"صفا" تكشف تفاصيل أضخم مخطط استيطاني لـ"حسم قضية القدس"
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
القدس المحتلة – رنا شمعة - صفا
ضمن خطة "ترسيخ الوجود اليهودي" في القدس المحتلة، تُسابق حكومة الاحتلال الإسرائيلي الزمن لأجل حسم الوضع في المدينة المقدسة، عبر تعزيز الاستيطان والمستوطنين، وتغيير معالمها وهويتها الإسلامية العربية، وصبغها بطابع يهودي بحت لا يمت للحقيقة بأي صلة.
وبات واضحًا أن حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة وضعت على جدول أعمالها إطلاق موجة من البناء الاستيطاني في محيط القدس، غير آبهة بالمعارضة الدولية لمخططاتها، والتي لا تقف عند حدود حسم الصراع الديمغرافي في المدينة المحتلة، بل تتجاوزها لمنع إقامة أي دولة فلسطينية مستقبلًا.
وتقوم خطط الاحتلال على التوسع في البؤر الاستيطانية داخل المدينة المحتلة، وبناء أحياء استيطانية في أطرافها لتعزل البلدة القديمة عن محيطها الفلسطيني، تمهيدًا لمحاصرة المدينة من جهاتها كافة بأحزمة استيطانية تمتد على مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية.
ومنذ بداية العام الجاري، أقرت سلطات الاحتلال أكثر من 22 خطة استيطانية، لغرض التوسع الاستيطاني في القدس، على حساب مصادرة أراضي المقدسيين وحرمانهم من حقهم بالسكن داخل مدينتهم.
أضخم مشروع
الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب يؤكد أن حكومة الاحتلال تعمل وفق مسارين لأجل حسم قضية القدس، الأول داخل المدينة عبر تنفيذ مشاريع تهويدية، والثاني في غلافها عبر المشاريع الاستيطانية.
ويكشف أبو دياب، في حديث لوكالة "صفا"، أن الاحتلال يعتزم تنفيذ أضخم مشروع استيطاني في القدس، بهدف تغيير مشهدها العام وتشويه معالمها العربية والإسلامية.
وتناقش "اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء" التابعة لوزارة داخلية الاحتلال، يوم الاثنين، خطة لـ"ترسيخ الوجود اليهودي" في المدينة المحتلة، تمهيدًا للموافقة عليها، بغية البدء في تنفيذها.
ويبدأ المشروع الاستيطاني- وفقًا للباحث المقدسي- من منطقة "جيلو" جنوب غربي القدس، ومن ثم بلدة صور باهر جنوبًا، والسواحرة الشرقية وبلدة أبو ديس شرقًا، وصولًا إلى تجمع مستوطنات "معاليه أدوميم" شرقي المدينة.
ويبين أن سلطات الاحتلال- حسب المخطط- ستعمل على مصادرة 37 ألف دونم من الأراضي الفلسطينية في المناطق المستهدفة.
ويضيف أن المخطط يتضمن بناء 57 ألف وحدة استيطانية، لجلب نحو 225 ألف مستوطن وتوطينهم في تلك المناطق حتى العام 2030، بهدف تغيير الوضع الديمغرافي في القدس، لصالح المستوطنين.
ويشير إلى أن أغلب الوحدات الاستيطانية المنوي إقامتها ستقع بمحاذاة الطريق الالتفافي الأمريكي المعروف بـ"شارع الطوق"، والذي يهدف إلى تطويق المدينة بالمستوطنات والشوارع، وربط المستوطنات المحيطة بها ببعضها البعض.
ووفقًا لأبو دياب، فإن وزير المالية الإسرائيلي "بتسلئيل سموتريتش" ووزيرة النقل والمواصلات "ميري ريغيف" يُشرفان على المخطط الاستيطاني، ويقدمان كل الدعم لأجل الإسراع في تنفيذه.
ويبين أن المخطط سيشمل أيضَا، شق طرق استيطانية للمواصلات تمتد على طول نحو 130 كيلو متر، لتسهيل وصول المستوطنين إلى المناطق المستهدفة، وزيادة عددهم، كما يشمل إقامة مشاريع اقتصادية وصناعية لإيجاد مصادر رزق للمستوطنين.
حسم القضية
ويهدف الاحتلال من خلال المخطط، إلى الاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية، وتغيير التركيبة السكانية لصالح المستوطنين، وأيضًا حسم قضية القدس، وفق الباحث المقدسي.
ويضيف أن تنفيذ المخطط بمثابة خطوة فعلية لضم الأراضي شرقي القدس، وتقليل المساحات الممنوحة للفلسطينيين للبناء، وخاصة للأزواج الشابة، لأجل الحد من التكاثر الطبيعي، والسيطرة على الحيز العام في المدينة المقدسة.
ويلفت إلى أن المخطط سيعمل على ربط المناطق التي يشملها، مع المنطقة الصناعية "ميشور أدوميم" قرب مستوطنة "معاليه أدوميم" شرقي القدس، مع الإبقاء على مسارات ضيقة للفلسطينيين.
ويأتي هذا المخطط الاستيطاني، ضمن مشروع "القدس الكبرى"، الذي يمتد على 10% من مساحة الضفة الغربية ويفصل شمالها عن جنوبها للحيلولة دون قيام دولة فلسطينية مستقبلًا.
ويحذر الباحث المقدسي من خطورة هذا المشروع الاستيطاني، كونه يعتبر من أخطر المشاريع التي تسعى الحكومة اليمينية المتطرفة لتنفيذها في المدينة المحتلة، لأجل "ترسيخ الوجود اليهودي" فيها.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: قضية القدس مدينة القدس الاستيطان فی المدینة فی القدس
إقرأ أيضاً:
من أسرى القدس المتوقع تحررهم بصفقة غزة؟
القدس المحتلة- مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) حيز التنفيذ صباح غد الأحد، ستكون عشرات العائلات الفلسطينية بالقدس على موعد قريب من لقاء أبنائها المغيبين منذ أشهر أو سنوات خلف قضبان سجون الاحتلال، وسيبزغ فجر الحرية على أكثر من 80 أسيرا وأسيرة من القدس ضمن المرحلة الأولى من الصفقة التي ستمتد على مدار 42 يوما.
وفي التفاصيل، قال رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين أمجد أبو عصب للجزيرة نت إن 9 نساء و8 قاصرين، بالإضافة إلى 31 أسيرا مقدسيا سيتحررون من السجون إلى منازلهم.
أما بخصوص الأسرى الذين سيتحررون مع عقوبة الإبعاد عن القدس إلى الخارج، فقال إن عددهم 26 أسيرا جميعهم من أصحاب المؤبدات باستثناء الشاب عبد دويّات المحكوم بالسجن الفعلي لمدة 18 عاما، وينحدر من بلدة صور باهر (جنوب القدس).
ويضاف إلى هؤلاء 8 أسرى تحرروا في صفقة تبادل الأسرى عام 2011 والمعروفة فلسطينيا بصفقة "وفاء الأحرار"، وبعد تحريرهم من السجون أعاد الاحتلال اعتقالهم.
الأسير المقدسي سامر العيساوي تحرر عام 2011 وأعيد اعتقاله وهو مرشح للإبعاد (الجزيرة)ويؤكد رئيس لجنة أهالي الأسرى أن أسماء المعاد اعتقالهم أُدرجت ضمن الأسرى الذين سيتم إبعادهم، وهم: عدنان مراغة وإسماعيل حجازي وسامر العيساوي وناصر عبد ربه وعلاء البازيان وجمال أبو صالح ورجب الطحان، بالإضافة إلى أسير يحمل هوية الضفة الغربية وينحدر من بلدة بئر نبالا (شمال غربي القدس).
إعلانوتابع أبو عصب أنه "بين الصفقة الجديدة وصفقة وفاء الأحرار سيبعَد 34 أسيرا خارج البلاد، ولا أحد من ذويهم يعلم حتى اللحظة الوجهة التي سيبعدون إليها، لكنهم يرجحون أن تكون تركيا أو قطر، ويحمل 6 من هؤلاء الأسرى الهوية الفلسطينية (لا يُعترف بهم كمقيمين، وهي الصفة التي تُطلق على فلسطينيي القدس)".
ولا تشمل المرحلة الأولى من الصفقة 3 أسيرات، هن: هديل محيي الدين من مخيم شعفاط، وتسنيم عودة من بلدة عناتا، بالإضافة إلى الأسيرة شادن قوس من البلدة القديمة في القدس.
كما لا تشمل المرحلة الأولى من الصفقة الأسيرين المريضين أحمد مناصرة وأيمن الكرد اللذين يعدان من أصحاب الحالات المرضية الأصعب بين صفوف الأسرى المقدسيين في سجون الاحتلال.
ووفق بيانات لجنة أهالي الأسرى، يقبع في سجون الاحتلال 440 أسيرا مقدسيا بين شاب ومسن، ويضاف إليهم 12 أسيرة، و70 قاصرا، 6 منهم يقبعون في المؤسسات الداخلية الأشبه بالسجون حتى يبلغوا السن التي تسمح بها القانون لنقلهم إلى السجون.
ويعد الأسير المقدسي وائل قاسم صاحب أطول حكم، إذ يقضي حكما بالسجن لمدة 3515 عاما، ولم تتضمن المرحلة الأولى من الصفقة اسمه، كما يقبع في السجون 42 أسيرا محكوما بالسجن مدى الحياة.
أحمد مناصرة اعتقل طفلا عام 2015 ومحكوم بالسجن 12 عاما ولم يرد اسمه في قوائم الإفراجات (الجزيرة نت)وأعلنت وزارة العدل الإسرائيلية -اليوم السبت- أنه سيتم الإفراج عن 735 أسيرا فلسطينيا مقابل إطلاق سراح أول دفعة من المحتجزين الإسرائيليين، وذلك في إطار المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ويأتي الاتفاق بعد جهود مكثفة بذلتها قطر ومصر والولايات المتحدة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى. ويتألف الاتفاق من 3 مراحل، تتضمن المرحلة الثانية منه عودة الهدوء المستدام وتبادل المزيد من الأسرى والمعتقلين.
إعلانووفقا لمؤسسات حقوقية، يقبع أكثر من 10 آلاف و400 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بينهم 5150 اعتُقلوا منذ بدء الحرب على غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 157 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود.