دليلك للتعامل مع زيادة وزن طفلك دون التأثير على صورته الذاتية
تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT
تعتبر مشكلة السمنة وزيادة الوزن من أخطر المشكلات الصحية التي يعاني منها الكثير من الأطفال والمراهقين، وتكمن خطورتها في ارتباطها باحتمالية الإصابة بأمراض مزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، وكذلك السكري وآلام المفاصل.
ويشكل الأمر تحديا مرهقا، خاصة للأهل الذين يدركون من ناحية مدى خطورة المشكلة، لكنهم من ناحية أخرى يحرصون على تعزيز ثقة الطفل بنفسه وإشعاره بقبولهم غير المشروط بغض النظر عن وزنه، مما يجعل الحديث عن المشكلة معه أمرا في غاية الحساسية.
في دراسة نشرت عام 2023 شملت أكثر من 18 ألف طفل من المملكة المتحدة وجد الباحثون أن زيادة رضا الأطفال عن مظهرهم وثقتهم بذاتهم منذ مرحلة المراهقة المبكرة يمكن أن تساعد في الحماية من الآثار السلبية لزيادة الوزن على صحتهم العقلية.
ووفقا لحنا كريس المؤلفة الأولى للدراسة، فعلى الرغم من أهمية الحفاظ على وزن الطفل الصحي ينبغي ألا يحدث ذلك على حساب صحته العقلية أو عبر وصم الوزن الزائد، مما يؤدي إلى تدني الثقة بالذات ويترك آثارا سلبية طويلة الأمد.
ويعاني بعض الأطفال من صعوبات يومية بسبب الوزن، مثل المضايقات والتنمر وعدم القدرة على المشاركة في الأنشطة الرياضية، مما يؤثر على صحتهم العقلية.
والمفارقة أن الطفل قد يجد نفسه حبيسا في دائرة مغلقة، فالضغوط التي يتعرض لها نتيجة زيادة الوزن تدفعه إلى البحث عن الراحة في الطعام، وهو ما يؤدي إلى زيادة أكبر في الوزن، مما يشعره بالعجز عن تغيير عاداته الغذائية.
على الرغم من أهمية الحفاظ على وزن الطفل الصحي ينبغي ألا يحدث ذلك على حساب صحته العقلية (شترستوك)تتنوع أسباب زيادة الوزن عند الأطفال والمراهقين، فتشمل أسبابا وراثية أو هرمونية أو أسبابا سلوكية ترتبط بتناول سعرات حرارية زائدة مع نقص النشاط البدني، خاصة مع زيادة الساعات التي يقضيها الأطفال أمام الشاشات، وهناك أيضا أسباب اقتصادية واجتماعية تعود إلى انخفاض دخل الأسرة، وعدم قدرة أبنائها على الوصول إلى الطعام الصحي أو أماكن التمرين.
مساعدة طفلك على التخلص من الوزن الزائد دون إرهاق نفسياقبل أن تبدأ في مساعدة طفلك على إنقاص وزنه يجب أن تتأكد أولا من احتياجه لذلك، لا يكفي أن تقوم بحساب مؤشر كتلة الجسم، خاصة أن الأطفال يحتاجون لتناول ما يكفي من الغذاء للنمو والتطور السليم، وهو ما يعني أن الحد من السعرات الحرارية التي يتناولها الطفل في حالة عدم وجود حاجة حقيقية لتخفيض الوزن يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على نموه.
إذا كنت تشك في معاناة طفلك من زيادة الوزن فالخطوة الأولى هي زيارة الطبيب الذي يمكنه تقييم الحالة، فغالبا ما يركز الأطباء على عدم اكتساب المزيد من الوزن بدلا من التركيز على فقدانه كي يتمكن الوزن من اللحاق بتزايد الطول المتوقع. من المهم أن تراعي تعزيز الجانب النفسي لدى طفلك، وينصح الخبراء بألا يتركز حديثك بشكل مباشر على خفض الوزن، ولكن حول الحفاظ على الصحة العامة كي لا تعزز الوصم بشأن الوزن الزائد. احرص على التزام العائلة بأكملها بسلوكيات صحية كي لا يشعر الطفل بالتمييز أو العزلة، فالذهاب في نزهة عائلية تتضمن نشاطا بدنيا مثل السباحة أو ركوب الدراجات والتخطيط معا للوجبات الصحية أنشطة تشعره أنكم في فريق واحد، في حين أن الضغط عليه لفقد الوزن قد يشعره بنوع من الخصومة. ضع أهدافا يومية صغيرة وقابلة للتحقيق كي لا يصاب الطفل بالإحباط أمام الأهداف الكبيرة، ابدأ على سبيل المثال بالمشي يوميا لمدة نصف ساعة، ومع التدرج يمكن زيادة فترة وقوة النشاط البدني، وينصح كذلك بإشراك الطفل في أنشطة رياضية غير تنافسية نظرا لتأثيرها النفسي الإيجابي في تعزيز الثقة بالنفس مع التأكد من مناسبتها لطفلك فقد يجد الطفل الذي يعاني من السمنة أحيانا نوعا من الإحراج والصعوبة في ممارسة أنشطة رياضات معينة، وبالإضافة إلى الرياضة شجع الطفل على المشاركة في أنشطة أخرى مثل العزف أو الرسم وغيرها، حيث تنمي الشعور بالثقة وتساعده على التعبير عن مشاعره. قبل البدء في مساعدة طفلك على إنقاص وزنه يجب أن تتأكد أولا من احتياجه لذلك (شترستوك) لا تلزم طفلك بأنظمة غذائية متطرفة نظرا لكونها لا تلبي كافة احتياجاته الغذائية في مرحلة النمو، واحرص على توفير بدائل صحية للوجبات الخفيفة، مثل الفشار المطهو بدون زبد والفواكه والخضروات النظيفة المقطعة والشوفان، وسجل الطعام الذي يتناوله الطفل، سواء نوعه وكمياته أو السلوكيات والأنماط المرتبطة به. تربط بعض الدراسات عدم جودة النوم بزيادة الوزن، تأكد من وضع روتين واضح للنوم، امنع استخدام الشاشات قبل ساعة واحدة على الأقل من موعد النوم، واتبع جدولا ثابتا له حتى في أيام العطلة. تذكر أن هدفك هو مساعدة طفلك على عيش حياة صحية وسعيدة أيضا، سواء على الجانب الجسدي أو النفسي، وليس مجرد التركيز على التخلص من بعض كيلوغرامات، واحرص على تشجيع الطفل على التواصل معك والتعبير عن مشاعره، مظهرا تفهمك لما يمر به من ضغوط، وإذا وصلت إلى نقطة لا يمكنك فيها أن تساعده فلا مانع في طلب مساعدة اختصاصي نفسي، حيث يمكنه أن يساعدك في إيجاد الجذور العاطفية والنفسية للمشكلة.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الوزن الزائد زیادة الوزن
إقرأ أيضاً:
أكبر دولة عربية من حيث العدد.. الإحصاء: 39.5 مليون طفل في مصر
أصدر الجهـاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء اليوم الأربعاء، بيانات صحفيا بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الطفل 2024 الذي يحتفل به يوم 20 نوفمبر من كل عام، والذي يوافق إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان حقوق الطفل عام 1959، ونظرًا لأهمية مرحلة الطفولة حيث إنها فترة تشكيل الطباع واكتساب العادات والقيم الأساسية في تكوين شخصية الإنسان.
ويلقي الجهاز الضوء على أهم المؤشرات الخاصة بالأطفال في مصر والوطن العربي والعالم، ويتم الاحتفال هذا العام تحت شعار "استمع الى المستقبل".
ومن أهم المؤشرات الإحصائية للأطفال على مستوي العالم:
- بلغ عدد السكان الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة حوالي 2.4 مليار طفل من سكان العالم بنسبة 29.6%، وتعد الهند اعلي دولة علي مستوى العالم حيث بلغ عدد الأطفال بها 433 مليون طفل وذلك في عام 2024.
- بلغ معدل التسرب في مرحلة التعليم الابتدائي على مستوي العالم 9.4% والتعليم الإعدادي14.4% لعام 2022.
- بلغ معدل وفيات الأطفال أقل من خمس سنوات لعام 2022 على مستوي العالم بلغ 37 لكل ألف طفل حي.
ومن أهم المؤشرات الإحصائية للأطفال على مستوي الدول العربية:
- بلغ عدد الأطفال على مستوي الدول العربية حوالي 186.9مليون طفل بنسبة 7.7% من اجمالي أطفال العالم، وتمثل مصر أكبر دولة من حيث عدد الأطفال وذلك في عام 2024.
- سجلت الصومال اعلي معدل وفيات للأطفال اقل من خمس سنوات لعام 2022 على مستوي الدول العربية حيث بلغت 106 لكل ألف طفل حي.
أهم المؤشرات الإحصائية للأطفال في مصر وفقًا لإحصاءات الجهاز:
عدد الأطفال الأقل من 18 سنة وفقًا لإسقاطات السكان ( )
حدث انخفاض طفيف في نسبة الأطفال اقل من 18 سنة من اجمالي السكان بين عامي (2023 و2024) حيث انخفضت النسبة من 37.7% الى 37.3%.
بلغ عدد الأطفال في مصر 39.5 مليون طفل (20,3 مليون من الذكور بنسبة 51.3%، 19,2 مليون من الاناث بنسبة 48.7%) وذلك في بداية 2024.
مؤشرات التعليم:
التسرب من التعليم
بالنسبة للمرحلة الابتدائية فقد بلغ معدل التسرب في (2023/2024) 0.3% مقارنة بـ 0.29% في (2022/2023) وترتفع معدلات التسرب للذكور حيث بلغت 0.3% مقارنة بـ 0.2% للإناث.
انخفض معدل التسرب من التعليم في المرحلة الإعدادية من 1.7% في (2022/2023) ليسجل 0.7% في (2023/2024) وترتفع معدلات التسرب للإناث حيث بلغت 0.7% مقارنة بـ 0.6% للذكور.
كثافة الفصول في مراحل التعليم
تمثل كثافة الفصل إحدى مؤشرات قياس جودة التعليم وقد بلغت كثافة الفصل في التعليم ما قبل الابتدائي العام 32 تلميذ/فصل، في التعليم ما قبل الابتدائي الازهري 40 تلميذ/فصل.
ترتفع كثافة الفصل في التعليم الابتدائي العام حيث بلغت 50 تلميذ/فصل، مقارنة بكثافة الفصل في التعليم الابتدائي الازهري 44 تلميذ/فصل. كما بلغت كثافة الفصل في التعليم الإعدادي العام 48 تلميذ/فصل، في التعليم الإعدادي الازهري 38 تلميذ/فصل.
مؤشرات التغذية:
الإصابة بالأمراض
تعتبر من الأسباب الشائعة لوفيات الرضع وصِغار الأطفال في مصر أمراض الجهاز التنفسي والحمى والاسهال، ويتضح من الشكل انخفاض نسب إصابة الأطفال دون الخامسة بأمراض الجهاز التنفسي الحادة والحمى والاسهال بين عامي (2014 و2021).
بلغت نسب الانخفاض الأعلى بالإصابة بأمراض في الجهاز التنفسي الحادة بفارق حوالي 3% بين عامي (2014 و2021).
كما تبين وجود ارتفاع طفيف جدا في نسب إصابة الأطفال بالسعال في عام 2021 حيث بلغ 27.7% بينما بلغ 27.3 %عام 2014.
الرضاعة الطبيعية
تعتبر الرضاعة الطبيعية الخيار الأمثل لتغذية الرضيع، وتقوية جهازه المناعي بشكل فعال. بالإضافة إلى الفوائد الصحية، وايضًا تعزز الرضاعة الطبيعية الترابط العاطفي بين الأم والطفل مما يسهم في التطور النفسي والاجتماعي للطفل.
ويتضح من الشكل المقابل ارتفاع نسبة الرضاعة الطبيعية خلال اول ساعة من 27.1% عام 2014 الي 32.9% عام 2021.
بينما انخفضت نسبة الرضاعة الطبيعية خلال اول يوم من 78.6% عام 2014 لتسجل 72.2% عام 2021.
مؤشر ختان الاناث
انخفضت نسبة ختان البنات في اجمالي الجمهورية بالفئة العمرية (0 - 17) سنة من 18% عام 2014 الي 12% عام 2021.
ترتفع نسبة ختان الاناث في الفئة العمرية
(0 - 17) سنة في الريف مقارنة بالحضر حيث بلغت النسبة 14% مقابل 8% بالحضر في عام 2021.
جهود الدولة لحماية ورعاية حقوق الطفل
تهتم الدولة بالأطفال بشكل كبير حيث يعتبر الطفل هو اللبنة الأساسية لبناء الأجيال المستقبلية ويتجلى هذا الدور من خلال القيام بالعديد من المبادرات والتي منها:
- بتوجيهات من رئيس الجمهورية أطلقت مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان المصري" في سبتمبر 2024 وتُركز هذه المبادرة على بناء القدرات وتنمية المهارات لجميع الفئات العمرية، مع اهتمام خاص بالأطفال من الولادة وحتى 6 سنوات. تهدف هذه المبادرة إلى تحسين الرعاية الصحية المبكرة وتقليل وفيات حديثي الولادة، بالإضافة إلى تشجيع الإبداع وتعزيز المهارات لدى الأطفال الأكبر سنًا حتى 18 عامًا. ضمن مبادرة "بداية"، يتم التعاون مع جهات حكومية ومنظمات المجتمع المدني لتوفير خدمات متكاملة للأطفال، مثل تحسين الصحة والتعليم والتوعية الثقافية. تسعى المبادرة إلى ترسيخ الهوية المصرية لدى الأطفال والشباب وتعزيز القيم الإيجابية والمشاركة الفعّالة في المجتمع.
- أطلق المجلس القومي للطفولة والأمومة "الاستراتيجية الوطنية لتنمية الطفولة المبكرة" وخطتها التنفيذية (2024 – 2029)، تحت رعاية السيد رئيس مجلس الوزراء، والتي تم إعدادها بدعم من منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" وبالتعاون والتنسيق بين كافة الجهات المعنية من الوزارات والمؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والخبراء في هذا المجال.
- أطلقت وزارة الاتصالات مبادرة "براعم مصر الرقمية" في أغسطس 2024, تهدف المبادرة إلى تعزيز مهارات التكنولوجيا والمعلومات لدى الأطفال من عمر 9 إلى 11 سنة في المدارس الحكومية والخاصة والأزهرية. يُقدَّم البرنامج للطلاب تدريبات تقنية متخصصة لتحضيرهم لمتطلبات العصر الرقمي وتعزيز الابتكار في مجال التكنولوجيا.
- أطلق المجلس القومي للطفولة والأمومة حملة هاشتاج أمان (#أمان) "حقنا إنترنت صديق لنا" للتوعية بكيفية حماية الأطفال من مخاطر استخدام الإنترنت وكيفية تدريب الأسر لأبنائهم على الاستخدام الآمن لوسائل التواصل الاجتماعي.
- أطلق المجلس القومي للطفولة والأمومة مبادرة لتمكين الطفل المصري تحت شعار "بكرة بينا" بمحافظة مطروح، بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، وبدعم من الإتحاد الأوروبي. والتي تهدف إلى خلق مسار جديد للمواطن المصري نحو التنمية الذاتية والثقافية والأخلاقية لبناء إنسان صحيح.
- ويتم تنفيذ جميع الأنشطة من خلال المعسكر وهي عن القيم والسلوكيات ومهارات حياتية والمشاركة والتعاون والقدوة، وأنشطة رياضية لدعم حقوق الطفل كما قاموا بتنظيم ورشة عمل تفاعلية لمدرسي الأنشطة اللاصفية والاخصائيين الاجتماعيين بالمحافظة بهدف تنمية مهاراتهم وقدراتهم في التوعية بحقوق الطفل ونشر الوعي بالمبادرة الوطنية لتمكين الطفل المصري.