قرارات القائد البرهان نوعا ما جعلت منا أن نطمئن تماما أن القوات المسلحة تسير في الاتجاه الصحيح .. وهو العمل لما بعد الانتصار الوشيك .. قرارات الاستعداد لمرحلة ما بعد الانتصار على الجنجويد والمرتزقة،

وهي مرحلة تنفيذ العقوبات التي ستطال ما تبقى من المتمردين، وبالطبع سيدفعون ثمنا غاليا لما فعلوه في الخرطوم ودارفور من جرائم قتل ونهب ودمار للبني التحتية واغتصاب النساء واستيلاء على بيوت المواطنين والقتل على أساس عرقي .

.

ونتمنى من كل الساسة في السودان بمختلف احزابهم ودون إقصاء لاي حزب – باستثناء الشخوص الذين أدينوا بالقانون في أي من جرئم الفساد أو الإفساد أو العمالة ضد البلاد – في أن يجلسوا على طاولة واحدة ويكون همهم بناء هذا البلد مع احترام خيار الشعب فيمن يحكمه وبم يحكمه ..

والله السودان في حاجة الينا وما حدث اليوم من حرب ربما يكون لخير كبير، ليكون درسا لنا جميعا، ويستيقظ هؤلاء من وهم المكايدات الحزبية التي يمارسونها مع بعضهم البعض وكل يدعي الصلاح لحزبه وتخوين الاخرين وزرع الكراهية بين الناس.

د. عنتر حسن

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

أسرار الانتصار.. كيف تحافظ المقاومة على قوتها

كتب: معن بن علي الدويش الجربا

عبر التاريخ قرأنا وسمعنا عن قصص وملاحم لانتصارات حققتها شعوب مستضعفة على قوى عالمية استعمارية عظمى، رغم ما تملكه هذه القوى من فائض جبار للقوة وفارق مهول في التسليح والتكنولوجيا، ولكن ما أن يتحقق هذا الانتصار حتى يبدأ العد العكسي باتجاة الضعف لهذه المقاومة تدريجيا مع مرور الزمن، فيغتنم العدو الفرصة السانحة للانقضاض عليها من جديد.. فكيف يحدث هذا؟!

لا يمكن أن تحقق الشعوب المستضعفة انتصارات على القوى العالمية الاستعمارية الكبرى إلا إذا توافرت عدة شروط. الشرط الأول (الحق) وهو شعور هذا الشعب المستضعف بأنه صاحب حق، حيث إن هذا الشعور يكسبه قوة معنوية عالية. الشرط الثاني (التضحية) وهو إمكانية هذا الشعب للتضحية، وعادة ما تكون هذه الإمكانية في أعلى درجاتها في الحالات الإيمانية الدينية. الشرط الثالث (مبدأ: ليس لدي ما أخسره)، وهي معادلة ترسلها هذه الشعوب المستضعفة للقوى العالمية بأنكم تخسرون أكثر مما نخسر، لأننا ليس لدينا ما نخسره. الشرط الرابع (الصبر)، حيث إن القوى العالمية لا تتأثر بالخسائر إلا على المدى الطويل.

إذا توفرت هذه الشروط، فإنه في الأغلب تستطيع هذه الشعوب المستضعفة تحقيق النصر على المستعمر، ولكن مع مرور الوقت يتغير شرط من أهم الشروط في معادلة النصر، الذي ذكرناها أعلاه وهو شرط (ليس لدي ما أخسره). فعادة، بعد أن تحقق هذه الشعوب المناضلة النصر، تبدأ بعملية بناء الدولة والمجتمع وتحقق نهضة في جميع المجالات: اقتصادية وعمرانية وغيرها. ومن هنا، تعود القوى العالمية الاستعمارية للانقضاض مرة أخرى على هذا الشعب حيث إن هذا الشعب أصبح لديه ما يخسره، وسوف يضطر أن يفاوض.

بعد شرح النظرية، فمن الجيد العودة للواقع اليوم، وهو ما يحدث في منطقتنا العربية والإسلامية، وخصوصا محور المقاومة. لا شك أن انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 شكل تحولاً استراتيجياً في نظرية المقاومة ضد الكيان المحتل، حيث تحولت المقاومة من حركات نضال قومي عربي علماني، تمثلت في الحركة الناصرية في مصر والحركة القومية في سوريا والعراق، إلى حركة نضال عربي إسلامي، حيث اجتمع العنصر القومي بالعنصر الإسلامي، فأكسب المحور قوة فولاذية صلبة ليس من السهل كسرها، بعكس حركات النضال العلمانية.

سنلاحظ بعد عام 1979 انطلقت حركات المقاومة الإسلامية في الوطن العربي، خصوصاً في فلسطين ولبنان، وهو نتاج انتصار الثورة الإسلامية في إيران، وبذلك تشكل محور عربي إسلامي حقق نجاحات وانتصارات مذهلة خلال ما يقارب نصف قرن تقريباً.

بعد الانتصارات التي حققها هذا المحور، انطلقت التنمية في كل المجالات، وحقق هذا المحور تقدماً كبيراً في التنمية، لدرجة أن العدو بدأ يراهن على هذا الشرط الذي ذكرناه سابقاً، وهو شرط (ليس لدي ما أخسره). حيث بدأ العدو يلوح بتدمير كل التنمية التي حققها محور المقاومة خلال النصف قرن الماضية، وهنا مربط الفرس وهنا تهزم المقاومات في العالم.

بالتأكيد، من المهم جداً أن تحافظ الشعوب على مكتسباتها من التنمية والتقدم الحضاري، ولكن عندما يحاول العدو استغلال ذلك كنقطة ضعف، فمن المهم إيصال إشارات قوية وحقيقية للعدو بأننا على استعداد أن نعود لنقطة الصفر لنبدأ النضال من جديد، كما فعلنا سابقاً، ونعيد معادلة (سوف تخسرون أكثر مما نخسر). عندها فقط سوف يفكر العدو ألف مرة قبل أن يهاجم، لأنه يعرف أن العودة للمعادلة السابقة سيكون هو الخاسر الأكبر فيها.

الخلاصة منطقتنا تمر بمرحلة مصيرية ووجودية، واذا لم يشعر العدو بأننا على استعداد تام لدفع اي ثمن مهما كان لتحقيق النصر فإنه سيقدم على تنفيذ خطته لتدميرنا.. انا لا اشك مطلقا أن منطقتنا العربية والإسلامية ستنتصر إذا حققت هذه المعادلة، بعد التوكل على الله سبحانه وتعالى وتوفيقه.

مقالات مشابهة

  • الكرتي: ربعاية بيراميدز في شباك الجيش الملكي لا تعني شيء بمباراة العودة
  • أسرار الانتصار.. كيف تحافظ المقاومة على قوتها
  • من درس وفهم تاريخنا سيستغرب من مزاعم عبدالرحيم طاحونة
  • ماذا تعني جزر المالديف لـ ياسمين صبري؟ شاهد أحدث ظهور لها
  • تقرير: إسرائيل قلقة من تقارب السودان مع إيران
  • تفسير تهديدات الفريق ياسر الداشر غير المسؤولة
  • الإعيسر: لن نتراجع عن قرارات سليمة تصب في المصلحة الوطنية وتصحيح صورة السودان خارجيا
  • سجن وترحيل.. "الجوازات" تصدر 15,135 قرارًا إداريًا بحق مخالفين
  • الجنجويد والطائرات المسيرة: سيمفونية الدمار التي يقودها الطمع والظلال الإماراتية
  • عقدة الدونية لدى الجنجويد