رسالة للأهل فى شندى.. ونهر النيل وللسودانيين عامة.. وللقيادة السياسية والعسكرية
تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT
رسالة للأهل فى شندى.. ونهر النيل
وللسودانيين عامة..
وللقيادة السياسية والعسكرية..
إليك خبر المعاين وليس المخبر حيث الحقيقة فى كبد السماء ، هذا العدو خطط ورتب لمهاجمة شندى ، ليس مجرد هجوم عسكرى وإنما عملية عسكرية شاملة وممتدة ومتنوعة بالسلاح والمحاور والتغطية التقنية وبالقصف والمسيرات والكثافة النيرانية وبالترويع ، فإن لم تكونوا الآن فى محاوركم وتشكيلاتكم وقادتكم فى المقاومة الشعبية وتوزيعاتكم ، ومواقع انتشاركم ، فإن ما تبقى من الزمن ضيق جدا ، هذه المعركة وفى هذه المرحلة أصبحت لحظة تدابير وليس تهويش واقاويل.
فإن لم تحزموا الأمور اليوم ، فإن الأمر سيكون صعبا تحت اصوات الرصاص وضجيج المغادرين..
هذا ليس تخويفا أو ترهيبا ، وإنما دعوة صريحة للتهئية فى كل منطقة وجبل وسهل ومنخفض ومنحني وتحت الأشجار ، وفى كل شبر.. ولكن فى تجربة اهل الدلنج خير مثال وشاهد ، امس تدافعوا جميعا بمجرد معرفتهم نوايا المليشيا ، خرجوا بالآلاف فى كل زاوية وناحية وانتصروا.. ابدأوا اليوم خلاياكم.. هذا زمان الاختبار والتمحيص وانتم أهل لذلك..
** والى أهل فى نهر النيل خاصة واهل السودان عامة ، سيسجل التاريخ (مقتلة اخرى) فى شندى اشد قسوة وانتقاما واجراما وبشاعة ما لم تتخذوا من الإعداد ما يلزم..
لا تستمعوا للتقارير الباردة ، هذه الرمال الصامتة فى جوفها الكثير من الاسرار والخبايا ، وفى ظاهر الأمر ما يغني عن القرائن.. وتحركات المليشيا هذه الأيام فى بعض المناطق هى مجرد حملة قبل حلول الخريف للتزود بالمعدات والمركبات وتجنيد بعض المجرمين فى صفوف الجنجا ، و التفرغ فى قادم الأيام الى هدف واحد (إسقاط شندى) وقتل الأطفال وسبى النساء وكسر عزيمة وشكيمة أهل السودان..
– لا تستمعوا إلى روايات تدمير متحرك قرب حجر العسل ينوى مهاجمة شندى ، لا يمكن لأى طيران تدمير متحرك ، سيحدث خسائر محدودة ويؤخر التحرك ولكنه لن يدمره..
– لا تتوقعوا هجوم خاطف ، وانما موجات من العصابات البربرية المتوحشة للدماء والقتل والمشحونة بالأوهام..
وشندى ليست مجرد مدينة ، إنها رمزية عزة وفخرها.. لا يكفى مجرد التعاطف والنوايا الحسنة ، وإنما خطة متماسكة سياسيا وامنيا واجتماعيا ، وتنسيق محكم ، ما هو دور كل ولاية من كسلا إلى البحر الأحمر والشمالية ، كيف يمكن المساهمة اليوم قبل الغد ؟..
قطع الامداد القادم من الشرق والغرب عبر شرق الجزيرة وشمالها وشمال كسلا..
هذه المليشيا حشدت من اقاصى افريقيا ، ونحن ما زالت بعض اطراف البلاد غارقة فى اللامبالاة حتى اخذت البلاد مدينة مدينة..
** إلى القيادة السياسية والعسكرية..
هذه مصائر أمة ومستقبل شعب وقضية وطن تتخطفه الأجندة الأجنبية والتقاطعات الاقليمية ، وتنهش المليشيا فيه بالتفتيت والتقتيل والتهجير والتجويع ، وبعد عام من هذا الواقع المرير ، ما زالتم فى ذات التردد والحسابات والموازنات ، ادفعوا بكل طاقاتكم وقدراتكم بالرجال والعتاد والقوة للبطش بهذه المليشيا ، لا يمكن لنظرية (تماسك القوة واقل قدر من الخسائر البشرية والعتاد) أن تستغرق كل هذا الوقت ، والخيار الآن أن ننتصر لامتنا وشعبنا مهما كان الثمن بدلا عن ندفع كل الاثمان مع تراجع بكل الحسابات السياسية والمعنوية هو خسارة..
ادفعوا بكل المحاور وبكل الشعب السوداني والمقاومة الشعبية ، أو انتظروا الطوفان والبحث عن الذرائع والتبريرات..
لدينا القدرات العسكرية والعقيدة القتالية ولدينا شعب جسور ولا تنقصنا الموارد ، فلا اقل من ذلك أن نعقد العزم.. ونتوكل.. وهذا جهدنا والنصر من عند الله.. فأعقدوا اللواء..
حفظ الله البلاد والعباد..
ابراهيم الصديق على
4 يوليو 2024م
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
غزة.. قلعة الصمود الأسطوري
مصطفى بن مبارك القاسمي
وسط لهيب الحرب وسياط الحصار، تقف غزة شامخة كجبل عصيّ على الانهيار، تتحدى الموت بجوعها وعطشها، وتواجه الحديد والنار بإرادة لا تلين، هي ليست مجرد مدينة؛ بل أسطورة تتجسد في شعبٍ جعل من الألم وقودًا للصمود، ومن الخراب طريقًا للنهوض.
في كل زاوية من شوارعها، تنبض بقصة مقاومة يستحق أن تروى وتفوق أفلام هوليود الخيالية، وفي كل بيت تتردد أنفاس الصبر والصمود، لا ماء ولا غذاء، ولا دواء يشفي الجراح، لكن الروح هناك أقوى من كل سلاح وأقوى من مفاهيم اللاإنسانية الكاذبة.
إن الإيمان بعدالة القضية يجعل من الجوع والعطش مجرد تفصيل عابر أمام شموخ الأحرار.
أما جنود القسام البواسل، فهم رجال وقفوا أمام أعتى القوى الظالمة، فحملوا أرواحهم على أكفّهم، وحوّلوا المستحيل إلى واقع، بأسلحتهم البسيطة وإرادتهم الصلبة التي لا تلين، واجهوا جيشًا مدججًا بأحدث التقنيات والمعلومات وأحدث الأسلحة فتكا وتدميرا، فلم تنكسر إرادتهم، ولم تخفت عزيمتهم، قاوموا في الأزقة، في الأنفاق، في السماء وتحت الأرض، فكانوا الصاعقة التي بدّدت أوهام الغزاة وأفقدتهم صوابهم.
نعم لم تكن الحرب عادلة، ولم تكن المواجهة متكافئة، ولكن غزة أثبتت للعالم أن التفوق لا يقاس بعدد الطائرات أو حجم الدبابات، بل بحجم الإيمان والصلابة. حاصرها العدو وقطع عنها الحياة، لكن أهلها ازدادوا قوة، ومقاتلوها الأشاوس أبدعوا في الصمود والتصدي للجيوش الجرارة الظالمة؛ فباتت غزة العزة والكرامة والصمود نموذجًا يدرّس في معاني الثبات والإرادة التي لا تُقهر.
غزة ليست مجرد مدينة تحت الحصار؛ بل راية ترفرف في وجه الطغيان، وتكتب للأجيال القادمة بخط من ذهب أن الحرية تُنتزع بالصمود ولا تُوهب، وأن الصمود وحده هو السبيل إلى النصر، مهما طال الزمن ومهما كان الثمن.