ما هي الذئاب الرمادية التي أثارت جدلا في يورو 2024 بسبب لاعب تركيا؟
تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT
أثار مدافع المنتخب التركي، ميريح ديميرال، جدلا واسعا، بسبب احتفاليته بعد تسجيله هدفي الفوز على منتخب النمسا، في ثمن نهائي بطولة أمم أوروبا "يورو 2024" المقامة في ألمانيا.
ورسم ديميرال (26 عاما) إيماءة بعلامة "الذئب" بيده، في إشارة إلى شعار منظمة "الذئاب الرمادية" القومية في تركيا.
وفتح الاتحاد الأوروبي تحقيقا بالحادثة، فيما طالبت وزيرة الداخلية الألمانية بفرض عقوبات على مدافع النادي الأهلي السعودي، وهو ما أثار غضبا رسميا تركيا، اضطر أنقرة إلى استدعاء السفير الألماني لديها.
ودافع ديميرال عن نفسه، قائلا إنه لم يخطئ، وقام برفع هذه العلامة رفقة آلاف الجماهير، مضيفا "كلنا أتراك، وأنا فخور للغاية لكوني تركيا، هذا هو معنى الإشارة، أردت فقط أن أظهر مدى سعادتي وفخري".
ما هي "الذئاب الرمادية؟"
تأسست منظمة "الذئاب الرمادية" في ستينات القرن الماضي، على يد العقيد السابق في الجيش التركي ألب أرسلان توركيش، وكان يُنظر إليها على أنها الجناح العسكري للحركة القومية، التي يقودها اليوم دولت بهتشلي.
وخاض أعضاء "الذئاب الرمادية" خلال العقود الماضية، لا سيما في السبعينات، حرب عصابات حقيقية ضد اليساريين، واتهموا بتشكيل "فرق موت" لا سيما في الجامعات.
وتنطلق "الذئاب الرمادية" من فكرة الإيمان بأن العرق التركي هو "الأسمى" بين البشر، وهي ترفض بشكل علني منح حق المواطنة والجنسية للأتراك الأكراد، والعلويين، فيما يتهمها خصومها بأنها حركة "فاشية متطرفة".
وشكلت الهجمات التي اتهمت "الذئاب الرمادية" بالوقوف خلفها، بتصنفيها كمنظمة إرهابية من قبل عدة دول أوروبية، لا سيما أن محاولة اغتيال البابا يوحنا بولس الثاني عام 1981 في البرتغال، تم ربطها أيضا بذات المنظمة.
واتهمت المنظمة أيضا بتنفيذ عدة هجمات دامية، أبرزها قتل أكثر من 100 علوي في محافظة مرعش عام 1978، وقتل عشرات المتظاهرين اليساريين في ميدان تقسيم الشهير بإسطنبول عام 1977.
أدوار خارجية
لم يتوقف نشاط المنظمة داخل تركيا، إذ تُتهم بلعب دور بارز في عدة صراعات بدول محيطة بتركيا، على غرار مشاركة الآلاف من أعضاء "الذئاب الرمادية" في حرب ناغورنو كاراباغ الأولى إلى جانب أذربيجان ضد أرمينيا.
كما شارك أعضاء من المنظمة إلى جانب الشيشان في الحرب ضد الجيش الروسي، قبل أن يتم حظرها من قبل عدة دول كانت خاضعة لسيطرة الاتحاد السوفييتي.
وتقول تقارير أوروبية، إن "الذئاب الرمادية" تنشط ولكن بشكل غير مسلح، في الدول التي تشهد جالية تركية كبيرة، على غرار ألمانيا، هولندا، النمسا، وفرنسا، وبلجيكا.
وبينما حظرت فرنسا المنظمة رسميا عام 2021، دعا البرلمان الأوروبي عدة مرات الدول الأعضاء إلى مناقشة تصنيف "الذئاب الرمادية" كجماعة إرهابية.
أصل الاسم
اشتقت المنظمة اسمها من "اشينا" (Asena)، وهو اسم ذئب أنثى مستوحى من الأساطير التركية، ويُعتقد أنها أنقذت طفلا من "الغوك تورك" (شعوب تركية في آسيا الوسطى)، واعتنت به.
كما يرمز إلى الذئب في تركيا بـ"الشرف"، و"القوة"، وتسعى "الذئاب الرمادية" إلى جمع أبناء العرق التركي في ول آسيا الوسطى، والاتحاد السوفييتي سابقا، لإحياء "الامبراطورية" التركية.
دور بهتشلي
يقول أنصار حزب الحركة القومية التركية، إن وصول دولت بهتشلي إلى قيادة الحزب في 1997، ساهم في تحسين الصورة النمطية عن "الذئاب الرمادية"، ونزع سمة العنف عنها.
ودافع بهتشلي بشدة عن ميريح ديميرال، قائلا إن الإيماءة التي قام بها "أزعجت العديد من الدوائر المريضة في الداخل والخارج".
وأضاف "وبالتالي تصبح ذريعة لعمليات البحث والتفسيرات المختلفة".
وانتقد بهتشلي تحريض الاتحاد الأوروبي على ديميرال، قائلا إن "علامة الذئب الرمادي التي رسمها ابننا ميريح هي رسالة الأمة التركية إلى العالم، وإطلاق الاتحاد الأوروبي لكرة القدم تحقيق في هذا السياق، يهدف إلى استفزازا".
وتابع مخاطبا أنصاره "مسؤوليتنا المشتركة ألا نقع فريسة لاستفزازات ومضايقات الانتهازيين الذين يريدون عرقلة بلدنا على كل أساس وتعكير صفو السلام والهدوء الداخلي لدينا".
Dün akşam attığı gol ve oynadığı futbolla milletimizin takdirini ve haklı övgüsünü kazanan Merih Demiral evladımızın, gol sevincini Bozkurt işaretiyle paylaşması anlaşılan içimizde ve dışımızda pek çok hastalıklı çevreyi rahatsız etmiş, bu suretle farklı arayış ve açıklamaların… pic.twitter.com/fcmaiyn66P
— Devlet Bahçeli (@dbdevletbahceli) July 3, 2024المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية ديميرال الذئاب الرمادية تركيا تركيا الذئاب الرمادية ديميرال المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الذئاب الرمادیة
إقرأ أيضاً:
رسوم ترامب الجمركية تشعل جدلا ونقاشا على المنصات
ودخلت الرسوم الجمركية الإضافية التي فرضها ترامب اليوم الأربعاء حيز التنفيذ على واردات نحو 60 دولة، بما فيها الصين التي أصبح إجمالي الرسوم المفروضة عليها هذا العام 104%.
وبدأت المعالم الأولى لحرب ترامب الجمركية، خاصة مع الصين، منذ ولايته الأولى، وعادت لتشتعل بعد عودته إلى البيت الأبيض، لترتفع الرسوم المفروضة على الواردات الصينية من 20% إلى 54% بعد فرضه رسوما إضافية بقيمة 34%.
بدورها ردت بكين في الرابع من أبريل/نيسان الجاري بفرض رسوم مماثلة على الواردات الأميركية، ما دفع ترامب للتهديد بفرض رسوم إضافية بنسبة 50% على الواردات الصينية إذا لم تتراجع عن تصعيدها، وبذلك يرتفع إجمالي الرسوم على البضائع الصينية إلى 104%.
ووصفت بكين التعرفة الجديدة بأنها "حرب تجارية"، وتعهدت باتخاذ إجراءات بشأنها وستقاتل حتى النهاية. ونفذت تهديداتها بعد ساعات فقط، حيث قررت رفع رسومها الجمركية الانتقامية على الواردات الأميركية من 34% إلى 84%، اعتبارا من العاشر من أبريل/نيسان الجاري.
وستؤثر حرب الرسوم الجمركية على الجانبين، وبشكل أكبر على السوق الأميركية التي تستورد من الصين المواد الكيميائية والملابس والأجهزة المنزلية، بالإضافة للإلكترونيات والهواتف الذكية والبطاريات وأجهزة الكومبيوتر.
إعلانفعلى سبيل المثال، كان سعر هاتف آيفون قبل تطبيق التعريفات يقدر بألف دولار أميركي تقريبا، لكنه بعد تطبيقها سيتضاعف ليبلغ 3500 دولار.
كما رفع ترامب أيضا الرسوم الجمركية على الطرود الصغيرة 3 أضعاف، والتي كانت حتى أمس الثلاثاء معفاة من الضرائب.
وسيؤثر رفع الرسوم على الطرود على الأميركيين الذين تعودوا على الشراء عبر مواقع مثل "تيمو" (Temu) و"علي إكسبرس" (AliExpress) الصيني، ما يعني أن أسعارها سترتفع.
أميركا الخاسر الأولوتوالت التعليقات والتحليلات على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن تداعيات رسوم ترامب الجمركية، رصدت بعضها حلقة (2025/4/9) من برنامج "شبكات".
ويقول جاسم محمد المحمداوي: "الصين لن تعود إلى الاستعمار الاقتصادي الأميركي وستتعامل بالمثل، والصين دائما لديها البديل وأميركا تحتاج لبضائع الصين أكثر من احتياج الصين للبضائع الأميركية".
ومن جهته، كتب محمد معلقا: "سوف يشهد العالم في الشهور المقبلة أسوء أزمة مالية عالمية.. وستكون أميركا هي الخاسر الأول، وبعد ذلك تعتلي الصين الصدارة العالمية".
أما شاكر عامر الحسين فيرى أن "ترامب يحاول الضغط على الشركات العالمية الموجودة في أوروبا وآسيا من خلال العقوبات لتضطر الشركات إلى نقل مواقعها إلى داخل الولايات المتحدة، وبالتالي الهيمنة على الاقتصاد العالمي".
وبحسب مكتب الممثل التجاري الأميركي، فإن الولايات المتحدة استوردت عام 2024 بضائع صينية بقيمة 438 مليار دولار، وصدرت لها بضائع بقيمة 143 مليار دولار، وهو ما يعني عجزا تجاريا أميركيا بقيمة 295 مليار دولار.
وانعكس دخول رسوم ترامب الجمركية حيز التنفيذ على أسواق المال الأوروبية والعالمية التي اتشحت باللون الأحمر صباح اليوم، كما انخفضت أسعار النفط.
9/4/2025