التوقيت لافت.. لهذه الأسباب زار جنبلاط حليفه برّي يوم أمس
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
لافتةً جداً كانت زيارة الرّئيس السابق للحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط لرئيس مجلس النواب نبيه بري، أمس الأحد، حيثُ كانت هناك جولةُ أفقٍ في مختلف الأوضاع السياسية والأمنية.
ما حملته زيارة جنبلاط المُتفق عليها مسبقاً، تكشفُ عن 3 أمورٍ أساسية هي :
1- عدم خروج جنبلاط بتاتاً من الجبهة السياسية، ومن خلال تواصله مع برّي، فإنه يُبقي على خطوط التقاطع مع الأخير في مختلف الملفات.
2- إنّ جنبلاط رغِب بأن يزور برّي بعد غياب، وقد جاء ذلك وسط سعي بعض الجهات السياسية للحديث عن "تذبذب" العلاقة بين الطرفين. وإزاء ذلك، فإنّ "زعيم المختارة" قرر كسر هذا الأمر بالزيارة التي حصلت، وموقفه بالأمس من عين التينة يؤكد أن العلاقة مع "حليفه" بري مستمرة ولا يهزها شيء.
3- إن الزيارة الجنبلاطية إلى بري وفي هذا التوقيت كانت مطلوبة تماماً لاسيما أنها جاءت مع حدثين أساسيين: أحداث عين الحلوة وتحذيرات السفارات. وفي خضم ما يجري، كان منتظراً أن يكون لجنبلاط موقفٌ بارز يساهم قليلاً في "تنفيس الإحتقان" بالأجواء، وقد يكون تصريحهُ من عين التينة في أول زيارة له بعد الخروج من "رئاسة الإشتراكي"، هو الباب الأنسب لإسداء الموقف المطلوب. أما الأمر الأهم، فقد كان في تأكيد جنبلاط على أن الأمور محصورة إلى حدّ ما في عين الحلوة، وتقول المعلومات إنّ "وليد بيك" تابع مع مختلف الجهات ما يجري في المُخيّم، لاسيما مع الجانب الفلسطيني الذي تربطهُ به علاقة قوية جداً.
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
إستياء.. هل بدأ طلاق بري – جنبلاط؟
أقل ما يمكن قوله عن إستشارات رئاسة الحكومة الإثنين، أنها كانت مقدّمة لـ"طلاق" مقنع بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس السابق للحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط، وذلك بعد تسمية حزبه الرئيس المكلف نواف سلام لتشكيل الحكومة .
ما يبدو هو أنّ جنبلاط اصطدم بواقعين صعبين، الأول وهو أنه لا يريد الإلتفاف على ما تفرضه الإشارات الخارجية، بينما في الوقت نفسه لا يسعى لـ"قطع شعرة معاوية" مع بري، الحليف الوثيق جداً.
لم يستطع جنبلاط الإستدارة باتجاه حليفه، فتركه وحيداً مع "حزب الله" الذي وجد أن تكليف سلام بمثابة "نكث" لكل الضمانات التي حاز عليها منذ بداية العهد. ما يظهر هو أنَّ جنبلاط نأى بنفسه عن بري، فحصل الإفتراق والطلاق الأوليّ، وما يُفهم الآن ضمن الطائفة الشيعية هو أنّ جنبلاط لم ينجح بـ"فرملة الإنقلاب" ضدها والذي يتحدث عنه "حزب الله" وبري معاً.
الآن، أصبح جنبلاط مُحرجاً لدرجة كبيرة مع رئيس البرلمان، وبات الآن أمام اختبارٍ صعب أساسه تعويض ما شهدته جلسة الاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة والتي عزّزت الإنقسام في البلد.
لم يلعب جنبلاط دور "بيضة القبان" كما كان يجري سابقاً، ولو لم يسمّ أحداً لكان "أبغض الحلال"، ولكان فتح المجال أكثر أمام المكونات مختلفة لقراءة جديدة للمسار الحكومي من دون الإصطدام مع الطائفة الشيعية التي باتت تراها نفسها قيد "الإستفراد" والإستضعاف.
المرحلة المقبلة ليست سهلة، وفق ما تقول مصادر سياسية لـ"لبنان24"، والسؤال: هل سيتعاطى جنبلاط معها بـ"مرونة"؟ ما هي الرسائل الإيجابية التي قد يمررها باتجاه حليفه القديم بعدما وجد الأخير أن هناك انقلاباً عليه وجنبلاط لم يمنعه؟
أقله ما يمكن قوله هو أن جنبلاط وقف أمام استحقاقين، الأول وهو ترميم العلاقة مع بري ومع "الثنائي الشيعي" كما يجب، والاستحقاق الثاني يرتبط بتوجهاته للمرحلة المقبلة وعما إذا كان يرضى باستبعاد مكون أساسي من الحكومة.. هل سيفعل شيئاً خلال تشكيل الحكومة التي تقف أمام خطورة "عدم التأليف"؟ كيف سيتعاطى مع "الثنائي" في حال قرر حقاً الإنتقال إلى المعارضة الصارمة؟
حتماً، ما يتبين هو أنَّ التوتر تعزز بشكل فعلي وعادت البلاد إلى مرحلة "الإنقسام العمودي" الذي كان قائماً في العام 2005، فيما المخرج الأساسي لـ"عقدة التأليف" تحتاج إلى الكثير من التحركات والتوافقات، وهذا الأمر ليس قائماً حتى الآن.
في خلاصة القول، ما يظهر هو أن عهد عون بدأ بـ"تقليعة صعبة" قد تؤدي إلى تطويقه، ولهذا السبب فإنَّ تدارك الظروف الحالية لا يحتاج إلى تحرك من جنبلاط فحسب، بل من مختلف الأطراف الأخرى، بينما بات "الثنائي الشيعي" الآن أمام مرحلة جديدة عنوانها تعويض الخسائر السياسية وابتداع مناورة جديدة للخروج من المأزق الذي دخل إليه.
المصدر: خاص "لبنان 24"