بقلم / عمر الحويج
منذ إنتصار الثورة في 11 أبريل 2019م التي كانت في يومها وساعتها ، إنتصاراً بضغط الشارع وإعتصامه التاريخي وثورته العملاقة ، ولكن في ذات الوقت إنقلاب تآمري من اللجنة الأمنية للنظام البائد ، لقطع مسيرتها الظافرة ، وإجهاضها لحظة ولادتها ، أعلنوه نصراً في بواطنهم خديعة ناجعة ، وللثوار إنحيازاً للثورة ، كما أراد النظام الإسلاموي البائد أن يوهم جماهير الثورة ذلك الحين بهذا الإنطباع الخادع "وهي أكذوبتهم الأولى!!" أن جزءً منهم " اللجنة الأمنية" وحتى نسبوها بالإسم لقوشهم بغشهم المعهود ، هو المنتصر للثورة ، حتى يوقفوا مسيرتها ، ومنعها من تحقيق أهدافها ، يعلنونه نصراً لهم إنحيازاً للثورة ، حتى يمتصوا غضبة الشارع عليهم ، التي أخافهم شعارعها "كل كوز ندوسو دوس " فبيتوا النية ، وقرروا إجهاض الثورة ، ولما صاحب الفشل هذه الخطة الإستخبارتية التي لم تمر إلا على الحرية والتغيير ، التي صدقتهم بوعي أو بغير وعي داخل بعضهم ، وكانت الشراكة ، التي فتحت الباب واسعاً ، لكل أشكال التآمر ، الناجح منها وغير الناجح ، حتى أوصلوا نجاحهم التآمري بالمفتشر ، عن طريق إنقلابهم الحقيقي ، الواضح وفاضح ، المنحاز هذه المرة ، قلباً و قالباً للإسلامويون ، في 25 أكتوبر 2021م ، وتخلصوا حتى من حكومة قحت ، التي تعدل اسمها حين هانت ، وهم شركاؤها ، والتي أحاطتهم بعنايتها ، وحالت بينهم درعاً واقياً ، وعنفوان الثورة ، بل نقول بالمكشوف ، أنها حمتهم وأحتوتهم ، من غضبة الثورة وثوارها ، إلا أنهم قذفوا بها خارجهم ، ولم يراعوا فيها إلا ولا ذمة .
وفوق ذلك عادت قحت بمركزيتها في الحرية والتغيير ، إلى ذات المربع الأول ، مربع العسكر وشراكة الدم ، "الذي ظل طريق الثورة مغيباً عنهم ، وعن المشهد ، عمداً وقصداً "عند بعض من قحت التي تبدلت إلى قحط ، بفعلها السياسي السئ ، المفارق لشعارات الثورة وأهدافها العليا ، وعادت حليمة بالإطاري مقطوع الطاري إلى قديمها ، وبشكل أو آخر ، كان سبباً وإن كان غير ذي "بينة أو دليل قاطع " واحداً من أسباب الحرب ، ولكن بمقياس المنطق ، يقول أنه حين أصبح صراع الإطاري مقطوع الطاري ، الدائر بين إنجاضه لإنجاحه أو إسقاطه ، كانت قحت ، قد عزلت قوى الثورة نهائياً من أفقها وتراتيبها السياسية ، رغم أن الثورة كانت تغلي خارجهم كالمرجل ، وفي ذات الوقت ، قوت من شوكة النظام البائد الأسلاموي ، وأخرجته من عزلته ، بإستكانتها لجناحه الأمني الذي حمل جهد إيصالها للتجرؤ ، في إفطارات رمضان ، لإعلان الحرب علناً ، وليس بالتهديد الكلامي فقط ، فلم تمر سويعات من آخر إفطار لهم في التعبئة المستمرة ، حتى تم التنفيذ ، وأشتعلت الحرب ، المستعرة حتى يوم الناس ولحظتهم هذه ، من بدأها ليس هو السؤال ، من سيوقفها أيضاً ليس هو السؤال ، الشعب المنهك الآن يبحث عن وقفها وقف إطلاق النار وكفى الله الأشرار شر القتال ، بأي ثمن فقط يريد وقفها ، فليس لديه الوقت للأسئلة ، فالثانية عنده يحسبها بكمية الآلاف التي سوف تقتل بالدانات الأرضية أو بالقذائف الجوية ، وبكم الملايين التي ستشرد وتنزح وبكم الموت جوعاً الذي استشرى وأنتشر .
فإلى تقدم نقول لقد قررتم ببيانكم الأخير أنكم سوف تشاركون الكتلة الديمقراطية "الموزاب" الحوار ، في حين قبلها قلتم لن نحاور المؤتمر الوطني و"واجهاته" ، وأنتم تعون وتعرفون أنهم ، واجهة للنظام البائد ، مهما تدثروا بطلبهم وقف الحرب وهم مشعلوها ، ولم يكن هناك ضرورة ملحة لموافقتكم ، لأي لقاء يُشبِهُّكم ويورطكم ، فوقف الحرب قد حانت ووجبت ، وحتى المستنفرين أعلنوا رغبة خجولة في وقفها ، راجعوا موافقتهم على التفاوض لوقف الحرب ، على لسان حالهم"المصباح-أبو البراء" بعد عودته غير الظافرة من جَجة التقية في ظاهرها ، وهي في الأصل ، بغرض تنظيم وجمع الإعداد للإرهاب والإرهابيين .
وبيدكم لابيد غيركم قررتم يا أهل تقدم موافقتكم غير المشروطة ، اللقاء المنتظر في القاهرة ، بغرض وقف الحرب ، وإن كان في التحليل النهائي هو قرار إنتحاركم السياسي ، السائرون إليه مغمضي الأعين . سيقول لكم شعبنا تفضلوا بالإنتحار مشكورين فقد أمسكتمونا من يدنا التي توجعنا ، أو في الحقيقة بجسدنا كامله ، المنهك والمقتول كمداً وحقيقة ، لن نقول أو ننصحكم ، بألا تلتقوا بالكوزاب ، حتى لا نكون شركاء لكم في القرار الخطأ ، فقط التقوا كما تريدون ، حتى بأهل النظام البائد بما فيهم على كرتي "والبتبلبل بعوم" هذا خياركم وأختياركم فأذهبوا وأنتم الطلقاء ، أحرار في قراراتكم ، فقد بحت حلوقنا وجفت أقلامنا من تحذيركم ، بالبعد عن طريق التسويات ، وما يرافقها من الهبوطات الناعمات !! ، الذي ظللتم فيه تسيرون .
ونقول لكم اليوم ، لا وقت لدينا ، لا نحن ولا شعبنا فائض مهلة ، لرفاهية الوعظ والإرشاد ، وليس هذا ياساً ، فلا يأس مع الحياة المفقودة أصلاً ، فشعبنا يتحرق إنتظاراً وتشوقاً لوقف الحرب .
أقول وأنا مشفق وحزين ، على غدكم واصلوا طريقكم وأنتحروا كما تشاؤون ، فقط أوقفوا هذه الحرب اللعينة التي أكلت الأخضر واليابس وكل زاحفة على الأرض بما فيها البشر والحجر والشجر .
فقط نقول لكم تحملوا مشكورين قيامكم بهذه التضحية الخطرة ، بخياركم الإنتحاري ، وإن كانت هناك الكثير من الطرق السالكة لوقف الحرب بغير إنتحاركم المكلف لكم ولنا وللثورة . فما سيحدث في اليوم التالي لوقف الحرب ، ولن ينتظر ذلك كثيراً تعونه ، إنه التاريخ وشعبكم وثورته ، سيكتب عنكم أنكم هذه المرة بجد وبجدية سبق الإصرار والترصد ، قد خنتم شعبكم ، حيث قمتم بإستغلال لحظة ضعفه ، وحاجته الأولى وأولويته المتقدمة ، لوقف حرب الدمار والموت والنزوح والهروب من موقع إلى موقع ، وحتى الإذلال الخارجي الذي لازمه في كل بقعة طالتها أقدامه الحافية . لن ينسى لكم ، في لحظته الحرجة هذه ، أنكم ذهبتم لتفاوضوا أعدائه ، الذين تسببوا في مأساته .
أقول لكم بملء الفيه ، واصلوا مسيرتكم القاصدة !! وعيون شعبنا تدمع ، وأعلنوا مع الشيطان نفسه ، لن نستطع إلا أن نردد مع الجميع .. لا للحرب ، نعم للسلام ، فنحن بين أن يكون السودان وشعبه ، أو لايكون، حتى وإن كان الثمن انتحاركم ، باعادة النظام البائد ، بمنظومته كاملة ، زائداً ما إستجد منها ، من حركات مشلحة ، واردأزول وزولات والتوم هجو والهجوات ، والليلة ما بنرجع ، والناظر ترك وقفل الميناء والناظرات ، ومن لف لفهم ، فشعبنا وفي اليوم التالي لوقف الحرب ، التي لا ناقة له فيها ولاجمل ، قادر لإستعادة مسيرته الثورية ، ومواصلة ثورته والردة ستظل له هي المستحيلة .
أذهبوا لوقف الحرب ، ومن بعدها أحملوا معهم هتافهم الله أكبر الجديد ، المفصل عليهم وحدهم لا شريك لهم فيه ، الذي يجيد ترديده الطرفان التوأمان ، وثالثهم الشيطان ، وأخاف أن تصبحوا وتجدوا أنفسكم ذلك الشيطان .
وها نحن مضطرون اليوم ، أن نبصم لكم بالعشرة صادقين ، أننا موافقون لكم والشيطان ، لإعلان وقف الحرب ، بناءاً على طلب شعبنا كما يُرى وروينا ، فلا حيلة له ، لرفض وقف الحرب ، فالعين بصيرة ، ولكن اليد قصيرة ، فقد تكأكتم عليه مع الآخرين ، ليقبل صاغراً بالقرار الذي ينتظره ويتمناه بوقف الحرب ، ولاشى غير وقف الحرب .
ونقول لكم ولهم ، وقد استغليتم حب شعبنا للحياة ولحظة ضعفه الإنساني أمام الموت والفناء بالإبادات الجماعية ، نقول فقط ، التاريخ والشعب وثورته بردتها المستحيلة ، لن يرحم جميع الأطراف التي ساهمت في هذه الحرب العبثية ، من حاملي سلاحها ، ومن دعاتها باللسان أو بالكتابة ، أو حتى بالبعد والسكوت والتلهي عنها .
omeralhiwaig441@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: لوقف الحرب وقف الحرب وإن کان
إقرأ أيضاً:
دور مصر في التعامل مع أزمة السودان.. سخرت كل إمكانياتها لوقف الحرب
سخّرت مصر كل مؤسساتها المعنية لاحتواء الأزمة في الخرطوم وحقن دماء الشعب السوداني، في إطار السياسة الخارجية المصرية وثوابتها، المتمثلة في استقرار ووحدة السودان الشقيق وعدم التدخل في شئونه الداخلية، وسلامة أهله، وتقديم كل المساعدات الممكنه له والحفاظ على الأمن القومي المصري.
الرئيس السيسي أجرى اتصالات مع أطراف الأزمةوبحسب الهيئة العامة للاستعلامات، فإن الرئيس عبدالفتاح السيسي أكد أنه أجرى اتصالاته مع الأطراف السودانية، والأفريقية، والعربية والدولية، وكذلك تحركات وزارة الخارجية والهجرة بالتنسيق مع المؤسسات الأخرى، لمعالجة الأزمة في البلد الشقيق.
وأكد الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج، انخراط مصر بفاعلية في مختلف الجهود الإقليمية والدولية الرامية لوقف إطلاق النار وتحقيق تسوية في السودان الشقيق ورفع المعاناة عن شعبه.
وشدد وزير الخارجية على أن الهدف الأساسي للتحرك المصري هو صون مصالح السودان والحفاظ على سيادته ووحدة أراضيه.
المبعوث الأممي يلتقي بوزير الخارجية المصريواستعرض وزير الخارجية خلال استقبال «رمطان لعمامرة» المبعوث الشخصي لسكرتير عام الأمم المتحدة للسودان الجهود المصرية الرامية لاحتواء التصعيد وتحقيق التهدئة في السودان.
وأبرز وزير الخارجية، استضافة مصر لقمة دول الجوار للسودان في يوليو 2023، واجتماع القوى السياسية والمدنية السودانية في يوليو 2024، مشددًا حرص مصر على تعزيز التنسيق مع المبعوث الأممي لإنجاح المهمة الهامة المنوطة بها.
كما أعرب عن تطلع مصر لتقديم كل الدعم للأمم المتحدة في سبيل استعادة الأمن والاستقرار بالسودان الشقيق.
وأكد وزير الخارجية، القلق من تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان، منوها بحرص مصر على توفير الرعاية الكاملة لعدد كبير من النازحين من السودان من خلال توفير الخدمات التعليمية والصحية وغيرها من الاحتياجات.
مصر الدولة الوحيدة التي تعمل بجدية وإخلاص لوقف الحربوفي أكتوبر الماضي، قال وزير الخارجية، إن مصر هي الدولة الوحيدة التي تعمل بكل جدية وإخلاص على العمل على وقف الحرب الدائرة في السودان، مشددًا على الجهود المصرية لتجنيب الشعب السوداني مخاطر التقسيم وويلات هذه الحرب المشتعلة.
وأضاف «عبدالعاطي»، خلال لقاء خاص عرضته قناة «القاهرة الإخبارية»، أن مصر هي أول دولة استضافت كل القوى السياسية والمدنية بلا استثناء، لدرجة أن الأشقاء في السودان قالوا إن لأول مرة تلتقي القوى المدنية في محفل واحد منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023.
نتيجة اجتماع القوى السودانية في مصروتابع: «هذا الاجتماع كان مهمًا ومصر لم تحضر معهم إذ كانت مضيفة ومنظمة فقط للاجتماع، ووفرت لهم كل سبل الراحة حتى يتدارسوا وخرجت وثيقة شديدة الأهمية».
وأشار إلى أن الوثيقة التي خرجت عن الاجتماع توافقت على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار والنفاد الكامل للمساعدات وإقامة نظام سياسي ديمقراطي شامل لا يستبعد أحدًا.