعله حاضراً فيك، استشعر أنه يعلم كل حركاتك وسكناتك فهو فيك حسّاً ومعنى كما جاء ذلك فى الكتاب العزيز (واعلموا أنّ فيكم رسول الله)، فكر فيه على الدوام، واستشعر أنه ينظر إليك بوجهه الجميل المشرق الوضاء. استشعر أنك تخاطبه ويخاطبك، فهو يرد عليك لأنه كريم الأخلاق يرد على كل من يكلمه، استشعر أنه أقرب الخلق إليك وأكثر الناس خوفاً عليك ومحبّة لك (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عنتم، حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم).

مكّن خاطرك منه، واستشعر أنه أمامك، وعلى يمينك، وفى كل اتجاهاتك، وإنك إذا هممت بمعصية لاحظت أنه معك، فتستحى من جنابه الشريف فتمتنع عن فعلها إجلالاً لحضرته وكرامة لحضوره الشريف.

استشعر أنه يراعيك لحظة بلحظة، إذا أخطأت أستغفر لك، وإذا أحسنت حمد الله على إحسانك، لأنه هو الراعى الأعظم فى الكون، فهو الذى قال: (كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته) ونحن رعيته، بل نحن به إمداداً، وهو من الله استمداداً، النبيُّ يستمدُ من الله مباشرة، ونحن نستمدُ منه، هو من الله ونحن بالنبيّ، وهو أولى بك منك، (النبى أولى بالمؤمنين من أنفسهم)، لولاه لم تخرج الدنيا من العدم. استشعر أن جميع الموجودات تخاطبه، (السلام عليك سيدى يا رسول الله)، وهو يسمع، وهو يرد السلام.

صلى عليه بهذه الكيفية دائماً، لتشرق عليك أنوار الشوق إلى جنابه الشريف، ولتصب على قلبك أسرار الاشتياق إليه، وتفيض أعينك بالدمع ممّا عرفت، فتلك هى بدايات معرفة سيدنا محمد وإلا فأنت لا تعرف عنه شيئاً فيما لو كانت أشواقك إليه قليلة أو ضعيفة.

هنالك تعرفك الملائكة ويبلغوا سيدنا رسول الله بك، فيعرفك باسمك ويمدُّك بأنواره وأسراره، ويصدر الأمر من الحبيب الأعظم أن (قرّبوا فلان من حضرتي)، فيتم لك الوصل والاجتماع ويعطيك ما تتمنى من العلم والمعرفة والأنوار والأسرار.

ذلك هو بحر الشوق والغرام الرقيق، فمن صلى على النبيّ بهذه الكيفية ما بين شوق واشتياق، وصل إلى الحضرة المحمديّة فى أقرب وقت ونال السعادة فى الدنيا والآخرة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مجدى إبراهيم صلوات الله وسلامه التحقيق رسول الله

إقرأ أيضاً:

خروج مليوني استثنائي بوجه التصعيد الأمريكي في العاصمة صنعاء

الثورة نت/صنعاء  شهد ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، عصر اليوم الاثنين 17 من شهر رمضان، مسيرة مليونية استثنائيا تحت شعار “ثابتون مع غزة .. ونواجه التصعيد الأمريكي بالتصعيد”؛ إحياء لذكر غزوة بدر الكبرى، ولمواجهة العدوان الأمريكي على بلادنا، وتأكيدا على ثبات الموقف اليمني الداعم للشعب الفلسطيني ويأتي الخروج غير المسبوق والاستنفار الشعبي عقب ساعات قليلة من نداء السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي الذي دعا فيه الشعب اليمني إلى الخروج المليوني في صنعاء وبقية المحافظات إحياءً لذكرى غزوة بدر الكبرى ودعما لفلسطين ومواجهة العدوان الأمريكي. وأكد السيد القائد في خطابه، مساء أمس الأحد، أن هذا الخروج المليوني يعبر عن ثبات الشعب اليمني على موقفه الإيماني والجهادي في دعم الشعب الفلسطيني وفي التصدي للعدوان الأمريكي، مؤكدا أهمية أن يكون الخروج الشعبي واسعًا جدًا ليعبر عن الانتماء العظيم لذكرى غزوة بدر، باعتبار أن موقف اليمن هو امتداد لذلك الموقف، موضحا أن تحرك اليمن هو امتداد لرسول الله ولراية الإسلام ومسيرة الإسلام، ولموقف الإسلام والجهاد في سبيل الله في هذا العصر. واستجابة لدعوة السيد القائد وعلى الرغم من حر النهار في نهار رمضان وضيق الوقت إلا أن استنفار الشعب اليمني كان كبيرا فقد امتلأ ميدان السبعين والشوارع المحيطة به بأمواج بشرية غير مسبوقة، مُستعيدا ألقه في الخروج المليوني خلال 15 شهرا من العدوان وحرب الإبادة الصهيونية على غزة. وحمل المشاركون في المسيرات الأعلام اليمنية والفلسطينية، ورايات الحرية واللافتات المؤكدة على تضامن الشعب اليمني مع الشعب الفلسطيني ونصرة غزة، والمنددة بالعدوان الأمريكي على بلادنا والمؤكدة على الاستعداد لمواجهة العدوان والتصعيد بالتصعيد حتى يرعوي العدو الأمريكي والصهيوني عن غيه. وردد المحتشدون هتافات منها (بالله تعالى سبحانه.. نتحدى الشر وأعوانه)، (في ذكرى يوم الفرقان.. نتحدى دول الطغيان)، (موقفنا في يمن العزة.. ابداً لا لن نترك غزة)، (يمن الحكمة والإيمان.. لن يتراجع مهما كان)، (الجهاد الجهاد.. كل الشعب على استعداد)، (يا غـزّة واحنا مَعَكـُم..  لن تكونوا وحدكم)، (يا غزة يا فلسطين.. معكم حتى يوم الدين)، (فوضناك فوضناك.. يا قائدنا فوضناك)، (أيدناك أيدناك.. واحنا سلاحك في يمناك)، (لبيناك لبيناك.. واحنا سلاحك في يمناك). وهتفوا بعبارات منها(قل للشر ومن والاه.. نحن رجالُ رسول الله)، (من يتحدانا جئناه.. نحن رجالُ رسول الله)، (لسنا نخشى إلا الله.. نحن رجالُ رسول الله)، (الأمريكي نتحداه.. نحن رجالُ رسول الله)، (والصهيوني نتحداه.. نحن رجالُ رسول الله)، (نمضي وفق كتاب الله.. نحن رجالُ رسول الله)، (مبدأنا الثابتُ مبداه.. نحن رجالُ رسول الله)، (وبغزة نحن نصرناه..نحن رجالُ رسول الله)، (سعياً في مرضاة الله.. نحن رجالُ رسول الله)، (سنُحرِّر حتماً مسراه.. نحن رجالُ رسول الله)، (عهدا بالدم كتبناه.. نحن رجالُ رسول الله). محمد علي الحوثي لترامب: خسئت وأنت لا تخيفنا وخلال المسيرات ألقى عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي كلمة أكد فيها أن الخروج المليوني يمثل رسالة  حقيقية لتفويض السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي. وخاطب عضو المجلس السياسي الأعلى الأمريكيين بقوله: افعلوا ما شئتم فنحن لا نخاف إلا الله، مضيفا موقفنا هو الموقف الصحيح أما موقف ترامب فهو موقف منفلت ولا يؤمن بشرعية. وتابع مخاطبا الأمريكيين: إن مساندتكم للعدوان على غزة أو قصفكم على اليمن ليس جديدا وأنتم تمارسون العدوان على بلدنا لـ10 سنوات، مردفا بقوله ننظر إلى ما تقومون به بأنه عدوان وإرهاب ونحن سنواجه التصعيد بالتصعيد. وختم محمد علي الحوثي كلمته بقوله لترامب، خسئت وأنت لا تخيفنا. وفي السياق، أشار محمد علي الحوثي إلى أن الشعب اليمني يشعر بمعاناة أهالي غزة، فقد عنا الشعب اليمني من الحصار والمجاعة والعدوان السعودي الأمريكي على مدى تسع سنوات. بيان مسيرات “ثابتون مع غزة.. ونواجه التصعيد الأمريكي بالتصعيد” يؤكد الثبات على خط الجهاد وأكد بيان المسيرات المليونية، الذي ألقاه مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين ثبات موقف الشعب اليمني “الذي لا يقبل التراجع ولا الخضوع، المنطلق من إيماننا وإنسانيتنا وأخلاقنا وقيمنا بالوقوف مع إخواننا في غزة في مواجهة كل المخاطر التي تستهدفهم وآخرها المخطط الذي يهدف إلى قتلهم جوعاً وعطشاً” وقال البيان “نعلن نحن الشعب اليمني المسلم المجاهد، يمن الإيمان والحكمة – كما وصفنا بذلك حبيبنا ورسولنا محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم – موقفنا الثابت والقاطع وقرارنا الذي لا رجعة عنه، قرار وعهد أجدادنا الأنصار الرسول الله وهو التمسك والثبات على خط الجهاد في سبيل الله، ورفع راية الإسلام عالية في مواجهة أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل”. وخاطب البيان “حامل الراية، ورافع اللواء السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله كما قال أجدادنا الأنصار لجده في مثل هذا اليوم في معركة الفرقان غزوة بدر الكبرى والله لن نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، بل نقول اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون… … فوالله إن استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا، إنا لصبر عند الحرب، صدق عند اللقاء، ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك، فسر بنا على بركة الله). وأعلن المحتشدون في بيانهم “التحرك الشامل في مواجهة العدوان والتصعيد الأمريكي الأخير بالتصعيد العسكري وبالتعبئة العامة وبالمقاطعة الاقتصادية للأعداء، وبالإنفاق في سبيل الله وبحماية الجبهة الداخلية لبلدنا، وبالتحرك في مختلف المجالات والتخصصات والجبهات حتى يكتب الله لنا النصر الموعود، ويُخزي على أيدينا الأعداء المجرمين المستكبرين وينكس راياتهم، ويفشل كل أهدافهم”. وعبر الملايين في المسيرات عن الفخر والاعتزاز بقرار السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي الذي أعلن مهلة أربعة أيام لرفع الحصار عن غزة، ثم فرض الحصار على سفن كيان العدو الصهيوني حتى يُرفع عنها الحصار، مؤكدين استعدادهم لمواجه كل طغاة الأرض دون تردد أو خوف، وتقديم التضحيات في سبيل ذلك. وشددوا على أنه مهما بلغت لا تساوي شيء أمام التبعات التي تترتب على المتخاذلين في الدنيا والآخرة ، مؤكدين ثقتهم الكاملة والمطلقة بتحقق وعد الله بالنصر لعباده المؤمنين المجاهدين الصابرين. وكان البيان قد استهل بالإشارة إلى أن الخروج المليوني اليوم في مسيرات غاضبة بالعاصمة والمحافظات يأتي “استجابة الله سبحانه وتعالى ولرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وللسيد القائد، ورداً على العدوان الأمريكي وتصعيده الأخير على بلدنا، ونصرة للشعب الفلسطيني المسلم المظلوم في غزة الذي يتعرض اليوم لحصار ظالم وقاتل، ويُمنع عنه حتى الماء والغذاء والدواء من قبل العدو الإسرائيلي بمشاركة أمريكية واضحة ومعلنة، والذي يتزامن مع ذكرى غزوة بدر الكبرى. نص بيان المسيرات: بسم الله الرحمن الرحيم بیان مسيرة ( ثابتون مع غزة …. ونواجه التصعيد الأمريكي بالتصعيد) الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه الأخيار المنتجبين. قال الله سبحانه وتعالى ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا الله وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَأَنقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوَءَ وَاتَّبَعُواْ رِضْونَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) صدق الله العظيم استجابة لله سبحانه وتعالى ولرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وللسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله ، ورداً على العدوان الأمريكي وتصعيده الأخير على بلدنا، ونصرة للشعب الفلسطيني المسلم المظلوم في غزة الذي يتعرض اليوم لحصار ظالم وقاتل، ويُمنع عنه حتى الماء والغذاء والدواء من قبل العدو الإسرائيلي بمشاركة أمريكية واضحة ومعلنة، وبالتزامن مع ذكرى غزوة بدر الكبرى نخرج اليوم بمسيرات مليونية حاشدة وغاضبة ومتحدية … مؤكدين على الآتي: أولاً: نعلن نحن الشعب اليمني المسلم المجاهد، يمن الإيمان والحكمة – كما وصفنا بذلك حبيبنا ورسولنا محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم موقفنا الثابت والقاطع وقرارنا الذي لا رجعة عنه، قرار وعهد أجدادنا الأنصار الرسول الله وهو التمسك والثبات على خط الجهاد في سبيل الله، ورفع راية الإسلام عالية في مواجهة أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، ونقول لقائدنا حامل الراية، ورافع اللواء السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله كما قال أجدادنا الأنصار لجده في مثل هذا اليوم في معركة الفرقان غزوة بدر الكبرى والله لن نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، بل نقول اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون… … فوالله إن استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا، إنا الصبر عند الحرب، صدق عند اللقاء، ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك، فسر بنا على بركة الله). ثانياً: نؤكد على موقفنا الثابت الذي لا يقبل التراجع ولا الخضوع، المنطلق من إيماننا وإنسانيتنا وأخلاقنا وقيمنا بالوقوف مع إخواننا في غزة في مواجهة كل المخاطر التي تستهدفهم وآخرها المخطط الذي يهدف إلى قتلهم جوعاً وعطشاً، وإنا والله لا نقبل أن يكتبنا الله ضمن أمة كغثاء السيل – تركت إخوة لها يموتون جوعاً وعطشاً على يد عدوها في وسطها وهي من حولهم ظلت تتفرج دون أن تحرك ساكناً، بل نعتز ونفتخر بقرار قائدنا الذي أعلن مهلة أربعة أيام لرفع الحصار عن غزة، ثم فرض الحصار على سفن كيان العدو الصهيوني حتى يُرفع عنها الحصار، وإننا ومن أجل أن لا يشملنا غضب الله وسخطه وعذابه في الدنيا والآخرة مع المتخاذلين لمستعدون أن نواجه كل طغاة الأرض دون تردد أو خوف أو وجل، وأن نقدم كل التضحيات في سبيل ذلك لأنها مهما بلغت لا تساوي شيء أمام التبعات التي تترتب على المتخاذلين في الدنيا والآخرة ، بل نحن على يقين كامل ومطلق بتحقق وعد الله بالنصر لعباده المؤمنين المجاهدين الصابرين (وكان حقا علينا نصر المؤمنين ). ثالثاً وأخيراً: نعلن تحركنا الشامل في مواجهة العدوان والتصعيد الأمريكي الأخير بالتصعيد العسكري وبالتعبئة العامة وبالمقاطعة الاقتصادية للأعداء، وبالإنفاق في سبيل الله وبحماية الجبهة الداخلية لبلدنا، وبالتحرك في مختلف المجالات والتخصصات والجبهات حتى يكتب الله لنا النصر الموعود، ويُخزي على أيدينا الأعداء المجرمين المستكبرين وينكس راياتهم، ويفشل كل أهدافهم بإذنه وحوله وقوته إنه ولي ذلك والقادر عليه. نسأل الله سبحانه وتعالى النصر والفرج للشعب الفلسطيني المسلم المظلوم ومجاهديه الأعزاء والرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والخلاص للأسرى والنصر والتأييد للمجاهدين. نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينصرنا بنصره، في مواجهة طغاة العصر الظالمين، المستكبرين المجرمين أمريكا وإسرائيل ومن يدور في فلكهم، وأن يرحم شهداءنا الأبرار وأن يشفي جرحانا وأن يفرج عن أسرانا، إنه سميع الدعاء. صادر عن مسيرة (ثابتون مع غزة … ونواجه التصعيد الأمريكي بالتصعيد) بتاريخ ۱۷ رمضان ١٤٤٦هـ الموافق ١٧ / مارس / ٢٠٢٥م والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته الله أكبر الموت لأمريكا الموت الإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام

مقالات مشابهة

  • الخدعة فی الحرب ليست بالحادثة المستحيلة !
  • نص المحاضرة الرمضانية الـ 16 للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي
  • مرايا الوحي: المحاضرة الرمضانية (16) للسيد القائد 1446
  • علموها لأبنائكم.. عالم بالأوقاف يوضح أسهل صدقة وأعظمها أجرا
  • خروج مليوني استثنائي بوجه التصعيد الأمريكي في العاصمة صنعاء
  • ممدوح: الإسلام يحفز على البحث العلمي والتأمل في الكون
  • الشيخ الرزامي يبعث رسالة لقائد الثورة
  • د. أحمد علي سليمان يحدد مفاتيح بناء أمة قوية.. ويحذر:
  • عقوبة عقوق الوالدين معجّلة في الدنيا
  • قرأ كتابين.. وأفتى!