في ظلال #طوفان_الأقصى “88”

#السجون_الإسرائيلية لا تتسعُ ومسلسلُ #التعذيب لا ينقطعُ

بقلم د. مصطفى يوسف #اللداوي

في ظل الحريق الهائل الذي يلتهم قطاع غزة والضفة الغربية ويكاد يفتك بهما، والأحداث الكبرى التي تشهدهما، والعدوان المستمر عليهما، والصمت الدولي الخبيث والتآمر المريب عليهما، وضد شعبنا كله في الوطن وفي كل مكان، حيث الحرب الهمجية الإسرائيلية على قطاع غزة، التي لم تبقِ ولم تذر، ولم تترك مكاناً لم تدمره، وبنياناً لم تسقطه بالأرض، وعمراناً لم تسوه ركاماً وتحوله أنقاضاً، وشوارع جعلتها أخاديد، وطرقاً حولتها حفراً، وشعباً حولته إلى لاجئين جدد، وباحثين بلا أملٍ عن أمنٍ لا يوجدٍ، وسلامٍ لا يتحقق، ومناطق آمنة غير موجودة، ومحمياتٍ زائفةٍ كاذبةٍ، حمايةٍ دوليةٍ مفقودةٍ.

مقالات ذات صلة الجرائم داخل الاسرة الاردنية في ظل العولمة كيف تقرأ علميا..؟ 2024/07/03

وحيث اعتداءات المستوطنين والمتطرفين على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم في القدس والضفة الغربية، التي لا تتوقف يوماً ولا تهدأ، ويحميها الجيش وترعاها الحكومة، وتسكت عنها الشرطة وتشجعها الأجهزة الأمنية، فتتغول وتشتد، وتتطرف وتشتط في مصادرة الأراضي وبناء البؤر الاستيطانية، وحرق وتخريب البيوت والمناطق الزراعية الفلسطينية، وأنشطة جيش الاحتلال اليومية العدوانية ضد مدن ومخيمات الضفة، التي تجتاحها وتدمرها، وتخربها وتعيث فيها فساداً، وتقصفها بالصواريخ والقذائف الموجهة، وعمليات القتل المستمرة بالجملة في قطاع غزة، وبالمفرق في الضفة الغربية.

تنفذ سلطات الاحتلال الإسرائيلي بصمتٍ وهدوءٍ، ودون صخبٍ أو جلبةٍ، أوسع عملية اعتقالٍ ضد مختلف فئات شعبنا الفلسطيني، حيث بلغ عدد المعتقلين حتى نهاية شهر يونيو/حزيران اكثر من 21.000 ألف معتقل، أكثر من عشرة آلاف منهم هم من أهلنا في القدس والضفة الغربية، ومثلهم من أهل غزة المكلومين الجرحى، والمصابين المدنيين، ممن جمعهم جيش الاحتلال من المخيمات ومناطق الإيواء، ومن المدارس والمستشفيات، ومن الشوارع والطرقات، وهم قليلٌ ممن نجوا من القتل، وأفلتوا من عمليات الإعدام الميدانية، حيث قتل جيش العدو على مرأى من الأهل والأولاد مئات الشبان الفلسطينيين، في مذابح يومية ومجازر بشعة تصنف بأنها جرائم ضد الإنسانية.

وكذلك أهلنا في القدس والضفة الغربية، الذين زجت سلطات الاحتلال بآلافٍ من رجالهم وشبانهم ونسائهم في سجونها ومعتقلاتها، وصنفت اعتقالها لكثيرٍ منهم بأنها اعتقالاتٌ احترازية، وإجراءاتٌ أمنية ضرورية، خوفاً من حراكٍ شعبيٍ في الضفة الغربية، أو انتفاضةٍ جديدةٍ عنيفةٍ تتساوق مع طوفان الأقصى، وتنتصر للمقاومة في غزة، وتحاول مساندتها والتخفيف عنها، ورفع العبء عنها ولو قليلاً.

وكما لا ينتبه الكثير لما يجري في القدس والضفة الغربية، فهم لم ينتبهوا لحملة الاعتقالات الواسعة التي طالتهم ولحقت بهم، وما زالت جارية ومستمرة، بينما لا يتم الإفراج عن أحدٍ منهم، وحتى قدامى المعتقلين الذين أنهوا مدة اعتقالهم، فلا تفرج سلطات الاحتلال عنهم، أو تقوم بإعادة اعتقالهم من جديد.

تأتي حملة الاعتقالات الواسعة في ظل تولي الوزير اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، سلطة الأمن الوطني الإسرائيلي، حيث تخضع السجون والمعتقلات لسلطاته، وتنفذ تعليماته، وتلتزم بسياساته المتطرفة والعنصرية، فإذا كان الجيش والأجهزة الأمنية ينفذان عمليات الاعتقال المحمومة، التي يصاحبها عادةً عمليات قمعٍ وضربٍ وإساءةٍ وتعذيبٍ، فإن سلطة مصلحة السجون تقوم بالدور الباقي، وتنفذ المهمة الأكثر قذارةً والأشد سوءً، والتي تعبر عن نفس بن غفير المريضة، وتعكس أفكاره العنصرية البغيظة، وتظهر فطرته السقيمة المشبعة بالتطرف والإرهاب.

يفتخر بن غفير وسلطة مصلحة السجون والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وقادة الاحتلال عامةً، أن حالة الأسرى الفلسطينيين في سجونهم ومعتقلاتهم باتت مزرية وبئيسة، وأن أجسادهم أضحت ناحلة ضعيفة، وأن خطواتهم أضحت ثقيلة، وأن طعامهم أصبح قليلاً ومحدوداً، ولم يعد متنوعاً وكافياً، وقد سحبت منهم كل الامتيازات السابقة، ولم يعد بين أيديهم شيء شخصي يستفيدون منه، فلا أوراق ولا أقلام، ولا كتب ولا صور، ولا أموال يشترون بها من “الكنتينة”، ولا شيء يدخل إليهم عن طريق الأهل أو المحامين، ولا زيارات يلتقون خلالها بأهلهم، ولا فرصة تجمعهم بمحاميهم.

وفاض الأمر بالأسرى والمعتقلين، خاصةً أبناء قطاع غزة،أن سلطات السجون تمارس ضدهم القهر ومختلف أساليب الإذلال والإهانة، إذ تجردهم من ثيابهم وتعريهم، وتجبرهم على الركوع والإنحناء، وطأطأة الرؤوس و”القرفصة” لساعاتٍ طويلةٍ، وأيديهم مكبلة خلف ظهورهم أو مرفوعة فوق رؤوسهم، في صيرورة عذابٍ لا تنتهي، يتخللها ضربٌ وركلٌ وشبحٌ وعزلٌ، ورشٌ بالغازات الخانقة والمدمعة، وقنابل الغاز القاتلة، وحالات إعدامٍ مقصودة، وغيرها من الإجراءات القاسية العنيفة التي باتت تتكرر يومياً، ولم تستثن من إجراءاتها التعسفية المرضى والمصابين، والأطفال والنساء وكبار السن وذوي الحاجات الخاصة.

ولما كانت عمليات الاعتقال مستمرة، والأحكام الإدارية ماضية، والإجراءات العقابية متجددة، وقرارات الإفراج معطلة، وصلاحيات الجيش في الميدان في قطاع غزة مطلقة، بحشد المواطنين واعتقالهم، وسوقهم إلى معسكراتٍ تبنى خصوصاً لهم، وتكون خالية من أبسط حقوق المعتقلين الحياتية، أو إلى مراكز الاعتقال والسجون القائمة، فقد تفاقمت أحوال الأسرى سوءً، وتضاعفت أعدادهم في الأقسام والغرف والزنازين والخيام، وحشروا بطريقةٍ تجعل نومهم مستحيلاً وحياتهم صعبة، فضلاً عن انتشار الأمراض التي لا تعالج، والحشرات التي لا تقاوم، وارتفاع درجات الحرارة التي لا تحتمل.

وهي ممارساتٌ تتم بصمتٍ وتنفذ في الخفاء، ولا يسمع بها أحدٌ أو يهتم بها، رغم أن العدو يتبجح بها ويفخر، ويعلن عنها ويزيد منها، إلا أن الفلسطينيين لا ينسون أبناءهم رغم أن الحريق الأكبر يشغلهم، والزلزال المهول يحجب عنهم هذه المعاناة، التي هي جزءٌ من العدوان، وشكل آخر لا يقل عنفاً وقسوة ودماراً عن الحرب المشتعلة نيرانها، والملتهب أوراها في شوارع غزة ومدن ومخيمات القدس والضفة.

استانبول في 4/7/2024

moustafa.leddawi@gmail.com

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: طوفان الأقصى التعذيب فی القدس والضفة الغربیة قطاع غزة التی لا

إقرأ أيضاً:

اليمن: نبارك العملية الإيرانية التي ضربت الأهداف الإسرائيلية

قال المتحدث باسم حركة أنصارالله محمد عبدالسلام، إن ردع كيان العدو الصهيوني والتصدي له هو السبيل الوحيد للجمه ومنعه من التمادي، في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني واللبناني والمنطقة.

وأضاف: نبارك العملية الإيرانية التي ضربت أهدافا عسكرية للعدو داخل فلسطين المحتلة، ونحيي الجمهورية الإسلامية على مساندتها فلسطين وتصديها للهيمنة الأمريكية في المنطقة.

 

المقاومة العراقية

هددت المقاومة العراقية، مساء اليوم الثلاثاء، بأنه إذا تدخلت أمريكا في أي عمل ضد إيران، سوف تكون جميع المصالح الأمريكية هدفا لها.

وقالت المقاومة العراقية في بيان قبل قليل: بسم الله الرحمن الرحيم، إذا ما تدخل الأمريكان في أي عمل عدائي ضد الجمهورية الإسلامية أو في حال استخدم العدو الصهيوني للأجواء العراقية لتنفيذ أي عمليات قصف لأراضيها، فستكون جميع القواعد والمصالح الأمريكية في العراق والمنطقة هدفا لنا. 

مقالات مشابهة

  • التيار الوطني الحر: لادانة الاعتداءات الإسرائيلية التي تتجاوز كل الحدود
  • كيف أصبح التعليم في غزة بعد عام من حرب الإبادة الإسرائيلية؟
  • أمين عام مجلس التعاون الخليجي: ندين العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية
  • تعرية واغتصاب.. محام مقدسي يروي مشاهداته في السجون الإسرائيلية
  • مسئول أممي وآخر محلي يكشفان عن وضع ميناء الحديدة بعد الغارات الإسرائيلية وما المواقع الحيوية التي استهدفت
  • أمريكا تعلن تقديم 336 مليون دولار مساعدات إنسانية لدعم الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية
  • غارات إسرائيلية جديدة وسط غزة، وحملة اعتقالات في الضفة الغربية المحتلة
  • أميركا تعلن تقديم 336 مليون دولار مساعدات إنسانية لدعم الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية
  • اليمن: نبارك العملية الإيرانية التي ضربت الأهداف الإسرائيلية
  • شهداء وجرحى في الاعتداءات الإسرائيلية على الضفة الغربية وقطاع غزة