إسرائيل تتحدث عن تقدم بصفقة التبادل وأهالي الأسرى يصعّدون
تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT
عبر وزير سابق في حكومة الحرب الإسرائيلية عن تفاؤله بالتوصل إلى اتفاق بشأن صفقة تبادل الأسرى، في حين قالت مصادر إسرائيلية مطلعة على تفاصيل رد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على مقترح صفقة التبادل قولها إنها مستاءة من تأكيد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على وجود قضايا خلافية وثغرات.
وقال الوزير السابق في مجلس الحرب الإسرائيلي غادي آيزنكوت "نحن في نقطة تعتبر الأقرب إلى صفقة تبادل منذ 9 أشهر"، لكنه استدرك بالقول "أجد مع ذلك صعوبة في رؤية نتنياهو يرتقي إلى المستوى الإستراتيجي في القيادة ويوافق على الصفقة"، مضيفا أن "نتنياهو مقيد بمصالحه السياسية والشخصية ويجب استبداله بسرعة".
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن المصادر الإسرائيلية المطلعة أن تأكيد نتنياهو مجددا على القضايا الخلافية بشأن الصفقة يجعل من الصعب التقدم في المفاوضات. وأوضحت المصادر أن رد حماس يعتبر جيدا نسبيا وقد يسمح بإحراز تقدم في المحادثات في القاهرة أو الدوحة.
وقال مصدر سياسي للقناة 12 الإسرائيلية إن نتنياهو يؤكد أن الحرب لن تنتهي إلا بعد تحقيق جميع أهدافها.
من جهتها نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصدر مطلع أن "القضايا الأساسية أصبحت خلفنا والمفاوضات ستدور حول التفاصيل وليس المبادئ العريضة"، مشددا على أنه يمكن التوصل إلى صفقة تبادل خلال أسبوعين إلى 3 أسابيع.
وبينما نقل موقع أكسيوس عن مصادر برئاسة الوزراء الإسرائيلية أن نتنياهو وافق على إرسال وفد للمفاوضات بشأن صفقة التبادل بعد رد حماس، قالت القناة 13 الإسرائيلية إن نتنياهو يطلق تصريحات إعلامية تحت مسمى مصدر سياسي عن قبوله إرسال وفد لاستئناف التفاوض.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤول إسرائيلي كبير أن رد حماس والتغييرات التي طرأت على الصفقة كافية للمضي قدما في المحادثات".
وبينما قالت الحكومة الإسرائيلية إن هناك مراجعة مع مصر وقطر لرد حماس، قال مسؤول أمني كبير لهيئة البث الإسرائيلية إن حماس مصرة على عدم عودة إسرائيل للقتال بعد المرحلة الأولى، وهو أمر غير مقبول.
حماس تنفيوفي وقت سابق، نفى عضو المكتب السياسي في حماس الدكتور باسم نعيم التصريحات الإسرائيلية بشأن استبعاد شرط وقف إطلاق النار في المرحلة الأولى من الصفقة المرتقبة.
وقال في تصريحات خاصة للجزيرة نت إن هذه التصريحات غير صحيحة، وأكد أنه سيتم وقف العمليات العسكرية من الطرفين في المرحلة الأولى، والتفاوض في أثنائها على شروط الوقف الدائم لإطلاق النار.
وكانت القناة الإسرائيلية الـ12 نقلت عن مسؤول إسرائيلي قوله إن رد حركة حماس لا يشمل شرط وقف إطلاق النار في المرحلة الأولى من الصفقة، في حين أغلق المتظاهرون المناهضون للحكومة طرقا في تل أبيب.
وقالت القناة الـ12 -نقلا عن مسؤول إسرائيلي- إن رد حماس يتيح "إعادة المحتجزين من كبار السن والأطفال والمرضى والجرحى والمجندات".
وأضاف المسؤول الإسرائيلي -وفقا للقناة الـ12- أنه إذا خرقت حماس الاتفاق يمكن الانسحاب منه والعودة للقتال بعد المرحلة الأولى.
اتصال محتمل
كما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصدر أمني إسرائيلي أن نتنياهو سيضحي بالمحتجزين من أجل كسب بعض الوقت إلى ما بعد خطابه بالكونغرس.
وقالت الصحيفة إنه من المتوقع أن يجري الرئيس الأميركي جو بايدن اتصالا -اليوم الخميس- مع نتنياهو للضغط عليه لقبول الصفقة.
من جانبه، قال وزير الشتات الإسرائيلي إنه لم يتم بعد إطلاع وزراء الحكومة على رد حماس، مؤكدا أن إعادة المحتجزين من أهم أهداف الحرب، ولم تخرج عن جدول أعمالنا وأولوياتنا.
وشدد على أنه إذا تضمنت الصفقة الإفراج عن واحد مقابل 3 فهذا ممكن، ولكنهم بالمقابل لن يقبلوا بانسحاب القوات ووقف الحرب، حسب قوله.
وكان جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) قال إن الوسطاء (مصر وقطر) قدموا لإسرائيل رد حركة حماس على مقترح وقف إطلاق النار في غزة، وسوف تقوم تل أبيب بدراسته.
جاء ذلك وفق بيان للموساد، نشره مكتب نتنياهو، عبر منصة إكس، مساء أمس الأربعاء. وقال البيان إن المكتب سيدرس رد حماس وسيرد على الوسطاء.
تهديدات عائلات الأسرىوفي تعليقها على إعلان مكتب نتنياهو تسلم رد حماس، قالت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة إنها لن تسمح للحكومة بعرقلة التوصل لصفقة تبادل الأسرى مرة أخرى.
وهددت هيئة عائلات الأسرى نتنياهو بخروج الملايين إلى الشوارع إذا لم يقبل صفقة مع حماس. وأضافت الهيئة أن الإسرائيليين أظهروا مرارا وتكراراً في كل استطلاع للرأي أنه يؤيد التوصل إلى صفقة شاملة من أجل عودة جميع المحتجزين.
ودعا منظمو الاحتجاجات إلى مسيرة ومظاهرة حاشدة مساء اليوم أمام مقر إقامة نتنياهو في القدس، للمطالبة بإسقاط الحكومة وتحديد موعد لانتخابات مبكرة وإبرام صفقة تبادل.
إلى ذلك، أغلق متظاهرون طريق أيالون السريع شمال تل أبيب للمطالبة بصفقة فورية لإطلاق سراح الأسرى. وأطلق المتظاهرون الدخان، وحملوا لافتات تحمل عبارات مثل: "كفى لحكومة الدمار"، كما رددوا هتافات منها قولهم: "المختطفون في غزة منذ أيام طويلة، والدماء تلطخ أيدي الحكومة الدموية".
مقترح الصفقةوكان بايدن قد قدم خطة للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس وإنهاء الحرب في قطاع غزة، وذلك في خطاب ألقاه في 31 مايو/أيار الماضي عرض خلاله مقترحا إسرائيليا بهذا الشأن مكونا من 3 مراحل.
وحصلت الجزيرة على نسخة من وثيقة المبادئ الأساسية لصفقة التبادل وعودة الهدوء التام في قطاع غزة، التي تعد أساس المفاوضات بين حركة حماس وإسرائيل.
وستدوم المرحلة الأولى -وفقا لهذا المقترح- 6 أسابيع، وتتضمن وقف إطلاق نار شاملا وكاملا، وانسحاب القوات الإسرائيلية من كل المناطق المأهولة في غزة، وإطلاق عدد من المحتجزين بغزة -بمن فيهم جرحى وشيوخ ونساء- مقابل إطلاق سجناء فلسطينيين.
وسيتم في هذه المرحلة أيضا تسليم ما بقي في غزة من جثث لأسرى إسرائيليين، كما سيعود الفلسطينيون إلى كل مناطق غزة، ومن بينها الشمال، وستدخل المساعدات إلى القطاع المحاصر بمعدل 600 شاحنة في اليوم.
وحسب مقترح بايدن، فإنه خلال هذه الأسابيع الستة ستتفاوض إسرائيل وحماس على وقف دائم لإطلاق النار، لكن الهدنة ستستمر إذا ظلت المحادثات جارية.
وسيتم في المرحلة الثانية تبادل كل الأسرى الأحياء، من بينهم الجنود الإسرائيليون، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، في حين تشمل المرحلة الثالثة إعادة إعمار قطاع غزة وفتح المعابر الحدودية.
ومنذ انتهاء الهدنة السابقة مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي، تواجه المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل عقبات عديدة نتيجة إصرار الاحتلال على الاستمرار في عدوانه بذريعة "تحقيق أهداف الحرب واستعادة المحتجزين وتحقيق تقدم بالمباحثات عبر الضغط العسكري".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الإسرائیلیة إن المرحلة الأولى صفقة التبادل إطلاق النار صفقة تبادل فی المرحلة وقف إطلاق حرکة حماس إلى صفقة قطاع غزة رد حماس فی غزة
إقرأ أيضاً:
سري للغاية.. خطوات نتنياهو ودوافعه لاستئناف الحرب
نسفت إسرائيل اتفاق وقف النار الذي أبرمته قبل حوالي شهرين بعد أن دأبت على انتهاكه طوال الوقت وعادت لشن حربها البشعة على قطاع غزة وبدعم أميركي. وخلافا لبداية الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 لا تحظى الحكومة لإسرائيلية بدعم داخلي واسع لهذه الحرب، بل إن الكثيرين في المعارضة وأهالي الأسرى يعلنون شكوكهم القوية في دوافعها. وثمة في إسرائيل من يرى أن استئناف الحرب وانتهاك الاتفاق قد يفضي إلى حرب طويلة، وأنها قرار بإعدام من بقوا على قيد الحياة من الأسرى الإسرائيليين بعد 16 شهرا على الحرب.
وأعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها قررت استئناف الحرب على غزة بعدما شعرت أن جولة المحادثات الأخيرة في القاهرة في وقت سابق من هذا الأسبوع كانت بمثابة الحلقة الأخيرة في المساعي الدبلوماسية المشتركة التي تبذلها إسرائيل والولايات المتحدة لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، وفق مقترح ويتكوف أو أي مقترح مشابه. وكان الخلاف شديدا بين ما اقترحه ويتكوف بإطلاق سراح نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات كدفعة أولى ومواصلة التفاوض للتوصل بعدها لاتفاق وما عرضته حماس من إطلاق سراح الأسير الأميركي الحي و4 جثامين أخرى. وبعدها عرض ويتكوف الإفراج عن 10 أحياء من بين 22 أسيرا يعتقد أنهم على قيد الحياة، ثم نزل العدد إلى 8 وبعدها 5. وكانت كل هذه الاقتراحات تتجه نحو الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين من دون ربطه، لا بإنهاء الحرب ولا بإعادة الإعمار، وفقط مقابل أيام هدنة ودخول مساعدات. وقد رفضت حماس كل هذه المقترحات وأصرت على الالتزام بالاتفاق المبرم والذي ضمنت أميركا في الأصل تنفيذه.
إعلانوواضح أن إسرائيل بقرارها استئناف الحرب واصلت منطقها الذي بدأت فيه قبولها مرغمة هذا الاتفاق في آخر أيام إدارة بايدن. ولم تتعامل مع الاتفاق على أنه مقبول خصوصا أن مكونات هامة من حكومة نتنياهو رفضته، ليس فقط إيتمار بن غفير وحزبه ولا بتسلئيل سموتريتش وحزبه وإنما أيضا أجنحة في الليكود نفسه. ولم يكن نتنياهو ولا حكومته في وارد البحث عن مخرج يوقف الحرب ويمنع استمرار تدهور مكانة إسرائيل الدولية خصوصا بعد اتهام المحكمة الجنائية الدولية لنتنياهو ووزير حربه السابق بارتكاب جرائم حرب وإصدار مذكرات اعتقال دولية لهما. ولم تكن الحكومة الإسرائيلية تنوي قط تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم توقيعه في الأسبوع الأخير من إدارة بايدن بشكل كامل، لكنها انتهكته بشكل أكبر مما كان متوقعا. فقد نصّ الاتفاق على أن يبدأ الطرفان، في اليوم الـ16 من وقف إطلاق النار، مفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تشمل الانتقال إلى إنهاء الحرب. رفضت إسرائيل ذلك، وعرقلت إجراء أي مفاوضات جادة بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق خلال الشهرين الماضيين. كما سعت إسرائيل لإقناع إدارة ترامب بالتخلي عن الخطوط العريضة للصفقة التي تم التوصل إليها من خلال وساطة إدارة بايدن رغم تباهي ترامب بأنه كان وراء هذا الاتفاق. وعمد نتنياهو لحث الأميركيين على تقديم مقترحات جديدة للتحايل على الالتزام المركزي في الاتفاق الأصلي بإدارة مفاوضات لإنهاء الحرب وإعادة إعمار قطاع غزة.
وفي هذه الأثناء حاولت إدارة ترامب إجراء اتصالات مباشرة مع حماس لإطلاق سراح الرهائن الأميركيين الخمسة والتوصل إلى اتفاق سياسي أوسع ولكن اكتشاف إسرائيل لهذه الاتصالات قاد إلى إجهاضها. وبعد تراجع أميركا عن هذه الاتصالات، بلورت مع إسرائيل اقتراحات ربط تمديد وقف النار بإطلاق سراح أسرى إسرائيليين، وتم الانتقال إلى منهج إطلاق التهديدات والسعي لتنفيذها. وتقلب ترامب وإدارته بين إطلاق الوعود بإنهاء الحروب في العالم وفي المنطقة، وبين التهديد بـ"جحيم" و"جهنم" ليس أقل من تبني منطق نتنياهو في "الحرب الأبدية".
وفي نظر الكثيرين من الإسرائيليين وخصوصا الساسة السابقين وأغلب رجالات الجيش والأمن السابقين والحاليين كانت الحاجة ماسة لاتفاق وقف النار وإنهاء الحرب وإعادة الأسرى. ولم يكن هذا أبدا رأي نتنياهو وأنصاره فقد كانت الحرب، ولا تزال، جزءا من مخطط إبقاء الحكومة وحمية رئيسها وتنفيذ الانقلاب القانوني حتى لو كانت النتيجة هدم المعبد. وبقيت حكومة نتنياهو وأنصارها يدعون إلى "الحرب الأبدية" التي تحقق "النصر المطلق" و"أهداف الحرب". وكان عنوان ذلك هو استمرار الضغط العسكري وتصعيده رغم كل القرائن على أن هذا الضغط قاد في الجوهر إلى قتل الأسرى وليس إعادتهم أحياء وأن الأحياء عادوا فعلا بفضل اتفاقات سياسية.
وهنا لا بد من الإشارة إلى جملة أسباب جعلت استئناف الحرب ضرورة لنتنياهو وحكومته. وبديهي أن بين أول هذه الأسباب الدعم الأميركي الأعمى لإسرائيل والإيمان بأن أهدافها في الحرب هي ذاتها أهداف أميركا وأن هذه الأهداف تقود تحقيق مطامح أميركا في الشرق الأوسط. وثاني هذه الأسباب الورطة الكبيرة التي وجدت حكومة نتنياهو نفسها فيها: أزمة وزارية حادة مع الحريديم بسبب قانون التجنيد وأزمة وزارية بسبب مواقف سموتريتش من وقف الحرب وأزمة حكومية بسبب العجز عن إقرار الميزانية وأزمة فقدان الثقة مع من يعرفون في إسرائيل بـ"حراس العتبة". وحراس العتبة هم في إسرائيل كبار المسؤولين المهنيين في الدولة وخصوصا في سلك الجيش والأمن والقضاء. وتقريبا تصادم نتنياهو وحكومته مع كل هؤلاء؛ وهذا أدى مؤخرا إلى إقالة وزير الحرب السابق يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي وإعلان نية إقالة رئيس الشاباك رونين بار وبدء إجراءات إقالة المستشارة القانونية للحكومة جالي بهراب ميارا.
وليس مستبعدا أن بين أسباب استئناف الحرب على غزة إدراك حكومة نتنياهو لبعض التغييرات في الموقف الأميركي تجاه خطة إعادة الإعمار المصرية العربية والتي باتت تكتسب زخما دبلوماسيا. وهذا ينذر باحتمال ضياع الفرصة التي ألهبت خيال اليمين الصهيوني بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة وفق رؤية الرئيس ترامب.
إعلانوثمة سبب آخر يتمثل في تعيين إيال زامير رئيسا لأركان الجيش الإسرائيلي وبهدف تحقيق أهداف الحرب؛ ما دعاه إلى تسهيل اختبار نفسه وقواته على وجه السرعة. وكان أعلن أنه يمكن هزيمة حماس في عملية برية مختلفة خلال شهرين خلافا لموقف سلفه الذي شن حربا لأكثر من عام وبضعة شهور ولم يحقق الأهداف التي حددتها حكومة نتنياهو. وخطة زامير تتجاهل الوضع المتأزم داخل قوات الخدمة الاحتياطية والانهاك الذي يعيشه جيش يخوض حربا منذ حوالي عام ونصف. ولا يمكن استثناء الظروف العامة والخاصة بنتنياهو ومنها محاكمته الجارية بتهم الفساد واستعداد الكثير من الهيئات الشعبية والنقابية والأكاديمية استئناف الاحتجاجات الشعبية سواء ضد الانقلاب القانوني أو من أجل إنهاء الحرب وتبادل الأسرى.
ويساعد في تعاظم هذه الاحتجاجات إيمان الكثيرين بأن دوافع استئناف الحرب شخصية وحزبية وأنها مسعى يهدف للالتفاف على الإرادة الشعبية وتمرير قرارات معادية للديمقراطية. ويرى هؤلاء في عودة بن غفير إلى صفوف الائتلاف ومقاعد الحكومة دليلا على العوار الكبير في دوافع استئناف الحرب خصوصا أن هذا كان بين اشتراطات بن غفير إضافة إلى إقالة كل من رئيس الشاباك والمستشارة القانونية للحكومة. وطبيعي أن يرى كل هؤلاء أن استئناف الحرب لا معنى له سوى التخلي تماما عن استعادة الأسرى بعد أن لم يعد هدفا قيميا ساميا.
واستبقت إسرائيل استئناف الحرب بإطلاق سلسلة من العمليات العسكرية والتضليل الإعلامي. وتقريبا حاولت في الأيام الأخيرة أن تلصق بكل عملية اغتيال نفذتها ضد مدنيين في شمال ووسط وجنوب غزة صفة إجهاض عمليات زرع ألغام وعبوات ضد قوات الاحتلال. وأشاعت أن حماس والمقاومة تستعد لشن هجوم بري واسع على المستوطنات في غلاف غزة. وكثير من مثل هذه الادعاءات وآخرها تجريم مشروع مأدبة إفطار في بيت لاهيا وقتل 6 مدنيين بينهم صحافيون بدعوى تسيير درون لاستهداف قوات إسرائيلية. وكانت كل هذه العمليات مجرد تسخين ميداني وبهدف إدارة مفاوضات تحت النيران وفق سياسة باتت معلنة على كل الجبهات تقريبا.
وفي كل حال أرفقت إسرائيل استئنافها للحرب وهجومها الواسع على قطاع غزة بإعلان أنها لن تقبل بواقعٍ تشارك فيه حماس في مفاوضات للتبادل، في حين يُجهّز جناحها العسكري لهجومٍ على إسرائيل. وبحسب موقع "والا" فإن إسرائيل أبلغت حماس عبر الوسطاء المصريين أن قواعد اللعبة تغيرت وأنه لا وقف لإطلاق النار من دون التقدم في مسار إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين. كما أن يديعوت أحرونوت نشرت أن إسرائيل رفضت طلبا مصريا لوقف إطلاق النار مشترطة قبول حماس التقدم في محادثات الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين.
وأشارت صحف إسرائيلية إلى أن استعدادات الجيش الإسرائيلي للهجوم المفاجئ على غزة صُنفت على أنها "سرية للغاية"، لدرجة أن قادة فرقة غزة والقيادة الجنوبية فوجئوا بها. وكتب المعلق العسكري لموقع والا أن هذا حقق المفاجأة التي أصابت قيادة حماس، بينما كانت وسائل التواصل الاجتماعي تستعد لاحتمال شن هجمات على إيران، كان الطيارون الإسرائيليون يستعدون لشن هجمات على قطاع غزة. واعتبر المعلقون الإسرائيليون أن عنصر المباغتة تحقق وأن نتيجته كانت استشهاد عدد كبير نسبيا من قادة حماس وفصائل مقاومة أخرى.
إعلانوتهدد إسرائيل بأن خطة زامير العسكرية لسحق حماس في غزة، تتحدث عن تقدم القوات داخل القطاع، و"تطهير" منطقة معينة، ونقل السكان المدنيين منها إلى ما تسميه "مناطق إنسانية، مع تفعيل برنامج مساعدة الهجرة الطوعية من القطاع لجميع الراغبين. وتأمل إسرائيل هذه المرة أن تبقى القوات الإسرائيلية في المناطق التي تحتلها وأن تتولى بنفسها إدارة أمر توزيع المساعدات الإنسانية بما يقتضيه الأمر كذلك من إدارة لحياة السكان. وتعتقد أنها بذلك تخلق بديلا لحماس تختاره بنفسها ويضمن منع تراكم خطر يكرر ما حدث في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
عموما كل ما يتطلع إليه نتنياهو اليوم هو ضمان تصويت بن غفير وحزبه إلى جانب الحكومة عند عرض الميزانية العامة على الكنيست قبل نهاية الشهر الجاري. فضمان هذا التصويت يوفر أنبوب أكسجين يطيل عمر حكومة نتنياهو في مواجهة التحديات الداخلية. ولكن أمام عواصف منتظرة ليس مؤكدا إن كانت مقامرة نتنياهو هذه ستنجح هذه المرة في إزالة العقبات والعوائق التي تعترض طريقه وتمنع انهيار حكومة اليمين.