قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الخميس، إن السلطات السعودية حكمت على كاتب ومنتج سعودي بارز يحمل الجنسية الأميركية بالسجن والمنع من السفر بعد إدانته بتهم تتعلق بالإرهاب.

وذكرت الصحيفة أن عبد العزيز المزيني، المولود في تكساس ويحمل الجنسية الأميركية، كشف الأسبوع الماضي أن محكمة سعودية سرية أنشئت أصلاً لمحاكمة متشددي القاعدة حكمت عليه بالسجن 13 عاما وحظر السفر لمدة 30 عاما بسبب تغريدات نشرها منذ أكثر من عقد من الزمن.

 

بعض التغريدات التي ظهرت في وثائق المحكمة واطلعت عليها الصحيفة كانت تسخر من الأنظمة العربية وورد في واحدة منها نشرت في عام 2015: "لا أحد يستطيع إنقاذ فلسطين إلا الله.. الدول العربية بالكاد تستطيع إنقاذ نفسها".

وفي عام 2014، قبل الإصلاحات الاجتماعية الأخيرة التي شهدتها المملكة كتب المزيني: "لا يمكنك العيش في الرياض إلا إذا كنت منتشيا".

وقالت الصحيفة إن وثائق المحكمة تظهر أن الادعاء العام اتهم المزيني بمحاولة زعزعة استقرار المجتمع وإرسال محتوى عبر الإنترنت يمكن أن يضر بالنظام العام.

وقالت المحكمة في حكمها الأولي الصادر في يوليو الماضي، بحسب الوثائق: "ثبت أن المتهم مذنب بتأييد أفكار متطرفة ومحاولة زعزعة النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية". 

وبحسب الصحيفة فإن محكمة الاستئناف أيدت القرار في أبريل الماضي، فيما لا يزال حكم الاستئناف النهائي في القضية معلقا لغاية الآن.

ونفى المزيني هذه الاتهامات وقال إن التغريدات كانت ساخرة أو تتماشى مع السياسات السعودية الحالية، بحسب الوثائق.

بدورها ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن المزيني، وهو أب لثلاثة أطفال، وصف محنته مؤخرا في مقطع فيديو ناشد فيه القيادة السعودية بالتدخل، قائلاً إنه ينتظر حكما نهائيا من المحكمة العليا في المملكة.

وقال في الفيديو الذي تبلغ مدته 18 دقيقة، والذي قال إنه يصوره في منزله بالعاصمة السعودية: "قد أتحمل عواقب ما سيحدث بعد ذلك، وأنا مستعد".

ونشر المزيني الفيديو على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي أواخر الشهر الماضي وتم حذفه في نفس اليوم، وفقا للصحيفة. 

ولم يستجب مركز الاتصال الدولي التابع للحكومة السعودية لطلب التعليق، كما لم يستجب المزيني لطلب إجراء مقابلة، فيما لم يتسن لصحيفة "نيويورك تايمز" الوصول إلى محاميه. 

بدورها قالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان أرسلته للصحيفة إنها تتابع قضية المزيني، وأضافت: "تسعى سفاراتنا وقنصلياتنا إلى ضمان خضوع المواطنين الأميركيين في الخارج لعملية قانونية عادلة وشفافة".

يشار إلى أن المزيني البالغ من العمر 42 عاما شارك في إنشاء المسلسل الكارتوني الساخر "مسامير" في عام 2010، حيث نشر مقاطع فيديو رسوم متحركة على موقع يوتيوب تسخر من المتشددين الدينيين وتدعو إلى الإصلاحات الليبرالية قبل سنوات من وصول ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى السلطة. 

وقام لاحقا بتأسيس شركة "ميركوت" وأنتج فيلما روائيا طويلا بعنوان "مسامير" عُرض في دور السينما عام 2020 بعد أن أنهت المملكة حظرا دام 35 عاما على دور السينما. 

وذكرت الصحيفة أن السلطات احتفت بالمزيني علنا بعد تخفيف المملكة المحافظة للقيود على صناعة السينما منذ عدة سنوات واعتبرته أحد المواهب المحلية التي تشكل صناعة الترفيه الناشئة. 

وأضافت أن قصته هي مثال صارخ على ازدواجية المملكة العربية السعودية في الوقت الحالي، حيث يقود الأمير محمد بن سلمان الانفتاح لاجتماعي للمملكة بينما يعمل في الوقت ذاته على زيادة أعمال القمع ذات البعد السياسي. 

ومنذ عام 2022، أدت منشورات وسائل التواصل الاجتماعي إلى الحكم على العديد من السعوديين، من بينهم امرأتين حكم عليهما بالسجن 35 عاما و45 عاما، كما جرى الحكم على مدرس متقاعد بالإعدام.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

في لقاء بقطر.. رئيس ايران يتودد السعودية ويعبر عن ارتياحه للعلاقات المتنامية مع المملكة

التقى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الأربعاء، وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، في العاصمة القطرية، حيث جرى بحث مستجدات الأوضاع التي تشهدها المنطقة والعالم.

وقال بزشكيان، الذي يزور قطر في إطار مشاركته في منتدى حوار التعاون الآسيوي، إنه "لا يجب أن نكون غير مكترثين أمام معاناة ونزوح أهالي غزة وشعب لبنان بسبب الهجمات الوحشية للكيان الصهيوني".

وأضاف قائلا إن "عدم اكتراث واتحاد الدول الإسلامية أمام جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، سيؤدي إلى وصول الجرائم والفظاعات الإسرائيلية إلى مدن هذه البلدان الإسلامية".

وأعرب بزشكيان عن ارتياحه للعلاقات المتنامية بين إيران والسعودية مؤكدا حرص الجمهورية الإسلامية الإيرانية على توسيع التعاون في كافة المجالات، وشدد على ضرورة نبذ الخلافات في الرأي بين الرياض وطهران، داعيا للمزيد من التقارب والتعاون.

وفي شأن الهجوم الصاروخي الإيراني الذي استهدف إسرائيل في 1 أكتوبر، قال بزشكيان، "قلنا مرارا وتكرارا إننا لا نرحب بزيادة التصعيد في المنطقة، لكن العملية الحازمة الأخيرة للقوات المسلحة الإيرانية جاءت كرد مشروع على مواصلة الكيان جرائمه بعد الوعود الكاذبة باقرار وقف إطلاق النار في غزة لقاء تحلي الجمهورية الإسلامية الإيرانية بضبط النفس".

من جهته، أبلغ بن فرحان وفق وكالة "إرنا" الإيرانية، بزشكيان تحيات ولي العهد السعودي الحارة، مؤكدا عزم بلاده على توسيع العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مشيرا إلى أن بلاده عازمة على طي صفحة الخلافات بين البلدين إلى الأبد والعمل على تسوية القضايا وتوسيع العلاقات فيما بيننا.

في ذات السياق أكد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، بأهمية حل الصراعات الإقليمية بالطرق السلمية، والدبلوماسية، وذلك في خضم اشتعال فتيل الازمات في المنطقة، مشيراً إلى أن المملكة تحث الجميع على دعم حل الدولتين وبالتالي تسوية القضية الفلسطينية التي أعلنت الرياض أخيراً عن إطلاق تحالف دولي من أجل دعم إقامتها.

وأشار الأمير فيصل بن فرحان إلى أن المنطقة تواجه العديد من التحديات التي تستدعي تضافر الجهود، وفي الوقت نفسه نوّه وزير الخارجية السعودي بأنه لا يمكن فصل التحديات التنموية عن الأوضاع السياسية والأمنية المتوترة في المنطقة، وذلك في ظل الأحداث الجارية في فلسطين ولبنان، التي تمثل عقبة كبيرة أمام التنمية الاقتصادية والتقدم التجاري.

وقال:" إن استمرار العدوان والانتهاكات في المنطقة يعرقل حركة التجارة الدولية، ويزيد من التوترات السياسية التي تهدد تدفق الاستثمارات والتعاون الاقتصادي بين دول المنطقة والعالم ".

مقالات مشابهة

  • في لقاء بقطر.. رئيس ايران يتودد السعودية ويعبر عن ارتياحه للعلاقات المتنامية مع المملكة
  • معاقبة شاب بالسجن المشدد 5 سنوات لابتزازه فتاة بصور مخلة على الواتساب
  • لحظات مؤثرة بمطار هيثرو لهاربين من الموت في لبنان
  • أرامكو السعودية تكمل إصدار صكوك دولية بـ3 مليارات دولار
  • الحكم على وزير سابق بالسجن عاما بتهم الفساد وعرقلة العدالة
  • ستارمر يزور بروكسل لتجاوز سنوات البريكست وإعادة إحياء العلاقات بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي
  • بسبب أغنية.. الجزائر تدين فنانة بالسجن النافذ بتهمة الإرهاب
  • قبل أيام على الانتخابات.. سجن مرشح رئاسي تونسي 12 عاماً
  • «النقض» تؤيد حكم الإعدام على المتهم بقتل «طالب الرحاب» والمؤبد لابنته
  • قبل أيام على الانتخابات.. السجن 12 عاماً لمرشح رئاسي تونسي