بنك التنمية الألماني يوقع أول اتفاقية تمويل بالمغرب
تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT
وقع فرع بنك التنمية الألماني "تسهيل الاستثمارات لأجل التشغيل"، والجامعة الأورومتوسطية بفاس ، الثلاثاء بفاس، اتفاقية لمنح مبلغ مالي قدره 58ر37 مليون درهم (51ر3 مليون أورو) لتنفيذ مشروع "مصنع مدرسة رائدة 4.0 ".
وتمثل هذه الاتفاقية التي وقعها ممثل آلية التمويل "تسهيل الاستثمارات لأجل التشغيل" ورئيس الجامعة الأورومتوسطية بفاس مصطفى بوسمينة، أول مشروع يتم تمويله بصفة مشتركة من قبل هذه الآلية بالمغرب لفائدة برنامج يروم خلق فرص الشغل مستدامة تتسم بالجودة في ميدان الصناعة 4.
وسيستفيد المشروع، الذي سيخصص له غلاف إجمالي يقدر ب 2ر53 مليون درهم (97ر4 مليون أورو) من مساهمة هذه الآلية بنحو 70 في المائة، ومساهمة الجامعة الأورومتوسطية بفاس بنسبة 30 في المائة.
وتندرج هذه المبادرة في إطار الشطر الثاني من مشروع "فاس سمارت فاكتوري " الذي قدمته الجامعة الأورومتوسطية بفاس بشراكة مع عدد من المؤسسات الوطنية والجهوية.
ويروم المركز الجديد للتكوين الذي سيدخل حيز الخدمة ابتداء من شتنبر 2026، مواكبة التحول الرقمي للنسيج الصناعي المغربي.
وفي تصريح للصحافة بالمناسبة، أكد السيد بوسمينة على "الأهمية الاستراتيجية" لهذا المشروع، مشيرا إلى أن هذه المبادرة "تتماشى تمام ا مع الاستراتيجية الوطنية والشراكة الاستراتيجية الفريدة القائمة بين المغرب وألمانيا، كما تستجيب للأهداف التي حددتها وزارات الصناعة والانتقال الرقمي والاقتصاد والمالية".
وأوضح أن مشروع "مصنع مدرسة رائدة 4.0 " الذي يرتكز على مبدأ الصناعة 4.0 يروم "مواكبة المقاولات في تحولها الرقمي لتحسين تنافسيتها وجودة منتجاتها".
كما أكد على الجانب المرتبط بالتكوين، موضحا أن المشروع سيغطي "تكوين المهندسين والتقنيين والفاعلين والطلبة من خلال ماستر مهني"، وذلك بهدف تكوين متخصصين في الصناعة 4.0، "التي أضحت تضطلع بدور هام في تحسين قدرتنا التنافسية واستقطاب حصص سوقية على المستوى الدولي".
من جهته، أكد هشام شهير، على أهمية هذه الاتفاقية الخاصة بالتمويل التي تقوم بها آلية "تسهيل الاستثمارات لأجل التشغيل" بالمغرب.
وأوضح أن "الأمر يتعلق بمشروع مبتكر يساهم في خلق فرص الشغل، وهو دفع آلية تسهيل الاستثمارات لأجل التشغيل لتمويله بصفة مشتركة، مشيرا إلى أن المشروع يروم "بناء وتجهيز مركز جديد للتكوين مخصص لمهن الصناعة 4.0".
كما سلط السيد شهير الضوء على الأهداف التي يطمح المشروع إلى تحقيقها المتمثلة في "دعم التحول الرقمي للجهة وتوفير تكوين يتسم بالجودة لفائدة الشباب المحلي لتسهيل اندماجهم في سوق الشغل".
من جانبها، أكدت مونيكا مراد، نائبة مسؤول التعاون بالسفارة الألمانية بالرباط، على الأثر الكبير المتوقع لهذا المشروع، شميرة إلى أن "هذا المركز يهدف خلال سنواته الثلاث الأولى إلى تكوين 585 خريج، وتعزيز مهارات أزيد من 1100 مهني، مع خلق أزيد من 500 وظيفة جديدة".
كما أكدت أن المشروع يتماشى مع الأولويات الوطنية، مؤكدة أن "دعم هذا المركز المبتكر المخصص للتكوين يؤكد التزامنا تجاه استراتيجية المغرب الرامية إلى خلق فرص الشغل والاندماج المهني".
وأضافت أن هذه المبادرة "ستساهم في التحول الرقمي للنسيج الصناعي بالمغرب من خلال الاستجابة لانتظارات الفاعلين الخواص الراغبين في التكيف مع عصر الصناعة 4.0".
وبحسب شركاء هذا المشروع، يمثل توقيع هذه الاتفاقية بداية سلسلة من التمويلات تهم مشاريع أخرى توجد الآن في مرحلة الفحص النهائي.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
داعش الصومال.. مركز تمويل الإرهاب في إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت دراسات حديثة أن تنظيم داعش الصومال، تحولت إلى منبع أساسي لتمويل الإرهاب، ليس فقط في إفريقيا، بل يمتد تأثيرها إلى الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.
فقد أصبحت هذه الجماعة الإرهابية ركيزة مالية ولوجستية مهمة داخل منظومة داعش العالمية، حيث تضخ ملايين الدولارات والأسلحة والمقاتلين إلى فروع التنظيم في مختلف المناطق.
بروز داعش الصومال في المشهد الجهادي العالمييتمركز داعش الصومال في الجبال الشمالية لمنطقة بونتلاند، مما يجعله حلقة وصل رئيسية بين فروع داعش الممتدة من أفغانستان شرقًا إلى موزمبيق غربًا.
وعلى الرغم من أنه كان يُنظر إليه سابقًا على أنه تهديد أمني محدود، إلا أن نفوذه تنامى بسرعة، خاصة بعد أن بات مكتب القرار التابع له أحد الأعمدة الرئيسية لمنظومة داعش.
وقد برز هذا التأثير بوضوح في فبراير 2024، عندما نفذ مقاتلوه هجومًا عنيفًا على قاعدة عسكرية في بونتلاند، مما أسفر عن مقتل 100 شخص وإصابة 60 آخرين.
وكان لهذا التصعيد تأثير كبير على مكانة أمير داعش الصومال، عبد القادر مؤمن، الذي أصبح من الشخصيات البارزة في العمليات الإرهابية العابرة للحدود.
التوسع المالي لداعش الصومال: من 70 ألف دولار إلى 6 ملايين سنويًافي عام 2019، كان عبد القادر مؤمن يدير موارد مالية لا تتجاوز 70 ألف دولار سنويًا، لكنه تمكن خلال سنوات قليلة من السيطرة على شبكة مالية تُدر عليه 6 ملايين دولار سنويًا، مما جعله أحد أهم القادة داخل التنظيم.
ووفقًا لتقرير صادر عن مجموعة الأزمات الدولية، فإن تأثير داعش الصومال لم يعد مقتصرًا على عملياته داخل البلاد، بل امتد ليشمل تمويل ودعم الجماعات المتشددة في مناطق أخرى.
وجاء في التقرير، رغم أن داعش الصومال لا يزال محدود التأثير على الأرض، إلا أن دوره المالي يجعله قوة لا يُستهان بها.
وربما يكون عبد القادر مؤمن قد أصبح فعليًا أحد قادة داعش على المستوى العالمي".
جنوب إفريقيا.. بوابة تمويل داعش في القارةتمثل الخلايا غير الرسمية الموالية لداعش في جنوب إفريقيا عنصرًا محوريًا في توفير الأموال للتنظيم، حيث تعمل كوسطاء لتنظيم عمليات الإنفاق والتمويل.
ويعتمد داعش الصومال على تبادل العملات المشفرة وشبكات الحوالة غير الرسمية لنقل مئات الآلاف من الدولارات التي يتم تحصيلها عبر:
الاختطاف للحصول على الفديةالابتزاز والإتاوات غير القانونية تحت ستار "الزكاة"عمليات تهريب الأسلحة والبضائعويتم إرسال هذه الأموال من جنوب إفريقيا إلى فروع داعش في جمهورية الكونغو الديمقراطية ومالي وموزمبيق، مما يساهم في دعم العمليات الإرهابية عبر القارة.
دعم داعش وسط إفريقيا.. الدور الحاسم لداعش الصوماليعد داعش وسط إفريقيا، المعروف باسم تحالف القوى الديمقراطية، أحد أبرز المستفيدين من أموال داعش الصومال، وفقًا لبحث أجراه برنامج مكافحة التطرف في جامعة جورج واشنطن.
وأشار البحث إلى أن التنظيم في الكونغو الديمقراطية كان على وشك الانهيار ماليًا، إلا أن التمويل القادم من الصومال مكنه من إعادة تنظيم صفوفه وتوسيع نطاق هجماته.
شركات الحوالة والعملات المشفرة.. أدوات داعش الماليةرغم أن العملات المشفرة تتيح تتبع المعاملات عبر محافظ رقمية معروفة، إلا أن شركات الحوالة التقليدية تظل وسيلة فعالة للإرهابيين لنقل الأموال بعيدًا عن أعين السلطات. وتعمل هذه الشبكات وفق نظام الثقة والذمة، حيث يقوم العملاء بإيداع الأموال لدى وسيط في بلد معين، ويتسلمها المستلم من وسيط آخر في بلد آخر دون الحاجة إلى المرور عبر النظام المالي الرسمي.
وتشير دراسات برنامج مكافحة التطرف إلى أن إحدى شبكات الحوالة، المعروفة باسم "هيريو"، قامت خلال 18 شهرًا فقط بنقل أكثر من 400 ألف دولار من داعش الصومال إلى عملاء في جنوب إفريقيا، ومنها تم تحويل الأموال إلى عناصر داعش في عدة دول إفريقية وحتى في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ورغم نجاح السلطات في تفكيك هذه الشبكة في سبتمبر 2021، إلا أن الخبراء يؤكدون أن شبكات أخرى لا تزال تعمل، وربما كانت تنشط بالتوازي معها خلال الفترة ذاتها.
التمركز الاستراتيجي لداعش الصومال في مرتفعات بونتلاندرغم أن داعش الصومال لا يزال أقل نفوذًا داخل الصومال مقارنةً بحركة الشباب، إلا أن موقعه في الجبال الوعرة لبونتلاند يمنحه حرية حركة كبيرة دون مواجهة مقاومة تُذكر.
ووفقًا لمجموعة الأزمات الدولية، فإن قوة التنظيم الحقيقية تكمن في طموحاته المستقبلية أكثر من قدراته الحالية.
داعش الصومال أصبح مركزًا ماليًا إقليميًا، مما مكنه من توسيع نطاق عملياته، لكن التهديد الحقيقي لا يكمن في ما يفعله اليوم، بل في ما يخطط له غدًا.
ختامًا.. مستقبل داعش الصومال ودوره في المشهد الإرهابي العالميمع استمرار تدفق الأموال والأسلحة عبر شبكاته المالية، يتحول داعش الصومال إلى أحد أهم أذرع التمويل لتنظيم الدولة الإسلامية عالميًا.
فبينما يُنظر إليه على أنه كيان محدود العمليات داخل الصومال، إلا أن دوره المالي المتنامي يمنحه تأثيرًا يتجاوز حدوده الجغرافية، مما يجعله تهديدًا أمنيًا إقليميًا ودوليًا.