النهار أونلاين:
2025-01-17@13:51:35 GMT

لأنني خجولة جدا سأخسر حقي في الحياة..

تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT

لأنني خجولة جدا سأخسر حقي في الحياة..

السلام عليكم ورحمة الله، سيدتي أتمنى أن أجد التفهم لرسالتي وأن تردوا عليها حتى أتحرر من صفة تكاد تقضي عليّ وعلى أحلامي حقي في ان أثبت ذاتي في هذا المجتمع، فأنا فتاة في الـ20 من عمري، طالبة جامعية سنة أولى.

أتعرض في احتكاكي بالزملاء إلى الكثير من الحرج، فسرعان ما أصمت في أي حوار يدور بيني وبين الآخرين، لأنني بسرعة أشعر بالخجل واحمرار في الوجه، ليس لأني لا أملك ما أقول، بل مجرد أن أشعر أن الغير يهتم لما أقول أرتبك، وأترك الكلمة لغيري، وهذه الصفة تقلقني، لأنني المقابل أشعر أنني أضيع الكثير من الفرص لأثبت ذاتي وجدارتي، فأنسحب من موضوع كان حتى وإن كنت أعلم أنني متمكنة منه، فكيف أتخلص من صفة الخجل، وأواجه ذاتي وأواجه غيري.

منال من الوسط.

الرد:

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته حبيبتي، سررت كثيرا برسالتك، واعلمي أننا دوما في الخدمة بحول الله، وقبل الرد أود أن أشكرك وأشكر كل وضع ثقته فينا التي تزيدنا تكليفا لنكون دوما عند حسن ظنكم، طرحك مهم للغاية، فالتواصل وإدارة أي حوار هي مشكل الكثير من الناس، فهناك من يخجل من إبداء الرأي ويفضل أن يكتمه في صدره، وهناك من له جرأة كبيرة أكثر من المعقول لدرجة أن يستحوذ على الكلمة في أي حوار حتى يصبح مملا ينفر منه الغير.

عزيزتي، التواصل الفعال هو حقا فن يحتاج كل منا تعلم آدابه، لأنه العامل الأول الذي يحدد مصير علاقاتنا الاجتماعية، فالحوار الجيّد مع الآخرين طريقا لكسب ودّهم واحترامهم، وهو أمر حاسم يُغير نظرتهم إلينا، ويجعلها لطيفة في إن كنا نحن لطفاء، ولا يقتصر ذلك على الحديث المهذب فقط، بل على الأسلوب أيضا، وقدرة المرء على إدارة الحوار بشكل فعّال وهادف، وذلك من خلال الاستماع لوجهات نظر الآخرين وتقبّلها واحترامها وإن تعارضت مع آرائنا.

حبيتي اعلمي أن الكمال لله تعالى، وأنك قادرة على التواصل والتحاور مع كل الأطراف، فأنت وأنا وكلنا لدينا نقص ما في شخصيتنا، لهذا فإن أول ما يجب أن تفعليه هو تحبي ذاتك كما أنت، وتعملين على نهل المعرفة وتثقيف ذاتك، حتى تخوضين أي حوار بمعلومات أكيدة وثقة كبيرة، ولا عيب إن قلت “أنا لا أعرف”، فهذا أول دافع سيجعلك تبحثين وتتعلمين، ثم لابد أن تفكري فيما ستبوحين به، لتنتقي ألفاظا مهذبة تعكس أخلاقك وثقافتك وشخصيتك، لكن لا داعي للخجل الذي يجعلك تتنازلين عن حقك في بناء علاقات جيدة، وهنا نتحدث عن الخجل من جانبه السلبي، لا عن الحياء الذي يجب أن يكون ردائك في الحياة، وبالتوفيق إن شاء الله.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

المصدر: النهار أونلاين

كلمات دلالية: أی حوار

إقرأ أيضاً:

القبيلة اليمنية حضورُها مشرّف عبر التاريخ

القاضي/ علي يحيى عبد المغني

تُعرف القبيلة اليمنية بأنها كيانٌ منظمٌ، تحكمه أعراف وأسلاف؛ تعتبر كصورةٍ أوليةٍ عن القوانين الوضعية المعروفة اليوم، وقد كشفت كُـلّ النقوش اليمنية القديمة، جزءًا من هذه الأعراف التي غطت كافة جوانب الحياة الأمنية والعسكرية والإدارة والقضاء، والزراعة والتجارة.. وغيرها.

ولا تزال القبيلة اليمنية تحتفظ بهذه الأعراف والأسلاف وتمارسها حتى اليوم، إذ لم تكن قبائل فوضوية تعيش في الصحراء، أَو تتقاتل فيما بينها إلا في مراحل متأخرة من العصر الجاهلي، بل كانت القبيلة اليمنية تمتلك نظامًا خاصًّا بالحكم يبدأ من الملك وينتهي بشيخ العزلة والقرية، وكانت ديانة أبنائها قبل الإسلام هي الديانة التوحيد “الإبراهيمية” قبل أن تفرضَ عليهم الديانة اليهودية في عهد الملك “ذو نواس” أواخر الدولة الحميرية.

ومن يقرأ النقوش القديمة المكتوبة بخط “المسند” سيجد أن اليمنيين عرفوا الصلاة والزكاة والحج قبل أن تشرع في الإسلام، ولذلك حينما اقتربت بعثة الرسول صلوات الله عليه وعلى آله، هاجرت قبيلتان يمنيتان هما “الأوس والخزرج” من اليمن إلى المدينة المنورة “يثرب” سابقًا، لمناصرته عند ظهوره، وهذا ما حدث فعلاً، فهما القبيلتان العربيتان الوحيدتان اللتان ناصرتا رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، بداية ظهور الإسلام.

ومع انتشار الإسلام أرسل رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، الإمام علي عليه السلام؛ إلى اليمن لدعوتهم إلى الإسلام، فاستجابت له كافة القبائل اليمنية، وظلت علاقتها بالإمام علي عليه السلام خَاصَّة؛ وذريته من بعده، قوية ومتينة وراسخة لقرونٍ طويلة، وهناك قبائل يمنية كثيرة ذكرها الإمام علي عليه السلام في شعره ونثره ومنها (همدان وأرحب وخولان) وغيرها.

حينما بدأ الإسلام يتوسع انطلق أبناء القبائل اليمنية بأعدادٍ كبيرةٍ في الفتوحات الإسلامية، واستوطنوا الكثير من الأمصار والبلدان التي فتحوها، ولذلك لا نجد بلدًا من البلدان أَو شعبًا من الشعوب العربية والإسلامية إلا وفيها قبائل تعود أصولها إلى اليمن، وحينما انحرف “بنو أمية وبنو العباس” بالخلافة الإسلامية وحولوها إلى وراثة ملكية استقلت اليمن عنها قبل غيرها من البلدان الأُخرى.

وفي نهاية القرن الثاني الهجري تقريبًا ذهبت بعض القبائل اليمنية إلى المدنية المنورة، وبايعت الإمام “الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليه السلام”؛ على السمع والطاعة، وكان أول إمامٍ من أئمة أهل البيت عليهم السلام يحكم اليمن، وكان نظام الحكم في اليمن يقوم على مبدأ الرأي والمشورة، فمن تتوفر فيه شروط الحكم (الإمامة)، ويجمع عليه أهل الحل والعقد من العلماء والمشايخ والوجهاء؛ هو من يحكم اليمن.

كما تعتبر اليمن أول بلدٍ عربي عرف نظام الحكم المحلي واسع الصلاحيات، فكل قبيلةٍ هي من تدير شؤنها، وتحفظ أمنها، وتحل خلافاتها، يرأسها شيخ من أبنائها كان المسؤول عنها أمام الحكومة في صنعاء المعنية بالشؤون الخارجية والعلاقات الدولية، وحينما كانت تضعف الحكومة أَو تتعرض صنعاء لتهديدات خارجية كانت القبيلة اليمنية هي من تتصدر المواجهة، لذلك لم يتمكّن أي غازٍ أَو معتدٍ من احتلالها عبر التاريخ.

وكونها تملك ما تملكه الدولة من المقاتلين والسلاح وغيره، لم تضعف القبيلة اليمنية إلا من خلال النظام السابق الذي أوجد الخلافات والأحقاد وأجج الثارات بين كافة القبائل، ليتمكّن من السيطرة عليها، وإخضاعها للقوى الإقليمية والدولية، لكن ومع قيام ثورة الـ 21 من سبتمبر، ظهرت قيادة ثورية وطنية مخلصة ألتفت حولها كافة القبائل اليمنية، ووقفت إلى جانبها للدفاع عن اليمن، ضد قوى تحالف العدوان الإقليمي والدولي.

هُنا قدمت القبيلة اليمنية خيرة أبنائها شهداء في سبيل الله، وقدمت القوافل الكبيرة والكثيرة من المال والرجال على مدى عشر سنوات، فمنذُ سقوط حكومة الانبطاح والعمالة في صنعاء في سبتمبر 2014م، ومع بداية العدوان السعوأمريكي 2015م، وانهيار المنظومة العسكرية والأمنية، والتحاق أغلب القيادات السابقة “سياسية وحزبية وعسكرية وأمنية” وغيرها، إلى مربع العدوان، لم يتبق للدفاع عن اليمن سوى القبيلة اليمنية، التي انتصرت للأرض اليمنية، وانتصرت لمشروع ثورة الـ 21 من سبتمبر، وانتصر الجيش واللجان الشعبيّة، وانتصر الشعب اليمني كافة؛ رغم التضحيات الكبيرة.

اليوم؛ ها هي القبيلة اليمنية تؤكّـد مجدّدًا جهوزيتها العالية للدفاع عن اليمن والوقوف بحزم ضد الأطماع الأمريكية والصهيونية وأدواتهم المحلية، وتستعرض جزءًا بسيطًا من قوتها البشرية والعسكرية خلال وقفاتها وتظاهراتها الشعبيّة المسلحة التي نفذتها وتنفذها خلال معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”.

وهذا ما جعل قائد الثورة يحفظه الله؛ يثني على القبيلة اليمنية، مشيدًا بدورها وجهوزيتها العالية، خلال خطابه الأخير الخميس الماضي، والموجه لكافة الشعوب العربية والإسلامية، والذي يدعوها فيه للالتحاق بركب أبناء القبائل اليمنية، والقيام بدروها وواجبها في نصرة القضية الفلسطينية، ورفع الظلم والمعاناة الذي حَـلّ بسكان قطاع غزة، حتى لا تتعرض لما تعرض له الشعب الفلسطيني، فالعدوّ لن يردعه ويوقفه عند حده إلا الجهاد في سبيل الله.

* أمين عام مجلس الشورى

مقالات مشابهة

  • إمام المسجد النبوي: هذه الآية تختصر مسار الحياة في كلمات بليغة ومعانٍ عميقة
  • وزير الشئون النيابية: مصر ماضية في طريق تعزيز حقوق الإنسان بدافع وطني ذاتي
  • بن ناصر:” الانتماء لميلان يعني لي الكثير والفوز بالسوبر بداية جديدة”
  • بن ناصر:” الإنتماء لميلان يعني لي الكثير و الفوز بالسوبر بداية جديدة”
  • رحلة النبي (1): كيف حدثت معجزة الإسراء والمعراج على 3 مراحل
  • هل يجوز التسبيح أثناء مشاهدة التلفزيون والانشغال مع الآخرين؟
  • القبيلة اليمنية حضورُها مشرّف عبر التاريخ
  • جالانت: أشعر بالخجل من تصرفات سموتريتش وبن غفير ضد الصفقة
  • “الحياة لا تزال تحدياً”.. كيت ميدلتون تزور المستشفى الذي عالجها من السرطان
  • عن عناصر حزب الله وإمداده بالسلاح... ما الذي قاله مسؤول أميركيّ؟