تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

هنأ اتحاد كتاب إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، الدكتور أحمد هنو وزير الثقافة الجديد، والذى تقلد منصبه مساء أمس الأربعاء، ضمن الحكومة الجديدة ، بعدما أدى اليمين الدستورية.

 وقال الكاتب أحمد المسلماني، المستشار السابق لرئيس الجمهورية وأمين عام الاتحاد في بيان أصدره بعنوان "ترحيب وتعاون"، إن علاقة الاتحاد بوزارة الثقافة المصرية علاقة تاريخية وتأسيسية، فقد كان وزير الثقافة الأسبق الأديب الكبير يوسف السباعي أول أمين عام للاتحاد عند تأسيسه عام 1958، ومنذ ذلك الحين يعمل الاتحاد لدعم القوة الناعمة المصرية، ضمن دعمه الأوسع للثقافة والعلوم في جميع الاتحادات في الدول الأعضاء.

 

تعزيز دور النخب الثقافية في العلوم والفنون والآداب

وأضاف خلال البيان: إن قيام الأديب يوسف السباعي بنقل مقر الاتحاد من سيريلانكا إلى مصر قبل 66 عامًا، جعل من العلاقة بين الاتحاد في دولة المقر وبين وزارة الثقافة المصرية إطارًا أساسيًا للعمل داخل مصر وخارجها.

 دعم المفكرين والمبدعين 

وشدد البيان على أهمية التعاون والتكامل بين كل مسارات الثقافة المصرية، وأن يعمل الجميع لهدف واحد هو استعادة المكانة الفكرية المصرية إقليميًا ودوليًا، ودعم المفكرين والمبدعين، وتعزيز دور النخب الثقافية في العلوم والفنون والآداب.

يذكر أن اتحاد كتاب إفريقيا وآسيا قد تأسس عام 1958 في سريلانكا، وعقد مؤتمره التأسيسي في تركيا، ثم انضمت إليه أمريكا اللاتينية بعد مؤتمر الاتحاد في فيتنام عام 2013.

وقد شهد الاتحاد - الذي يعد الظهير الفكري لحركة عدم الانحياز ويضم 47 دولة من ثلاث قارات - دورًا كبيرًا لعدد من رموز الفكر والثقافة.. في مقدمتهم الأديب والكاتب لطفي الخولي الذي تولي منصب الأمين العام للاتحاد عقب الأديب يوسف السباعي. وكان من بين نخبته الفكرية الأديب عبد الرحمن الشرقاوي والشاعر محمود درويش والكاتب إدوار الخراط وعدد من قادة المعرفة في القارتين.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: اتحاد كتاب أفريقيا وآسيا وزيرة الثقافة الجديدة الدكتور أحمد هنو وزير الثقافة الحكومة الجديدة الكاتب أحمد المسلماني

إقرأ أيضاً:

السلم الاجتماعي: مرحلة ما بعد الحرب

دكتور الوليد آدم مادبو

على فراشِ الموت
يرسمُ الوطن خارطةً جديدة.
لكن الخطوط ترتعش،
كأنها تخشى أن تكون بدايةً،
لنهايةٍ أخرى.

(قصيدة: وطن معلق على حافة النسيان للشاعر ادوارد كورنيليو)

في مرحلة ما بعد الحرب، تبرز أهمية السلم الأهلي والاجتماعي كأولوية قصوى لإعادة بناء المجتمع والدولة في السودان، لا سيما في دارفور، حيث مزقت الحرب النسيج الاجتماعي وأضعفت الثقة بين المكونات السكانية. ولأن الدولة المركزية ومؤسساتها الرسمية (superstructure) باتت عاجزة، أو غير موجودة عملياً، في أغلب مناطق النزاع، فإن العبء الأكبر يجب أن تتحمله الإدارات الأهلية، كجزء من البنية التحتية الاجتماعية (substructure) التي ما زالت تتمتع بشرعية اجتماعية وقدرة على الوساطة والتأثير المحلي.

يمكن لآلية تقودها الإدارات الأهلية، إذا ما توفر لها الإطار الأخلاقي والمنهجي السليم، أن تلعب دوراً محورياً في رأب الصدع، خصوصاً في ملف دار مساليت الذي أصبح جرحاً مفتوحاً قابلاً للاستغلال من قبل أطراف متعددة. فبينما تعمدت بعض النخب المركزية على مدار عقود إلى بث الفتن بين مكونات المنطقة، ها هي اليوم تعمل على تجنيد شباب المساليت لأغراض التعبئة القبلية، وليس من أجل نزع الألغام المجتمعية والسياسية التي ظلت الاستخبارات العسكرية تستزرعها بوعي ممنهج.

أما الجهات الغربية، فقد اختزلت ما جرى في دار مساليت في سردية الإبادة الجماعية، متناسية أن الجريمة وقعت نتيجة لصراعات مركبة غذتها الدولة المركزية وأدارتها ضمن سياسة “فرّق تسد”، فتمّت عسكرة الهوية وتسييسها من أجل إضعاف أي إمكانية لبناء تحالفات محلية قادرة على فرض معادلة حكم عادلة أو إحداث اختراقات تنموية ذات طابع جهوي.

ولا يغيب عن أي متابع لتاريخ دارفور السياسي والاجتماعي التداخل العميق بين السودان وتشاد، خاصة في البعد العسكري. ومع ذلك فإن زغاوة تشاد اليوم يتحفظون على دعم مني أركو مناوي وجبريل إبراهيم، لسببين اثنين: أولاً، إدراكهم أن النخب العسكرية في المركز تريدها حرباً قبلية تُضعف الزغاوة والزرقة معاً وتخرجهم من معادلة الحكم. وثانياً، لعلمهم أن جبريل ومني لا يمثلان الهامش بصدق، فقد قبض الأول ثمن صفقة أبوجا ورهن نفسه لتجار الحروب، بينما استخدم الثاني حركة العدل والمساواة كأداة لتنفيذ أجندة الإسلاميين، لا سيما خلال تحالفه مع خليل إبراهيم الذي أدخل دارفور في أتون صراع لصالح مركز الخرطوم، لا لصالح أبنائها.

اليوم، دفعت ذات الحركة الإسلامية بالكادر التنظيمي صالح عبد الله، رئيس مجلس شورى الزغاوة، بهدف توظيف فصيلي جبريل ومناوي واستخدامهما لتفجير صراع بين أهل دارفور، وهو صراع لا يخدم الزغاوة بل يخدم المركز، وتحديدًا يخدم "عصابة الإنقاذ" التي تسعى للهيمنة على أي محاولة لبناء كتلة سياسية جديدة تنطلق من الهامش.

ما لم تعمل النخب الواعية بقضايا الدولة وأسس البناء السياسي على رأب الصدع بين مستويات الحكم والسلطة، بين الـsuperstructure والـsubstructure، فإننا نخاطر بإعادة إنتاج دولة فاشلة. ومجرد انفصال دارفور أو أي إقليم آخر عن السودان لا يضمن بالضرورة الخلاص من أمراض الفساد والاستبداد، ما لم تكن هناك مراجعات حقيقية للمنظومة السياسية والقيمية التي زرعها نظام الإنقاذ وأدمنتها نخب ما بعد الإنقاذ.

الحذر كل الحذر من اختزال تحرير الفاشر في كونه مناجذة قبلية، بل هذه انتفاضة شعبية يجب أن تعقبها مساومة تاريخية تقيم لكل قبيلة وزنها من مساهمتها في التنمية والسلام الأهلي والاجتماعي. هنالك دور مهم يجب أن تقوم به نخب الرزيقات والزغاوة خاصة، سيما أنهما الكيانان اللذان تم استغلالهما وتوظيفهما من قبل المركز العروبي الإسلامي، ولذا فهما يتحملان مسؤولية أكبر في محاولتهما لخلق السلام ورتق النسيج الاجتماعي.

وإذا ما ورثت حكومة التأسيس القادمة نظام المحاصصة الراهن، فإنها ستخفق في استقطاب الكادر المؤهل القادر على بناء الدولة، وسندخل ذات الدائرة الشريرة التي غرقت فيها دولة جنوب السودان. لا بد من تجاوز معيار كبر القبيلة أو صغرها، والانحياز بدلاً من ذلك إلى معيار العدالة والمشروعية، وتأسيس بنية قاعدية تشجع على الانتقال التدريجي من الوعي القبلي إلى الممارسة المدنية.

وإذ تعمد بعض نخب المركز إلى الدفع نحو خيار الانفصال لإحساسها بأن الكفة الديمغرافية والاقتصادية لم تعد في صالحها، فإن المطلوب اليوم هو مقاومة هذا الاتجاه الضيق، والانخراط في مشروع وطني يغلّب الخيار المدني الديمقراطي. فغرب السودان يمتلك الموارد البشرية والمادية، لكن عليه ألا يركن فقط إلى منطق السلاح، بل أن يقود مسار التحول الديمقراطي، مسلحاً بالفكر والرؤية الأخلاقية والسياسية العميقة.

‏April 15, 2025

د. الوليد آدم مادبو

auwaab@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • وفد السفارة المصرية في جنوب إفريقيا يستقبل بعثة الأهلي
  • إطلاق كتاب الرعاية الصحية في دولة الإمارات خلال فعاليات أسبوع أبوظبي العالمي للصحة
  • وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الثالث للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون وآسيا الوسطى
  • وزير الخارجية يشارك في حوار دول مجلس التعاون وآسيا الوسطى
  • الكويت.. وزير الخارجية يشارك في حوار دول مجلس التعاون وآسيا الوسطى
  • وزير الأوقاف يناقش مع ممثلي المعاهد الشرعية سبل تطويرها وتعزيز دورها العلمي والدعوي
  • ثاني محطات جولته الخليجية.. السيسي يصل الكويت وتعزيز للتعاون الاقتصادي
  • السلم الاجتماعي: مرحلة ما بعد الحرب
  • في عيد ميلاده.. حكاية حسن يوسف من نجومية السينما لحب عمره شمس البارودي
  • وزير التربية يوجه بتنفيذ مطالب نقابة المعلمين المصادق عليها في جلسة مجلس الوزراء