بغداد اليوم - بغداد

لم تمضِ سوى أشهر أو اقل على ولادة مجالس المحافظات التي كانت تعد "العدو الأول" للمواطنين العراقيين، وكانت الخصم الأول لهم في "انتفاضة تشرين" عام 2019 حتى أن أول شيء تم اغلاقه ومن ثم تصويت البرلمان على حله وتعليقه، كانت مجالس المحافظات التي شكلت ذاكرة سيئة للمواطنين في المحافظات كافة.

وبعد 4 سنوات، تمت اعادة انتخاب مجالس المحافظات المحلية، وخلال الأشهر الاولى من عمرها فقط، والتي كان تشكيلها على حذر خوفا من الذاكرة السلبية المتشكلة ضدها في اذهان المواطنين، يبدو أن مجالس المحافظات "أمنت شر الجماهير"، أي انها تحررت من الضغوط والمخاوف من امكانية عودة التظاهر ضدها وابداء المواطنين لرفضهم الازلي ضد مجالس المحافظات، لتعود هذه المجالس لممارساتها السابقة التي كانت احد اسباب "اشتعال تشرين".

فهناك مجالس لا تزال لم تشكل حكوماتها المحلية مثل ديالى وكركوك بسبب صراعات سياسية على المناصب، في استخفاف واضح بسكان وناخبي ومواطني هذه المحافظات، ومحافظات أخرى بدأت تعمل "انقلابات سياسية" من خلال التحالفات ضد احزاب اخرى وتوزيع المناصب بينها، كما حصل في مجلس محافظة نينوى حيث شكل تحالف يضم الاقليات لتشكيل كتلة "مقربة من الاطار" مع بعض الاعضاء من احزاب اخرى، ليتم الالتفاف على الكتل السنية والكردية في نينوى وماتبعه من استفراد بتغيير وتنصيب 14 مسؤولا محليا في نينوى بعيدًا عن الكتل الرئيسية في المحافظة.

هذه الصراعات السياسية، وكذلك صراعات مشابهة حدثت في بعض مجالس المحافظات تتعلق بصلاحيات اعفاء او تغيير مدراء الصحة او التربية، وهي صلاحيات اصبحت ممنوحة للوزارات المركزية فقط بعد اعادة ربط دوائر الصحة والتربية في الوزارات المركزية، جميعها تشير الى مدى انشغال مجالس المحافظات بملفات بعيدة عن اهدافها الرئيسية، وتكشف مدى ارتباط نشاطاتها بقضايا تتعلق بالمصالح السياسية والحزبية والهيمنة على المناصب.

وليس بعيدًا ماحدث في السماوة، عندما حشد قائد لواء انصار المرجعية حميد الياسري، لتظاهرات حاشدة لطرد مجلس محافظة المثنى بعد ما لمسه من افتتاح مكاتب اقتصادية للاحزاب استعدادا لتقاسم حصة محافظة المثنى من الموازنة، في مؤشرات متراكمة عن عودة مجالس المحافظات "لعادتها القديمة".


يقول المحلل السياسي، ماهر عبد جودة في حديث لـ"بغداد اليوم"، ان "الحكومات المحلية غير المركزية المتمثلة بمجالس المحافظات هي ادارات ذاتية لكل المحافظات، واعطاها القانون مسؤولية ومهام واضحة لكل عضو مجلس محافظة"، مبينا ان "دور هذه المجالس هو دور خدمي وتنموي وليس سياسيا ولا علاقة له بالسياسة"، مشيرا الى ان "الفساد والتربح والصفقات على حساب المواطنين التي ملأت مجالس المحافظات في السنوات الماضية ادت الى تجميدها بعد تظاهرات تشرين".


واوضح أن "عضو مجلس المحافظة له صفة مدير عام من راتب عالٍ ونثرية وسيارتين حديثة وحماية ومؤخرًا بدأوا يطالبون بقطع اراضٍ سكنية، في توجه يكشف ان مجالس المحافظات بوابة للتربح والاثراء على حساب المواطنين الذين باتوا لايشعرون بوجود مجالس المحافظات التي ولدت ميتة ولم تقدم الخدمات واتضح للجميع انها ليست حيوية ولا خدمية".

واعتبر أنه "لدينا تجارب سابقة مع مجالس المحافظات في هدر المليارات بالفساد والمحاصصة"، مشيرا الى ان "ترشيحهم لمجالس المحافظات جاء كبوابة للتسلق من الحلقات المحلية والاستعداد الى الانتخابات النيابية ليتحولوا الى نواب".

وأكد أن "مجالس المحافظات اخفقت وفشلت في العراق حيث يستغل عضو المجلس المنصب والمال ليهيء نفسه للانتخابات البرلمانية"، مبينا ان "تعطيل الحكومة المحلية في كركوك وديالى، والشجار والاشتباك بالايدي في مجلس محافظة النجف يوم امس، جميعها تدل على ان مجالس المحافظات لم تأتِ لممارسة مهامها الخدمية".


المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: مجالس المحافظات مجلس محافظة

إقرأ أيضاً:

التواجد الميداني والتواصل مع المواطنين.. تفاصيل أول اجتماع لمحافظ البحيرة مع رؤساء المدن

أكدت الدكتورة جاكلين عازر، محافظ البحيرة، على ضرورة تنفيذ توجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بالتواجد الميداني والتواصل المستمر مع المواطنين للوقوف على المشكلات التي تواجههم والعمل على حلها.

جاء ذلك خلال الاجتماع الأول، الذي عقدته محافظ البحيرة، اليوم السبت، مع رؤساء الوحدات المحلية لمدن ومراكز المحافظة، لمناقشة آليات العمل خلال المرحلة المقبلة، بحضور الدكتور حازم الديب، نائب محافظ البحيرة، اللواء محمد شوقي بدر، السكرتير العام للمحافظة، كامل غطاس، السكرتير العام المساعد.

تناول الاجتماع، مناقشة خطة الرصف، ووجهت رؤساء الوحدات المحلية بوضع نموذج خاص بكل مدينة يعبر عنها فيما يخص استخدام الانترلوك كما تمت مناقشة ملف التعديات على الأراضي الزراعية وإزالة كافة التعديات بالمهد.

ووجهت محافظ البحيرة، بضرورة الاهتمام بمنظومة النظافة والاهتمام بالحدائق العامة وزيادة المساحات الخضراء، الوقوف على المشاكل التي تواجه ملف التصالح والعمل على حلها، تقديم كافة التيسيرات والتسهيلات بما يتناسب مع القانون لخدمة المواطنين مع إعطاء الأولوية للملفات التي تتواجد داخل الحيز العمراني.

وطالبت المحافظ، رؤساء الوحدات المحلية بضرورة تقديم تقرير بموقف المعدات بكل مدينة وتحديد الأعطال الموجودة بها للعمل على رفع كفاءة المعدات.

هذا وتناول اللقاء الذي عقدته محافظ البحيرة، مناقشة موقف الخطة الاستثمارية والمعوقات التي تحول دون تنفيذ المشروعات والعمل على حل تلك التحديات.

مقالات مشابهة

  • التواجد الميداني والتواصل مع المواطنين.. تفاصيل أول اجتماع لمحافظ البحيرة مع رؤساء المدن
  • المحكمة الاتحادية تقبل أول دعوى بشأن حل مجلس محافظة ديالى
  • منال الوزيرة الـ 12.. ومشاكل المحليات
  • استقالة معلمة من مدرسة أمريكية بسبب درس عن الحرب بغزة.. تعرضت لهجوم وتحريض
  • ملفات ملحة على طاولة وزيرة التنمية المحلية الجديدة
  • مستشار وزير التنمية المحلية السابق: حركة المحافظين تواكب نجاحات الجمهورية الجديدة
  • شمال الشرقية تختتم البرنامج التخصصي في الإدارة المحلية
  • استرزاق سياسي.. مجالس المحافظات تنسى الدرس وتعود لممارسات ما قبل تشرين - عاجل
  • محافظ قنا: آلية جديدة للتواصل مع المواطنين والإعلام