جامعة محمد الخامس بدون رئيس منذ سنتين ولجنة علمية تحسم اختيارها.. فهل يقبرها ميراوي مرة أخرى؟
تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT
حسمت اللجنة العلمية التي كلفت بدراسة الترشيحات لرئاسة جامعة محمد الخامس بالرباط في اختيار ثلاثة أسماء مرشحة لرئاسة الجامعة سوف تعرض على رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، قريبا، للمصادقة عليها في مجلس الحكومة، على رأسهم محمد الغاشي، رئيس الجامعة المنتهية ولايته، وأحمد البريهي، الذي حل ثانيا، وفريد الباشا، الرئيس الحالي بالنيابة الذي حل ثالثا.
ويسود ترقب في أوساط الجامعة لطريقة تعامل رئيس الحكومة مع قرار اللجنة العلمية، بعد إحالته من طرف وزير التعليم العالي، خاصة أن الوزير عبد اللطيف ميراوي، سبق أن ألغى نتائج لجنة علمية سابقة هو الذي عينها، اختارت محمد الغاشي على رأس لائحة المرشيحن، وذكرت مصادر أن ميراوي، « رفضه لحساسية شخصية دون اعتبارات علمية ». كما دفع الوزير بفريد أولباشا لرئاسة الجامعة بالنيابة، والذي استمر في هذا المنصب لسنتين.
وتشير مصادر « اليوم24 » إلى أن اللجنة العلمية التي عينها الوزير ميراوي، اشتغلت بشفافية، وقررت ترتيب المرشحين الثلاثة، وعلى رأسهم الرئيس السابق الغاشي، فيما حل المرشح المفضل للوزير فريد أولباشا ثالثا، بفارق كبير من حيث النقط مقارنة مع الغاشي.
يأتي هذا في وقت يجري فيه الحديث عن إصلاح التعليم العالي والنهوض به، فيما جامعة محمد الخامس أمضت حوالي سنتين بدون رئيس لها، وفضل وزير التعليم العالي أن تسير فقط عن طريق رئيس بالنيابة عمره 67 عاما، بات عاجزا عن تدبيرها، حسب مصادر من الجامعة، خاصة أمام توقيف مجلس الجامعة لتفعيل أية مشاريع إلى حين تعيين رئيس جيد.
هذه الوضعية أثرت على 8 مؤسسات جامعية أخرى تابعة للجامعة والتي يتم تسييرها أيضا بالنيابة، في غياب تعيين شخصيات لها مشروع للنهوض بالتعليم في الجامعة. وتشير مصادر إلى أن هذه الوضعية جعلت الجامعة تضيع ما يناهز 120 منصبا ماليا خلال سنتين لم يتم تدبيرها بسبب الفراغ على مستوى الرئاسة، كما ضاعت أموال استثمارات على الجامعة تقدر بحوالي 86 مليون درهم.
وفي خلفية هذا الارتباك تشير مصادر إلى أن رغبة وزير التعليم العالي في تعيين شخصيات مقربة منه هي التي جعلت وضعية الجامعة تتفاقم خاصة بعد رفضه سابقا إحالة لائحة المرشحين لرئاسة الجامعة على رئاسة الحكومة حتى لا يتم اختيار محمد الغاشي.
كلمات دلالية جامعة محمد الخامس رئيس ميراوي عبد اللطيفالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: جامعة محمد الخامس رئيس ميراوي عبد اللطيف جامعة محمد الخامس التعلیم العالی
إقرأ أيضاً:
رئيس بدوام جزئي.. وجامعة بدوام الأزمة!
#سواليف
رئيس بدوام جزئي.. و #جامعة بدوام #الأزمة!
بقلم: أ.د. #عزام_عنانزة
في مشهد عبثي لم تعهده الجامعات العريقة، وجدت #جامعة_رسمية نفسها أمام معضلة إدارية غير مسبوقة: رئيس جامعة بدوام جزئي في وقت تحتاج فيه إلى إدارة بدوام مضاعف، إن لم يكن على مدار الساعة! كيف لا، والجامعة ترزح تحت #أزمات متفاقمة، مالية وإدارية وأكاديمية وقانونية، تستدعي حضورًا دائمًا وإدارة يقظة تكرّس كل دقيقة من وقتها لحل المشاكل بدلًا من تبرير الغياب؟
مقالات ذات صلة بدء تقديم طلبات البكالوريوس للناجحين في تكميلية التوجيهي الثلاثاء 2025/01/31لكن بدلاً من مواجهة هذه الأزمات بجدية ومسؤولية، ابتكرت الإدارة الحالية نهجًا جديدًا في “القيادة عن بُعد”! فالرئيس الموقر، وفق الرواية الرسمية، “يداوم” يومي الأحد والخميس في مكتب الارتباط في عمّان، وكأن الجامعة مجرد فرع جانبي في مسيرته المهنية، بينما الحقيقة الصادمة أن هذا المكتب لم يحظَ بشرف استقباله إلا نادرًا.
أما الحرم الجامعي، حيث الطلبة والأساتذة والتحديات المتراكمة، فلا يستحق أكثر من زيارات خاطفة، أشبه بجولات سياحية، يترك بعدها الملفات تتراكم والمشاكل تتفاقم، وكأن الأزمات تحل نفسها بنفسها! هل إدارة جامعة بحجم جامعة رسمية تُدار من مكاتب العاصمة، بينما المشاكل تتراكم في إربد؟ هل يمكن لأي مؤسسة أن تزدهر ورئيسها يعتبر وجوده في الميدان ترفًا لا حاجة له؟
والأكثر إثارة للدهشة، أن الجامعة وفّرت لهذا الرئيس سكنًا وظيفيًا فاخرًا كلف مئات الآلاف من الدنانير، لكنه بقي خاليًا بلا أي استخدام، وكأن الوجود في إربد بات عقوبة غير محتملة! ترى، هل أصبحت عمّان “عاصمة القرار” التي لا يجوز مفارقتها، بينما تُترك جامعة رسمية لمصيرها المجهول؟ من يعتقد أن إربد لا تليق به، وأن الولائم والاجتماعات في العاصمة ستحل مشاكل الجامعة، فهو واهمٌ تمامًا!
أزمة جامعة رسمية لا تحتمل التأجيل ولا المعالجات السطحية، فهي بحاجة إلى رئيس يضع الجامعة في مقدمة أولوياته، يتواجد بين أسوارها، يشرف بنفسه على تفاصيل إدارتها، ويعمل بلا كلل من أجل إنقاذها من الأوضاع المتردية التي تعاني منها. لا مجال لإدارة الجامعة بأسلوب “الوصاية عن بُعد”، ولا يمكن أن تُترك مؤسسة وطنية بهذا الحجم رهينة لرئيس لا يرى فيها سوى محطة عابرة في مسيرته.
أما من يظن أن الدولة الأردنية ستقف متفرجة على هذا التهاون، فهو مخطئ. الأردن دولة مؤسسات، والعقلاء فيها كُثر، ولن يسمحوا بالتضحية بصرح أكاديمي بحجم جامعة رسمية من أجل شخص تقديره الأكاديمي لم يتجاوز “مقبول”! فمن لا يؤمن بأهمية الحضور اليومي، ومن لا يدرك أن الأزمات لا تُحل عبر الاجتماعات في الفنادق والمآدب الرسمية، فهو ليس مؤهلًا لقيادة جامعة بهذا الحجم والتاريخ.
إنها صرخة حق من أجل جامعة كانت يومًا نموذجًا أكاديميًا يُحتذى به، قبل أن تتحول إلى ضحية لسياسات ارتجالية ورئيس بدوام جزئي، بينما تحتاج إلى إدارة تعمل ليل نهار لاستعادة مكانتها. فهل آن الأوان لأن يكون لـجامعة رسمية رئيس يعمل من أجلها، بدلًا من رئيس يعمل من أجل نفسه؟