جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-21@14:40:22 GMT

نهيم دون الصوامع

تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT

نهيم دون الصوامع

 

فاطمة الحارثية

قد نتفق فكريا ونختلف في المدرسة، وقد تتوافق الأهداف ونتعارض في الوسيلة، ندرك ذلك من خلال الحوار، والكلمة، ولغات الاتصال، ونعلم أيضا أننا إذا بذلنا المزيد من الجهد قد نُجمع أو نستأنس بهذا الاختلاف، ونبتكر من خلاله، المهم، أننا نستطيع أن نمضي جنبا إلى جنب- إن رغبنا بذلك- بلا ضرر ولا ضرار، والعكس صحيح.

 

ثمة فرق شاسع بين "لا أريد" و"لا استطيع" بيد أن بين الحياء والحرج يُهضم حق "لا أريد" لينتصر "لا استطيع"، وهذا يُحجب عنا فرص المحاولة، وأريحية النقاش والحوار، في سبر أغوار الأحداث والأمور، ولذة الاستكشاف، وبذل أسباب الوفاق وتجربة الإقناع، فنَهِيمُ دون صوامع. 

يكرر فراس دائما قول "الإفراط في الإيجابية لا يقل ضررا من السلبية ذاتها"، الغيبيات واقع لا ينفصل ولا يغيب عن الحياة اليومية، فنحن لا نعلم كل ما يحدث من حولنا، ولا نُدوب ظهورنا، وحتى مرايا هذا العصر لم تعد مخلصه لتخبرنا عن بشاعة تلك الندوب ومدى امتدادها أو حتى عُمقها؛ والضباب من أمامنا يلف الحاضر، فالأيام تهرول ونحن بالكاد نتلمس الطريق، ونتخبط بقروح أيدينا، لنُقشع الضباب لنستطيع أن نميز بين السبيل والسراب، وفي ثنايا عداد السرعة نفقد متابعة الطبيعة الجميلة، وأسهم عقارب الساعة تقطع عنا سُبل التأمل والخيال، ويغيب عنا ضجيج السيناريوهات، وصوت الآخر، كحشرجة دولاب قطار موت في مدينة ألعاب مكتظة بروائح الطعام والإثارة، وأصوات النداء الضحكةالدامعة، نتجنب الطوابير الطويلة، في حكم مطلق للزحام وحوكمته لخياراتنا ونحن نمضي بكل تهور، لنأجل الندمالمحتمل إلى ما بعد اللهو، ثم نسنده بكل تقاعس إلى المعجزات والصلوات. 

أما آن الوقت لالتقاط أنفاسنا؟ وأن نهدأ قليلا ونترك للذكاء الاصطناعي فرصة، فعلى ما يبدو أن ابتكاره تزامن مع أزمة الوقت، والتغيرات السريعة للحياة من حولنا، فالبعض يهرول والآخر يُحلق وآخر يهوي، وأعمارنا تنقضي قبل أن نتنفس الصعداء.

إن وسائل التواصل تغتال قلوبنا، لتصبح مشاهد الاعتداء والخوف عادية، وترخص الدماء والحرمات المنتهكة، نبتلع أصواتا مكلومة وكأنها أمواج في يوم عاصف، نُعزي ذواتنا بأن كل شيء يمضي، نعم، يمضي لن نختلف، إلا أنه يقتات من طياتأعمارنا يا عالم.

صعوبة الاحتواء المعرفي بسبب الكم العلمي الهائل، يُولِّد الفهم المشوش، والكثير من الجدل، وهذا بطبيعة الحال يقود إلى التلكؤات في النقاشات التي يُفترض أن تكون بناءه، ويُشكل عائقا واضحا في درجة صعوبة التواصل بين المرسل والمتلقي والمُشاهد، وللتأقلم توجه الناس نحو مشاعرهم لتقود الدفة، ولتهيمن على الفهم والاستيعاب، ولجوء الغالبية إلى صومعة المشاعر بدل الفكر؛ حيث بات يتمسك بما يستطيع أن يشعر به، ويُنئي عن نفسه الإرباك المستمر في مسائل الفهم وسوء الفهم، والخلافات التي تأتي بعدها، فأصبح معظم الحديث يبدأ بـ"أنا أشعر" و "هو شعر"، وعُقد الكيمياء التي أصبحت حجة كافية لتقرير المصائر وصناعة الخيار. 

إلى أين نحن متجهون؟ سؤال بألف إجابة! 

وإن طال...

نحن مجموعات، نعيش معًا ولبعضنا، ولا يجب أن نسمح بالغزو الفكري أن يجتاح معتقداتنا، أو يكسر اللحمة التي بها نعيش مصيرنا الواحد المشترك. لقد آن للبوصلة أن يكون لها هوية انتماء بقيم ثابتة وميزان بصير. 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

عاجل.. وزير المالية: إطلاق حزم متتالية من التسهيلات فى الجمارك والضرائب العقارية خلال الفترة المقبلة

 

أكد أحمد كجوك وزير المالية، أن أولويات السياسات المالية والضريبية تعكس رؤية أكثر شمولًا للإصلاح الاقتصادي لتحفيز الاستثمار والنمو المستدام، موضحًا أن «الكل رابح.. المستثمر والمواطن والدولة» فى مسار الثقة والشراكة واليقين بين مصلحة الضرائب ومجتمع الأعمال.

أضاف الوزير، فى لقائه مع ممثلي تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين بمجلسي «النواب» و«الشيوخ»، أننا نركز على مساندة القطاعات الواعدة والصاعدة، وتعزيز مساهماتها فى النشاط الاقتصادي، لافتًا إلى أن النظام الضريبي المبسط يدفع وتيرة نمو المشروعات الصغيرة وريادة الأعمال وأنشطة المهنيين فى الاقتصاد المصرى.

أشار إلى أنه سيتم إطلاق حزم متتالية من التسهيلات فى الجمارك والضرائب العقارية للتيسير على المستثمرين والمواطنين خلال الفترة المقبلة، كما سيتم إعلان وثيقة السياسات الضريبية حتى ٢٠٣٠ فى الربع الأول من العام المقبل لترسيخ الثقة فى شركائنا من الممولين.

أوضح أننا نستهدف تحقيق التوازن بين الانضباط المالي ودفع النشاط الاقتصادي ومعدلات الإنتاجية والتصدير والتنافسية والحماية الاجتماعية، لافتًا إلى أننا نستهدف أيضًا دفع حركة الاقتصاد المصرى بتعزيز نمو القطاع الخاص بدور أكبر ونشاط أوسع.

قال إن وضع سقف للاستثمارات العامة، يفتح آفاقًا واسعة لزيادة الاستثمارات الخاصة فى كل الأنشطة،  موضحًا أننا جاهزون لتحفيز الأنشطة الاقتصادية بمبادرات جادة ترتبط بنتائج واضحة قابلة للقياس،  ونعمل على سرعة رد الأعباء التصديرية للشركات المصدرة، وهناك برنامج جديد وطموح من العام المالى المقبل لتحفيز الصادرات.

أضاف الوزير، أن الخزانة تتحمل نصف تكلفة تمويل إنشاء ١٠ آلاف غرفة فندقية خلال عامين فى مبادرة مساندة القطاع السياحي، وأننا نعمل مع وزارة الاستثمار على حصر وتقييم كل الرسوم لتخفيف الأعباء عن المستثمرين وتوحيد جهات التحصيل.

قال الوزير: «إننا شغالين بقوة على خفض وتحسين مؤشرات مديونية أجهزة  الموازنة.. ونجحنا منذ بداية العام فى سداد أقساط للقروض الخارجية بأكثر مما تم اقتراضه»، وقد تراجع الدين الخارجى لأجهزة الموازنة تراجع بنحو ٣ مليارات دولار العام المالي الماضي.

أكد أننا نسعى لخلق حيز مالى قوى لتوجيهه للإنفاق على زيادة الاستثمار فى الصحة والتعليم، لافتًا إلى أنه لا بد أن نتكاتف لخفض معدلات التضخم؛ لتخفيف الأعباء المعيشية عن المواطنين.

مقالات مشابهة

  • كولر يؤكد صعوبة مواجهة شباب بلوزداد ويوجه رسالة لجماهير الأهلي
  • «الشبح» يُبعد ماونت «فترة طويلة»
  • إعلام عبري: اليمنيون هم الجهة التي تجد إسرائيل صعوبة في ردعها
  • ما الحل في صعوبة تحميل المستندات بالموقع عند حجز شقق الإسكان الاجتماعي؟
  • أيّ أبعاد للقاء باسيل - صفا؟
  • وزير المالية لنواب التنسيقية: الدين الخارجى لأجهزة الموازنة تراجع بنحو 3 مليارات دولار
  • وزير المالية: الكل رابح .. المستثمر والمواطن والدولة
  • المالية: إعلان وثيقة السياسات الضريبية حتى 2030 بالربع الأول من العام المقبل
  • عاجل.. وزير المالية: إطلاق حزم متتالية من التسهيلات فى الجمارك والضرائب العقارية خلال الفترة المقبلة
  • وزير الصحة: مصر تنتج 92% من احتياجات الدواء.. ونستهدف زيادة الإنتاج