صندوق الوطن يطلق برنامج ” فرسان القيم” لطلاب 5 جامعات
تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT
أطلق صندوق الوطن، أمس الأول، “برنامج فرسان القيم “، لطلاب وطالبات جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية في أبوظبي، فيما ينطلق البرنامج لطلاب 4 جامعات أخرى هي جامعة نيويورك وجامعة زايد وكليات التقنية ومعهد التكنولوجيا التطبيقية، يوم الإثنين المقبل ويستمر 3 أسابيع، وذلك بناء على توجيهات معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، وفي إطار تطوير البرامج الصيفية لتشمل طلاب الجامعات الإماراتية لأول مرة إلى جانب طلاب المدارس.
ويجسد البرنامج رسالة الصندوق في “هوية وطنية قوية ومستدامة ركائزها التمكين والإنتاجية والمسؤولية”، إذ يركز على تنمية القيم الإنسانية والصفات المجتمعية والثقافية، إضافة إلى الخصائص الاقتصادية والعملية التي تتميز بها الهوية الوطنية لأبناء وبنات الإمارات، ودعم سياسات وخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة بالدولة، والاعتزاز بتعاليم الدين الحنيف والحرص على مكانة اللغة العربية في المجتمع، وما يتبع ذلك من تعزيز القيم والمبادئ الإنسانية الأصيلة.
وقال سعادة ياسر القرقاوي مدير عام صندوق الوطن إن المرحلة الأولى من” برنامج فرسان القيم ” تتناول القيم الإنسانية التي تشكل مسيرة الإمارات، ودورها في ترشيد السلوك الشخصي والمهني للطالب، مؤكدا أن الصندوق بالتعاون مع الجامعات الإماراتية يعمل على أن تكون هذه المرحلة هي نواة للمراحل التالية أثناء العام الدراسي حيث يتبعه اشتراك هؤلاء الطلبة في نواد للهوية الوطنية، في جامعاتهم وكلياتهم، يقومون من خلالها بتنظيم أنشطة لخدمة البيئة والمجتمع أثناء العام الدراسي، كما تتاح أمامهم فرصة الاشتراك في مشاريع مهمة للخدمة العامة خلال العطلات الدراسية.
وأوضح أن البرنامج في مرحلته الأولى يعمل على تدريب الشباب على تعزيز القيم الإماراتية والهوية الوطنية، حيث ينطلق الأسبوع الأول، بتعريف الشباب بعناصر الهوية الوطنية (اللغة العربية ، الولاء للدين ، قيم مستمدة من إرث الشيخ زايد)، وفي الأسبوع الثاني يتدربوا على أهمية القيم كالكرم والشجاعة وغيرها من خلال التاريخ والتراث العربي الإسلامي، وإرث الشيخ زايد، وقادة الدولة أدوارهم محلياً وعالمياً، ثم يتدربون على أثر هذه الصفات وكيفية تحويلها إلى سلوك في الحاضر والمستقبل، وفي الأسبوع الأخير يتم التركيز على المواطنة والولاء والانتماء.
وأضاف أن المرحلة الثانية التي تضمن التطبيق العملي لما تم دراسته، فستكون أثناء الفصل الدراسي من خلال إنشاء نادي داخل الجامعة ” نادي القيم ” بالتنسيق بين الجامعات وصندوق الوطن، حيث تعين كل جامعة مشرف للنادي، ثم تأتي المرحلة الأخيرة في إجازة الربيع حيث يتم عقد تجمعات وتدريب، يعقبها التخطيط لتنفيذ مشروع ذي نفع عام للمجتمع في إجازة الصيف.
ولفت القرقاوي إلى أن برنامج فرسان القيم يركز على فهم متعمق للهوية الوطنية الإماراتية، ويتدرب الطلاب على تطبيق القيم العربية الإسلامية، وكيف يمكنها أن تؤثر بشكل إيجابي في حياتهم اليومية، إضافة إلى فهم أهمية اللغة العربية والتعرف على دورها في فهم الدين الإسلامي والحفاظ على الهوية الثقافية الإماراتية، كما يركز البرنامج على تعزيز الشعور بالانتماء، وتحفيز المسؤولية المجتمعية من خلال استعداد الطلاب للمساهمة في تنمية مجتمعهم ووطنهم.
وأوضح أن البرامج الصيفية التي يطرحها الصندوق لأبناء وبنات الإمارات من الطلبة والطالبات تأتي تجسيد لشعاره الذي يحرص على تأكيد مبادئ التمكين والإنتاجية والمسؤولية في الهوية الوطنية، والإسهام في تنمية قدراتهم على تحقيق حياة أفضل لأنفسهم، ولمجتمعهم وللعالم، مشيدا بالإقبال الكبير من جانب الطلبة، مثمنا جهود الجامعات المشاركة في برنامج هذا العام، سواء على المستويين الإداري و الأكاديمي، مؤكدا أن نجاح برنامج فرسان القيم مرهون بتعاون الجميع لتحقيق الأهداف المرجوة منه.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الهویة الوطنیة من خلال
إقرأ أيضاً:
كيف تستخدم إسرائيل اللغة العربية في طمس الهوية الفلسطينية؟
اعترفت قوانين الانتداب البريطاني على فلسطين المحتلة، باللغة العربية إلى جانب العبرية والإنجليزية كلغات رسمية منذ عام 1922، وهو ما استمر لدى الاحتلال الإسرائيلي من بعدها لفترة طويلة.
ورغم أن دولة الاحتلال أقرت في تموز/ يوليو 2018 قانون أساس: "إسرائيل – الدولة القومية للشعب اليهودي"، الذي أحدث تغييرات واسعة ومنها اعتبار اللغة العبرية الرسمية والوحيدة، بينما تراجعت العربية من رسمية إلى "لغة بمكانة خاصة".
ولم يأتِ تبني "إسرائيل" للقوانين البريطانية المتعلقة باستخدام اللغة العربية "احتراما" للسكان الفلسطينيين الأصليين المتبقين داخل الأراضي المحتلة عام 1948 جراء أحداث النكبة، إنما على ما يبدو من أجل استكمال مهمة التهجير وطمس آثارها، بحسب ما جاء في دراسة لمركز "أركان للدراسات والأبحاث".
وجاءت قرارات المحكمة العليا الإسرائيلية بالاعتراف باللغة العربية كلغة رسمية إلى جانب العبرية والإنجليزية لتعمل على ترسيخ استخدام العربية وضرورة وجودها في الحيز العام، وظهر ذلك بشكل واضح عام 2012، عندما جرى إلزام بلدية تل أبيب بوضع أسماء الشوارع والمناطق والمرافق العامة باللغة العربية إلى جانب العبرية والإنجليزية.
وبات قرار المحكمة العليا ملزما لجميع مؤسسات "إسرائيل" الرسمية والبلديات وكل ما يتبع لها، وذلك بنشر اللافتات العامة مثلا باللغات الثلاثة.
ومع حلول عام 2018 وإقرار قانون القومية، لم يعد إلزاميا وضع اللغة العربية في الأماكن العامة على اللافتات، إلا أن "إسرائيل" واصلت وضعها لأهداف أخرى، لعل أهمها هو "عبرنة" الأسماء العربية، من خلال كتابة لفظها واسمها العبري بحروف عربية.
اللفظ العبري
وتغيرت لافتات الشوارع التي تشير إلى الاتجاهات إلى مدينة عكا التاريخية إلى اسم "عكو أو "أكو"، وهو اللفظ والاسم الذي أقرته "إسرائيل" للمدينة بعد احتلالها وتهجير غالبية سكانها عام 1948.
ووضعت على اللافتات اسم "يافو"، مكان اسم يافا، و"لود" مكان اسم مدينة اللد، وذلك بهدف طبع هذه الأسماء في أذهان الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة عام 1948، الذين يمرون يوميًا على العشرات منها، وكذلك أمام السياح الأجانب وكل من يرى هذه اللافتات، بحسب ما ذكرت الدراسة.
وفي القدس، تقوم لجنة التسميات التابعة لبلدية الاحتلال في القدس بوضع الأسماء العبرية والتوراتية للمناطق، مثل "شمعون هتسديك" مكان الشيخ جراح، و"هجفورا" مكان طريق الواد التاريخي، كما أنها حولت اللافتات الإرشادية لمدينة القدس من القدس إلى "أورشليم".
View this post on Instagram A post shared by Kharita ™ | خــــريـــــطة (@mykharita)
ورغم ذلك، فقد بقيت مثلا قرية بذات الاسم رغم محاولات "إسرائيل" تحويل اسمها لإلى "تسيبوري"، وبقي الاسم الفلسطيني الأصلي على اللافتات الإرشادية بدل الاسم واللفظ العبري.
أصل المخطط
منذ أواخر القرن التاسع عشر، شرع "صندوق استكشاف فلسطين" بعملية مسح للأرض، وجمع خلالها أسماء عربية للمواقع، ثم ربطها بأسماء توراتية لتأكيد علاقة اليهود بالأرض، وأكد مسؤولون في هذا الصندوق أنهم "أعادوا البلاد إلى العالم" عبر الخرائط التي ربطت فلسطين بالتوراة، بحسب ما جاء في دراسة لمركز "بيت المقدس للدراسات التوثيقية".
وأوضحت الدراسة أنه قبل قيام "إسرائيل"، اعتُبرت "الهوية اليهودية" لفلسطين من المسلمات في الفكر الصهيوني الرافض لوجود شعب فلسطيني، وسط مزاعم أن العرب هم مهاجرون حديثون من الدول المجاورة.
وأكدت أن "الدعاية الصهيونية وسعت إلى تكريس فلسطين كأرض بلا شعب، وجعلت "إيرتس يسرائيل" (أرض إسرائيل) الاسم البديل لفلسطين.
وبعد النكبة مباشرة، جرى تأسيس "اللجنة الحكومية للأسماء" لتبديل الأسماء العربية إلى أخرى عبرية، ولا تزال فاعلة حتى الآن، وعملت على فرض الأسماء العبرية في المناهج التعليمية، وإجبار المعلمين والتلاميذ العرب على استخدامها.
وعملت اللجنة على إصدار خرائط جديدة باللغة العبرية تشمل تسميات جديدة، واستبعاد التسميات العربية من الخرائط البريطانية القديمة.
وأكدت الدراسة أن تغيير الأسماء يُعدّ جزءاً من استراتيجية "التشريش" (زرع الجذور) لإضفاء شرعية على الوجود الصهيوني، إذ تعمل "إسرائيل" على خلق هوية عبريّة جديدة تستمد شرعيتها من نصوص العهد القديم والتلمود، في تجاهل تام للهوية الفلسطينية.
ويظهر ذلك أيضا في مذكرات رئيس الوزراء التاريخي للاحتلال دافيد بن غوريون، التي قال فيها إنه خلال جولة إلى منطقة سدوم في النقب ثم إلى إيلات جنوبا، صادف أن كل الأسماء للحيز المكاني كانت عربية.
وأضاف بن غوريون: "اتجهت إلى إيلات بتاريخ 11 حزيران/ يونيو 1949 في يوم السبت، مررنا في منطقة العارابا، وصلنا إلى عين حاسوب، ثم إلى عين وهنة، لذا فإن من الضروري إكساب هذه الأماكن أسماء عبرية قديمة، وإذا لم تتوفر أسماء كهذه، فلتعط أسماء جديدة".
المواجهة
وتُبذل في فلسطين جهود متعددة من قِبَل مؤسسات ومبادرات تهدف إلى الحفاظ على اللغة العربية وتعزيز الهوية الثقافية الفلسطينية، خاصة في مواجهة التحديات التي تفرضها السياسات الإسرائيلية.
وفي 2021، جرى تأسيس جمعية حماية اللغة العربية في فلسطين "ضاد" بمبادرة من أدباء ونقّاد وأكاديميين فلسطينيين، وتهدف إلى أن تكون حلقة وصل بين المؤسسات والهيئات المختلفة، بالإضافة إلى كونها ملتقى للأفراد المهتمين باللغة العربية.
وتسعى الجمعية إلى تعزيز البحث والدراسة في مجال اللغة، وتشجيع النقاد والمجددين على إغناء المكتبة الفلسطينية والعربية، وإيصال الجهود إلى المتلقين والمعنيين بوسائل وآليات فعّالة.
وفي داخل الأراضي المحتلة عام 1948، جرى إطلاق "مبادرة اللغة العربية في يافا" وهي برنامج شاملًا لتعليم اللغة العربية يستهدف الأطفال والشباب في المدينة، ويهدف البرنامج إلى تعزيز الهوية الثقافية والحفاظ على اللغة كجزء من التراث الفلسطيني.
وجرى أيضا إطلاق مبادرة من قبل جمعية الثقافة العربية في مدارس الداخل الفلسطيني بهدف تعزيز استخدام اللغة العربية كلغة هوية في المدارس، خاصةً في ظل مناهج التعليم الإسرائيلية التي لا تتعامل مع العربية على هذا الأساس.
وتسعى المبادرة إلى تعريف الجيل الشاب بالأدب الفلسطيني وباللغة العربية كجزء من هويتهم الثقافية.