نفوذ مصر المحدود وتحديات مؤتمر القوى المدنية السودانية
تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT
زهير عثمان حمد
خلال الأيام القادمة، ستستضيف مصر مؤتمرًا للقوى السياسية المدنية السودانية بهدف التوصل إلى توافق بين مختلف القوى السياسية حول سبل بناء السلام الشامل والدائم في السودان من خلال حوار وطني سوداني-سوداني، يستند إلى رؤية سودانية خالصة. يأتي ذلك في إطار حرص مصر على مساعدة السودان في تجاوز الأزمة الحالية والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم" أعلنت عن خارطة طريق لإنهاء الحرب في السودان وتحقيق السلام، وتشمل هذه الخارطة 6 مراحل أساسية للوصول إلى انتقال مدني ديمقراطي مستدام. تتضمن الخطوات دعم جهود التفاوض بين الجيش والدعم السريع، تعزيز الوضع الإنساني، وصياغة دستور انتقالي. يعد هذا تطورًا إيجابيًا نحو وحدة القوى المدنية في مواجهة التحديات الراهنة.
دور مصر والمشاركة الإقليمية
تستضيف مصر مؤتمر القوى السياسية المدنية السودانية به، بهدف التوصل إلى توافق حول سبل بناء السلام الشامل والدائم في السودان. الحكومة المصرية تتطلع إلى مشاركة فعّالة من كافة القوى السياسية المدنية السودانية والشركاء الإقليميين والدوليين لضمان نجاح المؤتمر وتحقيق تطلعات الشعب السوداني. يأتي ذلك في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية والأمنية في السودان، ومن المهم أن يكون الحوار الوطني سوداني-سوداني مبنيًا على احترام سيادة السودان ووحدة أراضيه.
التحديات التي تواجه السودان
يجب أن تتوصل الأطراف المشاركة في المؤتمر إلى توافق حول قضايا مهمة تتعلق بمستقبل السودان. من بين هذه القضايا:الحكم الديمقراطي: تحديد آليات للانتقال إلى نظام ديمقراطي يمثل إرادة الشعب السوداني.
الأمن والانفصالية: التوصل إلى اتفاق حول الأمن والانفصالية في المناطق المتنازع عليها.
التنمية والاقتصاد: وضع استراتيجيات لتحقيق التنمية المستدامة وتحسين الوضع الاقتصادي.
حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية: التأكيد على حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية للجميع.
الهوية والتعددية: التعامل مع قضايا الهوية والتعددية الثقافية والدينية.
تعزيز التعاون الإقليمي
تعزيز التعاون الإقليمي يلعب دورًا حيويًا في حل قضية السودان: الأمن والاستقرار: تعاون الدول المجاورة يساهم في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، مما يعزز فرص التسوية السلمية.
الضغط الدولي: توحيد الجهود الإقليمية يساعد في تعزيز الضغط الدولي على الأطراف المتنازعة للالتزام بحلول سلمية.
التوجيه والدعم: دول الجوار يمكن أن تقدم التوجيه والدعم للسودان في تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي.
التحكيم والوساطة: تعاون الدول يمكن أن يسهم في تسهيل عمليات التحكيم والوساطة لحل النزاعات.
نفوذ مصر المحدود على السودان
رغم جهود الحكومة المصرية في استضافة هذا المؤتمر، يجب التأكيد على أن نفوذ مصر على السودان ليس بالقوة التي قد يُظن. إن مواقف مصر تجاه السودان، بما في ذلك دعمها لحكومة الأمر الواقع في العديد من المواقف والتهرب من إدانة الأعمال الإجرامية خلال الحرب، قد أثرت سلبًا على قدرتها على لعب دور حاسم في الأزمة السودانية. بالإضافة إلى ذلك، هناك غبن تاريخي يسود العلاقات بين البلدين منذ الاستقلال، حيث يرى السودانيون أن مصر تتعامل مع قضايا السودان كأنها من أملاك الحكومة المصرية.
التحديات المستقبلية
في الواقع، من غير المرجح أن تحقق الحكومة المصرية أهدافها في التوصل إلى صيغة تخدم المصالح المصرية داخل السودان للأسباب التالية: مناصرتها لحكومة الأمر الواقع في العديد من المواقف.
التهرب الرسمي من إدانة الأعمال الإجرامية خلال الحرب.
ملف اللاجئين والعالقين والتعامل مع السودانيين في منحهم سمات الدخول لمصر.
بالإضافة إلى ذلك، هناك من يستغل هذه الأوضاع للترويج لفكرة أن مواقف الحكومات الأفريقية أفضل من مصر في معالجة شؤون العالقين واللاجئين ومعاملة السودانيين في ظل هذه الظروف، مثل موقف إثيوبيا وحكومة دولة جنوب السودان. لذلك، من الصعب أن تنجح الحكومة المصرية في تقديم طرح جدير بالاهتمام في هذا المؤتمر، وستكون أفضل استراتيجية لها هي إعادة دراسة الشأن السوداني من خلال مصالحها طويلة الأمد والابتعاد عن دوامة الصراع السياسي بين الفرقاء السودانيين.
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: المدنیة السودانیة الحکومة المصریة التوصل إلى فی السودان
إقرأ أيضاً:
شهادات نازحين من ولاية الجزيرة السودانية لمكتب الأمم المتحدة: اضطررنا للفرار بسبب القتل والاغتصاب والنهب
قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن العنف المسلح والهجمات في ولاية الجزيرة في السودان، تبرز وحشية الحرب المستمرة منذ نحو 19 شهرا في ظل تقارير عن اغتصابات جماعية وأعمال قتل ونهب واسعة النطاق، خلال أقل من أسبوعين دفعت الأعمال القتالية في ولاية الجزيرة أكثر من 135 ألف شخص إلى الفرار من ديارهم، نزح غالبيتهم العظمى إلى ولايتي القضارف وكسلا المجاورتين.
السيد (70 عاما) اضطر إلى النزوح من ولاية الجزيرة، في السودان، بسبب تصاعد أعمال العنف.
OCHA
زار أعضاء مكتب الأمم المتحدة مواقع إيواء النازحين الجدد - حيث يقدم لهم عاملو الإغاثة المساعدات الضرورية - وتحدثوا معهم عما شهدوه.
السيد، نازح في السبعين من عمره، قال إن أولاده حملوه في رحلة النزوح بسبب إعاقته التي تمنعه من الحركة. وأضاف: "الشيء الذي دفعني للمغادرة هو الانتهاكات التي عشناها وهدم البيوت والسرقات والاغتصابات. الوضع كان سيئا جدا جدا. لقد حُملت على أكتاف أولادي 40 ساعة وأنا على هذا المقعد المتحرك".
وأشار إلى العدد الكبير من الأشخاص الذين يقفون حوله، وقال إنهم جميعا جاءوا من الجزيرة سيرا على الأقدام وإن بعضهم سار 3 أيام أو 10 أيام وإن بعض الناس لقوا حتفهم أثناء النزوح بسبب التعب والعطش.
السيدة نضال، البالغة من العمر 35 عاما، قالت إن كل الناس يشعرون بالإنهاك ويحتاجون إلى دعم خارجي كبير: "نحتاج إلى أسرّة. ينام الناس على الأرض وبعضهم مريض لا يتحمل هذا الوضع. ونريد ملابس، بعضنا خرج من داره بالملابس التي كنا نرتديها وبدون أي شيء آخر. نحتاج إلى البطاطين أيضا".
وعما شهدته من الهجمات التي تعرضت لها منطقتها، قالت السيدة نضال: "أي بيت في الجزيرة هجموا عليه. أخذوا ملابس الفقراء من الخزانات وارتدوها، وسرقوا الحلويات التي كانت النساء تبيعها لتطعم أطفالها".
السيدة نضال (35 عاما) اضطرت إلى النزوح من ولاية الجزيرة، في السودان، بسبب تصاعد أعمال العنف.
OCHA السيدة نضال (35 عاما) اضطرت إلى النزوح من ولاية الجزيرة، في السودان، بسبب تصاعد أعمال العنف.
شخص آخر مسن في الثانية والستين من العمر تحدث عن المشاكل الكثيرة التي يواجهها النازحون مثله: "نعاني من الجوع والعطش. الأطفال هم أكثر من عانوا والنساء أصبحن مريضات أيضا. لقد فقدنا الكثير من الأرواح وإلى الآن لا يزال الكثيرون مفقودين لم نعثر عليهم".
أدمور توندلانا نائب رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في السودان شدد على أهمية وقف إطلاق النار وأن يعود شعب السودان إلى حياتهم الطبيعية، "فلنبن السودان مرة أخرى، هناك الكثير من الأطفال الذين تضرر تعليمهم. إنه جيل سنفقده. الكثير من جوانب الحياة قد تأثر ونحتاج إلى العودة إلى الحياة الطبيعية".
لوكوجو بيتر رئيس مكتب الأوتشا في كسلا قال إن العام المنصرم شهد 3 موجات نزوح من الجزيرة وسنار، ليزيد العدد في شرق السودان بنحو ثلاث مرات. ووشدد على الحاجة العاجلة لأن تساعد الوكالات الإنسانية والسلطات الحكومية من نزحوا إلى شرق السودان بالمأوى والماء والرعاية الصحية.
منذ بدء الصراع في السودان، نزح نحو 11.5 مليون شخص سواء داخل البلاد أو عبر الحدود.