تمثل قضية منع وصول المهاجرين غير النظاميين إلى الأراضي البريطانية أحد أبرز الوعود التي قدمها رئيس الوزراء ريشي سوناك للمواطنين أملا في الحصول على أصواتهم في الانتخابات العامة التي انطلقت اليوم الخميس، والتي تتزايد احتمالات تحقيق حزب العمال المعارض نتائج تاريخية فيها على حساب حزب المحافظين الحاكم.

ورغم محاولات حكومة سوناك وقف تدفق اللاجئين بل وسعيها لترحيل آلاف منهم إلى رواندا فإنها لم تتمكن من القيام بالأمر رغم دفع ملايين الجنيهات الإسترلينية للحكومة الرواندية.

وخلال الانتخابات الحالية يراود طالبي اللجوء أمل في أن تسفر النتائج عن تغيير في تعامل الحكومة المقبلة مع ملفهم، بمن فيهم الشاب السوري صهيب الذي وصل إلى بريطانيا أملا في بناء حياته التي تهدمت في سوريا.

ويأمل هؤلاء أن تتحقق التوقعات الكبيرة التي ترجح وصول حزب العمال المعارض إلى السلطة، وهو الذي وعد بتغيير طريقة الحكومة السابقة مع ملف اللاجئين.

وقال الشاب السوري صهيب -وهو سجين سابق لدى تنظيم الدولة الإسلامية– للجزيرة إنه يتلقى نفس الرد منذ سنوات من وزارة الداخلية بأن ملفه في مكتب بلد ثالث، وأنه لا يُدرس ضمن دائرة الهجرة واللجوء وإنما في دائرة الإبعاد.

تزايد أعداد المهاجرين

ووفقا لتقرير أعده صهيب العصا، فإن عدد المهاجرين الذين يصلون إلى بريطانيا زاد بنسبة 20% خلال العام الجاري، حيث وصل نحو 13 ألفا منهم، وذلك بعد أن فشلت الحكومة في إرسال طالبي اللجوء إلى رواندا بسبب عقبات قانونية.

وفي ميناء دوفر جنوبي بريطانيا نظمت الحكومة جولة لإعلاميين قبل أسابيع لاستعراض جهودها في وقف ما سماه مسؤولوها يوما طوفانا من قوارب اللاجئين غير النظاميين، وقد وصل قارب مليء بطالبي اللجوء غير النظاميين الذين تم توقيفهم في عرض البحر.

ووفقا لنائبة رئيس إدارة مكافحة قوارب الهجرة غير النظامية كارول هيغين بوتيم، فقد تراجعت أعداد القوارب التي تصل إلى السواحل البريطانية محملة بالمهاجرين، لكن أعداد المهاجرين أنفسهم زادت بسبب اكتظاظ القوارب التي تتمكن من الوصول.

وتتعارض هذه الأرقام مع خطط عديدة حاول رئيس الوزراء البريطاني -وهو من أصول مهاجرة- تطبيقها لمنع وصول اللاجئين إلى شواطئ البلاد، وهو مسعى يقول خبراء إنه يتعارض مع حاجة بريطانيا لهؤلاء.

وقال المحامي في قضايا الهجرة بيير مخلوف إن حكومة سوناك "لم تنجح في تحقيق هدفها"، وإن سياستها "خلقت مشكلة اجتماعية كبرى لأن بريطانيا تحتاج إلى الهجرة لتعويض نقص العمالة الماهرة في قطاعات عدة".

وأضاف "على حكومة العمال الآتية أن تبت في طلبات اللجوء المعلقة، وأن تسارع لمنح اللاجئين حق العمل".

وينتظر الشاب السوري صهيب و90 ممن هم في وضعه انتصار حزب العمال في الانتخابات الحالية لعله يصدق في وعوده ويلغي خطط ترحيلهم والبت في طلباتهم، عسى أن يجتمع مع زوجته وأولاده ووالديه الذين تركهم وراءه قبل سنوات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حزب العمال

إقرأ أيضاً:

بسبب الأزمة الاقتصادية.. الهجرة ملف ساخن بأجندة المحافظين والعمال قبل الانتخابات البريطانية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عرضت قناة "القاهرة الإخبارية"، تقريرا تلفزيونيا بعنوان "بسبب الأزمة الاقتصادية..الهجرة ملف ساخن على أجندة المحافظين والعمال قبل الانتخابات العامة البريطانية".
وأوضح التقرير، أنه لطالما كانت بريطانيا ملاذا آمنا وبصيص أمل للمهاجرين منذ قرون، وكم تفاخرت حكومة لندن أن هذا الملف وما فيه اختلافات في الديانة ولون البشرة مصدر قوة لا ضعف لبلادها. 
وأضاف أن هذا الذي كانت تزهو به بريطانيا تغير إلى النقيض في السنوات الأخيرة، على وقع الأزمات الاقتصادية التي تواجهها لتجد في ملف المهاجرين ضالتها للحد من تلك الأزمات. 
ومثل ملف المهاجرين الذي تشير التقريرات إلى اقترابه من 700 ألف شخص إحدى الدعائم الرئيسة لطاب المحافظين بزعامة ريتشي سوناك رئيس الحكومة البريطانية الذي حاول الترويج لخطته الخاصة بترحيل المهاجرين إلى رواندا لتحسين شعبيته المنهارة وفقا لاستطلاعات الرأي. 
وتابع أن خطة رواندا، لاقت انتقادات أممية، حيث رأت فيها المنظمات الدولية تهديدا لسيادة القانون، وسابقة عالمية محفوفة بالمخاطر، هذه الخطة حاول سوناك توظيفها انتخابيا، حيث صرح بأنه لن يتم ترحيل أي مهاجر إلا إذا فاز حزبه بالانتخابات، وكأنه يساوم الناخبين الذين يعانون أوضاعا اقتصادية صعبة.
 

مقالات مشابهة

  • كاتب مصري: اللجوء هو الهجرة واللاجئين هم المهاجرين
  • رئيس وزراء بريطانيا الجديد يعلن قرارا بشأن اللاجئين
  • حزب العمال يفي بوعده: في أول قرار له ستارمر يلغي خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا
  • في يومه الأول من انتصاره التاريخي .. رئيس حكومة بريطانيا يوقف خطة ترحيل اللاجئين
  • الأمم المتحدة تحذر من الانتهاكات والاستغلال بحق المهاجرين الأفارقة
  • عدد ضحايا طرق الهجرة الإفريقية يفوق ما يبتلعه البحر مرتين وفق تقرير أممي
  • حزب العمال يترأس الحكومة البريطانية بعد 15 عاماً و ارتياح في صفوف المهاجرين
  • بسبب الأزمة الاقتصادية.. الهجرة ملف ساخن بأجندة المحافظين والعمال قبل الانتخابات البريطانية
  • «القاهرة الإخبارية»: ملف الهجرة على أجندة المحافظين والعمال في الانتخابات البريطانية