ترأست اليمن اليوم الخميس الاجتماع الطارئ للجامعة العربية لبحث سياسة مواجهة جرائم الاحتلال الاسرائيلي.

وانطلقت، اليوم، أعمال مجلس الجامعة العربية في دورته غير العادية على مستوى المندوبين الدائمين، برئاسة مندوب اليمن الدائم لدى الجامعة العربية السفير رياض العكبري، لبحث سياسة مواجهة جرائم الإبادة الجماعية والعدوان الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، إضافة إلى التوسع الاستعماري.

وعقد الاجتماع، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة ، بدعوة من دولة فلسطين، وتأييد الدول العربية الأعضاء، لبحث وإقرار التحرك العربي والدولي لوقف جريمة الإبادة الجماعية والعدوان الإسرائيلي وتوسعه الاستعماري الاستيطاني والإجراءات العقابية التي أقرتها حكومة الاحتلال مؤخرا.

وفي كلمته الافتتاحية للمجلس، جدد السفير رياض العكبري, دعوة الجمهورية اليمنية لتكثيف الجهد العربي المشترك من اجل قيام مجلس الآمن الدولي بواجباته القانونية والأخلاقية والإنسانية وإلزام إسرائيل بالإذعان للقانون الدولي الإنساني، ولقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، والامتثال الفوري للقرارات الملزمة لمحكمة العدل الدولية، والوقف الفوري والكامل والدائم للعدوان الإسرائيلي الفاشي الهمجي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزه، وفي عموم الأرض الفلسطينية المحتلة.

واكد السفير العكبري، على أهمية التحرُّك العَاجِل ضمن آليات العدالة الدولية والوطنية لملاحقة ومُسَاءلَة وإدانة ومعاقبة مُرتَكِبي جرائم الإبادة الجماعية والإحتلال والتطهير العرقي والتهجير القسري والسجن والتدمير، ومنع الإِمْدَادَات الإغاثية والحرمان من الرعاية الصِحِّيَّة والأدوية، وإستخدام التجويع كأدة حرب، وتدمير المستشفيات والجوامع والكنائس، وإغتيال الأطباء والممرضين والعاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، وحماية عَرْبَدَة وإعتداءات وإنتهاكات قُطْعَان المستوطنين المتطرفين، جميع تلك الاعمال الفاشية التي تجسد الطبيعة العنصرية الاستيطانية الشريرة للايديولوجيا الصهيونية الدينية، والتي ظَلَّت إسرائيل، القُوَّة القائمة بالإحتلال، تنتهجها وتمارسها بوحشية مُنْقَطِعَة النَّظِير ضد الشعب الفلسطيني على مَدَار الساعة، على مَدَى أكثر من ٧٥ عامًا.

وعبر السفير رياض العكبري عن ثقته في ان القرار الصادر عن هذا الاجتماع الهام سوف يعكس مجددًا الموقف العربي الموحد الثابت المساند بقوة للكفاح المشروع للشعب الفلسطيني وحقه في العودة وتقرير المصير واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة.

ثم تحدث في الجلسة الافتتاحية للمجلس، المندوب الدائم لفلسطين لدى جامعة الدول العربية، السفير مهند العكلوك، الذي قدم عرضا وافيا لتطورات الوضع في فلسطين، وأورد معلومات وإفادات هامة عن استمرار جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.

وفي الجلسة المغلقة للمجلس، دار تداول بناء للآراء عبرت جميعها عن اجماع عربي وموقف عربي قوي وأقرت جملة من الإجراءات للتحرك العاجل في مختلف المحافل الدولية ، والعمل مع كل القوى والدول حول العالم من اجل الضغط على مجلس الامن الدولي لإلزام إسرائيل بوقف العدوان على الشعب الفلسطيني وقفاً فورياً وكاملًا ودائما، كما تمت المصادقة على مشروع القرار الذي تضمن مواقف وإجراءات عدة تمثل الموقف العربي الثابت والموحد إزاء القضية الفلسطينية.

واقر التنسيق مع الدول الأعضاء، لتنفيذ قرار قمة المنامه بإدراج قائمة المنظمات والمجموعات الإسرائيلية المتطرفة، على قوائم الإرهاب الوطنية العربية, والإعلان عن قائمة العار الواردة في تقرير لجنة المندوبين الدائمين بتاريخ ٣٠ يناير ٢٠٢٣، للشخصيات الإسرائيلية التي تبث خطاب الإبادة الجماعية والتحريض ضد الشعب الفلسطيني. 

كما اقر المجلس تكليف المجموعة العربية في نيويورك بدراسة خطوات تجميد مشاركة إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة بسبب عدم التزامها بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وتهديدها للأمن والسلم الدوليين، وعدم وفائها بالتزاماتها التي كانت شرطا لقبول عضويتها في الأمم المتحدة. 

و اقر المجلس استنكار قيام بريطانيا بعرقلة مجرى العدالة الدولية والتسبب في ابطاء إنصاف الضحايا وتمكين الجاني من الافلات من العقاب، وذلك من خلال طلبها من المحكمة الجنائية الدولية السماح لها بتقديم ملاحظات مكتوبة حول ما اذا كان يجوز للمحكمة الجنائية الدولية ان تمارس ولاية قضائية على حملة الجنسية الإسرائيلية، وتحميل بريطانيا المسؤولية القانونية الدولية والأخلاقية عن هذا النهج المعيق للعدالة الدولية.

وتحدث الأمين العام المساعد للجامعة العربية، السفير حسام زكي، عن الموقف العربي الموحد إزاء كفاح الشعب الفلسطيني الذي تجلى في القمم العربية والتي كان أخرها قمة البحرين، وفق وكالة سبا.

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: الإبادة الجماعیة الشعب الفلسطینی

إقرأ أيضاً:

حرب الإبادة الجماعية وواقع الدولة المأزومة

أنه وعلى الرغم من وقوف أمريكا مع إسرائيل إلا أن الأخيرة تشعر بالعزلة العالمية لتجد نفسها في مواجهة العزلة الدبلوماسية المتزايدة بسبب حربها في غزة، وبرغم من ذلك فان حكومة الاحتلال المتطرفة باتت غير مهتمة بما يقال عنها او بما وصلت أليه من مستوى غير مسبوق من الاتهامات المباشرة لارتكابها جرائم الحرب والإبادة الجماعية وانها غير مبالية بما يعتقده العالم عنها، بينما أصبحت دولة غير أمنة للعديد من الإسرائيليين المقيمين فيها والذين اغلبهم قد غادروها بالفعل بلا رجعة .

وتصدر المشهد نتنياهو عبر مواقفه وعزمه على تغير واجهة الشرق الأوسط بينما افتقدت إسرائيل الأمن والهدوء ولم يعد قادرا في واقع الأمر على إقناع الإسرائيليين بتوفير الاستقرار حيث أصبحت إسرائيل تعيش في عزلة دائمة وأصبحت دولة غير أمنة بالنسبة للعديد من الإسرائيليين وخاصة هؤلاء أصحاب الجنسية المزدوجة وأن العديد منهم يعترفون بعدم الارتياح لأنهم لا يسمعون من نتنياهو أي نهاية واقعية باستثناء المزيد من الصراع ويعترفون بأنهم أصيبوا بصدمة بسبب السرعة التي فقدت بها إسرائيل التعاطف العالمي والعواقب المترتبة على ذلك وواقعهم ومستقبلهم المعيشي.

حرب الإبادة الجماعية وواقع الدولة المأزومة عكست إستراتجية جديدة لهيمنة اليمين الإسرائيلي وحملت توجهات في إعادة تشكيل الشرق الأوسط وتثير الأصوات المتطرفة داخل الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، مخاوف مما يسميه البعض «التطلعات التوسعية نحو ما يعرف بإسرائيل الكبرى» حيث يعتقد التكتل المتطرف انه بإمكانه التمدد الى بما يعرف إسرائيليا بين دجلة والفرات ويعلنون صراحة من خلال خرائط يلتقطون الصور أمامها أنهم لن يكتفوا بغزة.

ولا يمكن أن تكون تلك التطلعات التوسعية العابرة للحدود على الأجندة الآنية لحكومة الاحتلال بالرغم من ان التكتل اليميني المتطرف يتبنى مثل هذه الشعارات وفي حقيقة الأمر تبقى الصورة التي تتمحور في عقلية نتنياهو في الوقت الراهن وما يمكنه رسمه عبر الشرق الأوسط الجديد حول تمكين إسرائيل من استيطان ما تبقى من الأراضي الفلسطينية وإعادة احتلال قطاع غزة وضم الضفة الغربية ولا تخفي إسرائيل نواياها بشأن تمديد مشروعها الاستيطاني وأعلنت وبشكل صريح عن نيتها مضاعفة عدد المستوطنين إلى مليون، رغم ما يلقاه ذلك من انتقادات عربية ودولية.

وضمن إليه المشهد السياسي الإسرائيلي فان هناك عدد من الوزراء في الحكومة اليمينية المتطرفة لا يؤمنون بحل الدولتين، والآن نبدو أبعد ما نكون عن قيام دولة فلسطينية منذ اتفاقات أوسلو ولكن لا يمكن الاعتقاد أن المجتمع الدولي سيوافق على هذه الخرائط الإسرائيلية التي تخلو من الأراضي الفلسطينية حيث تؤكد كل المعطيات ان المنظور الإسرائيلي للشرق الأوسط الجديد لا يمكن تحقيقه وصعب ان يصبح أمر واقع وتغيب شعب فلسطين عن المشهد بمجرد تنفيذ مخططات الاحتلال التصفوية.

ولا يمكن لدولة الاحتلال ان تستمر في حربها دون تقديم الدعم الشامل والمتكامل وتبني المشروع الإسرائيلي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والتي عملت خلال الحرب على توفير الدعم العسكري والسياسي والمالي لحكومة التطرف وقامت بإمدادها بالسلاح المناسب لخوض حربها ووفرت لها التغطية السياسية الدولية مستخدمة حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي لأكثر من ثلاث مرات لعدم تمرير قرارات إدانة لإسرائيل حيث قدمت دعما كبيرا لإسرائيل لتضمن تفوقها الاستراتيجي وكثفت من وجودها العسكري في ظل تزايد التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة.

الدستور الأردنية

مقالات مشابهة

  • اللجنة الوطنية لدعم فلسطين تعتبر تصريح الرئيس الفرنسي حول المقاومة الفلسطينية دعم لحرب الإبادة الجماعية
  • في ذكرى بلفور.. الجامعة العربية تطالب مجلس الأمن بوقف العدوان على الشعب الفلسطيني
  • الجامعة العربية تطالب مجلس الأمن بضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني
  • بمناسبة الذكرى الـ 107 لإعلان بلفور.. الجامعة العربية تطالب بضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني
  • اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين تترأسه اليمن
  • الكويت توجه رسالة إلى مجلس الأمن بشأن الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني
  • مندوب الكويت بالجامعة العربية يعلن تضامن بلاده مع الشعب الفلسطيني
  • برئاسة اليمن.. جامعة الدول العربية تعقد اجتماعا طارئا لبحث رد عربي مشترك حول قرار حظر الأونروا
  • صندوق النقد العربي يعقد اجتماعا لتعزيز الشمول المالي في الدول العربية
  • حرب الإبادة الجماعية وواقع الدولة المأزومة