تفوق على كوبنهاجن.. انتقاد روسي وإشادة أوكرانية باجتماع جدة
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
اتفق المشاركون في الاجتماع الدولي بمدينة جدة السعودية بشأن الأزمة الروسية الأوكرانية على مواصلة التشاور لتمهيد الطريق للسلام مع احتمال عقد اجتماع جديد خلال أسابيع، بعد أن أحرز اجتماع المملكة تقدما مقارنة باجتماع استضافته كوبنهاجين، وفي حين وصفت كييف المباحثات بالمثمرة، اعتبرت موسكو أن هذا المسار محكوم عليه بالفشل، .
ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تواصل روسيا شن هجوم عسكري في جارتها أوكرانيا، المدعومة من الغرب، تبرره بأن خطط كييف للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بقيادة الولايات المتحدة، تهدد الأمن القومي الروسي.
والسبت والأحد، استضافت السعودية اجتماعا لمستشاري الأمن الوطني وممثلين من 42 دولة ومنظمة دولية، وفقا لوكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس). بينما لم تشارك روسيا.
وشارك في الاجتماع كل من الإمارات والكويت وقطر ومصر والصين (الحليف الأهم لروسيا) وتركيا والأرجنتين وأستراليا والبحرين والبرازيل وبلغاريا وكندا وتشيلي وجزر القمر والتشيك والدانمارك وإستونيا والمفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبي وفنلندا وفرنسا وألمانيا والهند وإندونيسيا وإيطاليا.
كما شارك كل من اليابان والأردن ولاتفيا وليتوانيا وهولندا والنرويج وبولندا وكوريا ورومانيا وسلوفاكيا وجنوب أفريقيا وإسبانيا والسويد وأوكرانيا والمملكة المتحدة والأمم المتحدة والولايات المتحدة.
واتفق المشاركون على أهمية مواصلة التشاور الدولي وتبادل الآراء، بما يسهم في بناء أرضية مشتركة تمهد الطريق للسلام، بالإضافة إلى أهمية الاستفادة من الآراء والمقترحات الإيجابية التي تم بحثها في الاجتماع، بحسب بيان ختامي.
اختتام أعمال اجتماع مستشاري الأمن الوطني وممثلي عدد من الدول والمنظمات الدولية المنعقد في جدة بشأن الأزمة الأوكرانية، واتفق المشاركون على أهمية مواصلة التشاور الدولي وتبادل الآراء بما يسهم في بناء أرضية مشتركة تمهد الطريق للسلام.https://t.co/vSQm8JnBxg#واس_عام pic.twitter.com/kRBiu39uen
— واس العام (@SPAregions) August 6, 2023وتستند السعودية، أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، إلى علاقاتها الجيدة مع الجانبين الأوكراني والروسي، للسعي إلى لعب دور وسيط في الحرب التي مضى عليها الآن ما يقرب من عام ونصف.
وتحاول المملكة لعب دور أكبر دبلوماسيا، بعد أن اتهمتها واشنطن العام الماضي بالوقوف إلى جانب موسكو عبر إبقاء أسعار النفط مرتفعة، وهو ما نفته الرياض، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
اقرأ أيضاً
موجة هجمات روسية أوكرانية في البحر الأسود.. ماذا تعني؟
مثمرة أم فاشلة؟
وعقب الاجتماع، قال أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: لقد "أجرينا مشاورات مثمرة جدا حول المبادئ الأساسية التي يجب أن يُبنى عليها سلام عادل ودائم".
وقالت أوكرانيا وحلفاؤها إن المحادثات هدفت إلى الحصول على دعم دولي واسع للمبادئ التي تريد كييف أن تكون أساسا للسلام، ومنها انسحاب جميع القوات الروسية، وعودة جميع الأراضي الأوكرانية إلى سيطرتها.
وأعلن زيلينسكي أنه يريد عقد قمة عالمية على أساس تلك المبادئ في وقت لاحق من العام الجاري.
في المقابل، اعتبر سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي أن اجتماع جدة "عكس محاولة الغرب مواصلة جهوده الفاشلة وغير المجدية لحشد المجتمع الدولي، وبصورة أدق بعض دول جنوب العالم، لدعم ما تُسمى بصيغة زيلنسكي، وهي صيغة مآلها الفشل ولا يمكن قبولها من البداية".
وسبق أن أعلنت أوكرانيا وروسيا تعليق المفاوضات بينهما بعد 3 جولات مباشرة في مدن غوميل وبريست في بيلاروسيا وإسطنبول في تركيا.
اقرأ أيضاً
صحيفة أمريكية: هكذا تفوقت قمة السلام الأوكرانية بجدة على اجتماعات كوبنهاجن
صيغة للسلام
وفي قراءة للبيان الختامي، نقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين ودبلوماسيين لم تسمهم قولهم إن اجتماع جدة انتهى بإبداء الرغبة في عقد اجتماع آخر بعد حدوث توافق في الآراء بشأن إيجاد صيغة مقبولة للسلام، ومن المتوقع خلال الفترة المقبلة مناقشة تداعيات الحرب على العالم اقتصاديا وأمنيا.
وبعد مناقشة مقترح اتفاق للسلام، قال دبلوماسيون إن هناك قبولا واسعا لتبني فكرة أن المبادئ الأساسية للقانون الدولي، مثل احترام سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، يجب أن تكون في صميم محادثات السلام المستقبلية.
وبدا خلال المناقشات أن معظم الدول المشاركة، وبينها الصين، مستعدة للاجتماع مرة أخرى خلال الأسابيع المقبلة، مع استبعاد روسيا، وفقا لشخصيات شاركت في الاجتماع أو تم إطلاعها على الأمر، بحسب الصحيفة.
وأفادت بأن السعودية تخطط لاقتراح إنشاء مجموعات عمل تتبنى قضايا محددة، مثل تأثير الحرب على العالم، ويمكن أن يشمل ذلك مناقشة السلامة النووية والتداعيات البيئية والأمن الغذائي لاسيما بعد انهيار اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية.
وقال دبلوماسي من دولة غير غربية للصحيفة إن هناك إجماعا على أن هذه الحرب ليست أوروبية فحسب، وأن تأثيرها على الغذاء والطاقة والاستقرار الاقتصادي يمتد على مستوى العالم.
اقرأ أيضاً
مشاركة الصين في محادثات جدة حول أوكرانيا تظهر تحولاتها
اجتماع كوبنهاجن
وعلى مستويات عديدة، تفوق اجتماع جدة على آخر عقد في كونهاجن في يونيو/ حزيران الماضي، ولم يصدر في ختامه بيان رسمي، وفقا للصحيفة.
واعتبرت أن الاختلاف الأكبر بين الاجتماعين هو الحضور، فقد بلغ عدد المشاركين في جدة أكثر من الضعفين، إذ سعت كييف لحشد دعم يتخطى نطاق الداعمين الغربيين الأساسيين، بما يشمل دولا جنوبية لاتزال مترددة في توضيح موقفها حيال الصراع الذي أضر بالاقتصاد العالمي.
ومن خلال مبعوثها إلى أوكرانيا لي هوي، شاركت الصين في اجتماع جدة، وقال دبلوماسيون غربيون إن المملكة اختيرت لاستضافة الاجتماع جزئيا على أمل إقناع الصين بالمشاركة، إذ ترتبط الرياض وبكين بعلاقات وثيقة، وهو ما حدث بالفعل.
ولفتت الصحيفة إلى أن الصين دُعيت إلى كوبنهاجن لكنها لم تشارك، بينما أرسلت وفدا إلى جدة، وقال دبلوماسيون غربيون إنها لعبت دورا بناءً بشكل عام في اجتماع السعودية.
الدبلوماسيون أوضحوا أن الصين تلعب دورا حاسما في تعزيز قوة الدفع وراء المحادثات، وكان متوقعا أن تغذي النقاشات بالتطرق إلى مسائل "الخطوط الحمراء" ومخاوف موسكو.
وخلال المحادثات، قدمت الصين خطة من 12 نقطة لوقف إطلاق النار ومحادثات سلام لإنهاء الحرب، والتقى كل من مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان ووكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند، على هامش الاجتماع، مع رئيس الوفد الصيني.
وبحسب دبلوماسيين، فإن بعض الخلافات التي ظهرت في كوبنهاجن تقلصت فيما يبدو في جدة، فخلال المحادثات السابقة، دفعت أوكرانيا الدول النامية الكبرى إلى قبول خطة زيلنسكي للسلام، التي تتمثل في جوهرها في انسحاب القوات الروسية بالكامل، وهو ما رفضته عدة دول.
أما في جدة، فقد بدت أوكرانيا والدول النامية الرئيسية أكثر حرصا على السعي للتوصل إلى توافق في الآراء، وقال مسؤول أوروبي إن كييف لم تضغط لقبول خطتها للسلام، والدول الأخرى لم تصر على أن تتخلى كييف عنها.
ووفقا للصحيفة، فإن العديد من الحكومات الغربية متشككة بشدة في رغبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إجراء محادثات سلام خلال العام الجاري، لاسيما وأن موسكو لم تُصدر أي إشارات على التراجع، وشنت هجمات صاروخية جديدة على أوكرانيا أثناء اجتماع جدة.
اقرأ أيضاً
تحليل: وساطة السعودية والصين بين روسيا وأوكرانيا خطأ استراتيجي
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: السعودية اجتماع روسيا أوكرانيا الحرب جدة السلام فی الاجتماع اجتماع جدة اقرأ أیضا فی جدة
إقرأ أيضاً:
السعودية الأقرب لاستضافة «خليجي 27» في سبتمبر 2026
الكويت (الاتحاد)
استقر المكتب التنفيذي لاتحاد كأس الخليج العربي على دعوة رؤساء الاتحادات الخليجية لاجتماع «المؤتمر العام» للاتحادات الخليجية، مساء بعد غدٍ الخميس في الكويت، التي تستضيف النسخة الـ 26 من بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم، وسيتم وضع العديد من البنود على جدول عمال الاجتماع، ولعل أبرزها حسم ملف الدولة المستضيفة للنسخة المقبلة من البطولة «خليجي 27».
وكشفت مصادر لـ «الاتحاد»، أن ملف المملكة العربية السعودية بات هو الأقرب للتصديق على طاولة الاجتماع، حيث يتوقع أن يتم الإعلان عن استضافة المملكة للحدث الخليجي، والذي كان مقرراً له ديسمبر 2025، إلا أن النقاشات ستدور في الاجتماع المرتقب غداً لتحديد موعد آخر، ربما يكون سبتمبر 2026 خلال أيام «الفيفا».
وتواردت أنباء عن نية الاتحاد العماني التقدم بطلب استضافة النسخة المقبلة من البطولة، وهو ما نفته المصادر في الاتحاد العماني، حيث أكدت عدم وجود أي طلب لدى الاتحاد الخليجي، يفيد برغبة عمان في الاستضافة، وهو ما يقرب البطولة من السعودية.
وعلى الجانب الآخر، لا يزال النقاش لدى المكتب التنفيذي مستمراً حول مقترح دعوة منتخب أو منتخبين من خارج دول الخليج، للمشاركة في البطولة، لاسيما في ظل ارتفاع المكافآت المالية للدول المشاركة وللبطل، وهو ما سبق وأعلن عنه مجلس إدارة اتحاد كأس الخليج العربي، عقب اجتماع للجمعية العمومية العام الماضي، بعدما تم تكليف جاسم الرميحي الأمين العام للاتحاد الخليجي، بمراجعة وتنقيح وتطوير اللوائح وبخاصة لائحة النظام الأساسي للبطولة، ومناقشة آليات تطوير مسابقات الاتحاد وعلى رأسها بطولة كأس الخليج العربي، بما يسهم في زيادة مداخيلها بصورة أكبر، ورفع مستواها الفني والتنظيمي.
أما عن بند إضافة منتخبات للبطولة من خارج الاتحاد الخليجي، فقد سبق وأعلن الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني رئيس اتحاد كأس الخليج العربي لكرة القدم، بأن هذا القرار سيتم اتخاذه والبت فيه بموافقة أعضاء الجمعية العمومية، وأضاف: «إن كان ذلك سيطور من البطولة، فسيتم دعم هذا القرار وستتم دراسته والنظر فيه».
ووفق التطورات الأخيرة، لا يزال خيار دعوة منتخب أو أكثر من خارج الخليج، مطروحاً على الطاولة، رغم الوعود بتنفيذه قبل أكثر من عام، ولكن لم يتم حسمه بشكل رسمي ونهائي، وسيكون مطروحاً للنقاش على طاولة اجتماع الجمعية العمومية للاتحادات الخليجية الخميس.