المتحدث باسم الخارجية السودانية: الشعب يقف وراء الجيش لدحر التمرد
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
أكد عبد الرحمن خليل المتحدث الرسمي باسم الخارجية السودانية، اليوم الاثنين، على سيادة السودان على أراضيه ورفض أي تدخل خارجي في الأزمة، مشيرًا إلى أن العلاقات مع مصر راسخة، معقبا: "التفاهم مع القاهرة أمر مهم جدا لقمة تشاد".
وقال عبد الرحمن، فى حوار مع القاهرة الإخبارية: "نرحب بالتعاون مع دول جوار السودان في إيجاد آلية مشتركة للتوصل إلى حلول للأزمة".
وفي وقت سابق، أفاد المتحدث السوداني، أن الشعب السوداني يقف وراء الجيش لدحر التمرد بجانب استعداد بعض الدول لإجراء وساطة، مشدداً على ضرورة اتخاذ الجيش لبعض القرارات بشأن ردع المتمردين، وعلى ميليشيا الدعم السريع تسليم أسلحتها التي تملكها كمقدمة للتفاوض.
ومن جانبه، كشف الجيش السوداني، عن موافقته لتقديم المساعدات إلى الدول التي تجلي رعاياها من البلاد، بعدما وقع اشتباك كبير بين طرفي النزاع القوات المسلحة السودانية بقيادة فريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة، وبين ميليشيا الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو حميدتي يوم 15 أبريل من هذا العام.
اقرأ أيضاًوزير الخارجية: لن نحيد عن استمرار جهود التنسيق لحل الأزمة السودانية
البرهان يصدر قرارا بتشكيل لجنة لحصر انتهاكات الدعم السريع في السودان
تبادل إطلاق النار بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع في أم درمان
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: السودان الخرطوم البرهان الجيش السوداني القوات السودانية حميدتي الدعم السريع اشتباكات السودان اشتباكات في السودان صراع السودان ام درمان جوار السودان الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
خطاب السلطة السودانية: الكذبة التي يصدقها النظام وحقائق الصراع في سنجة
خطاب السلطة السودانية: الكذبة التي يصدقها النظام وحقائق الصراع في سنجة
عمار نجم الدين
تصريحات وزير الإعلام السوداني لقناة الجزيرة اليوم خالد الإعيسر تعكس بوضوح استراتيجية النظام في الخرطوم التي تعتمد على تكرار الكذبة حتى تصير حقيقةً في نظر مُطلقيها. عندما يصف الوزير الدعم السريع بـ”الخطأ التاريخي” ويزعم تمثيل السودانيين، فإنه يغفل حقائق دامغة عن طبيعة الصراع وأدوار الأطراف المختلفة فيه.
في خضم هذه الدعاية، يُظهر الواقع أن الانسحاب الأخير لقوات الدعم السريع من سنجة، تمامًا كما حدث في انسحاب الجيش في مدني وجبل أولياء وانسحاب الدعم السريع من أمدرمان، ليس إلا فصلًا جديدًا من فصول التفاوض بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. هذه الانسحابات لم تكن وليدة “انتصار عسكري” كما يدّعي النظام، بل هي نتيجة مباشرة لمفاوضات سرية أُجريت بوساطات إقليمية، خاصة من دول مثل مصر وإثيوبيا وتشاد، وأسفرت عن اتفاق لتبادل السيطرة على مواقع استراتيجية وضمانات بعدم استهداف القوات المنسحبة.
ما حدث في سنجة هو نتيجة لتفاهمات وُقعت في أواخر أكتوبر 2024 في أديس أبابا تحت ضغط إقليمي ودولي. الاتفاق، الذي حضرته أطراف إقليمية بارزة، مثل ممثل رئيس جنوب السودان ووزير خارجية تشاد، شمل التزامات متبادلة، من بينها انسحاب الدعم السريع من مواقع محددة مثل سنجة ومدني، مقابل:
ضمانات بعدم استهداف القوات المنسحبة أثناء تحركها من المواقع المتفق عليها. تبادل السيطرة على مناطق استراتيجية، حيث التزم الجيش السوداني بانسحاب تدريجي من مناطق مثل الفاشر، مع الإبقاء على وحدات رمزية لحماية المدنيين. التزام بوقف الهجمات لفترة محددة في المناطق المتفق عليها لتسهيل التحركات الميدانية وإعادة توزيع القوات.انسحاب الجيش السوداني من الفاشر سوف يكون تدريجيًا، يُظهر أن الطرفين يعيدان ترتيب أوراقهما ميدانيًا وفق التفاهمات السرية، لا على أساس أي انتصارات عسكرية كما يدّعي النظام.
النظام في الخرطوم، كعادته، يسعى إلى تصوير هذه التطورات الميدانية كإنجازات عسكرية، معتمدًا على خطاب تضليلي يخفي حقيقة أن ما يحدث هو نتيجة لاتفاقات سياسية تخدم مصالح الطرفين أكثر مما تحقق أي مكاسب للشعب السوداني.
ادعاء الوزير بأن النظام يمثل السودانيين، في مقابل القوى المدنية التي “تتحدث من الخارج”، هو محاولة أخرى لإقصاء الأصوات الحقيقية التي تمثل السودان المتنوع. هذه المركزية السياسية، التي لطالما كرست التهميش ضد الأغلبية العظمى من السودانيين، تعيد إنتاج نفسها اليوم بخطاب مكرر يفتقر لأي مصداقية.
الحديث عن السلام وفق “شروط المركز” هو استمرار لنهج الإقصاء، حيث يرفض النظام الاعتراف بالمظالم التاريخية، ويمضي في فرض حلول تخدم مصالحه السياسية دون النظر إلى جذور الأزمة. السلام الحقيقي لا يتحقق بشروط مفروضة من الأعلى، بل بإعادة بناء الدولة السودانية على أسس جديدة تضمن العدالة والمساواة.
خطاب النظام حول “الانتصارات العسكرية” و”مواجهة المؤامرات الدولية” ليس سوى وسيلة لتبرير القمع الداخلي وتحريف الحقائق. الحقيقة الواضحة هي أن الانسحاب من سنجة وستتبعها الفاشر وغيرها من المناطق تم نتيجة مفاوضات سياسية بوساطة إقليمية، وليس نتيجة “نصر عسكري” كما يزعم النظام. هذه الممارسات تفضح زيف الرواية الرسمية وتؤكد أن الأزمة الراهنة ليست صراعًا بين دولة ومليشيا، بل هي امتداد لصراع مركزي يهدف إلى تكريس الهيمنة والإقصاء.
إذا كان النظام السوداني يسعى حقًا لإنهاء الحرب وبناء السلام، فعليه أولًا التوقف عن الكذب والاعتراف بمسؤولياته في خلق هذه الأزمة. السودان اليوم أمام مفترق طرق حاسم، والاختيار بين الحقيقة أو الكذبة سيحدد مصير البلاد لسنوات قادمة.
الوسومالفاشر حرب السودان سنجة