الجزيرة:
2024-07-07@08:01:02 GMT

العدالة المائية.. كيف فقدتها فلسطين منذ 1948؟

تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT

العدالة المائية.. كيف فقدتها فلسطين منذ 1948؟

بوجود الاحتلال الإسرائيلي، طالما واجه الفلسطينيون تحديات عدة عرقلت سير حياتهم الطبيعي، وتُمثل وفرة المياه واحدة من أهم هذه التحديات التي لم تزدها الأعوام المتتالية إلا تفاقما.

وفي هذا السياق، اجتمع عدد من الخبراء ذوي الخلفيات العلمية المختلفة لمناقشة قضية "العدالة المائية في فلسطين"، في ندوة أقيمت بمعهد "آي إتش إي دِلفت" لعلوم المياه التابع لمنظمة يونسكو بمدينة أمستردام الهولندية في يونيو/حزيران الماضي، ليصلوا إلى نتيجة مفادها أن فلسطين افتقدت للعدالة المائية منذ 1948.

بدأت الجلسة باستعراض التغيرات الجذرية الحادثة بالخريطة الفلسطينية، حيث تضاءلت الرقعة الجغرافية التي يتحكم فيها الفلسطينيون منذ "قدوم الحركة الصهيونية إلى فلسطين بغرض إنشاء دولة يهودية"، على حد تعبير المهندسة المتخصصة في علوم المياه ميشيل رودولف التي شاركت في الجلسة، وهو ما أدى بالضرورة إلى حرمان الفلسطينيين من استغلال مواردهم الطبيعية.

رقعة الأراضي الفلسطينية الجغرافية تقلصت كثيرا خلال ثلاثة أرباع قرن (الجزيرة)

وأوضحت رودولف أن الفلسطينيين يعانون أزمة مائية حقيقية أسهمت السياسات الدولية في استفحالها، منها اتفاقية أوسلو المبرمة في العام 1993 والتي أدت إلى تقسيم أرض فلسطين إلى ثلاث مناطق تقع أغلبها تحت سيطرة سلطات الاحتلال.

الفلسطينيون ممنوعون من استغلال مواردهم المائية

وأيدت المتخصصة في مجال البيئة بكلية الاقتصاد في جامعة لندن منى دجاني الطرح السابق، وأكدت أن فلسطين تمتلك موارد لا يحق للفلسطينيين استخدامها، حيث إن دولة الاحتلال هي المسؤول الوحيدة عن البنية التحتية المائية في فلسطين، فهي تؤسس شبكات المياه بما يخدم مصالحها الخاصة، وتحرم المواطنين الأصليين من إدارة هذه الشبكات، خاصة في منطقتي غزة والضفة الغربية، بل إنها قد تفرض عقوبات إذا أنشأ الفلسطينيون بنى تحتية مائية غير خاضعة لقواعد الاحتلال.

وفي إشارة واضحة لغياب العدالة المائية المطلق، ذكرت رودولف أن منظمة الصحة العالمية أقرّت سلفا أن نصيب الفرد الواحد من المياه في اليوم ينبغي أن لا يقل عن عن 100 لتر، بينما يحصل المواطن الفلسطيني على نحو 73 لترا فقط. وفي تناقض رهيب، يحصل كل قاطن في المستوطنات بمنطقة وادي الأردن على 487 لترا من المياه يوميا.

 

وبما أن المياه القادمة من نهر الأردن تقع تحت سيطرة الاحتلال الكاملة، يعتمد الفلسطينيون على مياه الآبار الجوفية التي يقع نحو 66% منها تحت أيدي الاحتلال أيضا، إضافة إلى الإمداد المائي القادم من حكومة الاحتلال.

ومع ذلك لا يمكن الاعتماد على هذه الآبار وحدها في بعض المناطق مثل قطاع غزة، فقد أشارت المختصة في دبلوماسية المناخ والمياه لميس قديمات إلى أن 97% من المياه الجوفية في القطاع غير صالحة للشرب.

علوم لا تناسب منطقتنا

وفي محاولة لفهم الأسباب القابعة خلف غياب العدالة المائية في فلسطين وفشل متخصصي علوم الماء في تقديم حلول جذرية للمشكلة، تقول قديمات التي تقيم حاليا في الضفة الغربية بعد  تخرجها من آي إتش إي دِلفت في حديث مع الجزيرة نت: "المجتمع الأوروبي الأبيض لا يُدرك كنه مشكلاتنا، لذا فإنه يطرح سياسات وحلولا نظرية غير قابلة للتنفيذ".

وتضيف: "بعد عودتي إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة وجدت أن المفاهيم التي تعلمتها غير واقعية، وإنما ابتكرها العالم البحثي الأوروبي الذي يعيش في عالم مثالي".

وأكدت قديمات أن فلسطين لا تعاني مشكلة مياه فحسب، إنما تعاني سيطرة المحتل على أغلب مصادرها، وهذا وضع يستدعي تطوير المناهج البحثية المتعلقة بالمياه، والتي عادة ما تتبنى آراء باحثين متخصصين لكنهم ليسوا من أبناء المناطق المنكوبة.

ولذا تقترح قديمات ضرورة مشاركة باحثين من المناطق قيد الدراسة مثل فلسطين ودول الشرق الأوسط التي تواجه مشكلات عدة مع المياه في كتابة هذه المناهج، إضافة إلى إشراك المجتمع المحلي المعني بالمشكلة.

دور العلماء

وبسؤالها عن دور العلماء والباحثين في حل مشكلة غياب العدالة المائية في فلسطين، أقرّت قديمات بمحدودية دور الأكاديميين، لأن المشكلة "سياسية بحتة"، وتتعلق بمحاولات الاحتلال التحكم في حياة الفلسطينيين.

ورغم هذه الحقيقة، يُمكن للأكاديميين الإسهام في حل المشكلة عبر تصحيح المفاهيم المغلوطة عن هذه الأزمة، فالأمر "ليس صراعا بين دولتين متكافئتين على مجموعة من مصادر المياه، لذا لا يُمكن أن نستخدم لفظ صراع في عرض المشكلة، مما يستدعي استخدام المصطلحات المناسبة"، كما توضح قديمات للجزيرة نت.

وتضيف قديمات أنه لا بد للباحثين في مجال المياه من الإشارة الدائمة إلى الأزمة الفلسطينية بوجه عام، فهي مشكلة تتفاقم تراكميا، وتؤدي بالضرورة إلى تردي كافة أحوال الفلسطينيين، بما في ذلك انعدام العدالة المائية.

من ناحية أخرى، ترى قديمات أن المؤسسات الدولية المختلفة المعنية بدعم الفلسطينيين لم تقدم لهم سوى "بعض المسكنات" لتخفيف آلامهم وجراحهم، ولكنها تتخاذل عن حل المشكلة الأصلية، وهو ما يشكل بصورة ما تواطؤا مع سلطات الاحتلال.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

محافظ الشرقية: وضع قواعد ثابتة للتعامل مع الأزمات والأحداث الطارئة

عقد المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، اليوم الجمعة، اجتماعًا ضم كل من: المهندس عامر كمال أبو حلاوة رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي، والمهندس محمد قاسم رئيس الإدارة المركزية للموارد المائية الري، ويسري راشد رئيس حي أول، والمهندس خالد إبراهيم مدير عام ري غرب الشرقية، في حضور الدكتور أحمد عبد المعطي نائب المحافظ، وذلك لوضع قواعد ثابتة للتعامل مع الأزمات والطوارئ بقطاعي مياه الشرب والري، عقب الإنتهاء من أعمال إصلاح ماسورة المياه الرئيسية بمدينة الزقازيق؛ وتلافيًا لحدوث ذلك مستقبلًا.

 

بدأ محافظ الشرقية الإجتماع بالتأكيد على ضرورة التعاون والتنسيق بين الجهات المعنية وإدارة نظم معلومات البنية التحتية بالديوان العام، لوضع خريطة واضحة لخطوط مياه الشرب على الطبيعة، وذلك لسرعة التصرف، وإيجاد حلول بديلة وعاجلة، تضمن عدم انقطاع مياه الشرب ووصولها للمنازل في حالات الإصلاح والطوارئ.

كلف المحافظ رئيس الإدارة المركزية للموارد المائية والري بإعداد خريطة تفصيلية موضح بها كافة خطوط مياه الري الرسمية والخاصة، وذلك بالتعاون مع الإدارات الزراعية ورؤساء المراكز والمدن والأحياء للإستعانة بها في حالة الأزمات

تطرق الاجتماع إلى مناقشة أسباب حدوث انفجار في خط المياه الرئيسي لمدينة الزقازيق مساء الخميس، حيث وجود خط مياه ري زراعي خاص غير مستعمل أسفل خط المياه الرئيسي ومتصل ببحر مويس، ليكلف المحافظ  رئيس الإدارة المركزية للموارد المائية بعمل حصر شامل لمآخذ الري الزراعي الخاصة غير المستخدمة، واتخاذ ما يلزم نحوها حفاظا علي البنية التحتية. 

وتناول الاجتماع، وضع آلية تطهير مأخذ محطة مياه الشرب الرئيسية على ترعة بحر مويس بمدينة الزقازيق، ليوجه المحافظ بتشكيل لجنة من رئاسة حي أول وشركة مياه الشرب والصرف الصحي والإدارة المركزية للموارد المائية والري للنزول وإجراء المعاينات اللازمة على الطبيعة، ووضع الحلول المقترحة والعاجلة لتنفيذ أعمال التطهير لضمان وصول المياه بصورة جيدة للمحطة.

مقالات مشابهة

  • وزير الري يتابع الموقف المائى في أسوان
  • وزير الري يتابع الموقف المائي في أسوان خلال فترة أقصى الاحتياجات
  • مصر تعلق على إعلان إثيوبيا بدء المرحلة الخامسة لملء سد النهضة
  • المياه النيابية:حراكا نيابيا من أجل إقرار قانون شامل لدعم بيئة الاهوار العراقية
  • مصر ترد على تحركات إثيوبيا حول سد النهضة
  • محافظ الشرقية: وضع قواعد ثابتة للتعامل مع الأزمات والأحداث الطارئة
  • إزالة حالات سرقة مياه الري على جانبي الترع بالفيوم
  • بعد سنوات من عدم وضعها بحسبان الحصص.. الأهوار ستحصل على المياه بـقوة القانون
  • الموارد المائية: الخزين المائي ارتفع بنسبة ثلاثة أضعاف عما كان عليه