#سواليف

قال محلل عسكري إسرائيلي إن مسؤولين كبارا في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعناصر متطرفة في حكومته تعاونوا من أجل عدم ترك أي مجال للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى مع حركة حماس.

ونقل الكاتب رونين بيرغمان، في مقال له بصحيفة يديعوت أحرنوت، عن مصدر أمني قوله “من الممكن البدء بالمفاوضات بعد رد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الذي سلمته للوسطاء، لكن مكتب رئيس الوزراء وعناصر متطرفة في الحكومة تعاونوا من أجل عدم ترك أي مجال للتوصل إلى اتفاق، هناك وضع سيتم فيه التضحية بالمخطوف لأن نتنياهو يريد أن يأخذ بعض الوقت”.

وأضاف الكاتب -المقرب من مصادر القرار العسكري والأمني والاستخباراتي في إسرائيل- “وحتى قبل أن يصل رد حماس على الخطوط العريضة في إسرائيل الليلة الماضية، بدأت محاولات نسف الاتصالات مسبقا”.

مقالات ذات صلة 11.735 مليار دولار ديون جديدة في عهد حكومة الخصاونة 2024/07/04

وأوضح أن “مواجهة جديدة بدأت في الصراع الشرس بين كل من الجيش الإسرائيلي ومجتمع الاستخبارات مع مكتب نتنياهو.. مسؤولون كبار في جهاز الدفاع، من مختلف المنظمات والوحدات، أعربوا أمس عن غضبهم الشديد إزاء نية جهات في الحكومة لإحباط أي إمكانية للتوصل لاتفاق”.

وكانت حركة حماس قالت في بيان الأربعاء إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية أجرى اتصالات مع الوسطاء في قطر ومصر بشأن أفكار تتداولها الحركة معهم بهدف التوصل إلى اتفاق يضع حدا للعدوان الإسرائيلي، وإنها “تعاملت بروح إيجابية مع فحوى المداولات الجارية” بشأن صفقة الأسرى.

وإثر ذلك نشر مكتب نتنياهو عبر منصة “إكس” بيانا للموساد جاء فيه أن الوسطاء (مصر وقطر) قدموا لإسرائيل رد حركة حماس على مقترح وقف إطلاق النار، وأن “المكتب سيدرس رد حماس وسيرد على الوسطاء.
إعلان

كذلك قالت الإذاعة الإسرائيلية إن المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابنيت) سيجتمع مساء اليوم الخميس لبحث رد حركة حماس على صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بغزة.


الأجهزة الأمنية لا تعلم

ولكن الكاتب الإسرائيلي أكد أن “جميع المسؤولين الأمنيين المعنيين بالمفاوضات حول صفقة محتملة مع حماس يقولون إنهم لم يعلموا بإعلان مكتب نتنياهو على الإطلاق”، وأنه من المفترض أنه يخرج (الإعلان) من فم “مسؤول أمني”.

وأضاف “في الكواليس حدثت دراما: في المساء، عندما ورد رد حماس، قال مسؤولون كبار في الجهاز الأمني عكس ما حاول بيان مكتب رئيس الوزراء أن ينسبه إليهم قبل ساعات قليلة. ورأوا أن رد حماس يشكل الخطوط العريضة الجيدة التي يمكن من خلالها إطلاق المفاوضات حول الصفقة”.

ونقل الكاتب الاستقصائي الإسرائيلي عن مصادر أمنية أن “مكتب رئيس الوزراء وعناصر متطرفة في الحكومة تعاونوا حتى قبل أن تقدم حماس جوابها على الاقتراح القطري الأخير، من أجل عدم ترك أي احتمال لنجاحه وإغلاق الباب حول إمكانية تحقيق تحرير الإسرائيليين من قطاع غزة في المستقبل المنظور”.

وأوضح “يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي التقى رئيس وزراء قطر بكبار مسؤولي حماس الموجودين في الدوحة، وعرض عليهم صيغًا بديلة للتغلب على البنود الصعبة التي لا تزال محل خلاف مع إسرائيل. ولم تكن المنظمة قد قدمت إجابتها بعد في ذلك الوقت، ولكن كما ذكرنا في إسرائيل، كان هناك تقييم بأن حماس ستعطي إجابة إيجابية، أو على الأقل إيجابية نسبيا”.

التأجيل إلى ما بعد كلمة الكونغرس

كذلك تحدث الكاتب عن الخلافات العميقة بين الأجهزة الأمنية ومكتب رئيس الوزراء، حينما قال “فوجئت الأطراف المشاركة في المفاوضات أمس عندما نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مسؤول أمني زعمه أن حماس مستمرة في الإصرار على بند مبدئي في الاتفاق سيمنع إسرائيل من العودة إلى القتال بعد المرحلة الأولى، وهو أمر غير مقبول لإسرائيل. وهناك ثغرات أخرى لم تسدّ بعد، وستواصل إسرائيل الضغط العسكري والسياسي من أجل إطلاق سراح مختطفينا الـ120..”.

وكشف -نقلا عن تحقيقات للأجهزة الأمنية- أن “مكتب رئيس الوزراء هو الذي أصدر هذا الإعلان، ونسبه إلى جهة أمنية، وأن الجهاز الأمني ومجتمع الاستخبارات يرفضون أن ينشر الإعلان باسمهم”.

وقال إن ما سماه أحد أكثر الأشخاص دراية بالمفاوضات الخاصة بالصفقة “من الصعب أن نتذكر في التاريخ أن المسؤولين في المؤسسة الأمنية تحدثوا بهذه الطريقة عن قائدهم الأعلى (وصفهم نتنياهو بالكذب)”.

وختم بالقول “لقد أعطت حماس إجابة جيدة، من الممكن أن تبدأ المفاوضات غدًا بصفقة، لكن الآن لا يوجد آيزنكوت أو غانتس لكي يطالبوا بعقد اجتماع لمجلس الوزراء الحربي، ومن ثم يمكن لنتنياهو أن يقرر عدم انعقاد الحكومة، أو أنه لن يسمح للفريق بالذهاب إلى الدوحة لإجراء المفاوضات. ولا يمكن المبالغة في خطورة الوضع؛ هناك وضع سيتم التضحية فيه بالمختطفين لأن نتنياهو يريد التأجيل إلى ما بعد انتهاء الكلمة التي سيلقيها في الكونغرس”.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف مکتب رئیس الوزراء حرکة حماس رد حماس من أجل

إقرأ أيضاً:

محللون: الضغط الأميركي سيجبر نتنياهو على إنهاء الحرب

اتفق خبراء ومحللون على أن المفاوضات الحالية لإنهاء الحرب في قطاع غزة وصلت إلى منعطف حاسم في ظل تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن قرب التوصل إلى صفقة شاملة، وسط تباين في وجهات النظر حول تفاصيلها وفرص نجاحها.

وأكد الكاتب والمحلل السياسي، أحمد الحيلة، أن الموقف الأميركي شهد تحولا واضحا تجاه الحرب في غزة، موضحا أن ترامب كان له موقف واضح خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة إلى واشنطن، حيث أكد ضرورة إيجاد حل سريع ووقف لإطلاق النار في قطاع غزة.

وأضاف الحيلة في حديثه لبرنامج "ما وراء الأحداث" أن نتنياهو عاد من واشنطن ضعيفا، وأن الضغط الأميركي هو الذي دفع المفاوضات بشكل جدي.

بدوره، يرى كبير الباحثين في المجلس الأميركي للسياسة الخارجية، جيمس روبنز، أن الإدارة الأميركية حافظت على سرية المفاوضات حتى تصبح جاهزة.

وأوضح أن الصفقة الشاملة تتضمن إطلاق سراح جميع الرهائن، ووضع حد لعمليات القتال، وخطة حول مستقبل قطاع غزة، وهذا لا يتضمن استمرار حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قيادتها السياسية للقطاع، وإنما قيادة سياسية أخرى.

محددات حماس

في المقابل، أكد الحيلة أن حركة حماس لديها محددات لا يمكن التنازل عنها، أهمها انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة ووقف إطلاق النار المستدام، مضيفا أن "الزج" بمفردات مثل نزع سلاح حماس أو خروجها من القطاع لا يساعد في العملية السياسية.

إعلان

وفي السياق، يرى الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي، إيهاب جبارين، أن الصفقة الشاملة لديها تداعيات سياسية وأثمان سياسية داخل إسرائيل، وليس واضحا ما إذا كان نتنياهو مستعدا لدفع هذه الأثمان في ظل المرحلة المحتدمة الحالية.

وعن الدوافع الأميركية وراء الضغط المتزايد على إسرائيل، قال الحيلة إن واشنطن ترى أن نتنياهو كاد يجرها إلى مستنقع الشرق الأوسط في ملفات عويصة.

وتساءل، كيف يمكن لترامب أن يأتي بعد أسابيع إلى الرياض ليتحدث عن التطبيع والمشاريع الاقتصادية والسلام في الشرق الأوسط، ونتنياهو مستمر في قتل الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين؟

وأضاف الحيلة أن ترامب كان حاسما في لقائه الأخير مع نتنياهو، عندما قال له إن تركيا خط أحمر، ويجب حل المشاكل معها بعقلانية، كما أبلغه أنه ذاهب للمفاوضات مع إيران، وهو ما شكّل صدمة لنتنياهو الذي كان يفضل خيار الحرب والقصف.

وأوضح جبارين أن من يدير المشهد التفاوضي في إسرائيل هو نتنياهو بشكل منفرد، فقد استطاع أن يحيّد جهاز الشاباك من المفاوضات، وصوت ذوي الأسرى، والمعارضين من الجيش.

ورقة الأسرى

وأضاف أن نتنياهو يدرك أن ورقة الأسرى هي الورقة الوحيدة الموجودة بيد حماس التي تستطيع أن تمارس بها نوعا من الضغوطات، ولذلك يسعى للتخلص منها لينتقل إلى أهداف أخرى.

وأشار جبارين إلى أن أي مرونة أو تنازلات في قضايا الانسحاب، أو السيطرة الأمنية، أو وجود حماس في اليوم التالي، كلها أمور يمكن أن تربك مشهد نتنياهو السياسي وتفكك حكومته الإسرائيلية.

وطرح روبنز وجهة نظر مفادها أنه من الصعوبة بمكان أن يكون لحماس أي ضمانات، فهي الجهة التي بدأت بالحرب واحتجزت الأسرى، وبقاؤها مرتبط بالاحتفاظ بهم.

وأضاف أن على حماس أن تُظهر حسن النية للولايات المتحدة، وأن تسرع في إطلاق سراح الأسرى.

وفي المقابل، قال الحيلة إن الطرف الإسرائيلي هو الذي يتعنت ويرفض، فقد التزمت حماس بالاتفاق الأساسي، لكن نتنياهو هو الذي رفض بدء المفاوضات في اليوم الـ16 من تنفيذ الاتفاق ورفض الانتقال للمرحلة الثانية.

إعلان

وأضاف أن الإدارة الأميركية بثقلها، وبصفتها العنصر الأساسي القادر على إلزام نتنياهو، هي التي يجب أن تعطي الضمانة.

المستقبل السياسي

وفيما يتعلق بالمستقبل السياسي لغزة يرى روبنز أنه عندما نتحدث عن الفلسطينيين، يتعين علينا أن نميز بين تقسيماتهم المختلفة، فهناك حماس وهناك السلطة الفلسطينية ومجموعات أخرى.

وأضاف أن حماس ليس لديها مستقبل في حكم قطاع غزة وفقا للرؤية الأميركية والإسرائيلية، ولذلك من الصعوبة التفاوض مع طرف مسألة بقائه مرتبطة بالرهائن.

وردّ أحمد الحيلة بأن حركة حماس قبل عام اتفقت مع مصر أنها لن تكون في المشهد السياسي الفلسطيني، وأنها تريد أن تنشئ سلطة تكنوقراط بإشراف السلطة الوطنية الفلسطينية التي لا يعترف بها نتنياهو ويرفض التعامل معها.

وأوضح جبارين أن عقيدة نتنياهو وتصوره لكيفية إنهاء حياته السياسية تتمحور حول سيطرة إسرائيل داخل "الجدار الحديدي"، حيث يريد أن يسلم إسرائيل للمرحلة المقبلة تحت إطار أن حدودها راسخة ومتينة، وهو ما يمكن أن يتحقق عبر عزل غزة وممارسة سيطرة أمنية عليها.

وحول فرص نجاح المفاوضات قال الحيلة إنه يجب أن نكون حذرين من التصريحات الأميركية والإسرائيلية، فهناك تفاؤل، لكنه مشوب بالحذر الشديد بسبب التجربة مع نتنياهو وتقلب الموقف الأميركي.

مقالات مشابهة

  • السهلي: عدنا اليوم لسقوط اللاعبين في تعطيل اللعب
  • نتنياهو لعائلة عيدان ألكسندر: نبذل جهودا لإعادته وباقى المحتجزين
  • حماس: تأخير وقف الحرب يعني مزيدًا من القتل والمحتجزون يدفعون ثمن طموحات نتنياهو
  • نتنياهو يتراجع عن شرط الإفراج عن 11 رهينة بصفقة التبادل مع حماس
  • محللون: الضغط الأميركي سيجبر نتنياهو على إنهاء الحرب
  • باراك يتهم نتنياهو بقيادة إسرائيل نحو الهاوية
  • رئيس الوزراء الفلسطيني: إسرائيل تسعى جاهدة إلى تغيير البنية الديموغرافية للأراضي الفلسطينية
  • «الصناعة الأمنية» تتعاون مع مكتب ألماني
  • في أذربيجان.. مكتب نتنياهو يكشف عن لقاء أمني مع تركيا
  • جولان: نتنياهو يرفض تحمل المسؤولية حتى بعد الكارثة التي شهدتها إسرائيل