وزارة الأوقاف المصرية من جمعة للأزهري.. ما الجديد؟!
تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT
جرى في مصر تعديل وزاري، لم يشعر فيه الناس بجديد، سوى بعض الوجوه، وليس لدى الشعب المصري أي أمل في أن يأتي هذا النظام بحل للمشكلات التي كان السبب الرئيس والوحيد لها، فمن صنع المشكلات لن يكون قادرا على حلها، وبخاصة بعد مرور هذه السنوات الطوال، وكان من ضمن المواقع التي تم تغييرها موقع: وزير الأوقاف.
ذهب محمد مختار جمعة، وجاء أسامة الأزهري، وكلاهما من خدمة النظام، لا يحيدون عن أوامره قيد أنملة، فلن يكون هناك جديد بلا شك في السياسات العامة للوزارة، كصوت ديني يتجه أينما أرادت السلطة، في ظل مؤسسات دينية كلها تحت سمع وبصر وكلمة السيسي، عدا المشيخة الأزهرية التي لم تدن بكاملها ـ حتى الآن ـ لكل ما يريد، فلا زال لديها بعض المؤسسية، والاستقلال المحدود جدا، لكنه يمثل للناس بارقة أمل في عدم انبطاح كل المؤسسات الدينية للسلطة بالشكل المهين الذي نراه.
ذهب مختار جمعة، مودعا بكم لا مثيل له من الشماتة والتشفي، ولو كان للرجل ما يذكر به بين الناس بالخير، لرأينا من استنكر هذا السلوك من الناس عليه، لكن لأنه ملأ مدة خدمته بما يكفي لبغض وكراهية معظم الشعب المصري، ومعظم العاملين بالوزارة، من غرور وتعالي، وبطش بكل من يرى فيه بارقة ظهور، يمكن أن تلتفت إليه السلطة لتأتي به بديلا عنه.
ومع ذلك أوتي من حيث لا يحتسب، فلأنه حاول طوال فترة توليه الوزارة، طمس أي داعية أو عالم في الوزارة، وكأنه لا يوجد سواه، بل حول كثيرا من الأئمة والخطباء والعاملين في الأوقاف لمخبرين وجواسيس؛ ينم بعضهم عن بعض، ويتبرع البعض منهم بالنكاية في البعض الآخر، بالوشاية والكذب، قطعا للأرزاق والتضييق.
كما أن ممارساته وقت كورونا، وتضييقه المبالغ فيه كان موضع سخط من الناس، وبخاصة في تعليمات شهر رمضان، وصلوات الجمعة، في الوقت الذي أصبحت اللقاءات العامة والجماهيرة متاحة في مصر، إذ به تضييقا على الناس يحرمهم من صلاة الجماعة والجمعة، ويصر على إغلاق المساجد، في تصرف غريب، لم يفهمه أحد، سوى أنه شهوة السلطة.
من حيث المقارنة بين الوزيرين السابق والحالي، فلا فرق من حيث الائتمار بأمر السلطة، وعدم الخروج عن فلكها، والنيل من الإخوان المسلمين، والمعارضين للحكم، وملء معظم إدارات الوزارة بقيادات الجيش والشرطة، حيث إنها مصدر مهم للمال، وهو ما يحقق التوجه الدائم للسلطة في معاملة العسكر، وهو بيت القصيد عندها.وتاريخ جمعة معروف لكل من تعامل معه، سواء على مستوى جامعة الأزهر، أو الجمعية الشرعية، أو الأوقاف نفسها، فقد كان شيخ الأزهر أحمد الطيب صاحب الفضل عليه في نقله من العمل الجامعي، إلى المكتب الفني بمكتبه، وترشيحه للأوقاف، وسرعان ما انضم الرجل للعسكر في كل معاركهم ضد شيخ الأزهر.
أما الوزير الجديد أسامة الأزهري فقد تحدثنا عنه في مقالين هنا في موقع عربي21، مرة عن موسوعته (جمهرة علماء الأزهر الشريف)، وأنها عمل غير خالص له، وكيف ترجم دون أن يدري لعلماء من الإخوان المسلمين، رغم اشتراطه عدم ذكرهم، مما أوقعه في حرج مع السلطة، وهو ما أجل قراره منذ سنوات من قبل، بعد انتشار المعلومات التي ذكرناها، كما أخبرني بذلك أحد المصادر.
والمقال الثاني كان بعنوان: شيخ الأزهر القادم، حين تحدثت عن تهيئة العسكر له، ليتولى منصبا دينيا، ثم ليكون بعد ذلك في مشيخة الأزهر، كأحد الذين تعدهم السلطة، وداعمو السلطة الإقليميين، فيما أصبحت تعد له منذ سنوات، في الاستثمار في القوة الناعمة المصرية، سواء على مستوى الفن، أو على مستويات الدين والأدب.
من حيث المقارنة بين الوزيرين السابق والحالي، فلا فرق من حيث الائتمار بأمر السلطة، وعدم الخروج عن فلكها، والنيل من الإخوان المسلمين، والمعارضين للحكم، وملء معظم إدارات الوزارة بقيادات الجيش والشرطة، حيث إنها مصدر مهم للمال، وهو ما يحقق التوجه الدائم للسلطة في معاملة العسكر، وهو بيت القصيد عندها.
أما من حيث الفرق العلمي بينهما، فهو محسوب لصالح الأزهري، المعروف بنشاطه العلمي، وهو أمر يشهد له به كل منصف، على عكس مختار جمعة، الذي برز في فترة وزارته تعالمه، بل نسبة كتب له لم يكتب منها حرفا، وفرض نفسه بشكل دائم على الإذاعة المصرية ببرنامج لا يسمعه إلا القليل، وكذلك في خطبة الجمعة التي تذاع على الهواء مباشرة على التلفزيون المصري.
وهذا الجانب هو ما يجعل البعض يتفاءل ـ بشكل ما ـ بتولي الأزهري المنصب، وأنه ربما كان كشيخه علي جمعة، المعروف بولائه الشديد للسلطة، لكنه أحدث تطورا مهما في دار الإفتاء المصرية من حيث مأسستها، وهو ما يشهد كل منصف به، وهو ما يمكن أن يقوم به الأزهري في مساحات محددة في الوزارة، حيث إن الأوقاف تختلف عن الإفتاء، فدار الإفتاء عملها محدود، وليس متشعبا كالأوقاف، والتي كانت على مدار تاريخ مصر موضع طمع من السلطة ودوائرها، من حيتان الفساد والسطو على أوقاف مصر، وإداراتها.
[email protected]
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه مصر الأوقاف شيخ مصر أوقاف رأي شيخ تغيير مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وهو ما من حیث
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: الصدق الذي نستهين به هو أمر عظيم
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان سيدنا رسول الله ﷺ أمرنا بالصدق، وسأله أحد الصحابة : أيزني المؤمن، يا رسول الله؟ قال: «نعم». قال: أيسرق المؤمن، يا رسول الله؟ قال: «نعم». قال: أيكذب المؤمن، يا رسول الله؟ قال: «لا». قد يشتهي الإنسان، فتدفعه شهوته للوقوع في المعصية، أو يحتاج، فيعتدي بنسيان أو جهل. أما الكذب، فهو أمر مستبعد ومستهجن.
واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، انه عندما التزم الناس بهذه النصيحة، وهذا الحكم النبوي الشريف، عرفوا أنهم لا يقعون في الزنا ولا في السرقة. سبحان الله! لأن الإنسان إذا واجهته أسباب المعصية، وكان صادقًا مع نفسه، مع ربه، ومع الناس، فإنه يستحي أن يرتكب المعصية.
وجاء رجلٌ يُسْلِمُ على يدي رسول الله ﷺ، فقال: يا رسول الله، أريد أن أدخل الإسلام، ولكني لا أقدر على ترك الفواحش والزنا. فقال له النبي ﷺ: «عاهدني ألا تكذب».
فدخل الإسلام بهذا الشرط، رغم كونه شرطًا فاسدًا في الأصل. وقد وضع الفقهاء بابًا في كتبهم بعنوان: الإسلام مع الشرط الفاسد.
دخل الرجل الإسلام، وتغاضى النبي ﷺ عن معصيته، لكنه طالبه بعدم الكذب. ثم عاد الرجل إلى النبي ﷺ بعد أن تعافى من هذا الذنب، وقال: والله، يا رسول الله، كلما هممت أن أفعل تلك الفاحشة، تذكرت أنك ستسألني: هل فعلت؟ فأتركها استحياءً من أن أصرح بذلك، فالصدق كان سبب نجاته.
الصدق الذي نستهين به، هو أمر عظيم؛ الصدق يمنعنا من شهادة الزور، ومن كتمان الشهادة. وهو الذي ينجينا من المهالك. وقد ورد في الزهد : »الصدق منجاة؛ ولو ظننت فيه هلاكك، والكذب مهلكة؛ ولو ظننت فيه نجاتك».
وفي إحياء علوم الدين للإمام الغزالي، رضي الله عنه: كان خطيبٌ يخطب في الناس عن الصدق بخطبة بليغة. ثم عاد في الجمعة التالية، وألقى نفس الخطبة عن الصدق، وكررها في كل جمعة، حتى ملَّ الناس، وقالوا له: ألا تحفظ غير هذه الخطبة؟ فقال لهم: وهل تركتم الكذب والدعوة إليه، حتى أترك أنا الدعوة إلى الصدق؟! نعم، الصدق موضوع قديم، ولكنه موضوع يَهُزُّ الإنسان، يغير حياته، ويدخله في البرنامج النبوي المستقيم. به يعيش الإنسان مع الله.
الصدق الذي نسيناه، هو ما قال فيه النبي ﷺ : »كفى بالمرء كذبًا أن يُحَدِّث بكل ما سمع ».
ونحن اليوم نحدث بكل ما نسمع، نزيد على الكلام، ونكمل من أذهاننا بدون بينة.
ماذا سنقول أمام الله يوم القيامة؟
اغتبنا هذا، وافتَرَينا على ذاك، من غير قصدٍ، ولا التفات. لأننا سمعنا، فتكلمنا، وزدنا.
قال النبي ﷺ: «إن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه».
وأخذ بلسانه وقال: «عليك بهذا».
فسأله الصحابي: وهل نؤاخذ بما نقول؟ فقال النبي ﷺ : وهل يَكُبُّ الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم؟ لقد استهنا بعظيمٍ علمنا إياه النبي ﷺ. يجب علينا أن نعود إلى الله قبل فوات الأوان.
علق قلبك بالله، ولا تنشغل بالدنيا الفانية، واذكر قول النبي ﷺ: «كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل».
راجع نفسك، ليس لأمرٍ من أمور الدنيا، ولكن لموقف عظيم ستقف فيه بين يدي رب العالمين. فلنعد إلى الله، ولا نعصي أبا القاسم ﷺ.