سودانايل:
2024-07-07@02:42:40 GMT

الأثر النفسي للحرب في السودان على الأطفال

تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT

تُعدّ الحروب من أكثر الأزمات التي تترك آثاراً عميقة وطويلة الأمد على المجتمعات، ولا سيما الأطفال الذين يشكلون الفئة الأكثر ضعفاً وحساسية. في السودان، حيث يستمر الصراع المسلح منذ سنوات عديدة، يعاني الأطفال من أعباء نفسية هائلة نتيجة للعنف والدمار المستمرين.

الآثار النفسية المباشرة

1. الصدمة النفسية: يتعرض الأطفال لشتى أنواع الصدمات النفسية جراء مشاهدتهم للعنف اليومي، وفقدانهم لأفراد عائلاتهم وأصدقائهم.

مشاهد الدماء والجثث والدمار تترك بصمة عميقة في ذاكرتهم، تؤدي إلى اضطرابات نفسية مثل الكوابيس، الفزع الليلي، وصعوبات في التركيز.

2. القلق والخوف: يعيش الأطفال في السودان في حالة مستمرة من القلق والخوف من التعرض للهجوم، القصف أو النزوح المفاجئ. هذا الشعور الدائم بعدم الأمان يمكن أن يتطور إلى حالات من القلق المزمن والاضطرابات النفسية مثل اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).

3. فقدان الثقة: تتسبب الحروب في تدمير البنى الاجتماعية والأسرية، مما يؤدي إلى شعور الأطفال بفقدان الثقة في العالم من حولهم. يصبح من الصعب عليهم بناء علاقات صحية أو الشعور بالأمان حتى في البيئات التي يُفترض أن تكون آمنة.

الآثار النفسية غير المباشرة

1. فقدان التعليم: تؤدي الحروب إلى تعطيل العملية التعليمية بشكل كبير، مما يحرم الأطفال من الحصول على التعليم الجيد. التعليم ليس فقط وسيلة للتعلم الأكاديمي، بل هو أيضاً مكان لبناء الشخصية والتواصل الاجتماعي. فقدان هذه الفرصة يؤدي إلى آثار نفسية سلبية، بما في ذلك الشعور بالعزلة وفقدان الأمل في المستقبل.

2. النزوح واللجوء: يتعرض الأطفال للنزوح المتكرر والعيش في مخيمات اللاجئين التي تفتقر إلى البيئة الصحية والمرافق الأساسية. هذا الوضع يزيد من معاناتهم النفسية ويجعلهم عرضة لأمراض نفسية وجسدية متعددة.

3. التفكك الأسري: تؤدي الحروب إلى انفصال الأسر أو فقدان أحد الوالدين، مما يزيد من الشعور بالحزن والفراغ العاطفي لدى الأطفال. الأسرة هي الركيزة الأساسية في دعم الطفل نفسياً، وفقدانها يعني انهيار هذا الدعم الأساسي.

كيفية معالجة الآثار النفسية

1. الدعم النفسي والاجتماعي: يتعين على المنظمات الدولية والحكومية توفير الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال المتضررين من الحرب. هذا يمكن أن يتم عبر إنشاء مراكز دعم نفسي في المناطق المتضررة، وتقديم الاستشارات النفسية للأطفال وأسرهم.

2. التعليم وإعادة التأهيل: يجب العمل على إعادة تأهيل البنية التحتية التعليمية في السودان وتقديم برامج تعليمية تركز على الدعم النفسي. التعليم يمكن أن يكون وسيلة فعالة لإعادة بناء الثقة والأمل في نفوس الأطفال.

3. تعزيز البيئة الأسرية: دعم الأسر ومساعدتها على البقاء معاً وتقديم الدعم النفسي للأهالي يمكن أن يساعد في توفير بيئة مستقرة للأطفال، مما يقلل من الآثار النفسية السلبية للحرب.

الخاتمة

إن الأثر النفسي للحرب في السودان على الأطفال عميق ومعقد، ويتطلب تضافر الجهود من جميع الجهات المعنية لتقديم الدعم المناسب. الأطفال هم مستقبل السودان، ومعالجة آثار الحرب النفسية عليهم ليست فقط واجباً إنسانياً، بل هي أيضاً استثمار في مستقبل أفضل للبلاد. يحتاج الأطفال السودانيون إلى بيئة آمنة ومستقرة تتيح لهم التعافي والنمو، ويجب أن يكون هذا الهدف على رأس أولويات المجتمع الدولي والحكومة السودانية.

هیثم الطيب عبدالرحيم

mohamedabumani@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الآثار النفسیة الدعم النفسی فی السودان یمکن أن

إقرأ أيضاً:

«صحة الخرطوم» تتهم الدعم السريع بقصف مستشفى للأطفال بأمدرمان

وزارة الصحة بولاية الخرطوم دعت المنظمات الدولية لـ “تحرك عاجل” لحماية الأطفال، وقالت إن القوانين والمواثيق الدولية تنص على ابعادهم عن مناطق النزاع.

الخرطوم: التغيير

اتهمت وزارة الصحة بولاية الخرطوم قوات الدعم السريع بقصف مستشفى للأطفال بمدينة أمدرمان التي يسيطر الجيش على أجزاء واسعة منها.

وقال الناطق بإسم الوزارة محمد إبراهيم علي، إن “المليشيا المتمردة” واصلت صباح الخميس إستهداف المؤسسات العلاجية اذ قصفت بالمدفعية الثقيلة مستشفى (البُلك) للأطفال وأحدثت اضرار كبيرة بالمباني.

وأوضح الناطق بإسم الوزارة – بحسب وكالة الأنباء الرسمية – أن مستشفى (البُلك) يعتبر المستشفى الوحيد المتخصص في علاج الأطفال وتتواجد بداخله أعداد كبيرة من الأطفال والأمهات المرافقات مما ادخل الخوف والفزع في نفوس الاطفال.

فيما دعا المنظمات الدولية لـ “التحرك العاجل” لحماية الأطفال، وأضاف: “تنص القوانين والمواثيق الدولية بابعاد الأطفال عن مناطق النزاع”.

ولفت الناطق بإسم الوزارة إلى أنه من خلال رصد الحالات التي ترد للمستشفيات جراء القصف المتعمد من قوات الدعم السريع للأحياء والأعيان المدنية، فإن أغلب الحالات من المدنيين العزل بما فيهم النساء وكبار السن والأطفال.

يُشار إلى أن مدينة أمدرمان شهدت صباح الخميس، اشتباكات عسكرية أعلن عقبها الجيش سيطرته على حي (الدوحة) ومطاردت قوات الدعم السريع.

الوسومآثار الحرب في السودان أمدرمان أنقذوا الأطفال حرب الجيش والدعم السريع صحة الخرطوم مستشفى البلك

مقالات مشابهة

  • البيان الختامي لمؤتمر القاهرة يؤكد ضرورة الوقف الفوري للحرب في السودان
  • ممثلة الاتحاد الإفريقي: نعمل حثيثًا على إنهاء معاناة السودانيين والوقف الفوري للحرب
  • ممثلة الاتحاد الإفريقي: نعمل حثيثا على إنهاء معاناة السودانيين والوقف الفوري للحرب
  • 8 تطبيقات للصحة النفسية تساعدك على إدارة القلق والاكتئاب
  • المريض النفسي بين نارين.. صراع مع الذات ووصمة العار المجتمعية
  • الاحتلال ومنهجية الترهيب والقمع.. تدمير الصحة النفسية وعواقبه
  • نداء للعسكر السودانيين الرافضين للسلام
  • 9 طرق للتعامل مع الطفل العصبي.. «الدعم النفسي بيفرق كتير»
  • «صحة الخرطوم» تتهم الدعم السريع بقصف مستشفى للأطفال بأمدرمان