الوحدة نيوز:
2025-01-26@06:57:49 GMT

إبادة عرقيّة وإبادة مجتمعيّة

تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT

إبادة عرقيّة وإبادة مجتمعيّة

إيهاب بزاري*

مرّت الحركة الصهيونيّة بمجموعة من المحطّات المفصليّة في تاريخ تطوّرها، بداية من وضع يهود أوروبّا الشرقيّة الخاصّ الّذي شكّل دافعًا للبحث عن ’الخلاص الاجتماعيّ‘؛ إذ كانوا يعيشون بعزلة اجتماعيّة ضمن نطاق الجيتو، واقتصرت أنشطتهم على العمل في بعض الحرف، على العكس من يهود أوروبّا الغربيّة الّذين عاشوا حياة أفضل من حيث الحقوق والمواطنة، إلّا أنّ الحرب العرقيّة المتزايدة في أواخر القرن التاسع عشر حالت دون محاولات اليهود في الاندماج، ودفعت بالصهاينة الاشتراكيّين إلى الخروج بخطاب الخلاص الاجتماعيّ، وهو العودة إلى فلسطين[1].

منذ أن بدأت الهجرات الصهيونيّة إلى فلسطين، وبعد إعلان تشكيل الدولة الإسرائيليّة، ظلّ التيّار الصهيونيّ اليساريّ مهيمنًا على الساحة السياسيّة حتّى سبعينات القرن الماضي، حيث عمل على بناء القواعد الأساسيّة للدولة، وخاض أبرز معاركها، وهما معركة ’التطهير‘ في عام 1948، وإعلان استقلال الدولة، ومعركة ’التطهير‘ الثانية في عام 1967، والاستيلاء على كامل فلسطين. وفي ظلّ الحكم الصهيونيّ الاشتراكيّ، حاولت الصهيونيّة الدخول بمجموعة من الاتّفاقيّات للتسوية مع الفلسطينيّين، أوّلها الترحيب باتّفاق التقسيم الصادر عن «الأمم المتّحدة» في عام 1947[2]، وآخرها عند عودة اليسار الصهيونيّ الأخيرة للحكم، وإبرام «اتّفاق أوسلو» مع «منظّمة التحرير الفلسطينيّة» بين 1992-1996[3].

ومع نهاية التسعينات خرج تيّار الصهيونيّة الاشتراكيّة من الساحة السياسيّة مفسحًا المجال لولادة الصهيونيّة الجديدة بقيادة الحركات اليمينيّة. وبغضّ النظر عن اليمين واليسار الصهيونيّين، فهم يشتركون معًا بالتطهير العرقيّ للسكّان الأصليّين؛ من أجل بناء دولة الخلاص الاجتماعيّ لتحقيق الفكرة الصهيونيّة، إلّا أنّهم يختلفون بتكتيك عمليّة التطهير العرقيّ؛ إذ يرى اليسار أهمّيّة الغطاء الدوليّ والطرق المثلى لعمليّة التطهير العرقيّ، بينما لا تهتمّ الصهيونيّة اليمينيّة للمواقف الدوليّة وصورتها أمامهم؛ فهي مكتفية بالدعم المسيحيّ-الصهيونيّ المحافظ، وأنّ النهاية المنطقيّة للصهيونيّة اليمينيّة هي النهاية المنطقيّة للمشروع الاستعماريّ الاستيطانيّ في فلسطين[4].

مع نهاية التسعينات خرج تيّار الصهيونيّة الاشتراكيّة من الساحة السياسيّة مفسحًا المجال لولادة الصهيونيّة الجديدة بقيادة الحركات اليمنيّة…

تتقاطع الحركة الصهيونيّة مع أنظمة الاستعمار الإحلاليّ حول العالم، وتتفوّق عليها في أحيان كثيرة؛ إذ إنّ فعل التخلّص من السكّان الأصليّين صفة مشتركة بين الأنظمة الإحلاليّة عبر التاريخ، مثل النموذج الأمريكيّ والأستراليّ بإبادة السكّان الأصلانيّين. في فلسطين، تمارس الدولة الصهيونيّة فعل التطهير العرقيّ من خلال مختلف الوسائل المتاحة والممكنة للتخلّص من أكبر قدر من الفلسطينيّين، والاستحواذ على أكبر قدر من الأرض. وقد حوّلت هذه الشهوة الجغرافيّة فلسطين التاريخيّة إلى أكبر سجن في العالَم، وذلك ليس لمساعٍ أمنيّة تهدّد الكيان الصهيونيّ؛ بل لأسباب متعلّقة بأيديولوجيّتها الّتي تسعى إلى تفريغ الأرض من ساكنيها؛ بهدف تهويد فلسطين ونزع عروبتها[5]. وبالإشارة إلى فعل التطهير المستمرّ للفلسطينيّين، نطرح تساؤلنا: ما أشكال التطهير الّتي يتعرّض لها الشعب الفلسطينيّ من منظور سوسيولوجيّ؟

الإبادة المجتمعيّة مقابل الإبادة الجماعيّة

تشكّلت بدايات تناول فعل التطهير العرقيّ والإبادة رسميًّا من قِبَل «الأمم المتّحدة» في عام 1948، وذلك من خلال إصدار «قانون تجريم الإبادة»، الّذي تخلّله محادثات متكرّرة عن ممارسات للتطهير في فلسطين، وفي الهند وباكستان واليابان، وغيرها من الدول الّتي خضع شعبها للتطهير، إلّا أنّ القانون برمّته خرج لتلبية نداء أبيض؛ فجرائم الهولوكوست النازيّة ضدّ اليهود دفعت «الأمم المتّحدة» إلى بلورة «قانون تجريم الإبادة الجماعيّة». على الرغم من ذلك، لم يُعْجِب هذا القانون المركزيّ الأبيض المفكّر اليهوديّ أرنو ماير، الّذي يرفض حصر ما حصل لليهود في إطار الهولوكوست والإبادة العرقيّة، إنّما استبدال مفهوم أكثر وقعًا به، وهو إبادة/ قتل اليهود؛ لكيلا تتساوى إبادة اليهود بأيّ إبادة أخرى، وتبقى الحالة اليهوديّة حالة استثنائيّة ومركزيّة. لذلك سنتطرّق إلى مفهوم أوسع من الإبادة العرقيّة (Genocide)، وهو الإبادة المجتمعيّة، الّذي يشير إلى تدمير جميع المقوّمات المجتمعيّة، مثل القرى والمدن، والتشييد الحضريّ والعمرانيّ والتاريخيّ، والبنى التحتيّة، والثقافة، والاقتصاد، وغير ذلك[6].

لقد عَمِلَ الاستعمار الإسرائيليّ على استخدام مجموعة كبيرة من أدوات الإبادة على الشعب الفلسطينيّ من أجل إنجاح المشروع الصهيونيّ؛ فاستكمالًا للمشروع الاستيطانيّ لفلسطين التاريخيّة منذ ما قبل النكبة، وتهجير ما أمكن من السكّان الأصليّين من المناطق الّتي وقعت تحت السيطرة الإسرائيليّة خلالها، اتّخذ الاستعمار قرارًا ببناء المستوطنات إبّان حرب حزيران (يونيو) عام 1967؛ من أجل ضمّ أكبر قدر ممكن من الأراضي الفلسطينيّة، وبناء مشهد جيوسياسيّ مجتزأ ومشتّت في الضفّة الغربيّة. وذلك في سياق تحقيق ما عجزت إسرائيل عنه في حرب 1948، وستعوّضه في بناء المستوطنات ومصادرة الأراضي في الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة، على الرغم من دخولهم حيّز المفاوضات؛ للنظر في واقع الفلسطينيّين القاطنين فيهما، دون اهتمام المستعمِر لضمّهم إلى الدولة الاستعماريّة، أو تهجيرهم الكثيف كما حدث خلال عامي 1947-1949 وعام 1967[7].

اتّخذ الاستعمار قرارًا ببناء المستوطنات إبّان حرب حزيران (يونيو) عام 1967؛ من أجل ضمّ أكبر قدر ممكن من الأراضي الفلسطينيّة، وبناء مشهد جيوسياسيّ مجتزِئ ومشتّت في الضفّة الغربيّة…

تشكّل عمليّة بناء المستوطنات في الضفّة الغربيّة وغربيّ القدس – ما تُعْرَف بمنطقة ’غوش عتصيون‘ –  والمناطق الحدوديّة مع الأردنّ، مواجهة للسكّان الأصليّين، وتحديد أماكن تجمّعهم عبر الإقصاء والمحاصرة من جهة، وهندسة معماريّة حضريّة أمنيّة للدولة من جهة أخرى؛ إذ عَمِلَ النظام الإسرائيليّ بعد انهيار «خطّ بارليف» في عام 1973، على إعادة النظر في الحدود الموسّعة الّتي حصل عليها إبّان حرب 1967، وإمكانيّات السيطرة على هذه ’البحبوحة‘ الجيوسياسيّة غير المتوقّعة في مخيالهم الاستعماريّ، وذلك عبر الهندسة الحضريّة الأمنيّة الّتي ستشكّل مأسسة واضحة لحدود الدولة، وذلك مثل شريط المستوطنات الحدوديّ مع الأردنّ، وشريط المستوطنات المتعرّج في الضفّة الغربيّة حول المدن والقرى الفلسطينيّة[8].

إنّ الإبادة المجتمعيّة متعدّدة السياقات لا تكتفي بالأرض وحدها؛ فهي تحاول تفكيك كلّ مركّبات المجتمع الّتي ستحلّ مكانه؛ ففي اجتياح بيروت في عام 1982 عملت آلة الحرب الإسرائيليّة في رأس بيروت، ولمدّة أسبوع كامل، على مصادرة مقتنيات الأرشيف الفلسطينيّ لـ «منظّمة التحرير الفلسطينيّة» عبر قوافل من الشاحنات العائدة إلى فلسطين المحتلّة، ودمّروا ما تبقّى في «مركز الأبحاث والأرشيف» في سياسة تسعى إلى إبادة مأسسة الذاكرة الفلسطينيّة وأرشيفها[9].

وخلال «انتفاضة القدس والأقصى»، عملت آلة الحرب الإسرائيليّة على مواجهة المقاومة الفلسطينيّة، وتوجيه ضربات لها عبر الفضاء المدينيّ؛ إذ مثّلت المدينة والمراكز الحضريّة مكانًا ملائمًا لهجمات المقاومة بالعمليّات المختلفة، وأبرزها الاستشهاديّة، الّتي اعتُبِرَتْ إسرائيليًّا حربًا ضدّ المدينة الإسرائيليّة. طبّقت الحكومة الإسرائيليّة آنذاك مبدأ الحرب على المدينة الفلسطينيّة في الضفّة الغربيّة، مثل نابلس وجنين وبيت لحم ورام الله الحديثة، بالهدم والحصار؛ من أجل القضاء على الفعل المقاوم.

ومع نهاية «انتفاضة القدس والأقصى»، عَمِلَ مركز الأبحاث العمليّاتيّ لجيش الاستعمار على طرح تكتيك جديد للعلاقة بالمدينة الفلسطينيّة، عبر استبدال نظام السيطرة المناطقيّة الدائمة إلى آخر يتجاوز حدود المكان[10]؛ أي احتلال للمدينة الفلسطينيّة والهيمنة على ساكنيها، بتكتيكات نفسيّة وعسكريّة تعتمد على القصف الجوّيّ والعمليّات الخاصّة المحدودة عندما يحتاج الأمر إلى ذلك. وما يعزّز عمليّة المراقبة والمداهمة فكرة بناء جدار شريطيّ شفّاف وواهٍ أمام المستعمِر، وخرسانة متينة أمام المستعمَر؛ إذ يتمكّن الإسرائيليّ من الحركة كما يريد منه وإليه، وتقيّد حركة المستعمَر بأذونات ممنوحة أو مسلوبة، وبالتالي يمكن للجيش الإسرائيليّ تنفيذ عمليّاته الحثيثة بشكل دقيق، وبناء نظام حكم ذاتيّ شديد النخر والتهالك للفلسطينيّين في الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة[11].

هندسة الإبادة

تعمل الهندسة الاستعماريّة الجديدة على مبدأ معكوس لما جاء في «انتفاضة القدس والأقصى» (2000-2005) [المعروفة بالانتفاضة الثانية]؛ من انتهاك للمدينة الفلسطينيّة والقتال فيها بشكل مباشر عبر تحويل الداخل إلى خارج والعكس صحيح؛ ما يضاعف من أزمة الجغرافية الفلسطينيّة المشتّتة أساسًا بالمستوطنات؛ من خلال جدار الدولة الّذي يحدّد كلًّا من الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة في الخارج، مع غطاء جوّيّ يسيطر عليه الاستعمار، وإمكانيّات في النفاذ بسهولة، وتعقيدات في الحركة لكلّ مَنْ هم في الخارج، ويصبح جدار الدولة شكلًا من أشكال حدودها الداخليّة.

في ذات الوقت، لا تتوقّف الهندسة الاستعماريّة للإبادة المجتمعيّة على الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة فحسب، بل تطال كلّ ما هو عربيّ وفلسطينيّ في فلسطين التاريخيّة؛ ففي النقب يعمل المشروع الاستعماريّ على تهجير الفلسطينيّين وحصرهم في 7 مناطق سكنيّة مفصولة عن بعضها بعضًا، دون اتّصال جيوسياسيّ وجيواجتماعيّ مباشر بعد مصادرة أراضيهم، البالغة أكثر من مليونين ونصف المليون دونم. وبذلك؛ يتبقّى لهم من مجمل أراضيهم الزراعيّة والرعويّة 150 ألف دونم فقط. واليوم ثمّة 42 ألف منزل في النقب مهدّدات بالهدم في عدد من القرى منزوعة الاعتراف الرسميّ من قِبَل الاستعمار؛ وذلك لاستكمال مخطّط جلب مستعمِرين جدد إلى منطقة النقب والسيطرة على أراضٍ فيه[12]، ومن ضمن ذلك تغيير الأنماط الثقافيّة والاقتصاديّة لسكّان جنوب فلسطين المحتلّة، من حياة البداوة والريف إلى حياة تعتمد على المدينة الإسرائيليّة.

تعمل آلة الإبادة الاجتماعيّة أيضًا على تهويد المعالم التاريخيّة والدينيّة وأسرلتها؛ من خلال الهدم والمصادرة…

كما تعمل آلة الإبادة الاجتماعيّة أيضًا على تهويد المعالم التاريخيّة والدينيّة وأسرلتها؛ من خلال الهدم والمصادرة؛ إذ هدم الاستعمار 41% من المساجد داخل الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة عام 1948 ما بين عامَي 1948 و1967، وحوّلت العديد من المساجد إلى أغراض أخرى، مثل مسجد قيسارية قضاء حيفا إلى خمّارة، ومسجد عين حوض إلى مرقص، ومسجد الظاهر عمر في الجليل إلى مطعم، وتحويل غيرها إلى معابد يهوديّة[13].

وعلى صعيد الذاكرة والمكان، تعمل آلة الإبادة على تغيير أسماء الأماكن العربيّة والفلسطينيّة؛ من خلال «هيئة تسمية الأماكن الإسرائيليّة»، إلى أسماء تاريخيّة أو عبريّة لأهداف الأسرلة والتهويد. بالإضافة إلى إقامة المشاريع التجاريّة والاقتصاديّة الّتي تهدف إلى تغيير المشهد الحضريّ، واستنزاف الذاكرة الحيّة مثل «مشروع القدس الكبرى» الّذي يبلغ أكثر من 44 ألف دونم، وعَمِلَ على توسعة القدس على حساب رام الله وبيت لحم، وأكثر من 60 قرية عربيّة؛ عبر مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات والطرق والحدائق العامّة، وتحديد النطاق الجغرافيّ للمدن الفلسطينيّة، واستقطاب أكبر قدر ممكن من اليهود إلى القدس؛ ليتصاعد المشهد الاجتماعيّ والحضريّ اليهوديّ للمدينة[14].

وما نشاهده اليوم في الحرب الجارية على قطاع غزّة، حالة هستيريّة من الإبادة المجتمعيّة الّتي تهدّد كلّ مقوّمات الوجود في القطاع، بمَنْ فيهم ساكنوه البالغ عددهم أكثر من مليونَي إنسان؛ إذ ارتكبت إسرائيل مجازر عديدة، ودمّرت المشهد الحضريّ والتاريخيّ؛ من خلال تدمير المعاهد والجامعات والمدارس والمواقع التاريخيّة والدينيّة، مثل المساجد والكنائس والمستشفيات، وحتّى الأراضي الزراعيّة الفارغة؛ من أجل تقويض أيّ عمليّة زراعيّة بعد نهاية الحرب. بالإضافة إلى تدمير موانئ ومرافئ القطاع للتأثير في أنشطة الصيد، وتدمير المكتبات ومؤسّسات المجتمع المدنيّ. إنّ الإبادة المجتمعيّة عمليّة تشمل كلّ مقوّمات الحياة للشعوب، من أنماطهم الاقتصاديّة والثقافيّة، ومعالمهم الحضريّة والعمرانيّة، وحتّى طبيعتهم الجغرافيّة.

 

خرّيج علم نفس وعلم اجتماع في «جامعة بيرزيت». يعمل في مؤسّسة «تامر للتعليم المحتمعيّ» منسّقًا للشباب والحملات، يهتمّ بحقل العلوم الاجتماعيّة.

 

[1] شوقي السكري، “الصهونيّة الجديدة”، المجلس الوطنيّ للثقافة والفنون والآداب، عدد 2(1984). 4.

[2] مرجع سابق.

[3] إيلان بابيه، “أصول النيو الصهيونيّة الجديدة ومستقبلها”، مجلّة الدراسات الفلسطينيّة، عدد 108(2016).5.

[4] مرجع سابق.

[5] إيلان بابيه، “أكبر سجن على الأرض: سرديّة جديدة لتاريخ الأراضي المحتلّة”، منظّمة التحرير الفلسطينيّة مركز الأبحاث، عدد 286(2021).7.

[6] باسم الخندقجي، “الإبادة الفرديّة في فلسطين المستعمرة”، مجلّة الدراسات الفلسطينيّة، عدد 136(2023)، ص 8.

[7] إيلان بابيه، “المستوطنات اليهوديّة في الضفّة الغربيّة الاحتلال والتطهير العرقيّ بوسائل أخرى”، مجلّة الدراسات الفلسطينيّة، عدد 91(2012)، ص 4.

[8]  إيال وايزمان، أرض جوفاء: الهندسة المعماريّة للاحتلال الإسرائيليّ (بيروت: الشبكة العربيّة للأبحاث والنشر، 2017) ص 129.

[9] هيئة التحرير، “النهب الإسرائيليّ لمركز الأبحاث إبادة الجنس وإبادة الذاكرة”، منظّمة التحرير الفلسطينيّة مركز الأبحاث، عدد 131(1982)، ص 7.

[10] إيال وايزمان، أرض جوفاء: الهندسة المعماريّة للاحتلال الإسرائيليّ، ص 330.

[11]  مرجع سابق، ص 331.

[12] هشام أسامة منور، “بعد محاولات تهويد القدس تهويد النقب في السياسة الصهيونيّة الرسميّة”، المنتدى الإسلاميّ، عدد 279(2010)، ص 4.

[13] نبيل السهلي، “تهويد المقدّسات في فلسطين”، مركز الدراسات الإستراتيجيّة، عدد 144(2013)، ص 6.

[14] علي السيّد علي محمود، “تهويد القدس العربيّة ثقافيًّا”، اللجنة الوطنيّة القطريّة للتربية والثقافة والعلوم، عدد 154(2005)، ص 15.

 

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي بناء المستوطنات التطهیر العرقی ة الفلسطینی ة مرکز الأبحاث الإسرائیلی ة الإبادة ال التاریخی ة الصهیونی ة ة الإبادة فی فلسطین الدولة ال ة الجدیدة أکبر قدر المحتل ة أکثر من ة القدس من خلال ة ال تی عملی ة فی عام من أجل عام 1967

إقرأ أيضاً:

رئيس لجنة فلسطين بالنواب الأردني: مصر عمود الخيمة وجهود الرئيس السيسي أوقفت النزيف الفلسطيني

أشاد رئيس لجنة فلسطين بمجلس النواب الأردني النائب سليمان السعود، بالدور المصري الفاعل الذي أدى إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى، مؤكدا أن الدور المصري المحوري والتاريخي يمثل أولوية في دعم ومساندة القضية الفلسطينية المركزية للعالم العربي.

وقال السعود، في حوار لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، إن مصر تلعب دورا محوريا بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي دائما في تحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم العربي، مشيرا إلى أن مصر والأردن يمثلان صوت العقل والسلام والاستقرار بالمنطقة.

وأضاف أن الجهود التي بذلتها مصر بقيادة الرئيس السيسي، ودولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار مقدرة من الأمة العربية والعالم أجمع لأنها أوقفت نزيف الدم الفلسطيني الذي استمر لمدة 15 شهرا من القتل والتدمير والتخريب على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أن مصر هى الشقيقة الكبرى للعالم العربي وعمود الخيمة للأمن والاستقرار.

وأوضح السعود أن الموقف المصري يتطابق دائما وأبدا مع الموقف الأردني الداعم للسلام والاستقرار، مشيرا إلى أن مصر والأردن لديهما تنسيق وقواسم مشتركة تجاه القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ويعملان دائما لإنهاء الاحتلال. 

وقال السعود، إنه ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة كان التنسيق والتشاور بين الرئيس السيسي وأخيه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني حاضرا ولم ينقطع حتى اللحظة، لافتا إلى أن الموقف الراسخ للأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني بشأن القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني هو نفس الموقف الراسخ والتاريخي لمصر بقيادة السيسي والذي أدى إلى نجاح وقف إطلاق النار.

وأوضح أن الجهود التي بذلتها مصر بقيادة الرئيس السيسي وجهود الأردن بقيادة الملك عبدالله، انطلقت منذ الساعات الأولى للحرب، مشيرا إلى أن أول لقاء عربي حول الوضع في غزة كان بين الزعيمين المصري والأردني بالقاهرة لمناقشة تداعيات العدوان على المنطقة بأسرها.

وكشف رئيس لحنة فلسطين بمجلس النواب الأردني، أن الرئيس السيسي أول من دعا إلى عقد مؤتمر للسلام بالقاهرة في خضم الحرب وحضره العاهل الأردني، وقادة وزعماء عرب وأوربيون ودعا إلى ضرورة وقف الحرب فورا، لافتا إلى أن أول زعيم عربي عقد لقاءات في أوروبا حول الحرب في غزة كان الملك عبدالله الثاني وأثمرت عن تغيير الرأي العام العالمي بشأن حقيقة ما يحدث في القطاع بأنه حرب إبادة جماعية وليس دفاعا عن النفس كما زعمت إسرائيل.

ونوه النائب السعود بأن أول موقف رافض لخطة التهجير الإسرائيلية للشعب الفلسطيني كان من الرئيس السيسي والعاهل الأردني، مؤكدا أن هذا الموقف حافظ على بقاء القضية الفلسطينية ومنعها من التصفية كما كانت تريد إسرائيل.

وأوضح أن جهود مصر والأردن لم تتوقف وأن البلدين دافعا عن حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، مشيرا إلى أن القاهرة وعمان وضعا العالم أمام مسئولياته بأن طريق السلام العادل يقوم على أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 67 وخطورة استمرار الاحتلال وكان هذا مسار الموقف المصري الأردني قبل وأثناء وسيستمر بعد الحرب، لتحقيق السلام المنشود بالمنطقة والعالم، مثمنا في الوقت نفسه دعم مصر للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس.

ورأى النائب السعود أن العالم لو كان قد استمع لتحذيرات الرئيس السيسي والعاهل الأردني منذ بداية الحرب لما وصلنا إلى ما نحن عليه حاليا من توتر وعنف في المنطقة بأسرها يهدد الجميع ومصالح الجميع، مؤكدا أن العالم في نهاية المطاف وصل حاليا إلى قناعة بأن الحرب يجب أن تتوقف وأن يعم السلام العادل والشامل محل الاحتلال ويجب عليه أن يساعد في ذلك.

وحول رؤية لجنة فلسطين بمجلس النواب الأردني حاليا في ظل الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، أعرب السعود عن أسفه لما حدث في غزة من خراب ودمار وعشرات الألاف من الشهداء والجرحي، مشيرا إلى أن آلة الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني لم تتوقف حيث تشن قوات الاحتلال حاليا هجوما ضد أهالي الضفة وخصوصا في جنين.

وتابع أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تريد تدمير كافة الأراضي الفلسطينية وقتل الشعب الفلسطيني وإجباره على التهجير، مشيرا إلى أن صمود الشعب الفلسطيني وبطولته المعهودة وتمسكه بأرضه ودعم مصر والأردن له ورفض التهجير ستقف حائط صد ضد هذا العدوان الإسرائيلي الذي لا ينقطع ضد أهالي فلسطين.

وكشف أن تقديم المساعدات وإعادة الإعمار في غزة والدعم العربي والدولي للسلام في فلسطين يمثل أولويات عمل اللجنة خلال المرحلة المقبلة عقب وقف إطلاق النار، مؤكدا أن اللجنة في حالة انعقاد دائم ومستمر لمتابعة التطورات الراهنة سواء في غزة أو الضفة الغربية.

وقال النائب السعود إن لجنة فلسطين في مجلس النواب الأردني هي اللجنة الدائمة الوحيدة في البرلمانات العربية التي يناط بها مهام في النظام الداخلي للمجلس ومن مهامها النظر في التطورات السياسية المتعلقة بفلسطين وإطلاع المجلس عليها لاتخاذ المواقف اللازمة بشأنها، مشيرا إلى أن اللجنة تنسق في عملها مع لجنة الشئون الخارجية النيابية في مجلس النواب الأردني والتي تناط بها ومن مهامها النظر في كل الشئون التي لها صلة بالسياسة الخارجية وكذلك تنظيم العلاقات مع البرلمانات الأخرى والاتحادات والجمعيات البرلمانية.

وقدم النائب السعود الشكر لرئيس مجلس النواب الأردني أحمد الصفدي ولأعضاء المكتب الدائم بالمجلس لما يقدمونه من تعاون ودعم وتنسيق مع اللجنة، مؤكدا أن رئيس المجلس على تواصل دائم ومستمر مع رئيس اللجنة وأعضائها من أجل تقديم كافة أشكال الدعم والمساندة في عملها حرصا منه على الدور الأردني البرلماني تجاه القضية الفلسطينية.

وبشأن الدور المصري الأردني في تقديم المساعدات وإعادة الإعمار في غزة، أوضح رئيس لجنة فلسطين بمجلس النواب الأردني، أن اللقاءات والمباحثات المصرية الأردنية لتقديم الدعم سواء السياسي أو الدبلوماسي أو الإنساني لأهالى غزة بشكل خاص والفلسطينيين بشكل عام في حالة انعقاد مستمرة على كافة المستويات، مؤكدا أن الهم الأكبر للقاهرة وعمان حاليا هو تقديم كافة أشكال الدعم الإنساني للأشقاء الفلسطينيين.

وأشار إلى أن العاهل الأردني مع أخيه الرئيس السيسي أول من عقدا مع مسئولين دوليين ومنظمات دولية في البحر الميت أول مؤتمر للاستجابة الإنسانية في غزة، موضحا أن العمل على تنفيذ توصيات هذا المؤتمر تجرى على قدم وساق من أجل إغاثة الشعب الفلسطيني.

واعتبر أن مصر والأردن كانتا وما زالتا أكثر دول العالم تقديما للمساعدات الإنسانية والغذائية والصحية للأهالي غزة، مشيرا إلى أن الأردن قام بدور محوري وإنساني في إيصال المساعدات إلى غزة بتوجيهات ملكية، والملك أشرف قبل أيام بنفسه على إرسال أكبر قافلة مساعدات مكونة من 120 شاحنة محملة بمساعدات غذائية وإغاثية وطبية لتكون القافلة رقم 140 المتجهة إلى القطاع منذ بدء العدوان الإسرائيلي، بالإضافة إلى المستشفيات الميدانية الأردنية في غزة ومبادرة الأطراف الصناعية التي تعيد الحياة للفلسطينيين.

وشدد على أن تقديم المساعدات الإنسانية والغذائية لأهالي غزة واجب أردني ومصري وعربي، مشيرا إلى أن الأردن كسر الحصار على غزة عبر جسر جوي وبرى وكان الملك عبد الله الثاني قد قاد وشارك في الإنزالات الجوية بنفسه تأكيدا على استمرار الأردن في الوقوف إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين لإيصال المساعدات بكل الطرق المتاحة لأهالي غزة، لافتا إلى أن ولي العهد الأردني الأمير الحسين والأميرة سلمي شاركا أيضا في تجهيز وقيادة هذه الإنزلات الجوية، بإلإضافة إلى دور الملكة رانيا الدولي عبر اللقاءات الإعلامية لنقل صورة معاناة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية للعالم.

وعن التعاون والعلاقات البرلمانية بين مصر والأردن، أكد رئيس لجنة فلسطين النيابية بمجلس النواب الأردني، أن قوة العلاقات بين مصر والأردن التاريخية في مختلف المجالات والتي زادت وتيرتها في عهد الرئيس السيسي والعاهل الأردني، تنعكس على كافة التعاون والتنسيق البرلماني بين البلدين، مشيرا إلى أن رئيس مجلس النواب الأردني قام بزيارات عدة إلى البرلمان المصري بغرفتيه النواب والشيوخ وعقد مباحثات مثمرة لتعزيز هذا التعاون.

وكشف أن رئيسي مجلسي النواب والشيوخ في الشقيقة مصر كانا في زيارة إلى الأردن مؤخرا وعقدا مباحثات مميزة مع رئيسي مجلس النواب والأعيان، مشيرا إلى أن رئيس مجلس النواب الأردني يؤمن بضرورة تعزيز التعاون والعلاقات مع الشقيقة مصر بما يتماشى مع قوة العلاقات بين زعيمي البلدين ويعمل دائما على ذلك.

وأشار إلى أن توجيهات رئيس مجلس النواب الأردني دائما بالعمل على تعزيز الزيارات واللقاءات مع البرلمانيين المصريين بما يخدم مصالح البلدين ويعزز مجالات التعاون، مشيرا إلى أن رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ المصري النائب حازم عمر كان في زيارة لعمان الأربعاء الماضي وعقد مباحثات مع رئيس مجلس النواب الأردني للعمل سويا من أجل تعزيز التعاون البرلماني بين البلدين.

ونوه رئيس لجنة فلسطين النيابية بمجلس النواب الأردني، بأن رئيس المجلس يعمل على تفعيل التعاون البرلماني العربي عبر مشاركته الدائمة في البرلمان العربي، مشيرا إلى أنه يعمل أيضا على تعزيز العلاقات المصرية الأردنية العراقية عبر آلية التعاون الثلاثي بين الدول الثلاث وهو أيضا ما قام بمناقشته وبحثه مع رئيس مجلس النواب العراقي مؤخرا خلال زيارته بعمان.

مقالات مشابهة

  • رئيس لجنة فلسطين بالنواب الأردني: مصر عمود الخيمة وجهود الرئيس السيسي أوقفت النزيف الفلسطيني
  • اقرأ غدًا في "البوابة".. حرض على الإبادة الجماعية في غزة.. شكاوى جنائية ضد الرئيس الإسرائيلي أثناء زيارته سويسرا
  • فلسطين تسلط الضوء على شهداء وخسائر القطاع الثقافي إبان حرب الإبادة الجماعية
  • مفتي القدس يحذر من مخططات الإبادة والتهجير بحق الشعب الفلسطيني
  • رابطةُ العالَم الإسلامي تُدين هجومَ قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدينة “جنين” في الضفّة الغربية المُحتلة
  • حماس: ندعو إلى توحيد الصف الفلسطيني لمواجهة هذا التغول الصهيوني
  • مفتي القدس يحذر من عدوان مبيت ومخططات إبادة وتهجير بحق الشعب الفلسطيني
  • قضاة سويسريون ينظرون بـ”شكاوى إبادة ضد رئيس كيان العدو
  • قضاة سويسريون ينظرون بشكاوى إبادة ضد الرئيس الإسرائيلي
  • سويسرا تحقق في شكاوى ضد الرئيس الإسرائيلي