استولي جيش الاحتلال الإسرائيلي على ربع مساحة قطاع غزة منذ بدء العملية البرية في 27 تشرين أول / أكتوبر الماضي،وسط تساؤلات عن تمهيده للتمدد الاستيطاني أسوة بما يجري في الضفة الغربية والقدس.

وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية، في تقرير استند إلى تحليل صور الأقمار الصناعية وغيرها من مصادر المعلومات المرئية.

وقالت: "بحسب حسابات هآرتس التي تم إجراؤها على أساس تحليل صور الأقمار الصناعية وغيرها من مصادر المعلومات المرئية، فإن مساحة الأراضي التي يسيطر عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي الآن تصل إلى 26 بالمئة من قطاع غزة".



وأضافت أن "نشاط جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي التي تم الاستيلاء متنوع"، مشيرة إلى أنه "يوسع القواعد (العسكرية) ويبني البنية التحتية وحتى يشق الطرق".

ونقلت الصحيفة عن ضابط كبير في الجيش لم تسمه، إشارته إلى أن الأراضي التي تم الاستيلاء عليها في قطاع غزة "محاولة للاحتلال المستمر".

لكن الصحيفة قالت إن "النشاط العسكري يوفر مكاسب غير متوقعة لمؤيدي تجديد المستوطنات (في غزة)، هكذا يتم تهيئة الظروف لخلق واقع جديد: سيطرة إسرائيلية طويلة الأمد على قطاع غزة".

ولفتت الصحيفة بهذا السياق إلى أنه "بعد تسعة أشهر تقريبًا من الحرب، أصبح ترحيل مئات الآلاف من سكان غزة إلى جنوب قطاع غزة دائمًا".


وأضافت: "في الأماكن الاستراتيجية التي فر منها سكان غزة، احتل الجيش الإسرائيلي وسوى بالأرض وأنشأ مساحات تستخدم للسيطرة على القطاع".

وقالت الصحيفة: "أنشأ جيش الاحتلال الإسرائيلي منطقة عازلة على طول الحدود الإسرائيلية، فسوى بالأرض تقريباً جميع المباني الموجودة بداخلها، ومنع الفلسطينيين من دخولها، كما استولى على محور فيلادلفيا وتم تسوية العديد من المباني هناك بالأرض".

وتابعت: "استولى جيش الاحتلال الإسرائيلي على ممر نتساريم (وسط قطاع غزة) ومنع الفلسطينيين من الإقامة هناك"، مشيرة إلى أن تلك المنطقة كانت تعج بالحياة (قبل سيطرة الجيش عليها)".

وأضافت الصحيفة: "أقام جيش الاحتلال الإسرائيلي 4 قواعد على الممر (نتساريم)، وأبرز قاعدة في المستشفى التركي، ويقوم الجنود بتحميل وثائق لا حصر لها من هناك".

وأشارت إلى أن "العديد من مقاطع الفيديو التي تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر الجنود وهم يقيمون كنس (معابد يهودية) في مواقع بقطاع غزة وحتى الدعوة إلى الاستيطان".

ونقلت الصحيفة عن الجيش تعليقه على مقاطع الفيديو والصور: "إنها حالات خطيرة ومخالفة لأوامر الجيش الإسرائيلي وقيمه، وسيتم التحقيق في الحالات والتعامل معها إذا لزم الأمر".

غير أن الصحيفة قالت: "لكن مقاطع الفيديو تظهر بانتظام على القنوات اليمينية على تلغرام ويوتيوب وفيسبوك وتويتر. وهكذا فإن حركة يهودية تستفيد من نشاطات الجيش الإسرائيلي في القطاع وتكتسب زخماً تحت الرادار".


وأضافت: "كان هناك مؤتمر استيطاني كبير ومسيرة نحو قطاع غزة؛ وظهرت دانييلا فايس (ناشطة يمينية) في ردهة الكنيست، وتحدثت عن النية الاستيطانية لمئات العائلات المستعدة للاستيطان الفوري (في غزة)، وأوضحت كيف ستبدأ الاستيطان من قواعد جيش الاحتلال الإسرائيلي".

وتابعت: "ويتجمع الناشطون بالقرب من السياج (الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل) في انتظار الفرصة للدخول إلى القطاع".

وأشارت الصحيفة إلى أن "ما لا يقل عن 12 وزيراً يؤيدون علناً العودة إلى غوش قطيف (مستوطنة كانت في قطاع غزة قبل إخلائها عام 2005) واستيطان قطاع غزة".


ويزعم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أن الاستيطان في قطاع غزة هو مفتاح أمن دولة الاحتلال ".

ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن الاحتلال الإسرائيلي بدعم أمريكي مطلق حربا مدمرة على قطاع غزة أسفرت عن أكثر من 125 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

وتواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال غزة الأقمار الصناعية الاحتلال الإسرائيلي غزة الاحتلال الاحتلال الإسرائيلي الأقمار الصناعية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جیش الاحتلال الإسرائیلی قطاع غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يدرك عجز جيشه.. ملامح المرحلة الثالثة من الحرب

كثرت في الأوساط الإسرائيلية مؤخرًا نقاشات تصل حدّ الاختلاف والتراشق الإعلامي، والاتهامات المتبادلة بين أعضاء الحكومة من جهة والجيش والأجهزة الأمنية من جهة ثانية حول طبيعة العلاقة العسكرية والسياسية مع قطاع غزة؛ فالبعض يدعو لاحتلال القطاع كوزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي بن غفير، في وقت يرى فيه الجيش ضرورة وقف الحرب، وعقد اتفاق مع حركة حماس، لأن العملية العسكرية استنفدت أغراضها، وما عاد يمكن للجيش البقاء أكثر من ذلك، يقاتل بين المدن بتكتيكات متكررة ومكشوفة.

تلك النقاشات، وفي الشهر التاسع من العدوان المستمرّ على غزة، حملت ضمنيًا اعترافًا بالفشل في تحقيق "النصر المطلق" الذي أراده بنيامين نتنياهو، كما الفشل في تحقيق أيّ من الأهداف التي أعلنها والمتمثّلة بالقضاء على حركة حماس عسكريًا وسلطويًا، وإطلاق سراح الأسرى الجنود والضباط بالقوّة المسلحة، وعودة المستوطنين إلى غلاف غزة.

تقدير الجيش بأن المعركة انتهت، ومكابرة القيادة السياسية ورفضها وقف الحرب لأغراض سياسية تتعلق بزعماء اليمين المتطرف ومصالحهم، كان ذلك سببًا مهمًا في اتساع مساحة الخلاف والتراشق الإعلامي، لا سيّما مع الفشل في تحقيق الأهداف، وتآكل الردع الذي تعيش عليه دولة إسرائيل منذ نشأتها.

ملامح المرحلة الثالثة

في ظل الخلافات الإسرائيلية، كان لافتًا حديث بنيامين نتنياهو، عن إحراز إسرائيل تقدّمًا لإنهاء مرحلة تدمير جيش حماس، وبأنه سيتعيّن على إسرائيل استهداف بقايا الحركة في المستقبل، مع الإشارة إلى أن الجيش سيبدأ المرحلة الثالثة من القتال بعد انتهاء العملية العسكرية في رفح خلال الأسابيع القادمة.

ما يعني أن نتنياهو أصبح يدرك عجز جيشه عن تحقيق النصر المطلق في قطاع غزة، ولا بد من التراجع خطوات وفق تكتيكات الجيش الذي يدفع باتجاه ما يسمّى المرحلة الثالثة التي تأتي ملامحها وفق ما يلي:

1- إعادة انتشار جيش الاحتلال الإسرائيلي: التموضع داخل حدود قطاع غزة مع فلسطين المحتلة عام 1948، بالإضافة إلى التموضع على محور فيلادلفيا/ صلاح الدين مع مصر، ومحور "نتساريم" جنوب مدينة غزة، والذي يفصل شمال القطاع عن الوسط والجنوب.

يأتي ذلك تجنبًا للبقاء داخل المدن التي باتت تشكّل استنزافًا متواصلًا لجيش الاحتلال ماديًا وبشريًا؛ نتيجة الأفخاخ التي أعدتها المقاومة داخل المباني، وفي الطرقات ومن تحت الأرض، ما شكّل كابوسًا دفع نحو 900 ضابط من المستويات الوسطى في جيش الاحتلال لتقديم استقالاتهم في حالة استثنائية عبر تاريخ الكيان، حيث يتراوح المعدّل الوسطي لاستقالات الضباط سنويًا بين 100 و120 ضابطًا.

2- عمليات عسكرية أمنية موضعية: تنفيذ هجمات محدودة ضد أهداف بعينها في قطاع غزة عبر الطيران أو المدفعية، أو دخول كتائب عسكرية لبعض المناطق لساعات أو أيام ثم الانسحاب؛ بهدف إضعاف المقاومة واستنزافها وفق سياسة جز العشب، في محاكاة لما يجري في الضفة الغربية.

3- استثمار الكارثة الإنسانية: محاولة استمالة بعض الأشخاص أو العائلات ليكونوا نواة لسلطات محلية مناطقية تحت إشراف وحماية الاحتلال، وذلك عبر توزيع المساعدات الإنسانية التي يتحكّم الاحتلال في دخولها عبر سيطرته على جميع المعابر، لا سيّما بعد تدمير معبر رفح مع مصر.

يهدف الاحتلال من ذلك إلى استنبات سلطة محلية بديلة عن حماس، تدير الشؤون المدنية للفلسطينيين في قطاع غزة مدعومة من قوى إقليمية ودولية، تحت إشراف وسيطرة سلطات الاحتلال العسكرية، في صيغة تشبه ما يجري في الضفة الغربية، لتحقيق رؤية اليمين المتطرف بعزل الضفة عن القطاع والسيطرة عليهما.

استثمار فلسطيني مضاد

على الرغم من أهمية المرحلة الثالثة بالنسبة للإسرائيليين، فإنها ستخلق فرصًا ومساحات يمكن للمقاومة الفلسطينية استغلالها ضد الاحتلال وجيشه الذي سيعيد انتشاره داخل القطاع، وذلك على النحو التالي:

تراجع حدة القصف وانتشار الجيش: سينخفض القصف الصهيوني وانتشار جيش الاحتلال داخل القطاع جغرافيًا، مما سيخفف من حدة الأزمة الإنسانية. سيؤدي ذلك إلى تقليل أعداد الشهداء والجرحى وعمليات النزوح المتكرر للمدنيين، وسيساعد اللجان المدنية والشرطية في استعادة زمام المبادرة؛ لترميم ما يمكن من الإدارة الحكومية لخدمة المواطنين وفق الإمكانات المتاحة. إعادة ترتيب صفوف المقاومة: ستتمكن المقاومة من إعادة تنظيم صفوفها وتكتيكاتها لاستمرار استنزاف جيش الاحتلال وتركيز ضرباتها على أماكن تواجده. كما يحدث حاليًا في محور "نتساريم" الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه، مما سيبقي جيش الاحتلال وجنوده تحت الضغط النفسي والاضطراب، علاوة على الخسائر المادية والبشرية. الخلافات بين الجيش والحكومة الإسرائيلية: استمرار حرب الاستنزاف سيزيد من الخلاف بين الجيش والقيادة السياسية، حيث يتخوّف الجيش من فكرة الحكم العسكري لغزة؛ بسبب التكلفة البشرية والمادية الباهظة. وزير الحرب يوآف غالانت حذّر سابقًا من أن الحكم العسكري يحتاج لثلاث فرق عسكرية، وتكلفة مادية تصل لنحو 6 مليارات دولار سنويًا للإدارة العسكرية فقط، دون الشؤون المدنية. ملف الأسرى: سيبقى هذا الملف معلّقًا بعد فشل جيش الاحتلال في إطلاق سراحهم على مدار أكثر من تسعة أشهر من القتال، مما سيثير حفيظة العائلات والرأي العام الإسرائيلي والمعارضة السياسية ضد الحكومة ونتنياهو. هذا سيكون أحد أهم الملفات التي ستديرها حماس والمقاومة في إثارة الرأي العام الإسرائيلي ضد نتنياهو واليمين المتطرف. ملف النازحين من المستوطنين: سيظل هذا الملف قنبلة موقوتة في وجه الحكومة الإسرائيلية التي لن تتمكن من إعادة 250 ألف نازح إلى غلاف قطاع غزة أو شمال فلسطين الذي شهد إفراغ نحو 28 مستوطنة بالكامل. استمرار الاشتباكات سيزيد الضغط على حكومة الاحتلال التي تتطلع لإعادتهم وتسوية أوضاعهم قبل بدء العام الدراسي القادم في سبتمبر/أيلول. المرحلة الثالثة كعنوان لإدارة الحرب

هذه المرحلة هي تعبير عن إرهاق وتعب جيش الاحتلال وعدم قدرته على مواصلة القتال في مدن قطاع غزة، بعد الفشل في تحقيق الأهداف والاستنزاف المتواصل له، وتكبّده خسائر مادية وبشرية ضخمة، دفعت العديد من جنرالات الجيش للحديث علانية أو بشكل غير مباشر، كما جرى عبر صحيفة نيويورك تايمز قبل أيام، والتي نقلت عن 6 جنرالات إسرائيليين، قولهم بضرورة وقف القتال والبحث في صفقة سياسية مع حركة حماس، حتى لو بقيت سلطة حاكمة في قطاع غزة.

المرحلة الثالثة في قطاع غزة، كأحد عناوين إدارة الحرب والعدوان على القطاع، ترتبط أيضًا بمسار المفاوضات السياسية الجارية بين إسرائيل وحماس بشأن اتفاق وقف إطلاق النار بدفع أميركي وحاجة الرئيس بايدن لاتفاق لتسويقه انتخابيًا.

كما أنها على صلة بتصور كل طرف لإدارة قطاع غزة مستقبلًا، حيث تختلف معالم الرؤية الأميركية عن رؤية نتنياهو واليمين المتطرف. في وقت تتمسك فيه حركة حماس بإدارة فلسطينية وطنية لقطاع غزة، في ظل الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني وأداء المقاومة، وذلك على قاعدة أن من يرسم المستقبل هو صاحب اليد العليا في الميدان.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يدرك عجز جيشه.. ملامح المرحلة الثالثة من الحرب
  • جيش الاحتلال لـ نتنياهو: القتال ضد حماس سيستمر لسنوات استغل الصفقة
  • إعلام العدو: لا يمكن الحديث عن اليوم التالي في غزة 
  • هآرتس تحذر من استيطان طويل في غزة.. حكومة نتنياهو تندفع نحو كارثة
  • سرايا القدس تقصف آليات وجنود الاحتلال بوابل من قذائف الهاون بالشجاعية
  • جرائم في سجون الاحتلال.. معتقلون فلسطينيون يتهمون إسرائيل بتعذيبهم
  • حماس: الاستيطان بالضفة سيصعد المقاومة والاشتباك مع الاحتلال في كافة المحاور
  • هآرتس: اليمين الإسرائيلي يخطط لإعادة الاستيطان بغزة
  • كم تبلغ المساحة التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة؟