(وكالة أنباء العالم العربي) - عبر المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيريلو يوم الأربعاء عن قلقه إزاء ما قال إنها هجمات لقوات الدعم السريع أدت إلى نزوح جماعي للمدنيين من ولاية سنار والمناطق المحيطة بها في شرق البلاد.

وقال بيريلو عبر منصة إكس إن على الدعم السريع ضمان حماية المدنيين الفارين من العنف.

كما عبر المبعوث الأميركي عن قلقه حيال القتال بين الجيش والدعم السريع في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في غرب السودان، قائلا "يواجه مئات الآلاف من المدنيين السودانيين المجاعة حاليا بسبب هجوم قوات الدعم السريع على الفاشر وعرقلة القوات المسلحة السودانية لوصول المساعدات".



وأضاف "تستمر الولايات المتحدة في التواصل مع القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في محاولة للتوسط لوقف محلي لإطلاق النار والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية"، لافتا إلى أن الأمم المتحدة قامت بجمع مساعدات إنسانية كبيرة في منطقة تين على الحدود السودانية التشادية للذهاب إلى الفاشر.

وأردف "الوقت ينفد بالنسبة لهذا الغذاء والدواء المنقذين للحياة لتلبية الحاجة الملحة. الآن هو الوقت المناسب لقادة القوات المسلحة السودانية وقادة الدعم السريع لوضع احتياجات المدنيين في المقام الأول والسماح لهذه المساعدات بالوصول الى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها".

ونزحت آلاف العائلات من مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار، بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها، ومن بينهم نازحون بمراكز إيواء كان أغلبهم قد لجأ إليها قادما من ولايتي الخرطوم والجزيرة، وتوجهوا إلى ولايتي القضارف في الشرق والنيل الأزرق إلى الجنوب الشرقي.

وسيطرت قوات الدعم السريع على سنجة يوم السبت الماضي، بما في ذلك مقر رئاسة الحكومة وقيادة الجيش بالولاية، بعد أن توغلت إلى منطقة جبل موية الاستراتيجية.

واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل نيسان من العام الماضي بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين بسبب خلافات حول خطط لدمج الدعم السريع في القوات المسلحة، في الوقت الذي كانت فيه الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع فی القوات المسلحة

إقرأ أيضاً:

مصريون ناجون يكشفون أهوال معتقلات الدعم السريع

على مدى ما يقارب من عامين، نُقل عماد معوض عدة مرات من مكان احتجاز إلى آخر في السودان، حيث اعتقلته قوات الدعم السريع مع عدد آخر من المصريين بتهمة التجسس، وكان يخشى في كل مرة أن يكون اليوم الذي يمر عليه هو الأخير في حياته.

أمضى التاجر المصري البالغ (44 عاما) سنوات في بيع الأجهزة المنزلية في السودان قبل أن يقتحم مقاتلون من قوات الدعم السريع منزله في الخرطوم في يونيو/حزيران 2023، ويعتقلوه مع 6 مصريين آخرين.

ويقول معوض من منزله في كفر أبو شنب، وهي قرية هادئة بمحافظة الفيوم المصرية جنوب غرب القاهرة "اتهمونا بأننا جواسيس"، ويتذكر كيف فتش العناصر، الذين اعتقلوه، هاتفه ومنزله، قائلا "كنّا مجرد تجار، لكن بالنسبة لهم، كل مصري كان موضع شك".

رغم عدم العثور على أي أمر مريب لديهم، عُصبت أعين أفراد المجموعة واقتيدوا في شاحنة إلى مركز احتجاز في الخرطوم.

كان قد مضى شهران على بدء الحرب، وكان مئات الآلاف من سكان السودان فروا إلى الحدود المصرية بحثا عن الأمان، لكن معوض لم يتمكن من ذلك قائلا "لم يكن ممكنا لي أن أسافر بسبب كمية البضائع التي كانت لدي والتي كان يمكن أن تسرق"، كما كانت هناك "ديون" يتعيّن سدادها، و"اضطررنا لحراسة بضاعتنا مهما كانت الظروف".

إعلان

وتتهم قوات الدعم السريع، التي تخوض نزاعا مدمّرا مع الجيش السوداني منذ أبريل/نيسان 2023، مصر بالتدخل في الحرب عبر دعم الجيش، الأمر الذي تنفيه القاهرة.

وفي مبنى جامعي حُول إلى سجن في حي الرياض بالعاصمة السودانية، احتُجز معوض مع 8 مصريين آخرين في زنزانة مساحتها 3 أمتار بـ3 أمتار من دون أي نوافذ.

ويوضح معوض أن الزنازين الأخرى كانت تضمّ ما بين 20 و50 معتقلا، بينهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم 6 سنوات، ورجال مسنّون، بعضهم في التسعينات من العمر.

معوض يتذكر كيف فتش عناصر الدعم السريع هاتفه ومنزله قبل أن يعتقلوه (الفرنسية) جوع ومرض

ويقول أحمد عزيز، وهو تاجر مصري آخر كان محتجزا مع معوض، إن الطعام الذي كان يقدّم للمعتقلين "لم يكن أكلا.. كانوا يُحضرون لنا ماء ساخنا ممزوجا بالدقيق، عبارة عن عجينة لا طعم لها".

وكانت المياه إما مالحة وملوثة من إحدى الآبار، أو مليئة بالرواسب من نهر النيل، مما أدى إلى تفشي الأمراض بين السجناء الذين لم يتمكن بعضهم من الصمود في هذه الظروف، فماتوا.

ويضيف عزيز أنه عندما كان يصاب سجين بالمرض، ما كان عليه سوى "انتظار الموت".

ووفقا لمعوض، "بدأت أجسام المساجين تفقد مناعتها، وأصبحوا مجرد هياكل"، مشيرا إلى أن 5 مساجين "أحيانا أكثر وأحيانا أقل بقليل، كانوا يموتون يوميا"، وكانت تترك الجثث غالبا لتتعفن في الزنازين لأيام، بينما يرقد المعتقلون بجانبها.

ويروي معوض "لم يكونوا يغسّلون الجثث"، وكان عناصر قوات الدعم السريع "يلفونها ويلقون بها في الصحراء".

ويصف عزيز، الذي احتُجز في سجن سوبا لمدة شهر، كابوسا حقيقيا عاشه في هذا المعتقل، قائلا "لم تكن هناك مراحيض، مجرد دلاء داخل الزنزانة تترك هناك طوال اليوم".

ويضيف "لا يُمكن أن يمرّ أسبوعان من دون أن تُصاب بالمرض"، وقد انتشرت الحمى على نطاق واسع بين السجناء، مما أثار مخاوف من انتشار الكوليرا والملاريا "ليلا، كانت أسراب الحشرات تزحف على السجناء.. لم يكن هناك ما يجعلك تشعر بأنك إنسان".

وتقول الأمم المتحدة إن سجن سوبا التابع لقوات الدعم السريع في جنوب الخرطوم، ربما كان يضم أكثر من 6 آلاف معتقل بحلول منتصف عام 2024.

محمد شعبان: حراس الدعم السريع في سجن سوبا اعتادوا إهانة السجناء وضربهم بالخراطيم والعصي والسياط (الفرنسية) إهانة وضرب

ويوضح محمد شعبان، وهو تاجر مصري آخر، أن حراس قوات الدعم السريع في سجن سوبا اعتادوا إهانة السجناء وضربهم بالخراطيم والعصي والسياط.

إعلان

ويقول شعبان البالغ (43 عاما) إنهم "كانوا يجردوننا من ملابسنا.. ثم يُمعنون بالسجناء ضربا وإهانة وشتما".

رغم محنتهم، كان معوض وعزيز وشعبان من بين المحظوظين، إذ أُطلق سراحهم بعد 20 شهرا من الأسر نتيجة ما يعتقدون أنها عملية استخباراتية مشتركة بين مصر والسلطات السودانية الموالية للجيش.

وعادوا إلى ديارهم في مصر، وهم يكافحون للتعافي جسديا ونفسيا "لكن علينا أن نحاول طي الصفحة والمضي قدما"، بحسب شعبان الذي يقول "علينا أن نحاول أن ننسى".

ووفق الأمم المتحدة، اعتقل عشرات الآلاف في السودان في سجون قوات الدعم السريع أو الجيش السوداني، وفق تقرير صدر في وقت سابق من هذا الشهر.

ومنذ بدء الحرب قبل سنتين، وثق النشطاء عمليات اعتقال وتعذيب طالت عمال إغاثة في الخطوط الأمامية أو ناشطين حقوقيين أو مدنيين بصورة عشوائية.

مقالات مشابهة

  • تدمير (١٢) مركبة قتالية محملة بالإمدادات الحربية للمليشيا بالمحور الجنوبي الشرقي للفاشر
  • مصريون ناجون يكشفون أهوال معتقلات الدعم السريع
  • الجيش السوداني يتقدم في الفاشر والدعم السريع يقصف المدينة
  • مدير شرطة ولاية سنار يتفقد شرطة محلية سنجه وعدد من النقاط الشرطية
  • الجيش السوداني يتصدى لهجمات على عطبرة والفاشر
  • البرهان: السلام ممكن إذا وضعت قوات الدعم السريع سلاحها
  • في بيان اصدرته: قوات الدعم السريع تعلن سيطرتها على قاعدة السلك العسكرية بمحلية باو ولاية النيل الأزرق
  • كيف جهّزت قوات الدعم السريع للحرب قبل اندلاعها؟
  • وزير الإعلام السوداني: ولاية الخرطوم تحررت تماما من سيطرة المتمردين
  • عقب الانتصارات التي شهدتها العاصمة، وزير الشؤون الدينية والأوقاف يزور ولاية الخرطوم